القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمد مهدي الجواهري الكل
المجموع : 5
لا أريدُ " الناي " إني
لا أريدُ " الناي " إني / حاملٌ في الصدرِ نايا
عازفاً آناً فآناً / بالأماني والشَّكايا
البلايا أنطَقتْهُ / سامحَ اللهُ البلايا
حافظاً كلَّ الذي / مرَّ عليه كالمرايا
سّيء الحالِ ولكنْ / حَسُنَت منه النَّوايا
حجزَ الهمُّ على / أنفاسِه إلاَّ بقايا
أفلتت في نَبراتٍ / شائعاتٍ في البرايا
ترقصُ الفتيانُ إن / غَنَّيتُ فيه والفتايا
هو وِردي في صباحي / وصَلاتي في مسايا
مُعجِزٌ تهييجُهُ كلَّ / المُغَنّينَ سِوايا
أدركتْ ظاهره النّاَسُ / وأدركتُ الخفايا
رنَّةُ المِعَولِ في الحفرةِ / صوتٌ لِلمنايا
كومةٌ للرملِ أم / جُمجمةٌ طارتْ شظايا
حملَ الناسُ سكوناً / وجَلالاً في الحنايا
شاعراً أدركهُ الموتُ / غريباً في الزوايا
سبرَ الأفق بعينٍ / أدركتْ منه الخبايا
فانبرى يُوحي إلى النَّاس / منَ الأسرارِ آيا
ثمَّ أغفاها وفي النَّفْسِ / ميولٌ ونوايا
قالَ لمَّا لَقَّنوهُ : / أنَا لا أملكُ رايا..
لستُ أدري ما أمامي .. / لستُ أدري ما ورايا
لا أرى مَن شيَّعوني / منكمُ إلاَّ مطايا!
رجعتْ إذ لم يجدْ سائقها / للسيرِ غايا
حَزِنَ " الشيخُ " ولكنْ / ضحِكتْ منه الصبَّايا
إي وعيشٍ مضى عليك بَهيِّ
إي وعيشٍ مضى عليك بَهيِّ / وشُعاعٍ من شّطِكِ الذهبيِّ
والتفافِ النَّخيل حولَكَ حتَّى / لو تقصَّيْتَ لم تجدْ غيرَ في
وانبساطِ السَّفْحِ الذَّي زاحمته / دَفَعاتٌ من مَوجكَ الثَّوْري
وسنا الشَّمس حين مجَّتْ لُعاباً / ارسلته من نورها الكسروي
فتخالُ الضياءَ والماءُ موجٌ / في رواحٍ من جانبٍ ومجي
كخيوطٍ من فضَّةٍ بتْنَ طوع الرّيح / بين الشمال والشرقي
وابتسام البدرِ المطلِّ إذا ما / بات يجلو الدُّجى بوجهٍ وَضي
وزمانٍ حلوٍ كطلِّ ندّيٍ / لم يَشُبْهُ صفوُ السَّماء بشي
لو تحولْتَ عن مجاريك أو حُلت / لما جئتَ بالنكير الفري
يا فُراتي وهل يُحاكيك نهرٌ / في جمالِ الضُحى وبردِ العَشِي
ملكتْ جانبيك عُرْبٌ أضاعوا / إذ أضاعوا حِماكَ عهدَ قُصي
نضجتْ بالصَّغار منهم جلودٌ / ولقد تنضج الجلودُ بِكَي
إي ومجرى الجيادِ يومَ التنّاَدي / ومجرِّ الرماح حول الندي
دنَّسَتْ طُهْرَكَ المطامعُ حتَّى / لم تَعُدْ تَنْقَعُ الغليلَ برِيِ
الخَنى ..أين عنه نفسُ أبيّ / والحِمىَ.. أ]ن عنه طَرْفُ الحَمِي
لا القنا يومَ تنثني لِمَذَبٍ / عن حريم ٍ ولا الظبى لكمي
آه ..لولا خِصبُ العراق وريفٌ / هو لولاه لم يكن بمرِي
ما استجاشتْ له المطامعُ والتفَّتْ / عليه من المَحَلِّ القَصِي
واستخفَّتْ به الشعوبُ وباتَتْ / وهي ترنو له بلحظٍ خفيّ
قد نطقنا حتَّى رُمينا بهُجْرٍ / وسكتنا حتَّى اتُهِمنا بِعي
ورضِينا حُكْمَ الزَّمانِ وما كانَ / احتكامُ الزمانِ بالمَرْضي
فإذا كلُّ يومِنا مثلُ أمسٍ / وإذا كلُّ رُشدنا مثلُ غَي
وعلمنا ان ليس نملك أمراً / فصبرنا على احتكام " الوصي !"
رَبَأتُ بنفسي أن تظل كما هيا
رَبَأتُ بنفسي أن تظل كما هيا / تُرَجِّي سراباً او تخافُ دواهيا
واكبرتُ أني لا ازالُ دريئة / يجرب فيها المُغرضون المراميا
نظائرُ مما احكم الغدرُ نسجَها / تذكِّرُني ما كنتُ بالأمس ناسيا
تجاريبُ لم أنعُم بعُقبى احتمالِها / على أن عندي غيرَها ما كفانيا
فلم ألف من خيرٍ ونُصح مُعوِّضاً / لأحمدَ عن شَرٍّ وغدرٍ جوازيا
كَفَى مُخبراً بي ان تكونَ مطامحي / مباهجَ أقوام تجيءُ ورائيا
ولم أرَ الا انني غيرَ منطوٍ / على خِسّة لما ابتغيتُ الدواعيا
إذا ما أدَرت الفكر فيما ارومُه / وما أبتغيه ان يكون مثاليا
وفي حالةٍ أُرغِمتُ ان أصطلي بها / مُحَلِّقَ نفسٍ عاثرَ الجد كابيا
رثَيتُ نفوسَ الشاعرين طموحةً / أريدُ لها ان تستَذلَّ جواثيا
عجِبْتُ لشعبٍ يُنجبُ الفَرد نَابغاً / حريقاً حصيفاً واثب النفس واعيا
يريد له نهجاً من المجد لاحِباً / وعصراً به يشأى العصورَ الزواهيا
يُزيل الشباب الرِخوَ عن مُستقرِّهِ / ويدفعه دفعَ الأتيِّ الجواريا
ويرهق بالتفكير نفساً عزيزةً / ليُعتِقَ رِقّاً او ليُرشدَ غاويا
ويستنهض الارواحَ غُفلاً مؤثِّلاً / قوادِمَه من شعره والخوافيا
له كلَّ يوم قطعةٌ من فؤادِه / يُساقطها للناشئين قوافيا
ولا سائلٌ عن ليلة كيف باته / ولا كيف لاقى الصبحَ اسودَ داجيا
تشكَّى الطموحَ من مُحيطٍ أجاعه / فاطعمتُه غُرَّ القوافي دواميا
وما هي بالشكوى ولكن أثارة / وقد يُحسَب الليثُ المزمجرُ شاكيا
لعَنْتُ الضميرَ الحرّ لعنةَ غاضبٍ / رأي الغُنْم محموداً فذمَّ التفاديا
لقد كنتُ عما اصطلي في كِفاية / لو انيَ كنتَ المستغِلَّ المُحابيا
وقد كنت في بحبوحة لو عَدِمتُه / شعوراً حباني العُدمَ فيما حبانيا
لعمريَ أني سَوف اختطُّ خُطّة / تُضاعف دائي أو تكونُ دوائيا
وسوفَ أُري الايامَ نقمةَ حاقدٍ / اذا ما تقاضاها أساءَ التقاضيا
وما أبتغي رَدَّ العوادي منيخةً / على يدِ من يُزجِي إليَّ العواديا
ولكن بكفٍّ علَّمَ الزندُ كفَّها / مُقارعَةً او يسقطُ الزندُ واهيا
ألا هل أراني مُرسِلاً في شكيمتي / تُصرَّف كفّي كيف شاءت عنانيا
اذنْ لاستشَفَّ الناسُ نفساً تجلببتْ / غباراً يغطي اقتمَ الريشِ بازيا
وجدتُ دواءً في الصراحة ناجعاً / إذا افتَقَدتْ نفسي طبيباً مُداويا
وقد كان سِلمٌ في التغابي وراحةٌ / بقلبي لو أنّي أطَقتُ التغابيا
حباني العراق السمحُ أحسنَ ما حبا / به شاعراً للحق والعدل داعيا
وجاء كما استمطرتُ في الصيف مزنةً / وعيشاً كما اسأرتُ في الكأسِ باقيا
وعيشاً إذا استعرضته قلت عنده : / " كفى بك داء ان تَرىَ الموت شافيا"
وأوعدني بعد المماتِ احتفاءةً / يجوِّدُ فيها المُنشدون المراثيا
وحَفْلاً ترى فيه اكُفّاً تعجَّلَت / ظِمائيَ تستسقي عليّ الغواديا
وتلك " يد " أعيا لساني وفاؤها / فاوصيتُ اولادي بها وعياليا!
وان " فراتاً " للكفيءُ بشكرها / اذا مِتُ فليردُدْ عليها العواديا
مَضَت زَهرةُ العمر التي يحسبونَها / هي العمرُ لا عُوداً مع الشيب ذاويا
وراجعت في هذا السجل فصولَه / اقلِّبُ اياماً به ولياليا
أحاسِب نفسي كيف ألفَتْ يبيسة / ضروعاً سقت وغداً وغِرّاً وجافيا
وعما أفادت من بلادٍ تكالَبَتْ / على الغُنم وارتدَّت سِباعاً ضواريا
الم تجِدي والدهرُ نشوانُ طالِعٌ / على الناس بالأفراح إلاّ المآسيا
يقصُّون احوالََ الحياة تمتُّعاً / وأنتِ تقصيِّن الحياة أمانيا
ولمّا أبَتْ عُذراً يقوم بحالها / مَضَت تدَّعي إن لم تُجَلبَبْ مخازيا
محاذيرُ يسترضي المغرِّرُ نفسَه / بها ويُخلِّيها جَسورٌ تحاشيا
ولا خيرَ في بَغيٍ تحاول نيلَها / إذا لم يُنهِكْ بيِّنَ البطش عاتيا
ولم يَعدُ في قصدي ولا سدَّ مذهبي / ولم يُنهِكْ الصبرَ المملِّ اعتزاميا
لئن كرهتْ مني الحضارةُ ناقماً / فقد حَمِدتْ مني البداوةُ باديا
صَبوراً على بأسائِها لا يخالُها / اشدَّ أذى من أن يُداري اعاديا
ولكنَّني آسَي لأخلاق عصبة / تعُدُّ المزايا الطيباتِ مساويا
ترى كل مَرهوبِ الشَذاة عدوَّها / وكلِّ رخيِّ العودِ خِلاٍّ مُصافيا
وهذا بلاء يُمطر الشرَّ منذراً / وهذا وباءٌ يَجرف الشَعب غاشِيا
أوَّل العهدِ بالَّتي حَمَّلتني
أوَّل العهدِ بالَّتي حَمَّلتني / شططاً في الهوى وأمراً فِرِيّا
وَضْعُ كفّي في كفّها تتلظَّى / مِن غرامٍ . كمَنْ يُناوِل شَيّا
رجفَت رَجفْةً قرأتُ التشهّي / فوقَها واضحاً . بليغاً . قويّا
ثم قالت بطرفها بعدَ لأيٍ : / عن طريقٍ سهلٍ وصَلْتَ إليّا!
وهيَ سمراءُ في التقاطيع منها / يجِدُ الحالمونَ شِبعاً ورِيّا
ينفحُ العَطر جِلدُها ويسيلُ الدِفءُ / في عِرْقها لذيذاً شهيّا
لو قرأتَ الخطَّ ! الذي واسَطَ النهدينِ / يستهدفُ الطريقَ السويّا!
لتَمَشَّيْتَ فوقَه بالتمنّي / ووصلت الكنزَ الثمينَ الخفيّا
وتصبَّاكَ منتهاهُ تصبّي / عالَمٍ آخرٍ تقيّاً نَقيّا
يا خليليَّ والبلاءُ كثيرٌّ
يا خليليَّ والبلاءُ كثيرٌّ / في بلادي ولا كهذي البليهْ
أْزَمنَ الداء في العراق ولن يَشفيه / إلا الجرّاح والعمليه
أفَتِىٌّ عراقنا ؟ فلماذا / خدعوه ؟ وذاك شأن الفتيه
سَحَرْتنا ظواهرُ الأمر حتى / أوهمتنا أن البلاد قويه
نتغنى وعصْرنا من نُحاس / بأغاني عصورنا الذهبيه
نَخر الجهل أُمّتي نخرة السوس / فأينَ المجامعُ العلميه
كلُّنا في الجْمود والجهل وحشيون / لكنْ حقوقنا مدنيه
كلُّنا في النفاقِ والختلِ نُبدي / كلَّ يوم مهارة فنيه
وطني كلُّ من عليه وزيرٌ / واضعٌ نُصبَ عينه كرسيِّه
قد لففنا كل المساوي فينا / برداء من نهضة وطنيه
ما شَقِينا إلاّ لأنا حسِبْنا / أن في الكذب جرأة أدبيه
كثر المدَّعونَ لما اختلفنا / في البديهيِ فكرةً فلسفيه
لو يقول الاديب في الشرق " إن الأرض / تحتي " لسُميت نظريه!
كلُّنا بالذي تمنى سعيد / لا نبالي أن البلاد شقيه
أسمعتم ما قيل عن " برلماني " / وعرفتم مهارة الحزبيه؟
لست أدري لكن يقول خبير : / في البضاعات ... شدة " لندنيه "

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025