المجموع : 7
مددتمُ للنوى كفاً تودعني
مددتمُ للنوى كفاً تودعني / وبنتمُ وفؤادي في تلظّيه
فكنت كالسهم راميه يقرّبهُ / ويقصد البعد بالتقريب راسيه
بلونا الحب فاخترناه شرعاً
بلونا الحب فاخترناه شرعاً / رغبنا فيه عن دين ودنيا
وما مليا سوى خود خريد / رمتنا بالقلى ظلما وبغيا
وما العشاق الا خير قوم / أطاعوا للهوى أمراً ونهيا
أرقهمُ إذا ذكر التصابي / جميل بثينة ونسيم مليا
ما للشبيبة قد خابت أمانيها
ما للشبيبة قد خابت أمانيها / وأصبح اليأس محتلاً بناديها
هذي الشبيبة حيا اللَه زهرتها / وزادها اللَه زهواً في تجليها
باتت ترجى حقوقاً كان هاضمها / أحقَّ من كان يوليها ويحميها
أفى الخلائق من ترجى عدالته / وقد شكى الظلم بين الناس قاضيها
ما للمدارس حسرى الوجه عابسة / وكوكب النحس يبدو في نواحيها
كانت معاهدَ بالعرفان آهلةً / ما بالها اندثرت من بعد أهليها
والعلم لم يقن إلا من صحائفها / والمجد لم يرجَ إلَّا من مراقيها
أحق بالدمع عيناها وقد همتا / اذا هي ادكرت في الحال ماضيها
كانت ربوعاً عليها للنهى علم / يهدى إلى سبل العرفان راجيها
كانت مغاني يبدو للحجا قمر / على ذراها فلم تلبث دياجيها
كانت مناهل يروى النفس منبعها / أيام كان أوار الجهل يظميها
زالت ولم ننس ماضيها وحاضرها / شتان ما بين ماضيها وحاليها
نرى اعتصاباً بوادي العلم منتشراً / كأنه النار تصلى في تلظيها
دعاته سئموا ايذاءَ انفسهم / والنفس تسأم ممن بات يؤذيها
قد أحرجوهم فزادوا في مطالبهم / كالريح للنار تصليها وتذكيها
نظارة العلم تأساءً ومرحمةً / خيرٌ لمثلك في الشكوى تلافيها
ماذا يضركِ لو أسديتِ مكرمة / بالحمد نمدحها والشكر نطريها
ان النفوس التي باهت بكثرتها / أضحى قليل من الاشياء يرضيها
فان هدمت معاني العلم عن جنف / به اتصفتِ فان الشعبَ يبنيها
همُ لهمُ دعوى الهوى والهوى ليا
همُ لهمُ دعوى الهوى والهوى ليا / وأشكو وهم يبدون فيه التشاكيا
أقلى انهمالاً عبرة العين واجمدي / ويا نفس لا تبقي من الحب باقيا
حببتك غداراً وشيمتك الجفا / فكيف يكون الحب ان كنت وافيا
وأعلم أن الهجر يرضيك كلما / رأيت فؤادي بعد هجرك راضيا
وللصب حالات تدل على الهوى / وهل يكتم الانسان ما ليس خافيا
الهفا الى م القلب يهوى مقاطعا / ويأمن خوانا ويذكر ناسيا
فأحرى له ان لا يخادن صاحبا / اذا لم يجد حر خدينا مصافيا
وفارقت من فارقته غير نادم / وأقصى حياة المرء أن لا تلاقيا
عفا حبه حتى كان لم يكن هوى / وحتى كأن القلب ما بات عانيا
وآن لقلبي ان يقر خفوقه / متى كان عن ذكر الصبابة ساليا
ولى من عزيز المالكين عوارف / تكثر حسادي وتردى الاعاديا
دعتني دواعي فضله فامتدحته / وما زرته حتى امتدحت الدواعيا
فيا ابن سليل المجد والمنعم الذي / بلغنا به شأو العلى والامانيا
وقفت على الدنيا بأخمص مالك / وأخمصك الثاني يروم الدراريا
ونادى جلال الملك يدعوك أولا / اليه ويأبى أن يرى لك ثانيا
من لم يثبت مثلك العرش بالعلى / فخير له أن يترك العرش خاويا
اراك اذا ما سرت يوماً بموكب / وحولك أبصرت العتاق المذاكيا
ظلت عيون القوم في الارض خشعاً / تغض من الاجلال عنك المآقيا
يحيون من لولاه لاقوا بدهرهم / نوائب من شعب الخطوب دواهيا
أيجمل أن أطرى سواك ضلالة / وكان سواك الباخل المتساخيا
قد اخترته واللَه فيه أضلني / ولِلّه ما يختاره من ضلاليا
نهتني النهى عنه فامسكت مقولي / وقلت بخ ما للسفير وما ليا
فيا ليت أنا ما امتدحناه مدحة / ولا كان منا الشعر الا أهاجيا
كفى بك مني في بلادك شاعراً / يرى كل مختال بمدحك غاويا
فان كنت من نعمى يمينك ما نعى / فلا تمنعني أن أصوغ القوافيا
فلا زلت ترعى الملك في مصر بالعلى / الى أن يقول الملك أفديك راعيا
أراك غداة الفطر عيداً لعيده / وليس على مولى سواك مواليا
وحسبك من بذل النوال مغانما / وقد كان ما تقريه في الصوم كافيا
ومن أصبحت تهدى المعالي كفه / جدير بأن نهدى اليه التهانيا
صغت القوافي التي راقت معانيها
صغت القوافي التي راقت معانيها / والسعد يكتبها والمجد يمليها
تسعى إلى الهند من مصر مدبجة / في صاحب التاج والدنيا وما فيها
أثنى عليه ولا فخر بشاردة / عليّ فيه قد انثالت قوافيها
زهى به الدهر والايام معجبة / تهز في ظله اعطافها تيها
اللَه اكبر هذي الهند في دعة / فأي مصرٍ غداة الفخر يحكيها
باتت زماناً ونار الجدب تحرقها / وقد أفاقت وماء الخصب يرويها
وليس فاتح بلدان ليسعدها / يوماً كفاتح بلدان ليشقيها
اني بمدحك مغرى غير ملتفت / بين الملوك الى نعمى اياديها
وكيف امدح علياك التي بلغت / اقصى الفخار بقوم من مريديها
لا يخضعون لخطب ان المّ بهم / أهزت الهوج عن أرض رواسيها
واصدق الشعر في قوم ذوي همم / قد زاحموا الزهر حتى في مساريها
يا صاحب التاج خذ للتاج من كلمي / نظماً هو الدر تمثيلاً وتشبيها
مهلا فلا شأو بعد النجم تلحقه / ولا جلالة بعد الشمس تبغيها
طلعت بالعدل والايام مظلمة / بسدفة الظلم فابيضت دياجيها
بدولة تعجز الدولات نهضتها / يوم الوغى ودليل الحزم هاديها
اذا الصريخ دعاها يوم طارئة / همت اليه ولبت صوت داعيها
يهابها الدهر ان سلت صوارمها / يوم التلاحم اوصلت عواليها
كأنها وربيب الملك يحرسها / عريسة وربيب الخيس يحميها
لها عجائب تبدو من مآثرها / كالشمس لا تقدر الابصار تخفيها
يا قوم مصر ولم أنظر لكم اثرا / إذا المعالي دعت قومي دواعيها
أتفخرون بآثار لغيركمُ / الظلم شيدها والدهر يبليها
الى م تبغون ملكا عز جانبه / وتبلغون من الدعوى تناهيها
وتفرحون بما خوفو بنى لكمُ / وتمدحون من الأهرام بانيها
قومي ألم تكن الاهرام قائمة / من قبل ان تدخلوا مصراً وواديها
فأي فخر لكم فيما نشاهده / يا أمة نسيت في الذل ماضيها
قوموا بها وانهضوا حتى نوافيكم / بكل كاسية تزهو لعاريها
فان عجزتم عن مآثرها / ما في مآثرنا شيء يضاهيها
عزاءً عسى يجدي الفؤاد عزائيا
عزاءً عسى يجدي الفؤاد عزائيا / وصبرا لعل الصبر يذهب ما بيا
تغيرت الدنيا ولم يبق صاحب / يؤمل فيه يوم نلقى الدواهيا
بنيت لكم ودا سمت شرفاته / فهل كنتم بانبن عندي الاياديا
فلا تطلبوا مني الوداد وانتم / أشد من الأعداءِ عن تنائيا
كلانا غنى عن اخيه حياته / ونحن اذا متنا اشد تغانيا
فلم يبق بين الناس من لو فقدته / أسيت له او كان للجرح آسيا
علي عزيز ان اراك وناظري / يغض من الاشفاق عنك المآقيا
وصعب على قلب رآك مجنه / فلم تك عنه في الكريهة واقيا
سلام على ود قضينا سنيه / ونحن اشد العالمين تدانيا
كان لم اكن يوما بصاحبك الذي / تراه بميثاق المحبة وافيا
هنيئاً لي الجرح الذي شف مهجتي / اذا كنت عنه حين ينغر راضيا
تقربت حتى خلت ان ليس فرقة / وباعدت حتى خلت ان لا تلاقيا
وما انا من غرثى يسوقون مدحهم / اليك اذا ساروا لديك صواديا
فان نهلوا الماء القراح تفرقوا / شتاتاً وقد اسدوا اليك الاهاجيا
ولكنني ممن اذا صنت ودهم / ازاروك قلبا في ودادك صافيا
اجازيك بالمدح الذي أنت اهله / اذا كنت لي بالود والفضل جازيا
هون عليّ فقد عهدتك آسيا
هون عليّ فقد عهدتك آسيا / ما كنت قبل قضاء ربك شاكيا
اهلال ان القلب اضناه الاسى / ولأنت أخبر في العبار بدائيا
يا من عنا لك في القريض ارقه / هل لفظة تشفي الفؤاد الداميا
لحزنت حزن الصب قطع قلبه / الم النوى لو كنت تدرك ما بيا
واذلت دمعا لو يفيض أتيه / لحكى شآبيب السحاب هواميا
قد غاب عني فلذة الكبد الذي / علقت آمالا به وأمانيا
غال الردى ولدي وخلف غيره / لا كان طفل غير نجلك باقيا
قد كان مدخري وكاشف غمتي / ونعيم آمالي وكوكب داريا
لو كان يفدى بالنضار فديته / او بالقلوب لكان قلبي فاديا
ذبلت نضارته وجف حياؤه / فغدا بروض الحسن عودا ذاويا
لما هوى اظلم المكان كانه / بدر السماوة خرّ عنها هاويا
اسلوه عن يأس وليس تجلدا / ما كنت لولا الموت عنه ساليا
من بعده أوصى اذا غال الردى / أجلى واعولت النساء ورائيا
هو دمية المحراب لولا لينه / فوق الوسادة لا يجيب الداعيا
قصدته ظامئة الردى فانالها / من وجهه ماء الحياة الجاريا
شقت عليه النائحات جيوبها / يا ليتها شقت عليه فؤاديا
كان القريب فصرت بعد رحيله / امشي اليه مفاوزا وفيافيا
ترك السرير فكان كالملك الذي / اودى فبات الملك عرشا خاويا
اعيى الدواء وحيلة النطس الذي / ظن الهواء لكل داء شافيا
والموت عبس منه وجها لم يكن / من قبل عباسا ولم يك جافيا
واللحد اطفأ منه لبا مسرجا / واذاب قلبا كان ابيض صافيا
والدهر اركبه الكواهل والطلى / يا ليته ما عاش الا ماشيا
ما انس لا انس انطباق جفونه / وشحوب وجه كان ابلج زاهيا
وسكوته بعد التواء لسانه / وهموده في النزع فوق ذراعيا
انيَّ له يصحو فيبصر والدا / حران مضطرم الجوانح عانيا
تلقاه تحسبه الضحوك وقلبه / لو كنت تبصره بدا لك باكيا
حزن الفتى يبدو عليه وشره / ما كان في طيّ الجوانح خافيا
قالوا نعاءِ فأَججوا جمر الغضا / في مهجتي لما سمعت الناعيا
فسألت هل لم يبق نبض ضارب / يدنى من الامل البعيد النائيا
فاجابني صوت النساء تجاوبت / اصداؤه ففهمت فيه معانيا
يا زهرة فيحاء كنت اشمها / اصبحت انكرها واجهل ما هيا
اني لأجهل كيف صرت ادرة / مدفونة ام صرت عظما باليا
ام بدر تم هاويا من افقه / ام صارما في الترب اصبح ثاويا
ام كنت غصناً مورقا فتساقطت / اوراقه فغدوت غصنا عاريا
غطوا محياك الجميل ونورهم / من نوره لو كان وجهك باديا
تجري امامي لاعباً متعثرا / فاخالك الدنيا تسير اماميا
لم أدر كيف الشعر فيك مرزأ / حزنا عليك وكيف ضاع بيانيا
لو كنت ترثى بالكواكب في الدجى / لنظمت اسراب النجوم مراثيا
ولو ان من در تصاغ قصائد / لنظمت حبات الجمان قوافيا
عني اليك فوالذي وخدت له / سفن الفلا تطوي الفجاج صواديا
لأقطعن القلب بعدك حسرة / ما دام عيش ابيك بعدك فانيا