المجموع : 4
أَلا أَيُّها الديكُ المُنادي بِسَحرَةٍ
أَلا أَيُّها الديكُ المُنادي بِسَحرَةٍ / هَلُمَّ كَذا أُخبِركَ ما قَد بَدا لِيا
بَدا لِيَ أَنّي قَد رُزِئتُ بِفِتيَةٍ / بَقِيَّةِ قَومٍ أَورَثوني المَباكِيا
فَلَمّا سَمِعتُ النائِحاتِ يَنُحنَهُ / تَعَزَّيتُ وَاِستَيقَنتُ أَن لا أَخا لِيا
كَصَخرِ اِبنِ عَمرٍ خَيرِ مَن قَد عَلِمتُهُ / وَكَيفَ أُرَجّي العَيشَ ضَلَّ ضَلالِيا
وَما لِيَ لا أَبكي عَلى مَن لَوَ أَنَّهُ / تَقَدَّمَ يَومي قَبلَهُ لَبَكى لِيا
وَإِن تُمسِ في قَيسٍ وَزَيدٍ وَعامِرٍ / وَغَسّانَ لَم تَسمَع لَهُ الدَهرَ لاحِيا
أَرى الدَهرَ أَفنى مَعشَري وَبَني أَبي
أَرى الدَهرَ أَفنى مَعشَري وَبَني أَبي / فَأَمسَيتُ عَبرى لا يَجِفَّ بُكائِيا
أَيا صَخرُ هَل يُغني البُكاءُ أَوِ الأَسى / عَلى مَيِّتٍ بِالقَبرِ أَصبَحَ ثاوِيا
فَلا يُبعِدَنَّ اللَهُ صَخراً وَعَهدَهُ / وَلا يُبعِدَنَّ اللَهُ رَبّي مُعاوِيا
وَلا يُبعِدَنَّ اللَهُ صَخراً فَإِنَّهُ / أَخو الجودِ يَبني لِلفَعالِ العَوالِيا
سَأَبكِيهِما وَاللَهِ ما حَنَّ والِهٌ / وَما أَثبَتَ اللَهُ الجِبالَ الرَواسِيا
سَقى اللَهُ أَرضاً أَصبَحَت قَد حَوَتهُما / مِنَ المُستَهِلّاتِ السَحابَ الغَوادِيا
أَلا لا أَرى في الناسِ مِثلَ مُعاوِيَه
أَلا لا أَرى في الناسِ مِثلَ مُعاوِيَه / إِذا طَرَقَت إِحدى اللَيالي بِداهِيَه
بِداهِيَةٍ يَصغى الكِلابُ حَسيسَها / وَتَخرُجُ مِن سِرِّ النَجِيِّ عَلانِيَه
أَلا لا أَرى كَالفارِسِ الوَردِ فارِساً / إِذا ما عَلَتهُ جُرأَةٌ وَعَلانِيَه
وَكانَ لِزازَ الحَربِ عِندَ شُبوبِها / إِذا شَمَّرَت عَن ساقِها وَهيَ ذاكِيَه
وَقَوّادَ خَيلٍ نَحوَ أُخرى كَأَنَّها / سَعالٍ وَعِقبانٌ عَلَيها زَبانِيَه
بَلَينا وَما تَبلى تِعارٌ وَما تُرى / عَلى حَدَثِ الأَيّامِ إِلّا كَما هِيَه
فَأَقسَمتُ لا يَنفَكُّ دَمعي وَعَولَتي / عَلَيكَ بِحُزنٍ ما دَعا اللَهَ داعِيَه
أَبِنتُ صَخرٍ تِلكُما الباكِيَة
أَبِنتُ صَخرٍ تِلكُما الباكِيَة / لا باكِيَ اللَيلَةَ إِلّا هِيَه
أَودى أَبو حَسّانَ واحَسرَتا / وَكانَ صَخرٌ مَلِكُ العالِيَه
وَيلايَ ما أُرحَمُ وَيلاً لِيَه / إِذ رَفَعَ الصَوتَ النَدى الناعِيَه
كَذَّبتُ بِالحَقِّ وَقَد رابَني / حَتّى عَلَت أَبياتُنا الواعِيَه
بِالسَيِّدِ الحُلوِ الأَمينِ الَّذي / يَعصِمُنا في السَنَةِ العادِيَه
لَكِنَّ بَعضَ القَومِ هَيّابَةٌ / في القَومِ لا تَغبِطُهُ البادِيَه
لا يَنطِقُ العُرفَ وَلا يَلحَنُ / العَزفَ وَلا يَنفُذُ بِالغازِيَه
إِن تُنصَبِ القِدرُ لَدى بَيتِهِ / فَغَيرُها يَحتَضِرُ الجادِيَه
لَكِن أَخي أَروَعُ ذو مِرَّةٍ / مِن مِثلِهِ تَستَرفِدُ الباغِيَه
لا يَنطِقُ النُكرَ لَدى حُرَّةٍ / يَبتارُ خالي الهَمِّ في الغاوِيَه
إِنَّ أَخي لَيسَ بِتَرعِيَّةٍ / نِكسٍ هَواءِ القَلبِ ذي ماشِيَه
عَطّافُهُ أَبيَضُ ذو رَونَقٍ / كَالرَجعِ في المُدجِنَةِ السارِيَه
فَوقَ حَثيثِ الشَدِّ ذو مَيعَةٍ / يَقدُمُ أولى العُصَبِ الماضِيَه
لا خَيرَ في عَيشٍ وَإِن سَرَّنا / وَالدَهرُ لا تَبقى لَهُ باقِيَه
كُلُّ اِمرِئٍ سُرَّ بِهِ أَهلُهُ / سَوفَ يُرى يَوماً عَلى ناحِيَه
يا مَن يَرى مِن قَومِنا فارِساً / في الخَيلِ إِذ تَعدو بِهِ الضافِيَه
تَحتَكَ كَبداءٌ كُمَيتٌ كَما / أُدرِجَ ثَوبُ اليُمنَةِ الطاوِيَه
إِذ لُحِقَت مِن خَلفِها تَدَّعي / مِثلَ سَوامِ الرَجُلِ الغادِيَه
يَكفَأُها بِالطَعنِ فيها كَما / ثَلَّمَ باقي جَبوَةِ الجابِيَه
تَهوي إِذا أُرسِلنَ مِن مَنهَلٍ / مِثلَ عُقابِ الدُجنَةِ الداجِيَه
عارِضُ سَحماءَ رُدَينِيَّةٍ / كَالنارِ فيها آلَةٌ ماضِيَه
أَشرَبَها القَينُ لَدى سَنَّها / فَصارَ فيها الحُمَةُ القاضِيَه
أَنّى لَنا إِذ فاتَنا مِثلُهُ / لِلخَيلِ إِذ جالَت وَلِلعادِيَه
أُقسِمُ لا يَقعُدُ في بَلدَةٍ / نائِيَةٍ عَن أَهلِهِ قاصِيَه
فَأَقصَدُ السَيرِ عَلى وَجهِهِ / لَم يَنهَهُ الناهي وَلا الناهِيَه