المجموع : 60
يا طولَ غلَّة نفسِي المبلاهِ
يا طولَ غلَّة نفسِي المبلاهِ / بظباء بين أَجارعٍ وجِلاهِ
منْ كُلِّ رَيَّا لا تجودُ بشَرْبةٍ / وجنابُها مُتدفِّقٌ بمياه
تُضْحِي وتُمْسِي لا يُغِبُّ مُحِبُّها / مَلْهَى كرىً أو مأثم استنباه
يَحْظَى العميدُ بها ويَسْعد راقداً / ويظَلُّ عند النُّبْهِ في إذلاه
وأبَى هوايَ لقد غدا مُسْتَفرِهاً / أعداءَ عَقْلي أيَّما استفراه
سُقِيَ الزمانُ إذ الحسانُ يَصِلْنني / ويُنلنني طوعاً بلا إكراه
وإذ المشيبُ شبيبةٌ منضورةٌ / وإذ المواعظُ كلُّهُنَّ مَلاه
لا والذي لو شاء بَدَّلَ صَبْوَتي / بلهىً وطولَ صبابتي بتناه
ما قيل إن مع السمَّاك فضيلةٌ / إلا تناولها عُبَيْدُ اللَّهِ
ملك حلا مَخْبورُه ورواؤه / فحلا على الأسماعِ والأفواه
عَذْبُ اللسان ولن تراه كليلَه / عضبُ اللسان وليس بالعضَّاه
ناهيك من صَمْتٍ بلا عيٍّ به / وكفاك مِنْ لسَنٍ بغير سَفاه
مُتَيَقِّظٌ أبداً لفعلِ كريمةٍ / وعلى الطِّلابِ لشكرِها مُتساهي
يَهَبُ الرغيب بِشُكْرِهِ فعُفاتُه / مُتفاكهون وتلكَ حالُ فُكاه
لكنه مع ذَلكم مُسْتَنزِهٌ / رَوْضَ المحامِدِ أيَّما استنزاه
مُتَظَلِّلٌ من طَوْله بحدائقٍ / مُتَمَرِّسٌ من حده بعِضاه
وكأَنَّ حُبْوته تُلاث بشامخ / يَنْحطُّ عنه الصخرُ في دَهْداه
ملكتْ سكينتُهُ عليه أمرَه / فكأنه ساهٍ وليس بساهي
وعفا وعامَل بالأَناةِ عَدُوَّه / فكأنه لاهٍ وليس بلاهي
مِمِّنْ يراه الحَقُّ غِبْطَةَ دولةٍ / وسعودَ مَمْلكةٍ وفضلَ إله
فإذا الزمانُ غدا وراح معبِّساً / فزمانه متضاحِكٌ متباه
ما زال يُؤْنِسهُ جميلُ فَعاله / قِدْماً ويُوحشه مِنَ الأشباه
تتعاورُ العَرَبُ الكرامُ وفارِسٌ / ذِكراه بالبَخْباخ والبَهْبَاه
شفعَ السماحُ إليه في سُؤَّاله / فَمرى جداهُ لهم عريضُ الجاه
يَمِّمْهُ إنك منه بين مُثَوِّب / بالمُعْطشينَ ومِذْودٍ نَدَّاهِ
يَشْفِي الصَّدَى ويَذُودُ كلَّ مُلِمَّةٍ / عنا بحزمِ مُفَكِّرٍ بدَّاه
قل للأَمير حلَتْ ليالي عُمْرِه / في غيرِ منقطع ولا متناهي
يا من أمرَّ على الحُلوقِ مذاقُه / وحلا وطاب لألسُنٍ وشفاه
لِيَفُزْ من الأمراء شاهنشاههمُ / بِفَتىً من الوزراء شاهنشاه
أضحَى وما ضاهاه خادمُ سيِّدٍ / وكذاك مالك في الملوك مُضاهي
انظرْ فإنكَ ناظرٌ بجلِيَّةٍ / هل في وزيرك عن وزيرك ناهي
هل مُلِّكَ الأعداء عند قيامه / إلا تذلُّلَ آنُفٍ وجباه
سَجَدُوا ولو عَنَدُوا مكانَ سجودهمْ / لرَماهُمُ مِنْ كيدهِ بدواهي
إن الوزيرَ إذا تَأَمَّلَ ناظرٌ / لَعَتادُ مُحتاطٍ وتاجُ مُباه
نَمْ كيف شِئْتَ فما البناءُ بخاشع / كلّا ولا أسُّ البناء بواهي
ظفِرتْ يداك من الوزير بقيِّم / تأتي نصيحتُه بلا استكراه
أمَّا ظِهارتُه فسلطانيَّةٌ / وله بطانةُ مُخْبِتٍ أوَّاه
فاسدُدْ يديكَ بخادم من شأْنه / عكْس الرياء إذا تَصنَّع داه
نامتْ على الإنباه أعيُنُ معْشرٍ / ورعاكَ مُنتبهاً بلا إنباه
يا صاحبيَّ علا الوزيرُ وأعصفت / صعقاته بالنَّبْحِ والوَهواه
قومٌ على سننِ الطريق وآذِناً / في الصادرين وواردي الأمواه
صانَ الوزارة أحمدٌ عن معشرٍ / خُلِقُوا لِكاسبِ القُوت بالأستاه
كانوا إذا قسطوا فأقسطُ واعظٍ / ظلُّوا هنالك منه في فَهفاه
صانتْه صائنةٌ تُكافئُ سَعْيَهُ / وزَهَتْهُ من شرفِ الفَعال زَواهي
وجزَتْ جوازي الخيرِ صاحبَ أمرِه / فهُوَ النَّجاةُ أمام كلِّ تجاه
لا كابن بلبلٍ الدعيِّ وعُصبةٍ / عَدِمُوا خِلالَ الخيرِ غيرَ هَواه
يا سائلي بابنِ اللَّبون وقد ثوى / في النارِ تَطْهاه هُناكَ طواهي
كانَ المُحيَّنُ ذئبَ رَدْهةِ دَهْرِه / ورجالُ دولتهِ ذئاب رِداهِ
ثم اعتدَى فإذا هُوْ ضَيْغَمُ غابةٍ / وزهاه من فَرْطِ الجهالة زاهي
فعتا ويَهْيَهَ في الكلامِ تَعارُباً / حتى كنيناه أبا اليهْياه
مُتصامِماً متكامهاً عن ربه / فرماهُ بالإصمام والإكماه
غابَ المُوَفَّقُ فاستراب بغيبهِ / وأتى فصادف منه مِرْجلَ طاهي
ومعانِدُ التقوى مُعِدُّ مغالةٍ / لخلافةٍ ووقاحةٍ لوَجاه
قال المُوَفَّقُ إذْ تبين غَوْلَه / قسماً لقد ساهيت غير مساهي
وغدا أبو العباس يطلب ثأره / فرمَى الزمانُ مُداهياً بدواهي
كُفءُ المُخاتِل والمبارز قَسْورٌ / لا ينثني للزجر والجَهْجاهِ
رَكِب الأميرُ قَرَا المحجَّةِ فاهتدى / وطغَى الدَّعيُّ فتاه في أَتْواهِ
لا يَعجَبَن أحَدٌ لخيْبةِ وجهِهِ / هل كان عَبْداً مُقْرناً بخُذاه
وجهٌ كما للصالحين وما عنى / للصالحين فشاهَ كلَّ مَشاه
ولقد نهتْه لو أُعينَ بنهيةٍ / وحِجَىً نواهٍ بعدهُنَّ نواه
تجِهُ الصنيعةِ والصنيعةُ حرةٌ / فثنتْ أعِنتها عن التُّجَّاه
وأتتْ فتىً ما سارَ سيرةَ تائهٍ / في حِفْظِ نعمتهِ ولا تَيَّاه
إنْ تائهٌ جَبَهَ الوجوهَ ببشرِهِ / ولُهَى يديهِ فليس بالجَبَّاه
وترشَّفَتْهُ ولم تكن مكروهةً / نكهاتُ مِسكٍ عند ذي استنكاهِ
كَلأَتْهُ نيَّتُهُ التي منْ سُوسها / صِدْق الكَلاءة والقلوبُ سواهي
ورعاهُ معروفٌ يُخامِرُ نَفسَهُ / ويفيضُ عنها والنفوسُ لواهي
أضحى أبو الصقر وأفعالُه
أضحى أبو الصقر وأفعالُه / كأنما تنتجُ مِن وجهِهِ
عارضَ بالإحسانِ حُسناً له / لا يبلغ الوصفُ مدَى كُنهِهِ
ليسَ له عيبٌ سِوى أنَّه / لا تقعُ العينُ على شِبْهه
يا وارداً حوضاً سوى حَوْضِهِ / عَدّ عن الغِبِّ إلى رِفْهِه
تلقَ فتىً تَرضى العُلا فِعْله / في عَقْب ما يأتي وفي بَدْهه
تَسْتَضْحِكُ الآمالُ عن بِشْره / وتَذْعَرُ الأحداث عن نَجْهِه
لم تُلْهِهِ عن سُؤددٍ لذةٌ / متى تُغازِلُ غيرَه تُلْهِهِ
يَقْصُرُ ما يُعطيكَ في حُلْمه / عن بعضِ ما يُعطيك في نُبْهِهِ
يَجْبَهُ بالآلاف سُؤَّالَه / يا حبذا ذلكَ من جَبْهِهِ
أكثرُ شكوى ضيفِهِ أَنَّه / يُغَبُّ بالبِرِّ على كُرْهِهِ
نُزْهَةُ عندي كاسمها نُزْهَهْ
نُزْهَةُ عندي كاسمها نُزْهَهْ / لا شكَّ في ذلك ولا شُبْهَهْ
يا جاعلَ الليل لها طُرَّةً / وجاعلَ الصُّبح لها جَبْهَهْ
وجاعلَ الدُّر لها مَضْحكاً / وجاعلَ المسكِ لها نكْهَهْ
دعْ حبها يحكُم في مُهْجتي / وأْمُرْهُ بالجَوْر ولا تَنْهَهْ
عينُ المحبِّ إلى الحبيبِ سريعةٌ
عينُ المحبِّ إلى الحبيبِ سريعةٌ / والعينُ تألفُ شخصَ من يَهْواها
لا تجزعَنَّ من الصدود فإنما / غرض المفَدِّي أن يرى تَيّاها
حُكماً بأن النفسَ تبغي شكلَها / والشكلُ إلفٌ لا يُحِبُّ سِواها
وأشهدُ ما يكونُ عل هجاءٍ
وأشهدُ ما يكونُ عل هجاءٍ / هُجيتَ به إذا عاقبتَ فيهِ
وأبذأُ ما تُصادِفُ مِنْ هجاء / إذا ولّيتَ عفوكَ قائليه
ولا واللَّه ما حَبَّرتُ فيكم / سِوى مَدْحٍ يُزَيِّنُ لا بسيه
ففيم عددتُمُ مدحي هجاءً / وقد شَجيَ القَضاءُ بمنشديه
فإن قُلْتُم نراكَ أخا سفاهٍ / فقد يقعُ السفيهُ على السفيه
هجوتُ الظالميَّ ولستُ أهجو / رئيساً أتقيهِ وأَرْتَجيه
أيهجو المرءُ من يُضحي ويمسي / ورَوحُ حياته فيما يليه
شهِدتُ بأن ذلك ليس حقاً / ولا لِلحَقِّ أيضاً بالشبيه
دَعُوا أحدوثةً حَسُنَتْ يسارِي / لكم أخواتُها في كلِّ تيه
فإن الظلم من كلٍّ قبيحٌ / وأقبحُ ما يكون مَن النبيه
شَفَعْتُ إليكُمُ بالطَّوْلِ منكم / وكمْ من شافع فيكم وجيه
فردُّوني إلى ما كنتُ فيه / من الإكرامِ والعيش الرفيه
ليس يستَيقِنُ العناية مشفُو
ليس يستَيقِنُ العناية مشفُو / عٌ إليه حتى يُدَلَّ عليها
ودليلُ العناية الحَثُّ والتَّحْ / ريكُ في الحاجة المُشارِ إليها
فَتَوخَّ الإعذارَ واعلُ عن التعْ / ذير لا زلت للعُلى ولديها
وحقيقٌ ألا تُروَّعَ نفسٌ / أعلَقَتْ في ذراك يوماً يديها
أنا واش بسوء حالي إليكا
أنا واش بسوء حالي إليكا / طال تَشنيعُها برغمي عليكا
كلما قلتُ فيك قولاً جميلاً / ناقَضتْهُ وردعُهُ في يديكا
ولما ذاكَ بالعقاب ولكن / بالثواب الذي يُرجَّى ليدكا
قد تَصرَّفْتُ في نَواحٍ من الأرْ / ضِ فرَدَّتني النواحِي إليكا
سبيلي إليكَ كتابي إليكا
سبيلي إليكَ كتابي إليكا / فلا تقطَعَنَّ سبيلي إليكا
أعيذُك بالله مِنْ عِلةٍ / يُسدُّ بها بابُ جَدوى يديكا
فأوصِ خليفتك المُرْتَضى / بكتْبي وعَرّفه حالي لديكا
ولوى احتراسي من المنْسياتِ / كفاني الكتابَ اعتمادي عليكا
قد ذقتُ أنواعَ الطعوم فلم أجدْ
قد ذقتُ أنواعَ الطعوم فلم أجدْ / فيهنَّ طعماً مثل طعم العافيهْ
فاقصدْ وحاذر ان تُمرِّرَ حُلوَهُ / مما تُصيبُ وأن تُكدِّرَ صافيه
لا تَشفينَّ غليلَ صدرك بالتي / تُدوِي فليست للغليلِ بشافيه
ومتى شَرِهْتَ فإن أيسرَ لذَّةٍ / لك إن نظرتَ مع السلامةِ كافيه
فإذا جَرتْ ريحٌ فطاب نسيمُها / فاعدِلْ مخافة يوم ريح سافيه
أحسِنْ فرُبَّ يد لديك حقيرةٍ / مَهِدَتْ لحينك والمضاجعُ جافيه
واعلم بأن يداً تقدَّم نفعُها / أجدى عليكَ من اليدِ المتلافيه
وافْزعْ إلى شُورى الرجالِ فإنها / لفساد رأيك حين يفسدُ نافيه
لا ترضينَّ برأي نفسِك وحدها / فلرُبَّ خافيةِ عليك وخافيه
إذا جُددتْ نعمةُ لامرئٍ
إذا جُددتْ نعمةُ لامرئٍ / فتكميلُها جدَّةُ العافيَهْ
وبالشكر قُدِّر تجديدُها / وللَّه بعدُ يدٌ شافيه
ولو صُفِّيتْ كان أصفى لها / ولكنَّ دُنيا الفتى جافيه
ولولا مُكدرةٌ رَنْقَةٌ / لما قُدِّرت قَدرَها صافيه
ولا بدَّ للمرءِ من محنةٍ / لفتنةِ نَعمائِه نافيه
ودولتُكم قد جرتْ ريحُها / مُسدَّدَةَ الجري لا هافيه
ولا بدَّ للريح من أن تكو / ن في بعضِ هَبَّاتها سافيه
فصبراً وعَافيةً غضّةً / وأمناً إلى مئةٍ وافيه
فداكُم من السوء ضدٌّ لكم / مخازيه باديةٌ خافيه
وليست بعاليةٍ حالُه / ولكنها جِيفة طافيه
ولولا كراهةُ إملالِكم / خطبتُ إلى آخرِ القافيه
لعاً من عاثر لك يا ابنَ يحيى
لعاً من عاثر لك يا ابنَ يحيى / يموتُ الكاشحون وأنت تحيا
على أن الممات لكلِّ حيٍّ / وُقيتَ به من الحَدَثان مَحيا
قد طال بسطُك آمالي وقد ملأتْ
قد طال بسطُك آمالي وقد ملأتْ / عرضَ الفضاءِ فخلِّ الرِّفدَ يطويها
خَلِّ الأمورَ بكفَّيهِ إذا اضطربتْ / فهنَّ إذا ذاك قوسٌ وهو باريها
يا قاصداً ليدٍ جلّتْ أياديها
يا قاصداً ليدٍ جلّتْ أياديها / وذاق طعْم الردى والبؤْسِ شافيها
يدُ الندى هيَ فارفُق لا تُرِق دمها / فإنَّ أرزاق طُلَّاب الندى فيها
أرى ابنَ حريثٍ لا يُبالي عضيهتي
أرى ابنَ حريثٍ لا يُبالي عضيهتي / وما زال قِدماً بالعضيهة راضيا
ولو نِكتُ أيضاً أمَّه لم يبالني / كما أنه لم يلتبِس بهجائيا
وما ضرَّه ألا يُبالي بعدها / ركوبي إياها بحيث يرانيا
لساني وأيري لو تبيَّن أمرَه / سواءٌ إذا ما قنَّعاهُ المخازيا
هما الطرفان العارمانِ كلاهما / سواءٌ على من كان غيران حاميا
ألم تر أن اللَّهَ حَدَّ عليهما / بحدٍّ وكان اللَّهُ بالعدل قاضيا
أيا بنَ حريثٍ نكتُ أمَّكَ في استها / تصبَّرُ مهجُوّاً وأجزعُ هاجيا
فدونك فاصبِرْ للهجاء فإنني / زعيمٌ به ما أصبح النيلُ جاريا
إذا لم يبالِ المرءُ عَبطَ أديمِهِ / فعابطُهُ أحرى بأنْ لا يُباليا
هجائيكَ يَشفيني وإن لم تُبالِه / وحَسبُك داءً أن أنال شِفائيا
حلفتُ لئن أصبحت تضحكُ هازئاً / بشعري لقد أمسى ضَميرُك باكيا
وإنك في تنبيح شِعْري وقد بدَتْ / نواقدُه من صفْحتَيك دواميا
لَكالكلبِ في تَعضيضه قرنَ قِرنه / وقد أنفَدَتْه طعنةٌ هي ماهيا
وأصبحَ يُخفي ما به مُتَجَلِّداً / وإن كان لا يُخفي بذلك خافيا
تكلَّف حِلماً ليس منه سَجيةً / وأَغضى على أقذائه مُتغاضيا
ليُبلِغَني عنه رباطةَ جأشِه / فيكسرُ في ذَرْعي ويكْسِفُ باليا
وما احتالَ إلا بعدما عيلَ صبرُه / وأَوْلى بداهٍ أن يُخادعَ داهيا
كأني أراهُ حين قَدَّر أمرَهُ / فأمَّر نفسيه هنالك خاليا
فقالت له إحداهما إنَّ ذِلةً / من المرءِ أن يُحمَى وألا يُحاميا
ولستَ من القومِ الذين إذا حَمَوا / فلا تتعرضْ للذي لستَ كافيا
وقالتْ له الأخرى وما نصحتْ له / بلى وارْكب الغوْصاءَ واغشَ المغاشيا
فزوالها عن كيدِها ونكيرِها / فلم يرَ إلا التُّرَّهاتِ اللواهيا
فأصغى إلى أمرِ التي نصحتْ له / وإمّا أتى رشداً فما ذاك غاويا
عسى ابن حُريثٍ تستريحُ ظنونُه / إلى أنني عانيتُ فيه القوافيا
فيَشفي جواهُ أو يُنفِّس كَربه / تظنِّيهِ أنْ قد شقَّني وعنانيا
فلا يتخيلْ فيَّ ذاك بجهله / فلستُ لما أهدي إليه مُعانيا
وأنَّى أعاني فيه شعراً أقوله / وهاجيهِ لا يبغي إليه المرَاقيا
وذاك لأن الشتْم في كلِّ ساقط / يجيء مَجيءَ السيل يطلبُ واديا
سيولٌ دعاها مستقَرٌّ وقادها / مَسيلٌ فجاءت مُفْعَمات طواميا
بَلى إنما المَرقَى الكؤود على امرئٍ / تطلَّع أشرافَ الجبالِ العواليا
كأهل الندى والبأس والعِلم والحجى / سقى اللَّه هاتيك الذُّرى والروابيا
عجباً يا قوم للصُنْ
عجباً يا قوم للصُنْ / عِ وأسبابِ العطايا
كلَّ يوم يُخرِجُ الدهْ / رُ لنا مِنه خبايا
صِرتَ يا حامدُ تُستكْ / فَى وتسترعي الرعايا
ويح هاتيكَ الرعايا / فلقد أمسَتْ سبايا
لستَ تألوها خَبالاً / في خَراجٍ وبقايا
دائباً تُصْلِيَها طو / راً وتُغزيها السّرايا
لا رعاكَ اللَّهُ عبداً / غيرَ راعٍ للوصايا
فلقد أصبحتَ للدوْ / لةِ من أخزَى الخزايا
بك صارتْ نِعمُ اللَّ / هِ على الخلقِ رزايا
صارتِ الضيعةُ للتأ / ني هموماً وبلايا
ولك الغِلمانُ والخي / لُ وأنواعُ المطايا
حين لا تشكرُ نَعْما / ءً ولا تخشَى المنايا
لا تُغَرَّنَّ فلن يغ / فَلَ علّامُ الخفايا
بِئسَ ما كافأتَ ما أهْ / دَاهُ من حُرِّ الهدايا
هنيئاً يا أبا حسن هنيئاً
هنيئاً يا أبا حسن هنيئاً / بلغتَ من الفضائل كلَّ غايهْ
شركتَ القِردَ في سُخْفٍ وقبح / وما قصَّرْتَ عنه في الحكايهْ
وكنتَ إذا جريتَ إلى المخازي / إلى أبويكَ جاوزتَ النهايهْ
شَهدتُ بأنَّ من تَنْمَى إليه / خلافُ أبيك لكنْ كان دايهْ
صَححتَ من الخمولِ ألا فصبراً / ستُرفع رايةٌ لك بعد رايهْ
لو يعلمُ ابنُ أبي سُميَّه
لو يعلمُ ابنُ أبي سُميَّه / كم من شجاع يتقيهِ
لزها وتاه بقُبْحه / تِيهاً يحاقِرُ كلَّ تيهِ
كم حاجةٍ باكرتُها / بالسعدِ والوجهِ الوجيهِ
فرجعتُ حين رأيته / باليأسِ مما أرتَجيهِ
اللَّه يعلمُ أنّني / من كل شيءٍ أجْتَويهِ
كلُّ الأنامِ تخافه / خوفَ الأصاغِر من بنيهِ
تُغْضي الجفونُ إذا بدا / من هَوْل منظرِه الكريهِ
قد قُلتُ إذ قَذِيتْ به / عَيْني وأعينُ مُبصريهِ
يا ليتَ لي بصحيحتي / عوراءةً مما يليهِ
أصبح هذا الجحرُ قد وافقَتْ
أصبح هذا الجحرُ قد وافقَتْ / أسماؤه الشنعُ معانيهِ
لم يخل من أير ومن عَيْبةٍ / مُذْ شُقَّ فوهُ لمُناغيهِ
فَحَيَّةٌ تدخُل في دُبرهِ / وحيَّةٌ تخرجُ من فيهِ
كذلك الحيّاتُ فيما يُرى / تأتي من الجحرِ وتأتيه
وليس ما يأْتي بهِ مُنْكَراً / ولا يقولُ الإفكَ هاجيه
شَهَد اللَّهُ وهو عدلٌ رضيُّ
شَهَد اللَّهُ وهو عدلٌ رضيُّ / أنَّ عبدَ القويِّ عبدٌ قويُّ
آخَذُ الناسِ كلهم لكتَابٍ / أَخْذَ يَحيى لكنَّ يحيى نبيُّ
وهو يحيى لولا النجاسةُ والجهْ / لُ وإن لم يَجِئْ به زكريُّ
يا خالدَ ابنَ أبيهِ
يا خالدَ ابنَ أبيهِ / لَيْسَ الذي يَدَّعيهِ
قد قلتُ إذ حَذَّروني / كَ ناكَ أم أبيهِ
إن كان شيخاً سفيهاً / يَبذُّ كُلَّ سفيهِ
فقد أصابَ شبيهاً / بهِ وفوقَ الشبيه