القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَتاهية الكل
المجموع : 14
إِنَّ أَسوا يَومٍ يَمُرُّ عَلَيّا
إِنَّ أَسوا يَومٍ يَمُرُّ عَلَيّا / يَومُ لا رُغبَةٌ تَكونُ إِلَيّا
كَم تَغُرُّ الدُنيا وَكَم يَجِدُ الإِن / سانُ فيها شَيئاً وَيُحرَمُ شَيّا
تَنشُرُ الحادِثاتُ طَوراً وَتَطوي / إِنَّما الحادِثاتُ نَشراً وَطِيّا
وَطِباعُ الإِنسانِ مُختَلِفاتٌ / رُبَّ وَعرِ الأَخلاقِ سَهلُ المُحَيّا
وَمِنَ الحَزمِ أَن أَكونَ لِنَفسي / قَبلَ مَوتي فيما مَلَكتُ وَصِيّا
أَسعِداني بِالدَمعِ يا عَينَيّا
أَسعِداني بِالدَمعِ يا عَينَيّا / أَسعِداني عَلَيهِ ما دُمتُ حَيّا
أَنَ أَولى بِما بَكَيتُ عَلى نَف / سي مِنَ الباكِياتِ يَوماً عَلَيّا
نَفَسٌ لي قَدِ اِنقَضى ثُمَّ طَرفي / وَهُما يَنعَيانِ نَفسي إِلَيّا
يُشِكُ الطَرفُ وَالتَنَفُسُّ أَلّا / يَترُكا لي مِنَ التَحَرُّكِ شَيّا
وَمِنَ الحَزمِ أَن أَكونَ لِنَفسي / قَبلَ مَوتي فيما مَلَكتُ وَصِيّا
عَجَباً ما عَجِبتُ مِن شُحِّ نَفسي / صَيَّرَتني مِلكاً لِمِلكِ يَدَيّا
إِنَّ السَلامَةَ أَن تَرضى بِما قُضِيا
إِنَّ السَلامَةَ أَن تَرضى بِما قُضِيا / لَيَسلَمَنَّ بِإِذنِ اللَهِ مَن رَضِيا
المَرءُ يَأمُلُ وَالآمالُ كاذِبَةٌ / وَالمَرءُ تَصحَبُهُ الآمالُ ما بَقِيا
يا رُبَّ باكٍ عَلى مَيتٍ وَباكِيَةٍ / لَم يَلبَثا بَعدَ ذاكَ المَيتِ أَن بُكِيا
وَرُبَّ ناعٍ نَعى حيناً أَحِبَّتَهُ / ما زالَ يَنعى إِلى أَن قيلَ قَد نُعِيا
عِلمي بِأَنّي أَذوقُ المَوتَ نَغَّصَ لي / طيبَ الحَياةِ فَما تَصفو الحَياةُ لِيا
كَم مِن أَخٍ تَغتَذي دودُ التُرابِ بِهِ / وَكانَ حَيّاً بِحُلوِ العَيشِ مُغتَذِيا
يَبلى مَعَ المَيتِ ذِكرُ الذاكِرينَ لَهُ / مَن غابَ غَيبَةَ مَن لا يُرتَجى نُسِيا
مَن ماتَ ماتَ رَجاءُ الناسِ مِنهُ فَوَل / لَوهُ الجَفاءَ وَمَن لا يُرتَجى جُفِيا
إِنَّ الرَحيلَ عَنِ الدُنيا لَيُزعِجُني / إِن لَم يَكُن رائِحاً بي كانَ مُغتَدِيا
الحَمدُ لِلَّهِ طوبى لِلسَعيدِ وَمَن / لَم يُسعِدِ اللَهُ بِالتَقوى فَقَد شَقِيا
كَم غافِلٍ عَن حِياضِ المَوتِ في لَعِبٍ / يُمسي وَيُصبِحُ رَكّاباً لِما هَوِيا
وَمُنقَضٍ ما تَراهُ العَينُ مُنقَطِعٌ / ما كُلُّ شَيءٍ يُرى إِلّا لِيَنقَضِيا
لِيَبكِ رَسولَ اللَهِ مَن كانَ باكِيا
لِيَبكِ رَسولَ اللَهِ مَن كانَ باكِيا / وَلا تَنسَ قَبراً بِالمَدينَةِ ثاوِيا
جَزى اللَهُ عَنّا كُلَّ خَيرٍ مُحَمَّداً / فَقَد كانَ مَهديّاً دَليلاً وَهادِيا
وَلَن تَسرِيَ الذِكرى بِما هُوهَ أَهلُهُ / إِذا كُنتَ لِلبِرِّ المُطَهِّرِ ناسيّا
أَتَنسى رَسولَ اللَهِ أَفضَلَ مَن مَشى / وَآثارُهُ بِالمَسجِدَينِ كَما هِيا
وَكانَ أَبَرَّ الناسِ بِالناسِ كُلِّهِم / وَأَكرَمَهُم بَيتاً وَشِعباً وَوادِيا
تَكَدَّرَ مِن بَعدِ النَبيِّ مُحَمَّدٍ / عَلَيهِ سَلامُ اللَهِ ما كانَ صافِيا
فَكَم مِن مَنارٍ كانَ أَوضَحَهُ لَنا / وَمِن عَلَمٍ أَمسى وَأَصبَحَ عافِيا
رَكَنّا إِلى الدُنيا الدَنيَّةِ بَعدَهُ / وَكَشَّفَتِ الأَطماعُ مِنّا المَساوِيا
وَإِنّا لَنُرمى كُلَّ يَومٍ بِعِبرَةٍ / نَراها فَما تَزدَدُ إِلّا تَمادِيا
نُسَرُّ بِدارٍ أَورَثَتنا تَضاغُناً / عَلَيها وَدارٍ أَورَثَتنا تَعادِيا
إِذا المَرءُ لَم يَلبَس ثِياباً مِنَ التُقى / تَقَلَّبَ عُرياناً وَإِن كانَ كاسِيا
أَخي كُن عَلى يَأسٍ مِنَ الناسِ كُلِّهُم / جَميعاً وَكُن ما عِشتَ لِلَّهِ راجِيا
أَلَم تَرَ أَنَّ اللَهَ يَكفي عِبادَهُ / فَحَسبُ عِبادِ اللَهِ بِاللَهِ كافِيا
وَكَم مِن هَناتٍ ما عَلَيكَ لَمَستَها / مِنَ الناسِ يَوماً أَو لَمَستَ الأَفاعِيا
أَخي قَد أَبى بُخلي وَبُخلُكَ أَن يُرى / لِذي فاقَةٍ مِنّي وَمِنكَ مُؤاسِيا
كِلانا بَطينٌ جَنبُهُ ظاهِرُ الكُسى / وَفي الناسِ مَن يُمسي وَيُصبِحُ طاوِيا
كَأَنّا خُلِقنا لِلبَقاءِ وَأَيُّنا / وَإِن مُدَّتِ الدُنيا لَهُ لَيسَ فانِيا
أَبى المَوتُ إِلّا أَن يَكونَ لِمَن ثَوى / مِنَ الخَلقِ طُرّاً حَيثُما كانَ لاقِا
حَسَمتَ المُنى يا مَوتُ حَسماً مُبَرِّحاً / وَعَلَّتَ يا مَوتُ البُكاءَ البَواكِيا
وَمَزَّقتَنا يا مَوتُ كُلَّ مُمَزَّقٍ / وَعَرَّفتَنا يا مَوتُ مِنكَ الدَواهِيا
أَلا يا طَويلَ السَهوِ أَصبَحتَ ساهِيا / وَأَصبَحتَ مُغتَرّاً وَأَصبَحتَ لاكِيا
أَفي كُلِّ يَومٍ نَحنُ نَلقى جَنازَةً / وَفي كُلِّ يَومٍ نَحنُ نَسمَعُ ناعِيا
وَفي كُلِّ يَومٍ مِنكَ نَرثي لِمُعوِلٍ / وَفي كُلِّ يَومٍ نَحنُ نُسعِدُ باكِيا
أَلا أَيُّها الباني لِغَيرِ بَلاغِهِ / أَلا لِخَرابِ الدَهرِ أَصبَحتَ بانِيا
أَلا لِزَوالِ العُمرِ أَصبَحتَ جامِعاً / وَأَصبَحتَ مُختالاً فَخوراً مُباهِيا
كَأَنَّكَ قَد وَلَّيتَ عَن كُلِّ ما تَرى / وَخَلَّفتَ مَن خَلَّفتَهُ عَنكَ سالِيا
لَأَبكِيَنَّ عَلى نَفسي وَحَقَّ لِيَه
لَأَبكِيَنَّ عَلى نَفسي وَحَقَّ لِيَه / يا عَينُ لا تَبخَلي عَنّي بِعِبرَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ لِفِقدانِ الشَبابِ وَقَد / نادى المَشيبُ عَنِ الدُنيا بِرِحلَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ عَلى نَفسي فَيُسعِدُني / عَينٌ مُؤَرَّقَةٌ تَبكي لِفُرقَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ عَلى نَفسي فَيُسعِدُني / أَهلي وَمَن كانَ حَولي مِن أَحِبَّتِيَه
لَأَبكِيَنَّ وَيَبكيني ذَوّ ثِقَتي / حَتّى المَماتِ أَخِلّائي وَإِخوَتِيَه
لَأَبكِيَنَّ فَقَد جَدَّ الرَحيلُ إِلى / بَيتِ اِنقِطاعي عَنِ الدُنيا وَوَحدَتِيَه
يا بَيتُ بَيتَ الرَدى يا بَيتَ مُنقَطَعي / يا بَيتُ بَيتَ الرَدى يا بَيتَ غُربَتِيَه
يا بَيتُ بَيتَ النَوى عَن كُلِّ ذي ثِقَةٍ / يا بَيتُ بَيتَ الرَدى يا بَيتَ وَحشَتِيَه
يا نَأيَ مُنتَجَعي يا هَولَ مُطَّلَعي / يا ضيقَ مُضطَجَعي يا بُعدَ شُقَّتِيَه
يا عَينُ كَم عِبرَةٍ لي غَيرِ مُشكِلَةٍ / إِن كُنتُ مُنتَفِعاً يَوماً بِعِبرَتِيَه
يا عَينُ فَاِنهَمِلي إِن شِئتِ أَو فَدَعي / أَمّا الزَمانُ فَقَد أَودى بِجِدَّتِيَه
يا كُربَتي يَومَ لا جارٌ يَبَرُّ وَلا / مَولى يُنَفِّسُ إِلّا اللَهُ كُربَتِيَه
يَوماً أُقَلِّبُ فيهِ شاخِصاً بَصَري / تَميدُ بي في حِياضِ المَوتِ سَكرَتِيَه
إِذا تَمَثَّلَ لي كَربُ السِياقِ وَقَد / قَلَّبتُ طَرفي وَقَد رَدَدتُ غُصَّتِيَه
إِذ حَثَّ بي عَلَقٌ عالٍ وَحَشرَجَ في / صَدري وَدارَت لِكَربِ المَوتِ مُقلَتِيَه
أُمسي وَأُصبِحُ في لَهوٍ وَفي لَعِبٍ / ماذا أُضَيِّعُ في يَومي وَلَيلَتِيَه
إِنّي لَأَلهو وَأَيّامي تُنَقِّلُني / حَتّى تَسُدَّ بِيَ الأَيّامُ حُفرَتِيَه
ماذا أُضَيِّعُ مِن طَرفي وَمِن نَفسي / لِغَفلَتي وَهُما في حَذفِ مُدَّتِيَه
أَلهو وَلي رَهبَةٌ في كُلِّ حادِثَةٍ / وَإِنَّما رَهبَتي فَرعٌ لِرَغبَتِيَه
الرُشدُ يُعتِقُني لَو كُنتُ أَتبَعُهُ / وَالغَيُّ يَجعَلُني عَبداً لِشَهوَتِيَه
يا نَفسُ ضَيَّعتِ أَيّامَ الشَبابِ وَهَ / ذا الشَيبُ فَاِعتَبِري بِالشَيبِ عِبرَتِيَه
يا نَفسُ وَيحَكِ ما الدُنيا بِباقِيَةٍ / فَشَمِّري وَاِجعَلي في المَوتِ فِكرَتِيَه
لَئِن رَكَنتُ إِلى الدُنيا وَزينَتَها / لَأَخرُجَنَّ مِنَ الدُنيا بِحَسرَتِيَه
أَشكو إِلى اللَهِ تَضيِيعي وَمَسكَنَتي / أَشكو إِلى اللَهِ تَقصيري وَقَسوَتِيَه
وَاللَهُ وَاللَهُ رَبّي المُستَغاثُ بِهِ / وَاللَهُ رَبّي بِهِ حَولي وَقُوَّتِيَه
المالُ ما كانَ قُدّامي لِآخِرَتي / ما لَم أُقَدِّمهُ مِن مالي فَلَيسَ لِيَه
أَينَ القُرونُ الماضِيَه
أَينَ القُرونُ الماضِيَه / تَرَكوا المَنازِلَ خالِيَه
فَاستَبدَلَت بِهِمُ دِيا / رُهُمُ الرِياحَ الهاوِيَه
وَتَشَتَّتَت عَنها الجُمو / عُ وَفارَقَتها الغاشِيَه
فَإِذا مَحَلٌّ لِلوُحو / شِ وَلِلكِلابِ العاوِيَه
دَرَجوا فَما أَبقَت صُرو / فُ الدَهرِ مِنهُم باقِيَه
فَلَئِن عَقَلتُ لَأَبكِيَن / نَهُمُ بِعَينٍ باكِيَه
لَم يَبقَ مِنهُم بَعدَهُم / إِلّا العِظامُ الباقِيَه
لِلَّهِ دَرُّ جَماجِمٍ / تَحتَ الجَنادِلِ ثاوِيَه
وَلَقَد عَتَوا زَمَناً كَأَن / نَهُمُ السِباعُ العاوِيَه
في نِعمَةٍ وَغَضارَةٍ / وَسَلامَةٍ وَرَفاهِيَه
قَد أَصبَحوا في بَرزَخٍ / وَمَحَلَّةٍ مُتَراخِيَه
ما بَينَهُم مُتَفاوِتٌ / وَقُبورُهُم مُتدانِيَه
وَالدَهرُ لا تَبقى عَلَي / هِ الشامِخاتُ الراسِيَه
وَلَرُبَّ مُغتَرٍّ بِهِ / حَتّى رَماهُ بِداهِيَه
يا عاشِقَ الدارِ الَّتي / لَيسَت لَهُ بِمُؤاتِيَه
أَحبَبتَ داراً لَم تَزَل / عَن نَفسِها لَكَ ناهِيَه
أَأُخَيَّ فَاِرمِ مَحاسِنَ الدُ / نيا بِعَينٍ قالِيَه
وَاعصِ الهَوى فيما دَعا / كَ لَهُ فَبِئسَ الداعِيَه
أَتُرى شَبابَكَ عائِداً / مِن بَعدِ شَيبِكَ ثانِيَه
أَودى بِجَدَّتِكَ البِلى / وَأَرى مُناكَ كَما هِيَه
يا دارُ ما لِعُقولِنا / مَسرورَةً بِكِ راضِيَه
إِنّا لَنَعمُرُ مِنكِ نا / حِيَةً وَنُخرِبُ ناحِيَه
ما نَرعَوي لِلحادِثا / تِ وَلا الخُطوبِ الجارِيَه
وَاللَهُ لا يَخفى عَلَي / هِ مِنَ الخَلائِقِ خافِيَه
عَجَباً لَنا وَلِجَهلِنا / إِنَّ العُقولَ لَواهِيَه
إِنَّ العُقولَ لَذاهِلا / تٌ غافِلاتٌ لاهِيَه
إِنَّ العُقولَ عَنِ الجِنا / نِ وَحورِهِنَّ لَساهِيَه
أَفَلا نَبيعُ مَحَلَّةً / تَفنى بِأُخرى باقِيَه
نَصبو إِلى دارِ الغُرو / رِ وَنَحنُ نَعلَمُ ما هِيَه
فَكَأَنَّ أَنفُسَنا لَنا / فيما فَعَلنَ مُعادِيَه
مَن مُبلِغٌ عَنّي الإِما / مَ نَصائِحاً مُتَوالِيَه
إِنّي أَرى الأَسعارَ أَس / عارَ الرَعِيَّةِ غالِيَه
وَأَرى المَكاسِبَ نَزرَةً / وَأَرى الضَرورَةَ فاشِيَه
وَأَرى غُمومَ الدَهرَ را / ئِحَةً تَمُرُّ وَغادِيَه
وَأَرى المَراضِعَ فيهِ عَن / أَولادِها مُتَجافِيَه
وَأَرى اليَتامى وَالأَرا / مِلَ في البُيوتِ الخالِيَه
مِن بَينِ راجٍ لَم يَزَل / يَسمو إِلَيكَ وَراجِيَه
يَشكونَ مَجهَدَةً بِأَص / واتٍ ضِعافٍ عالِيَه
يَرجونَ رِفدَكَ كَي يَرَوا / مِمّا لَقوهُ العافِيَه
مَن يُرتَجى في الناسِ غَي / رُكَ لِلعُيونِ الباكِيَه
مِن مُصبِياتِ جُوَّعٍ / تُمسي وَتُصبِحُ طاوِيَه
مَن يُرتَجى لِدِفاعِ كَر / بِ مُلِمَّةٍ هِيَ ما هِيَه
مَن لِلبُطونِ الجائِعا / تِ وَلِلجُسومِ العارِيَه
مَن لِارتِياعِ المُسلِمي / نَ إِذا سَمِعنا الواعِيَه
يا ابنَ الخَلائِفِ لا فُقِد / تَ وَلا عَدَمتَ العافِيَه
إِنَّ الأُصولَ الطَيِّبا / تِ لَها فُروعٌ زاكِيَه
أَلقَيتُ أَخباراً إِلَي / كَ مِنَ الرَعِيَّةِ شافِيَه
وَنَصيحَتي لَكَ مَحضَةٌ / وَمَوَدَّتي لَكَ صافِيَه
أَلا مَن لي بِأُنسِكَ يا أُخَيّا
أَلا مَن لي بِأُنسِكَ يا أُخَيّا / وَمَن لي أَن أَبُثَّكَ ما لَدَيّا
طَوَتكَ خُطوبُ دَهرِكَ بَعدَ نَشرٍ / كَذاكَ خُطوبُهُ نَشراً وَطَيّا
فَلَو نَشَرَت قُواكَ لِيَ المَنايا / شَكَوتُ إِلَيكَ ما صَنَعَت إِلَيّا
بَكيتُكَ يا أُخَيَّ بَدَمعِ عَيني / فَلَم يُغنِ البُكاءُ عَلَيكَ شَيّا
وَكانَت في حَياتِكَ لي عِظاتٌ / وَأَنتَ اليَومَ أَوعَظُ مِنكَ حَيّا
كَأَنَّ الأَرضَ قَد طُوِيَت عَلَيّا
كَأَنَّ الأَرضَ قَد طُوِيَت عَلَيّا / وَقَد أُخرِجتُ مِمّا في يَدَيّا
كَأَنّي يَومَ يُحثى التُربُ فَوقي / مَهيلاً لَم أَكُن في الناسِ حَيّا
كَأَنَّ القَومَ قَد دَفَنوا وَوَلَّوا / وَكُلٌّ غَيرُ مُلتَفِتٍ إِلَيّا
كَأَن قَد صِرتُ مُنفَرِداً وَحيداً / وَمُرتَهَناً هُناكَ بِما لَدَيّا
كَأَن بِالباكِياتِ عَلَيَّ يَوماً / وَما يُغني البُكاءُ عَلَيَّ شَيّا
ذَكَرتُ مَنِيَّتي فَبَكَيتُ نَفسي / أَلا أَسعِد أُخَيَّكَ يا أَخِيّا
لَم تُبقِ مِنّي إِلّا القَليلَ وَما
لَم تُبقِ مِنّي إِلّا القَليلَ وَما / أَحسَبُها تَترُكُ الَّذي بَقِيا
إِمامَ الهُدى أَصبَحتَ بِالدينِ مَعنِيا
إِمامَ الهُدى أَصبَحتَ بِالدينِ مَعنِيا / وَأَصبَحتَ تَسقي كُلَّ مُستَمطِرٍ رِيّا
لَكَ اسمانِ شُقّا مِن رَشادٍ وَمِن هُداً / فَأَنتَ الَّذي تُدعى رَشيداً وَمُهدِيّا
إِذا ما سَخِطتَ الشَيءَ كانَ مُسَخَّطاً / وَإِن تَرضَ شَيئاً كانَ في الناسِ مَرضِيّا
بَسَطتَ لَنا شَرقاً وَغَرباً يَدَ العُلا / فَأَوسَعتَ شَرقِيّاً وَأَوسَعتَ غَربِيّا
وَوَشَّيتَ وَجهَ الأَرضِ بِالجودِ وَالنَدى / فَأَصبَحَ وَجهُ الأَرضِ بِالجودِ مَوشِيّا
وَأَنتَ أَميرَ المُؤمِنينَ فَتى التُقى / نَشَرتَ مِنَ الإِحسانِ ما كانَ مَطوِيّا
قَضى اللَهُ أَن يَبقى لِهارونَ مُلكُهُ / وَكانَ قَضاءُ اللَهِ في الخَلقِ مَقضِيّا
تَحَلَّبَتِ لدُنيا لِهارونَ بِالرِضا / وَأَصبَحَ نَقفورٌ لِهارونَ ذِمِّيّا
هَزَزتُكَ لا أَنّي وَجَدتُكَ ناسِياً
هَزَزتُكَ لا أَنّي وَجَدتُكَ ناسِياً / لِوَعدٍ وَلا أَني أَرَدتُ التَقاضِيا
وَلَكِن وَجَدتُ السَيفَ عِندَ انتِضائِهِ / إِلى الهَزِّ مُحتاجاً وَإِن كانَ ماضِيا
أَلا مَن لي بِأُنسِكَ يا أُخَيّا
أَلا مَن لي بِأُنسِكَ يا أُخَيّا / وَمَن لي أَن أَبُشَّكَ ما لَدَيَّ
طَوَتكَ خُطوبُ دَهرِكَ بَعدَ نَشرٍ / كَذاكَ خُطوبُهُ نَشراً وَطَيّا
فَلَو نَشَرَت قُواكَ لِيَ المَنايا / شَكَوتُ إِلَيكَ ما صَنَعَت إِلَيّا
بَكَيتُكَ يا عَلِيُّ بِدَمعِ عَيني / فَما أَغنى البُكاءُ عَلَيكَ شَيّا
كَفى حُزناً بِدَفنِكَ ثُمَّ إِنّي / نَفَضتُ اتُرابَ قَبرِكَ مِن يَدَيّا
وَكانَت في حَياتِكَ لي عِظاتٌ / وَأَنتَ اليَومَ أَوعَظُ مِنكَ حَيّا
ما لي أَرى الأَبصارَ بي جافِيَة
ما لي أَرى الأَبصارَ بي جافِيَة / لَم تَلتَفِت مِنّي إِلى ناحِيَه
لايَنظُرُ الناسُ إِلى المُبتَلى / وَإِنَّما الناسُ مَعَ العافِيَه
صَحبي سَلوا رَبَّكُمُ العافِيَة / فَقَد دَهَتني بَعدَكُم داهِيَه
صارَ مِني بَعدَكُمُ سَيِّدي / فَالعَينُ مِن هِجرانِهِ باكِيَه
يا اِبنَ عَمِّ النَبيِّ خَيرِ البَرِيَّه
يا اِبنَ عَمِّ النَبيِّ خَيرِ البَرِيَّه / إِنَّما أَنتَ رَحمَةٌ لِلرَعِيَّه
يا إِمامَ الهُدى الأَمينَ المُصَفّى / يا لُبابَ الخِلافَةِ الهاشِمِيَّه
لَكَ نَفسٌ أَمّارَةٌ لَكَ بِالخَي / رِ وَكَفٌّ بِالمَكرُماتِ نَدِيَّه
إِنَّ نَفساً تَحَمَّلَت مِنكَ ما حُم / مِلتَ لِلمُسلِمينَ نَفسٌ قَوِيَّه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025