دعا فأجابه الدمع العصيُّ
دعا فأجابه الدمع العصيُّ / غداة سرت بمن يهوى المطيّ
وبان الصبر عنه والتأسي / فبان بدمعه السر الخفيّ
أخو سقم براه الشوق حتى / ألبّ بقلبه الداء الدويّ
غدا غرضا لسهم البين حتى / رمته من رزاياه قسيّ
ومعتدل يجور على ضعيف / ولا عدل إذا جار القويّ
ويأنفُ أن أكون له محبّا / ويغضب جاهدا وأنا رضيّ
سطا وسلاحه قدّر شيق / بصول به وطرف با يليّ
فذاك القدّ أسمر سمهريّ / وذاك اللحظ أبيض مشرفيّ
جنى طرفي فعذّب بالتجني / فؤادي وهو من جرم عريّ
لئن خان العهود وصدّ تيها / فقلبي في محبّته وفيّ
ومما زاد بثي واكتئابي / مطوقة لها قلب شجيّ
إذ أناحت على عند بات بان / تبين سرّ دمعيَ الخفيّ
وهل يطيع ذو البث اكتتاما / وشى بغرامه جمر ذكيّ
سقاه الحب كأس الحب صرفاً / ففي أحشائه لهواهُ ريّ
وكيف يروم وصلا واقترابا / محبّ حبه النائي القصيّ
له من حر لوعته رقيب / ومن زفراته واش غريّ
ألا يا جيرة الحدباء قلبي / بودّكم وإن تناؤوا مليّ
لئن فارقتكم كرها فقلبي / لكم طوع بحبّكم حفيّ
وما فارقت قومي إن رآني / بعين رضىً أبو حسن عليّ
مليكٌ وعرّت سهل المعالي / يداه فجود راحته الأتيّ
به غفرت إساآت الليالي / وراح يجيدها منه حليّ
وأثل مجده حتى تساوى ال / عليم بما يشيد والغبيّ
ردى وندى بكفيه فهذا / لشانيه وفاز بذا الوليّ
فكلّ أريحي يوم سلمٍ / وقلب في الكريهة اصمعيّ
جلا صدأ المماليك باعتزامٍ / له في كل فادحة مضيّ
فقوك فيصل ونهىً تناهى / لغايته ورأي لوذعي
على دقّت عن الأفهام حتى آس / توى منها المبلّد والذكيّ
إذا ما الحرب جاشت جانباها / فمنه لأهلها الموت الوحيّ
وإن صلّ المهنّد في يديه / بها صلى لهيبته الكميّ
حمى وهمى بجود وانتقام / فوجه الدين والدنيا بهيّ
فعزّ الدين وهوله ولي / كعزّ الأرض وهو لها وليّ
تؤثّل مجدهُ جردُ المذاكي / غداة الروع لا النشر الذكيّ
أيا ملكا مطاولهُ قصيرٌ / ويا سيفا مضاربه عييّ
لقد طابت فروعك في المعالي / وشاهد طيبها الأصل الزكيّ
إليك ترحّلي وبك اعتلاقي / وبابك مقصدي الرحب الدنيّ
فإن أظفر بما أمّلت منكم / جلا وجه الدنا فضلي الجليّ
فقلّدني مهمّا واتخذني / صفيّا إنني نعم الصفيّ
وكان الدهر قبلك بي جموحا / فعاودوا هولي طوع رحيّ
قتاب الخطب عني اليوم ناب / وسوء الدهر في حقي سويّ
تهنّ بعندة العيد المهنّى / بمجدك إذ له الخطّ الوفيّ
فلا عدمت مغانيك التهاني / ودام لمجدكَ الجدّ العليّ