القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 60
يا طولَ غلَّة نفسِي المبلاهِ
يا طولَ غلَّة نفسِي المبلاهِ / بظباء بين أَجارعٍ وجِلاهِ
منْ كُلِّ رَيَّا لا تجودُ بشَرْبةٍ / وجنابُها مُتدفِّقٌ بمياه
تُضْحِي وتُمْسِي لا يُغِبُّ مُحِبُّها / مَلْهَى كرىً أو مأثم استنباه
يَحْظَى العميدُ بها ويَسْعد راقداً / ويظَلُّ عند النُّبْهِ في إذلاه
وأبَى هوايَ لقد غدا مُسْتَفرِهاً / أعداءَ عَقْلي أيَّما استفراه
سُقِيَ الزمانُ إذ الحسانُ يَصِلْنني / ويُنلنني طوعاً بلا إكراه
وإذ المشيبُ شبيبةٌ منضورةٌ / وإذ المواعظُ كلُّهُنَّ مَلاه
لا والذي لو شاء بَدَّلَ صَبْوَتي / بلهىً وطولَ صبابتي بتناه
ما قيل إن مع السمَّاك فضيلةٌ / إلا تناولها عُبَيْدُ اللَّهِ
ملك حلا مَخْبورُه ورواؤه / فحلا على الأسماعِ والأفواه
عَذْبُ اللسان ولن تراه كليلَه / عضبُ اللسان وليس بالعضَّاه
ناهيك من صَمْتٍ بلا عيٍّ به / وكفاك مِنْ لسَنٍ بغير سَفاه
مُتَيَقِّظٌ أبداً لفعلِ كريمةٍ / وعلى الطِّلابِ لشكرِها مُتساهي
يَهَبُ الرغيب بِشُكْرِهِ فعُفاتُه / مُتفاكهون وتلكَ حالُ فُكاه
لكنه مع ذَلكم مُسْتَنزِهٌ / رَوْضَ المحامِدِ أيَّما استنزاه
مُتَظَلِّلٌ من طَوْله بحدائقٍ / مُتَمَرِّسٌ من حده بعِضاه
وكأَنَّ حُبْوته تُلاث بشامخ / يَنْحطُّ عنه الصخرُ في دَهْداه
ملكتْ سكينتُهُ عليه أمرَه / فكأنه ساهٍ وليس بساهي
وعفا وعامَل بالأَناةِ عَدُوَّه / فكأنه لاهٍ وليس بلاهي
مِمِّنْ يراه الحَقُّ غِبْطَةَ دولةٍ / وسعودَ مَمْلكةٍ وفضلَ إله
فإذا الزمانُ غدا وراح معبِّساً / فزمانه متضاحِكٌ متباه
ما زال يُؤْنِسهُ جميلُ فَعاله / قِدْماً ويُوحشه مِنَ الأشباه
تتعاورُ العَرَبُ الكرامُ وفارِسٌ / ذِكراه بالبَخْباخ والبَهْبَاه
شفعَ السماحُ إليه في سُؤَّاله / فَمرى جداهُ لهم عريضُ الجاه
يَمِّمْهُ إنك منه بين مُثَوِّب / بالمُعْطشينَ ومِذْودٍ نَدَّاهِ
يَشْفِي الصَّدَى ويَذُودُ كلَّ مُلِمَّةٍ / عنا بحزمِ مُفَكِّرٍ بدَّاه
قل للأَمير حلَتْ ليالي عُمْرِه / في غيرِ منقطع ولا متناهي
يا من أمرَّ على الحُلوقِ مذاقُه / وحلا وطاب لألسُنٍ وشفاه
لِيَفُزْ من الأمراء شاهنشاههمُ / بِفَتىً من الوزراء شاهنشاه
أضحَى وما ضاهاه خادمُ سيِّدٍ / وكذاك مالك في الملوك مُضاهي
انظرْ فإنكَ ناظرٌ بجلِيَّةٍ / هل في وزيرك عن وزيرك ناهي
هل مُلِّكَ الأعداء عند قيامه / إلا تذلُّلَ آنُفٍ وجباه
سَجَدُوا ولو عَنَدُوا مكانَ سجودهمْ / لرَماهُمُ مِنْ كيدهِ بدواهي
إن الوزيرَ إذا تَأَمَّلَ ناظرٌ / لَعَتادُ مُحتاطٍ وتاجُ مُباه
نَمْ كيف شِئْتَ فما البناءُ بخاشع / كلّا ولا أسُّ البناء بواهي
ظفِرتْ يداك من الوزير بقيِّم / تأتي نصيحتُه بلا استكراه
أمَّا ظِهارتُه فسلطانيَّةٌ / وله بطانةُ مُخْبِتٍ أوَّاه
فاسدُدْ يديكَ بخادم من شأْنه / عكْس الرياء إذا تَصنَّع داه
نامتْ على الإنباه أعيُنُ معْشرٍ / ورعاكَ مُنتبهاً بلا إنباه
يا صاحبيَّ علا الوزيرُ وأعصفت / صعقاته بالنَّبْحِ والوَهواه
قومٌ على سننِ الطريق وآذِناً / في الصادرين وواردي الأمواه
صانَ الوزارة أحمدٌ عن معشرٍ / خُلِقُوا لِكاسبِ القُوت بالأستاه
كانوا إذا قسطوا فأقسطُ واعظٍ / ظلُّوا هنالك منه في فَهفاه
صانتْه صائنةٌ تُكافئُ سَعْيَهُ / وزَهَتْهُ من شرفِ الفَعال زَواهي
وجزَتْ جوازي الخيرِ صاحبَ أمرِه / فهُوَ النَّجاةُ أمام كلِّ تجاه
لا كابن بلبلٍ الدعيِّ وعُصبةٍ / عَدِمُوا خِلالَ الخيرِ غيرَ هَواه
يا سائلي بابنِ اللَّبون وقد ثوى / في النارِ تَطْهاه هُناكَ طواهي
كانَ المُحيَّنُ ذئبَ رَدْهةِ دَهْرِه / ورجالُ دولتهِ ذئاب رِداهِ
ثم اعتدَى فإذا هُوْ ضَيْغَمُ غابةٍ / وزهاه من فَرْطِ الجهالة زاهي
فعتا ويَهْيَهَ في الكلامِ تَعارُباً / حتى كنيناه أبا اليهْياه
مُتصامِماً متكامهاً عن ربه / فرماهُ بالإصمام والإكماه
غابَ المُوَفَّقُ فاستراب بغيبهِ / وأتى فصادف منه مِرْجلَ طاهي
ومعانِدُ التقوى مُعِدُّ مغالةٍ / لخلافةٍ ووقاحةٍ لوَجاه
قال المُوَفَّقُ إذْ تبين غَوْلَه / قسماً لقد ساهيت غير مساهي
وغدا أبو العباس يطلب ثأره / فرمَى الزمانُ مُداهياً بدواهي
كُفءُ المُخاتِل والمبارز قَسْورٌ / لا ينثني للزجر والجَهْجاهِ
رَكِب الأميرُ قَرَا المحجَّةِ فاهتدى / وطغَى الدَّعيُّ فتاه في أَتْواهِ
لا يَعجَبَن أحَدٌ لخيْبةِ وجهِهِ / هل كان عَبْداً مُقْرناً بخُذاه
وجهٌ كما للصالحين وما عنى / للصالحين فشاهَ كلَّ مَشاه
ولقد نهتْه لو أُعينَ بنهيةٍ / وحِجَىً نواهٍ بعدهُنَّ نواه
تجِهُ الصنيعةِ والصنيعةُ حرةٌ / فثنتْ أعِنتها عن التُّجَّاه
وأتتْ فتىً ما سارَ سيرةَ تائهٍ / في حِفْظِ نعمتهِ ولا تَيَّاه
إنْ تائهٌ جَبَهَ الوجوهَ ببشرِهِ / ولُهَى يديهِ فليس بالجَبَّاه
وترشَّفَتْهُ ولم تكن مكروهةً / نكهاتُ مِسكٍ عند ذي استنكاهِ
كَلأَتْهُ نيَّتُهُ التي منْ سُوسها / صِدْق الكَلاءة والقلوبُ سواهي
ورعاهُ معروفٌ يُخامِرُ نَفسَهُ / ويفيضُ عنها والنفوسُ لواهي
أضحى أبو الصقر وأفعالُه
أضحى أبو الصقر وأفعالُه / كأنما تنتجُ مِن وجهِهِ
عارضَ بالإحسانِ حُسناً له / لا يبلغ الوصفُ مدَى كُنهِهِ
ليسَ له عيبٌ سِوى أنَّه / لا تقعُ العينُ على شِبْهه
يا وارداً حوضاً سوى حَوْضِهِ / عَدّ عن الغِبِّ إلى رِفْهِه
تلقَ فتىً تَرضى العُلا فِعْله / في عَقْب ما يأتي وفي بَدْهه
تَسْتَضْحِكُ الآمالُ عن بِشْره / وتَذْعَرُ الأحداث عن نَجْهِه
لم تُلْهِهِ عن سُؤددٍ لذةٌ / متى تُغازِلُ غيرَه تُلْهِهِ
يَقْصُرُ ما يُعطيكَ في حُلْمه / عن بعضِ ما يُعطيك في نُبْهِهِ
يَجْبَهُ بالآلاف سُؤَّالَه / يا حبذا ذلكَ من جَبْهِهِ
أكثرُ شكوى ضيفِهِ أَنَّه / يُغَبُّ بالبِرِّ على كُرْهِهِ
نُزْهَةُ عندي كاسمها نُزْهَهْ
نُزْهَةُ عندي كاسمها نُزْهَهْ / لا شكَّ في ذلك ولا شُبْهَهْ
يا جاعلَ الليل لها طُرَّةً / وجاعلَ الصُّبح لها جَبْهَهْ
وجاعلَ الدُّر لها مَضْحكاً / وجاعلَ المسكِ لها نكْهَهْ
دعْ حبها يحكُم في مُهْجتي / وأْمُرْهُ بالجَوْر ولا تَنْهَهْ
عينُ المحبِّ إلى الحبيبِ سريعةٌ
عينُ المحبِّ إلى الحبيبِ سريعةٌ / والعينُ تألفُ شخصَ من يَهْواها
لا تجزعَنَّ من الصدود فإنما / غرض المفَدِّي أن يرى تَيّاها
حُكماً بأن النفسَ تبغي شكلَها / والشكلُ إلفٌ لا يُحِبُّ سِواها
وأشهدُ ما يكونُ عل هجاءٍ
وأشهدُ ما يكونُ عل هجاءٍ / هُجيتَ به إذا عاقبتَ فيهِ
وأبذأُ ما تُصادِفُ مِنْ هجاء / إذا ولّيتَ عفوكَ قائليه
ولا واللَّه ما حَبَّرتُ فيكم / سِوى مَدْحٍ يُزَيِّنُ لا بسيه
ففيم عددتُمُ مدحي هجاءً / وقد شَجيَ القَضاءُ بمنشديه
فإن قُلْتُم نراكَ أخا سفاهٍ / فقد يقعُ السفيهُ على السفيه
هجوتُ الظالميَّ ولستُ أهجو / رئيساً أتقيهِ وأَرْتَجيه
أيهجو المرءُ من يُضحي ويمسي / ورَوحُ حياته فيما يليه
شهِدتُ بأن ذلك ليس حقاً / ولا لِلحَقِّ أيضاً بالشبيه
دَعُوا أحدوثةً حَسُنَتْ يسارِي / لكم أخواتُها في كلِّ تيه
فإن الظلم من كلٍّ قبيحٌ / وأقبحُ ما يكون مَن النبيه
شَفَعْتُ إليكُمُ بالطَّوْلِ منكم / وكمْ من شافع فيكم وجيه
فردُّوني إلى ما كنتُ فيه / من الإكرامِ والعيش الرفيه
ليس يستَيقِنُ العناية مشفُو
ليس يستَيقِنُ العناية مشفُو / عٌ إليه حتى يُدَلَّ عليها
ودليلُ العناية الحَثُّ والتَّحْ / ريكُ في الحاجة المُشارِ إليها
فَتَوخَّ الإعذارَ واعلُ عن التعْ / ذير لا زلت للعُلى ولديها
وحقيقٌ ألا تُروَّعَ نفسٌ / أعلَقَتْ في ذراك يوماً يديها
أنا واش بسوء حالي إليكا
أنا واش بسوء حالي إليكا / طال تَشنيعُها برغمي عليكا
كلما قلتُ فيك قولاً جميلاً / ناقَضتْهُ وردعُهُ في يديكا
ولما ذاكَ بالعقاب ولكن / بالثواب الذي يُرجَّى ليدكا
قد تَصرَّفْتُ في نَواحٍ من الأرْ / ضِ فرَدَّتني النواحِي إليكا
سبيلي إليكَ كتابي إليكا
سبيلي إليكَ كتابي إليكا / فلا تقطَعَنَّ سبيلي إليكا
أعيذُك بالله مِنْ عِلةٍ / يُسدُّ بها بابُ جَدوى يديكا
فأوصِ خليفتك المُرْتَضى / بكتْبي وعَرّفه حالي لديكا
ولوى احتراسي من المنْسياتِ / كفاني الكتابَ اعتمادي عليكا
قد ذقتُ أنواعَ الطعوم فلم أجدْ
قد ذقتُ أنواعَ الطعوم فلم أجدْ / فيهنَّ طعماً مثل طعم العافيهْ
فاقصدْ وحاذر ان تُمرِّرَ حُلوَهُ / مما تُصيبُ وأن تُكدِّرَ صافيه
لا تَشفينَّ غليلَ صدرك بالتي / تُدوِي فليست للغليلِ بشافيه
ومتى شَرِهْتَ فإن أيسرَ لذَّةٍ / لك إن نظرتَ مع السلامةِ كافيه
فإذا جَرتْ ريحٌ فطاب نسيمُها / فاعدِلْ مخافة يوم ريح سافيه
أحسِنْ فرُبَّ يد لديك حقيرةٍ / مَهِدَتْ لحينك والمضاجعُ جافيه
واعلم بأن يداً تقدَّم نفعُها / أجدى عليكَ من اليدِ المتلافيه
وافْزعْ إلى شُورى الرجالِ فإنها / لفساد رأيك حين يفسدُ نافيه
لا ترضينَّ برأي نفسِك وحدها / فلرُبَّ خافيةِ عليك وخافيه
إذا جُددتْ نعمةُ لامرئٍ
إذا جُددتْ نعمةُ لامرئٍ / فتكميلُها جدَّةُ العافيَهْ
وبالشكر قُدِّر تجديدُها / وللَّه بعدُ يدٌ شافيه
ولو صُفِّيتْ كان أصفى لها / ولكنَّ دُنيا الفتى جافيه
ولولا مُكدرةٌ رَنْقَةٌ / لما قُدِّرت قَدرَها صافيه
ولا بدَّ للمرءِ من محنةٍ / لفتنةِ نَعمائِه نافيه
ودولتُكم قد جرتْ ريحُها / مُسدَّدَةَ الجري لا هافيه
ولا بدَّ للريح من أن تكو / ن في بعضِ هَبَّاتها سافيه
فصبراً وعَافيةً غضّةً / وأمناً إلى مئةٍ وافيه
فداكُم من السوء ضدٌّ لكم / مخازيه باديةٌ خافيه
وليست بعاليةٍ حالُه / ولكنها جِيفة طافيه
ولولا كراهةُ إملالِكم / خطبتُ إلى آخرِ القافيه
لعاً من عاثر لك يا ابنَ يحيى
لعاً من عاثر لك يا ابنَ يحيى / يموتُ الكاشحون وأنت تحيا
على أن الممات لكلِّ حيٍّ / وُقيتَ به من الحَدَثان مَحيا
قد طال بسطُك آمالي وقد ملأتْ
قد طال بسطُك آمالي وقد ملأتْ / عرضَ الفضاءِ فخلِّ الرِّفدَ يطويها
خَلِّ الأمورَ بكفَّيهِ إذا اضطربتْ / فهنَّ إذا ذاك قوسٌ وهو باريها
يا قاصداً ليدٍ جلّتْ أياديها
يا قاصداً ليدٍ جلّتْ أياديها / وذاق طعْم الردى والبؤْسِ شافيها
يدُ الندى هيَ فارفُق لا تُرِق دمها / فإنَّ أرزاق طُلَّاب الندى فيها
أرى ابنَ حريثٍ لا يُبالي عضيهتي
أرى ابنَ حريثٍ لا يُبالي عضيهتي / وما زال قِدماً بالعضيهة راضيا
ولو نِكتُ أيضاً أمَّه لم يبالني / كما أنه لم يلتبِس بهجائيا
وما ضرَّه ألا يُبالي بعدها / ركوبي إياها بحيث يرانيا
لساني وأيري لو تبيَّن أمرَه / سواءٌ إذا ما قنَّعاهُ المخازيا
هما الطرفان العارمانِ كلاهما / سواءٌ على من كان غيران حاميا
ألم تر أن اللَّهَ حَدَّ عليهما / بحدٍّ وكان اللَّهُ بالعدل قاضيا
أيا بنَ حريثٍ نكتُ أمَّكَ في استها / تصبَّرُ مهجُوّاً وأجزعُ هاجيا
فدونك فاصبِرْ للهجاء فإنني / زعيمٌ به ما أصبح النيلُ جاريا
إذا لم يبالِ المرءُ عَبطَ أديمِهِ / فعابطُهُ أحرى بأنْ لا يُباليا
هجائيكَ يَشفيني وإن لم تُبالِه / وحَسبُك داءً أن أنال شِفائيا
حلفتُ لئن أصبحت تضحكُ هازئاً / بشعري لقد أمسى ضَميرُك باكيا
وإنك في تنبيح شِعْري وقد بدَتْ / نواقدُه من صفْحتَيك دواميا
لَكالكلبِ في تَعضيضه قرنَ قِرنه / وقد أنفَدَتْه طعنةٌ هي ماهيا
وأصبحَ يُخفي ما به مُتَجَلِّداً / وإن كان لا يُخفي بذلك خافيا
تكلَّف حِلماً ليس منه سَجيةً / وأَغضى على أقذائه مُتغاضيا
ليُبلِغَني عنه رباطةَ جأشِه / فيكسرُ في ذَرْعي ويكْسِفُ باليا
وما احتالَ إلا بعدما عيلَ صبرُه / وأَوْلى بداهٍ أن يُخادعَ داهيا
كأني أراهُ حين قَدَّر أمرَهُ / فأمَّر نفسيه هنالك خاليا
فقالت له إحداهما إنَّ ذِلةً / من المرءِ أن يُحمَى وألا يُحاميا
ولستَ من القومِ الذين إذا حَمَوا / فلا تتعرضْ للذي لستَ كافيا
وقالتْ له الأخرى وما نصحتْ له / بلى وارْكب الغوْصاءَ واغشَ المغاشيا
فزوالها عن كيدِها ونكيرِها / فلم يرَ إلا التُّرَّهاتِ اللواهيا
فأصغى إلى أمرِ التي نصحتْ له / وإمّا أتى رشداً فما ذاك غاويا
عسى ابن حُريثٍ تستريحُ ظنونُه / إلى أنني عانيتُ فيه القوافيا
فيَشفي جواهُ أو يُنفِّس كَربه / تظنِّيهِ أنْ قد شقَّني وعنانيا
فلا يتخيلْ فيَّ ذاك بجهله / فلستُ لما أهدي إليه مُعانيا
وأنَّى أعاني فيه شعراً أقوله / وهاجيهِ لا يبغي إليه المرَاقيا
وذاك لأن الشتْم في كلِّ ساقط / يجيء مَجيءَ السيل يطلبُ واديا
سيولٌ دعاها مستقَرٌّ وقادها / مَسيلٌ فجاءت مُفْعَمات طواميا
بَلى إنما المَرقَى الكؤود على امرئٍ / تطلَّع أشرافَ الجبالِ العواليا
كأهل الندى والبأس والعِلم والحجى / سقى اللَّه هاتيك الذُّرى والروابيا
عجباً يا قوم للصُنْ
عجباً يا قوم للصُنْ / عِ وأسبابِ العطايا
كلَّ يوم يُخرِجُ الدهْ / رُ لنا مِنه خبايا
صِرتَ يا حامدُ تُستكْ / فَى وتسترعي الرعايا
ويح هاتيكَ الرعايا / فلقد أمسَتْ سبايا
لستَ تألوها خَبالاً / في خَراجٍ وبقايا
دائباً تُصْلِيَها طو / راً وتُغزيها السّرايا
لا رعاكَ اللَّهُ عبداً / غيرَ راعٍ للوصايا
فلقد أصبحتَ للدوْ / لةِ من أخزَى الخزايا
بك صارتْ نِعمُ اللَّ / هِ على الخلقِ رزايا
صارتِ الضيعةُ للتأ / ني هموماً وبلايا
ولك الغِلمانُ والخي / لُ وأنواعُ المطايا
حين لا تشكرُ نَعْما / ءً ولا تخشَى المنايا
لا تُغَرَّنَّ فلن يغ / فَلَ علّامُ الخفايا
بِئسَ ما كافأتَ ما أهْ / دَاهُ من حُرِّ الهدايا
هنيئاً يا أبا حسن هنيئاً
هنيئاً يا أبا حسن هنيئاً / بلغتَ من الفضائل كلَّ غايهْ
شركتَ القِردَ في سُخْفٍ وقبح / وما قصَّرْتَ عنه في الحكايهْ
وكنتَ إذا جريتَ إلى المخازي / إلى أبويكَ جاوزتَ النهايهْ
شَهدتُ بأنَّ من تَنْمَى إليه / خلافُ أبيك لكنْ كان دايهْ
صَححتَ من الخمولِ ألا فصبراً / ستُرفع رايةٌ لك بعد رايهْ
لو يعلمُ ابنُ أبي سُميَّه
لو يعلمُ ابنُ أبي سُميَّه / كم من شجاع يتقيهِ
لزها وتاه بقُبْحه / تِيهاً يحاقِرُ كلَّ تيهِ
كم حاجةٍ باكرتُها / بالسعدِ والوجهِ الوجيهِ
فرجعتُ حين رأيته / باليأسِ مما أرتَجيهِ
اللَّه يعلمُ أنّني / من كل شيءٍ أجْتَويهِ
كلُّ الأنامِ تخافه / خوفَ الأصاغِر من بنيهِ
تُغْضي الجفونُ إذا بدا / من هَوْل منظرِه الكريهِ
قد قُلتُ إذ قَذِيتْ به / عَيْني وأعينُ مُبصريهِ
يا ليتَ لي بصحيحتي / عوراءةً مما يليهِ
أصبح هذا الجحرُ قد وافقَتْ
أصبح هذا الجحرُ قد وافقَتْ / أسماؤه الشنعُ معانيهِ
لم يخل من أير ومن عَيْبةٍ / مُذْ شُقَّ فوهُ لمُناغيهِ
فَحَيَّةٌ تدخُل في دُبرهِ / وحيَّةٌ تخرجُ من فيهِ
كذلك الحيّاتُ فيما يُرى / تأتي من الجحرِ وتأتيه
وليس ما يأْتي بهِ مُنْكَراً / ولا يقولُ الإفكَ هاجيه
شَهَد اللَّهُ وهو عدلٌ رضيُّ
شَهَد اللَّهُ وهو عدلٌ رضيُّ / أنَّ عبدَ القويِّ عبدٌ قويُّ
آخَذُ الناسِ كلهم لكتَابٍ / أَخْذَ يَحيى لكنَّ يحيى نبيُّ
وهو يحيى لولا النجاسةُ والجهْ / لُ وإن لم يَجِئْ به زكريُّ
يا خالدَ ابنَ أبيهِ
يا خالدَ ابنَ أبيهِ / لَيْسَ الذي يَدَّعيهِ
قد قلتُ إذ حَذَّروني / كَ ناكَ أم أبيهِ
إن كان شيخاً سفيهاً / يَبذُّ كُلَّ سفيهِ
فقد أصابَ شبيهاً / بهِ وفوقَ الشبيه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025