المجموع : 3
قُولا لمُعتقِلِ الرُّمحِ الرُّدَينيِّ
قُولا لمُعتقِلِ الرُّمحِ الرُّدَينيِّ / والمُرْتَدي بالرّداءِ الهِنْدُوانيِّ
ضَعِ السّلاحَ فهل حُدّثتَ عن رَشَإٍ / في مَشْرَفيٍّ صَقيلٍ أو رُدَينيّ
ما حالُ جِسْمٍ تحمّلْتَ السلاح بهِ / وأنتَ تَضْعُفُ عن حمل القُباطيّ
لأعرِفَنّ الأديمَ السّابِرِيَّ إذا / ما راحَ في سابرِيّ النسجِ ماذِيّ
هيهاتَ من دونهِ خَلعُ النفوس وتك / ذيبُ الظّنون وتَضْليلُ الأمانيّ
هَبْني اجْتَرَأتُ عليه حينَ غِرَّتِهِ / في العَبْقَرِيّ أو العَصْبِ اليمانيّ
فمن لمثلي به في الدّرعِ سابِغَةً / تَموجُ فوقَ القَباءِ الخُسرُوانيّ
إذاً أفِرُّ ويُخْزِي الأزْدَ شاعِرُهَا / فلا تَظُنَّ الجُلَندَى كلَّ أزديّ
ولسْتُ من ظُلمِهِ أخْشَى بَوادِرَهُ / فرُبّ وِتْرٍ لديهِ غير مَنسيّ
أهواهُ والصَّعْدَةُ السمراءُ تعذُلُني / والقلبُ يُدْلي بعذرٍ فيه عُذرِيّ
إذا تَثَنّى تَثَنّتْ سمهَرِيّتُهُ / فاعجَبْ لما شئتَ من خوطٍ وخَطّيّ
من أهْلِ بَهرامَ جُورٍ في مناسِبِهِ / ما شِئْتَ من فارسيٍّ نَوبَهاريّ
أوفى فماسَ على غُصْنٍ وماجَ على / دِعْصٍ وقامَ على أُنبوبِ بَرديّ
مَن ليسَ يَرفُلُ إلاّ في سَوابِغِهِ / من تُبّعيٍّ مُفاضٍ أو سَلوقيّ
لَيثُ الكَتيبَةِ والأبصارُ تَرمُقُهُ / وبيْضَةُ الخِدرِ في الليل الدجوجيّ
ولا يُحَدِّثُ إلاّ عن سَوابِقِهِ / مِن أعوَجيٍّ جَوادٍ أو صَريحيّ
أو ذي كُعوبٍ من المُرّان مُعتدِلٍ / أو ذي فِرندٍ من القُضْبان حاريّ
أو عن جِلادٍ وفُرسانٍ ومعركَةٍ / وصَولَجانٍ وشاهينٍ وبازِيّ
فلو تَراهُ غَدا بالصّقْرِ أشْبهَ مِنْ / جوانحي بقَطاً في الجَوّ كُدْريّ
ثَقِفتُ منهُ أديباً شاعراً لَسنِاً / شَتَى الأعاريضِ محذورَ الأحاجي
وكالسَّنانِ الذي يهتَزُّ في يَدِهِ / ومثلَ أجدَلِهِ الصّقرِ القُطامي
مُستَطلِعاً لجَوابي من بَديهتِهِ / فما يُجاوبُهُ مثْلُ النُّواسي
مَن لا يُفاخِرُ بالطائيّ في زَمَنٍ / ولا الخُزاعِيّ في عصرِ الخُزاعيّ
ولا الفَرَزْدَقِ أيضاً والفَخَارُ لَهُ / ولا جَريرٍ ولا الرّاعي النُّمَيْري
لكنْ بعَلقَمَةَ الفَحلِ الذي زعموا / في الشعر أو بامرىء القيس المُراريّ
ولا ينُازِلُ لا بابنِ الحبابِ ولا / جِذْلِ الطّعان ولا عَمرو الزُّبَيدي
لكن بفارسِ شيبانَ الذي سجدتْ / إليه فُرسانُ عَتّابٍ ودُعمي
قريبُ عهْدٍ بأعرابِ الجَزيرةِ لم / ينطِق بِداراً ولم يُنسَبْ إلى عِيّ
مَن ليس يألَفُ إلاّ ظِلّ خافقَةٍ / أو سَرْجَ سابِقَةٍ أو رَحلَ عِيديّ
لا يشرَحُ القوْمُ وحشيَّ الغريب لهُ / ولا يُسائِلُ عن تلك الأحاجيّ
بما يؤنِّبُ فرسانَ الدّيار تَرى / عليهِ سِيما ذكيِّ القلبِ حُوشيّ
مستوحِشٌ عِزّةً مستأنِسٌ كَرَماً / تَلقاهُ ما بينَ وَحشيٍّ وإنْسيّ
أرَقُّ من صَفحةِ الماء المَعِينِ وإنْ / خاطبتَ خاطبتَ قُحّاً فوقَ مَهريّ
وكانَ غيرَ عجيبٍ أن يجيءَ لهُ ال / معنى العِراقيّ في اللفظِ الحجازيّ
وقد تلاقَتْ عليه كلُّ مُنجِبَةٍ / ومُنجِبٍ فهو لا يُعزَى إلى سيّ
واستَأثَرَتْ عَرَبيّاتُ الخيامِ بهِ / ولمْ يُوكَّلْ إلى أيْدي السَّراريّ
وأرْضَعَتْهُ وأُسْدُ الغِيلِ تَكفُلُهُ / بالبَدْوِ كلُّ دَرُورٍ حافِلِ الريّ
فشَبّ إذ شَبّ كالخَطِّيِّ معتدِلاً / وجاء إذ جاء كالصّقرِ القُطاميّ
للّهِ من عَلَوِيِّ الرّأي مُنتسِبٍ / إلى العُلى وائليِّ الأصْلِ مُرِّيّ
شِيعيُّ أملاكِ بَكرٍ إن همُ انتسبوا / ولستَ تَلقَى أديباً غيرَ شيعيّ
مَن أصْلحَ المغرِبَ الأقصَى بلا أدبٍ / غيرِ التشيُعِ والدّين الحنيفيّ
لم يجهل القوْمُ إذ ولّوكَ ثغرَهُمُ / لِما تأشّبَ منه كلُّ حُوذي
وقد تركْتَ عِداهم فيه مِن حَذَرٍ / تَخْلُو فما تَتَناجَى بالأمانيّ
فهم أولئك ما هَمّوا بمعصيةٍ / ومَن يَهُمُّ بأمْرٍ غيرِ مَأتيّ
أبقَيتَ منهم وقد رَوَّوا أسِنّتَهم / بجائِشاتٍ كأفواهِ البَخاتي
وقد دُعيتَ إلى الهيجا فجِئتَ كما / جُؤجِئَتِ الشَّولُ بالفَحل الغُرَيريّ
كأنّما حَلَقاتُ الدرْعِ يوْمئِذٍ / على قُراسِيَةٍ بالقارِ مَطْلِيّ
أقبَلْتَهم زَجِلَ الأصْواتِ ذا لَجَبٍ / فيه القُنوسُ كَبيضاتِ الأداحيّ
والهَضْبُ أشمخُ من هِمّاتِ أنفسهم / والقوْمُ أمنعُ من عُصْمِ الأراويّ
حتى غدوا من طريدٍ في الشعابِ ومن / مُضَرَّجٍ بدَمٍ وردِ الأساريّ
ومِن أُسارى على الأقتابِ خاشعةٍ / تَزِفُّ بينَ المَنايا والأمانيّ
كأنّ أيديَها والقِدُّ يَكعَمُها / في كل ماجرة أيدي الحرابي
تَعَسّفُوا البِيدَ مُلتَفّاً بأسوُقهِمْ / مِثلُ الأساوِدِ في سَجعِ القُماريّ
إذ يتّقونَ حَرُورَ الشمس عن مُقَلٍ / مُغْرَوْرِقاتِ المآقي والأناسيّ
تسطو الرّجالُ بهم من بعد ما نظرَوُا / إلى المنابرِ خُزْراً والكَراسيّ
أولى لهم ثم أولى من أخٍ ثِقَةِ / راضٍ عن اللّهِ زاكي السعي مَرْضيّ
رامٍ بسَهمَينِ مَبرِيٍّ يُسَدّدُهُ / وصائبٍ عَلَوِيٍّ غيرِ مَبرِيّ
فلا تَسَل عن معُاديهِ فحسبُكَ من / مُقَرطَسٍ بسِهامِ اللّهِ مَرميّ
جَرَى القَضاءُ بما يَنْوي فلا تَعَبٌ / إنّ القضاءَ عِنانٌ غيرُ مَثْنيّ
وبادَرَ الحَزْمَ حتى قامَ هاجِسُهُ / يَقْضي له بَحْثَ أمْرٍ غيرِ مَقضيّ
يُصّرفُ الدّهْرَ يَنْهاهُ ويأمُرُهُ / فدَهْرُهُ بينَ مأمورٍ ومَنْهِيّ
وليس تلقاه من دون القلوب ولا ال / غيوب إلاّ سيورٌ كالعراقيّ
طَبٌّ أرِيبٌ بأيّامِ الحروب زعي / مٌ بالخُطوب عليمٌ بالمآتيِّ
رُكْنٌ لعمرك من أركان دولتِهمِ / وعُرْوَةٌ من عُرَى الدين الحنيفيّ
كل السيوفِ اللواتي جُرّدتْ كذبٌ / وهو المجرِّدُ للسيْفِ الحقيقيّ
للّهِ ما تَنتَضي من ذي الفَقار وما / تَشُدُّ من عَضُدِ الرّأي الإماميّ
لم يَجْهلوا ما تُلاقي في التشيُّع من / تحريض شارِيَةٍ أو بأسِ شارِيّ
وما تُذلِّلُ من أهلِ العِنادِ لهُمْ / وما تُداري من الدين الإباضيّ
وما تُكابِدُ من تلك الغِمارِ وما / تَخُوضُ بالسيْفِ من تلك الأواذيّ
كوفئتَ عن ذلك الثغرِ المخوفِ فقَدْ / تركتَهُ بالعَوالي جِدَّ مَكفيّ
جَوٌّ وجدتَ رُبَاهُ غيرَ مُكْلأةٍ / لرائِدٍ وحِماهُ غيرَ مَحْميّ
والأرضُ فيه رَجوفٌ غيرُ ساكِنةٍ / والنّاسُ فيه سَوامٌ غيرُ مَرْعيّ
فما استَمَدّوا بسيْفٍ غيرِ مُنصَلِتٍ / ولا استَبَدّوا بعَزْمٍ غيرِ مَأتيّ
أحيَيْتَ فيه مَواتًا غيرَ ذي رَمَقٍ / وشِدْتَ فيه خراباً غيرَ مَبْنِيّ
وفّرْتَ أموالَه إذ ضِعنَ فاجتُبِيَتْ / منها القناطِيرُ من بعدِ الأواقيّ
وصُنْتَ منه إلى ما لم تَصُنْه يَدٌ / سِواكَ من كلّ راعٍ ثَمّ مَرعيّ
من بعدِ ما دُكَّ سورٌ غيرُ مُمتنِعٍ / منه وضاعَ خَراجٌ غيرُ مَجْبيّ
مَن يَصْطَلي حَرَّ نارٍ أنتَ موقِدُها / وهي الحَرُورُ على الشِّعبِ الحَرُوريّ
أمْ مَنْ يُذِلُّ عَماليقاً تُذِلُّهمُ / إنّ الأجادلَ تَسمْو للكَراكيّ
بأيّ يومِ وَغىً أُثْني عليك وقد / أثنَتْ عليك المذاكي في الأواريّ
وقد ركزْتَ القَنا بينَ السحاب وقد / أنزَلْتَ قِرْنَكَ من بينِ الدراريّ
يَفْديكَ جَهْمُ المُحيّا يومَ سائلهِ / يَلقى الملامَ بعِرضٍ غيرِ مَفْدِيّ
من كلّ خاملِ نفسٍ غيرِ طاهرةٍ / منهم ولابِسِ عِرْضٍ غيرِ قوهيّ
لا يَفْقِدَنّكَ ذو سمْعٍ وذو بصَرٍ / فأنْتَ أكرَمُ مسموعٍ ومَرْئيّ
تُغضي عن الذنبِ أحياناً فتحسبني / أشُكُّ في أحنَفِ الحِلْمِ التميميّ
ما كنتُ أحسَبُ أنَّ الدهرَ يَزْلُفُ لي / بحاتمٍ في اللّيالي غير طائيّ
إذا بَنْو مُرّةٍ صَلّوا عليْكَ فلا / صَلّتْ إيادٌ على كعْبِ الإياديّ
لكَ المَكارِمُ مَضرُوباً سُرَادِقُهَا / وبيْتُ شَيبانَ مَشْدودَ الأواخيّ
ولم أقِسْكَ بشيبانٍ وما جَمَعَتْ / لكنّما أنتَ عندي كلُّ رَبْعيّ
لا بل ربيعةُ والأحلافُ من مُضَرٍ / بل أنتَ كلُّ تهاميٍّ ونَجْديّ
بل شِسْعُ نَعلِكَ عَدنانٌ وما ولدتْ / بل أنتَ وحدك عندي كلُّ إنسيّ
أيا ابن ابي زمورٍ الماجدَ الذي
أيا ابن ابي زمورٍ الماجدَ الذي / تَبَدَّل كي يُنسى فلم يَكُ مَنسيا
تَبَدّلَ من جامِ الكَنيفِ بقربَةٍ / وكان طعاميا فَعادَ شرابيا
أسقَطَ الحاءَ من الحمدِ
أسقَطَ الحاءَ من الحمدِ / وما ذاك لعيّ
إنَّما يُنقِصُ حَرفاً / في الحُسينِ بن عليّ