المجموع : 5
لا أريدُ " الناي " إني
لا أريدُ " الناي " إني / حاملٌ في الصدرِ نايا
عازفاً آناً فآناً / بالأماني والشَّكايا
البلايا أنطَقتْهُ / سامحَ اللهُ البلايا
حافظاً كلَّ الذي / مرَّ عليه كالمرايا
سّيء الحالِ ولكنْ / حَسُنَت منه النَّوايا
حجزَ الهمُّ على / أنفاسِه إلاَّ بقايا
أفلتت في نَبراتٍ / شائعاتٍ في البرايا
ترقصُ الفتيانُ إن / غَنَّيتُ فيه والفتايا
هو وِردي في صباحي / وصَلاتي في مسايا
مُعجِزٌ تهييجُهُ كلَّ / المُغَنّينَ سِوايا
أدركتْ ظاهره النّاَسُ / وأدركتُ الخفايا
رنَّةُ المِعَولِ في الحفرةِ / صوتٌ لِلمنايا
كومةٌ للرملِ أم / جُمجمةٌ طارتْ شظايا
حملَ الناسُ سكوناً / وجَلالاً في الحنايا
شاعراً أدركهُ الموتُ / غريباً في الزوايا
سبرَ الأفق بعينٍ / أدركتْ منه الخبايا
فانبرى يُوحي إلى النَّاس / منَ الأسرارِ آيا
ثمَّ أغفاها وفي النَّفْسِ / ميولٌ ونوايا
قالَ لمَّا لَقَّنوهُ : / أنَا لا أملكُ رايا..
لستُ أدري ما أمامي .. / لستُ أدري ما ورايا
لا أرى مَن شيَّعوني / منكمُ إلاَّ مطايا!
رجعتْ إذ لم يجدْ سائقها / للسيرِ غايا
حَزِنَ " الشيخُ " ولكنْ / ضحِكتْ منه الصبَّايا
إي وعيشٍ مضى عليك بَهيِّ
إي وعيشٍ مضى عليك بَهيِّ / وشُعاعٍ من شّطِكِ الذهبيِّ
والتفافِ النَّخيل حولَكَ حتَّى / لو تقصَّيْتَ لم تجدْ غيرَ في
وانبساطِ السَّفْحِ الذَّي زاحمته / دَفَعاتٌ من مَوجكَ الثَّوْري
وسنا الشَّمس حين مجَّتْ لُعاباً / ارسلته من نورها الكسروي
فتخالُ الضياءَ والماءُ موجٌ / في رواحٍ من جانبٍ ومجي
كخيوطٍ من فضَّةٍ بتْنَ طوع الرّيح / بين الشمال والشرقي
وابتسام البدرِ المطلِّ إذا ما / بات يجلو الدُّجى بوجهٍ وَضي
وزمانٍ حلوٍ كطلِّ ندّيٍ / لم يَشُبْهُ صفوُ السَّماء بشي
لو تحولْتَ عن مجاريك أو حُلت / لما جئتَ بالنكير الفري
يا فُراتي وهل يُحاكيك نهرٌ / في جمالِ الضُحى وبردِ العَشِي
ملكتْ جانبيك عُرْبٌ أضاعوا / إذ أضاعوا حِماكَ عهدَ قُصي
نضجتْ بالصَّغار منهم جلودٌ / ولقد تنضج الجلودُ بِكَي
إي ومجرى الجيادِ يومَ التنّاَدي / ومجرِّ الرماح حول الندي
دنَّسَتْ طُهْرَكَ المطامعُ حتَّى / لم تَعُدْ تَنْقَعُ الغليلَ برِيِ
الخَنى ..أين عنه نفسُ أبيّ / والحِمىَ.. أ]ن عنه طَرْفُ الحَمِي
لا القنا يومَ تنثني لِمَذَبٍ / عن حريم ٍ ولا الظبى لكمي
آه ..لولا خِصبُ العراق وريفٌ / هو لولاه لم يكن بمرِي
ما استجاشتْ له المطامعُ والتفَّتْ / عليه من المَحَلِّ القَصِي
واستخفَّتْ به الشعوبُ وباتَتْ / وهي ترنو له بلحظٍ خفيّ
قد نطقنا حتَّى رُمينا بهُجْرٍ / وسكتنا حتَّى اتُهِمنا بِعي
ورضِينا حُكْمَ الزَّمانِ وما كانَ / احتكامُ الزمانِ بالمَرْضي
فإذا كلُّ يومِنا مثلُ أمسٍ / وإذا كلُّ رُشدنا مثلُ غَي
وعلمنا ان ليس نملك أمراً / فصبرنا على احتكام " الوصي !"
رَبَأتُ بنفسي أن تظل كما هيا
رَبَأتُ بنفسي أن تظل كما هيا / تُرَجِّي سراباً او تخافُ دواهيا
واكبرتُ أني لا ازالُ دريئة / يجرب فيها المُغرضون المراميا
نظائرُ مما احكم الغدرُ نسجَها / تذكِّرُني ما كنتُ بالأمس ناسيا
تجاريبُ لم أنعُم بعُقبى احتمالِها / على أن عندي غيرَها ما كفانيا
فلم ألف من خيرٍ ونُصح مُعوِّضاً / لأحمدَ عن شَرٍّ وغدرٍ جوازيا
كَفَى مُخبراً بي ان تكونَ مطامحي / مباهجَ أقوام تجيءُ ورائيا
ولم أرَ الا انني غيرَ منطوٍ / على خِسّة لما ابتغيتُ الدواعيا
إذا ما أدَرت الفكر فيما ارومُه / وما أبتغيه ان يكون مثاليا
وفي حالةٍ أُرغِمتُ ان أصطلي بها / مُحَلِّقَ نفسٍ عاثرَ الجد كابيا
رثَيتُ نفوسَ الشاعرين طموحةً / أريدُ لها ان تستَذلَّ جواثيا
عجِبْتُ لشعبٍ يُنجبُ الفَرد نَابغاً / حريقاً حصيفاً واثب النفس واعيا
يريد له نهجاً من المجد لاحِباً / وعصراً به يشأى العصورَ الزواهيا
يُزيل الشباب الرِخوَ عن مُستقرِّهِ / ويدفعه دفعَ الأتيِّ الجواريا
ويرهق بالتفكير نفساً عزيزةً / ليُعتِقَ رِقّاً او ليُرشدَ غاويا
ويستنهض الارواحَ غُفلاً مؤثِّلاً / قوادِمَه من شعره والخوافيا
له كلَّ يوم قطعةٌ من فؤادِه / يُساقطها للناشئين قوافيا
ولا سائلٌ عن ليلة كيف باته / ولا كيف لاقى الصبحَ اسودَ داجيا
تشكَّى الطموحَ من مُحيطٍ أجاعه / فاطعمتُه غُرَّ القوافي دواميا
وما هي بالشكوى ولكن أثارة / وقد يُحسَب الليثُ المزمجرُ شاكيا
لعَنْتُ الضميرَ الحرّ لعنةَ غاضبٍ / رأي الغُنْم محموداً فذمَّ التفاديا
لقد كنتُ عما اصطلي في كِفاية / لو انيَ كنتَ المستغِلَّ المُحابيا
وقد كنت في بحبوحة لو عَدِمتُه / شعوراً حباني العُدمَ فيما حبانيا
لعمريَ أني سَوف اختطُّ خُطّة / تُضاعف دائي أو تكونُ دوائيا
وسوفَ أُري الايامَ نقمةَ حاقدٍ / اذا ما تقاضاها أساءَ التقاضيا
وما أبتغي رَدَّ العوادي منيخةً / على يدِ من يُزجِي إليَّ العواديا
ولكن بكفٍّ علَّمَ الزندُ كفَّها / مُقارعَةً او يسقطُ الزندُ واهيا
ألا هل أراني مُرسِلاً في شكيمتي / تُصرَّف كفّي كيف شاءت عنانيا
اذنْ لاستشَفَّ الناسُ نفساً تجلببتْ / غباراً يغطي اقتمَ الريشِ بازيا
وجدتُ دواءً في الصراحة ناجعاً / إذا افتَقَدتْ نفسي طبيباً مُداويا
وقد كان سِلمٌ في التغابي وراحةٌ / بقلبي لو أنّي أطَقتُ التغابيا
حباني العراق السمحُ أحسنَ ما حبا / به شاعراً للحق والعدل داعيا
وجاء كما استمطرتُ في الصيف مزنةً / وعيشاً كما اسأرتُ في الكأسِ باقيا
وعيشاً إذا استعرضته قلت عنده : / " كفى بك داء ان تَرىَ الموت شافيا"
وأوعدني بعد المماتِ احتفاءةً / يجوِّدُ فيها المُنشدون المراثيا
وحَفْلاً ترى فيه اكُفّاً تعجَّلَت / ظِمائيَ تستسقي عليّ الغواديا
وتلك " يد " أعيا لساني وفاؤها / فاوصيتُ اولادي بها وعياليا!
وان " فراتاً " للكفيءُ بشكرها / اذا مِتُ فليردُدْ عليها العواديا
مَضَت زَهرةُ العمر التي يحسبونَها / هي العمرُ لا عُوداً مع الشيب ذاويا
وراجعت في هذا السجل فصولَه / اقلِّبُ اياماً به ولياليا
أحاسِب نفسي كيف ألفَتْ يبيسة / ضروعاً سقت وغداً وغِرّاً وجافيا
وعما أفادت من بلادٍ تكالَبَتْ / على الغُنم وارتدَّت سِباعاً ضواريا
الم تجِدي والدهرُ نشوانُ طالِعٌ / على الناس بالأفراح إلاّ المآسيا
يقصُّون احوالََ الحياة تمتُّعاً / وأنتِ تقصيِّن الحياة أمانيا
ولمّا أبَتْ عُذراً يقوم بحالها / مَضَت تدَّعي إن لم تُجَلبَبْ مخازيا
محاذيرُ يسترضي المغرِّرُ نفسَه / بها ويُخلِّيها جَسورٌ تحاشيا
ولا خيرَ في بَغيٍ تحاول نيلَها / إذا لم يُنهِكْ بيِّنَ البطش عاتيا
ولم يَعدُ في قصدي ولا سدَّ مذهبي / ولم يُنهِكْ الصبرَ المملِّ اعتزاميا
لئن كرهتْ مني الحضارةُ ناقماً / فقد حَمِدتْ مني البداوةُ باديا
صَبوراً على بأسائِها لا يخالُها / اشدَّ أذى من أن يُداري اعاديا
ولكنَّني آسَي لأخلاق عصبة / تعُدُّ المزايا الطيباتِ مساويا
ترى كل مَرهوبِ الشَذاة عدوَّها / وكلِّ رخيِّ العودِ خِلاٍّ مُصافيا
وهذا بلاء يُمطر الشرَّ منذراً / وهذا وباءٌ يَجرف الشَعب غاشِيا
أوَّل العهدِ بالَّتي حَمَّلتني
أوَّل العهدِ بالَّتي حَمَّلتني / شططاً في الهوى وأمراً فِرِيّا
وَضْعُ كفّي في كفّها تتلظَّى / مِن غرامٍ . كمَنْ يُناوِل شَيّا
رجفَت رَجفْةً قرأتُ التشهّي / فوقَها واضحاً . بليغاً . قويّا
ثم قالت بطرفها بعدَ لأيٍ : / عن طريقٍ سهلٍ وصَلْتَ إليّا!
وهيَ سمراءُ في التقاطيع منها / يجِدُ الحالمونَ شِبعاً ورِيّا
ينفحُ العَطر جِلدُها ويسيلُ الدِفءُ / في عِرْقها لذيذاً شهيّا
لو قرأتَ الخطَّ ! الذي واسَطَ النهدينِ / يستهدفُ الطريقَ السويّا!
لتَمَشَّيْتَ فوقَه بالتمنّي / ووصلت الكنزَ الثمينَ الخفيّا
وتصبَّاكَ منتهاهُ تصبّي / عالَمٍ آخرٍ تقيّاً نَقيّا
يا خليليَّ والبلاءُ كثيرٌّ
يا خليليَّ والبلاءُ كثيرٌّ / في بلادي ولا كهذي البليهْ
أْزَمنَ الداء في العراق ولن يَشفيه / إلا الجرّاح والعمليه
أفَتِىٌّ عراقنا ؟ فلماذا / خدعوه ؟ وذاك شأن الفتيه
سَحَرْتنا ظواهرُ الأمر حتى / أوهمتنا أن البلاد قويه
نتغنى وعصْرنا من نُحاس / بأغاني عصورنا الذهبيه
نَخر الجهل أُمّتي نخرة السوس / فأينَ المجامعُ العلميه
كلُّنا في الجْمود والجهل وحشيون / لكنْ حقوقنا مدنيه
كلُّنا في النفاقِ والختلِ نُبدي / كلَّ يوم مهارة فنيه
وطني كلُّ من عليه وزيرٌ / واضعٌ نُصبَ عينه كرسيِّه
قد لففنا كل المساوي فينا / برداء من نهضة وطنيه
ما شَقِينا إلاّ لأنا حسِبْنا / أن في الكذب جرأة أدبيه
كثر المدَّعونَ لما اختلفنا / في البديهيِ فكرةً فلسفيه
لو يقول الاديب في الشرق " إن الأرض / تحتي " لسُميت نظريه!
كلُّنا بالذي تمنى سعيد / لا نبالي أن البلاد شقيه
أسمعتم ما قيل عن " برلماني " / وعرفتم مهارة الحزبيه؟
لست أدري لكن يقول خبير : / في البضاعات ... شدة " لندنيه "