المجموع : 3
أَنَجِدْ بِهَا وَمَا حِمَى نَجْدٍ إِذَا
أَنَجِدْ بِهَا وَمَا حِمَى نَجْدٍ إِذَا / أَتْهَمَ سُكَّانُ الحِمَى بِدَارِيَهْ
يَا سَعْدُ هَلْ عِنْدَ الصَّبَا تَحِيَّةٌ / تُحْيِي بِهَا عَلَى النَّوَى فُؤَادِيَهْ
إِنِّي أَرَى قُضْبَ النَّقَا مَوَائِلاً / بِهَا مِنَ الشَّوْقِ الشَّدِيدِ مَا بِيَهْ
آهاً لِنَفْحٍ مِنْ رُبَا كَاظِمَةٍ / ذَكَّرَنِي العَهْدَ وَلَسْتُ نَاسِيَهْ
وَالَهْفَتَا لِعِيشَةٍ إِلَى الكَرَى / أَنْ لاَ أَرَاهُ بَعْدَهَا أَنَّى لِيَه
أَبْكِي اللَّيَالِيَ الَّتِي عَنَّا خَلَتْ / بِأَدْمُعٍ تَرْوِي الرُّبُوعَ الخَالِيَهْ
كَانَ الشَّبَابُ عِنْدَهَا أَرَاكَةً / تُسْقَى بِكَأسَاتِ الرِّضَا المُصَافِيَهْ
فَالْيَوْمَ قَدْ جَفَّ الثَّرَى وَصَوَّحَتْ / وَأَنْكَرَ الجَزْعُ صَبَاحاً وَادِيَهْ
مَاذَا عَلَى عَصْرِ الصِّبَا لَوْ رَاجَعَتْ / أَزْمَانُهُ مَا عَزَّ مِنْ لَذَّاتِيَهْ
وَمَا عَلَى سُكَّانِ أَكْنَافِ النَّقَا / لَوْ أَسْعَدُوا بِوَصْلِهِمْ أَوْقَاتِيَهْ
هُمُ عَلَى قُرْبٍ وَهُمْ عَلَى النَّوَى / أَقْصَى المُنَى وَمُنْتَهَى مُرَادِيَهْ
أَقْسَمْتُ لَوْ أَبْصَرْتُ تُرْبَ أَرْضِهِمْ / لَعَفَّرَتْ خَدِّي بِهِ أَشْوَاقِيَهْ
وَلَسَقَيْتُ بَانَهُمْ مِنْ أَدْمُعِي / سُحْباً تَسِحُّ الدَّهْرَ مِنْ أَجْفَانِيَهْ
وَفِي القِبَابِ بِالغُوَيْرِ طَفْلَةٌ / وَسْنَانَةٌ تَرْنُو بِعَيْنَيْ جَارِيَهْ
بِرَوْضَتِنَا الظَّمْيَاءِ طَالَ اكْتِئَابُنَا
بِرَوْضَتِنَا الظَّمْيَاءِ طَالَ اكْتِئَابُنَا / فَلِلَّهِ غَيْثٌ مَيْتَ آمَالِنَا أَحْيَا
وَأَشْبَهَ مِهْيَاراً فَهَا تِلْكَ عَيْنُهُ / تَفِيضُ إِذَا شَامَ البُرُوقَ عَلَى ظَمْيَا
سَلَّمَ اللَّهُ بِالعَقِيقِ مَطَايَا
سَلَّمَ اللَّهُ بِالعَقِيقِ مَطَايَا / عِنْدَ أَهْلِ الهَوَى لَهُنَّ مَزَايَا
حَامِلاَتٍ عَلَى الغُيُودِ شُمُوساً / مُظْهِرَاتٍ مِنَ الغَرَامِ خَفَايَا
كُلُّ شَمْسٍ تَغِيرُ عِنْدَ طُلُوعٍ / كُلَّ شَاكٍ ضَنَاهُ لَوْنُ العَشَايَا
أَتَمَنَّى لِقَاءَهَا وَالأَمَانِي / ضِمْنَهَا أُودِعَتْ حُرُوفُ المَنَايَا
وَلَقَدْ قُلْتُ حِينَ شَبَّ هَوَاهَا / نَمْ هَنِيئاً وَمِنْ حَشَايَ حَشَايَا
وَلَكَمْ شِمْتُ لِلثَّنَايَا بُرُوقاً / ذَكَّرَتْنِي لَهَا بُرُوقُ الثَّنَايَا
وَفُؤَادِي المَشُوق أَهْدَيْتُ لَكِنْ / كَمْ رَقِيبٍ أَبَى قَبُولَ الهَدَايَا
يَا نَسِيمَ الصَّبَا أُحَيِّيكَ فَابْثُثْ / طِيبَ ذَاكَ الشَّذَا وَرُدَّ التَحَايَا
وَعَنِ الظَّاعِنِينَ هَاتِ حَدِيثاً / لَيْسَ يَحْظَى بِهِ مُحِبٌّ سِوَايَا
وَقِفُوا بِي أُهَيلَ وُدِّي قَلِيلاً / مَسْقِطَ الدَّمْعِ مِنْ عُيُونِ السَّبَايَا
حَيْثُ تُهْدِي الحُدَاةُ مِثْلَ سِهَامٍ / سُدِّدَتْ والمَطِيُّ مِثْلُ الحَنَايَا
وَكَأَنَّ الدُّجَى سُوَيْدَاءُ قَلْبٍ / كَاتِمٍ وَالنُّجُومُ فِيهِ خَبَايَا
أَتَظُنُّونَ أَنَّ طُولَ انْتِزَاحِي / قَدْ بَرَى الجِسْمَ إِي وَرَبِّ البَرَايَا
وَكَأَنَّ الصَّبَاحَ سَيْفُ ابْنِ نَصْرٍ / حَوْلَهُ مِنْ سَوَادِ نَقْعٍ بَقَايَا
مُعْرَبُ الفِعْلِ حِلْمُهُ كَادَ يُغْرِي / مَنْ دَرَى فَضْلَهُ بِعَوْدِ الخَطَايَا
خَافَتِ الشُّهْبُ أَنْ يَكُرَّ عَلَيْهَا / مِنْهُ بَذْلٌ لِلْوَفْدِ غَيْر الخَزَايَا
وَإِذَا مَا أهَابَ لِلْجُودِ مُعْطٍ / فَعَلَى قَدْرِهِ تَكُونُ العَطَايَا