المجموع : 3
أَي مَكمَهونُ قَدِمتَ بِال
أَي مَكمَهونُ قَدِمتَ بِال / قَصدِ الحَميدِ وَبِالرِعايَه
ماذا حَمَلتَ لَنا عَنِ ال / مَلِكِ الكَبيرِ وَعَن غِرايَه
أَوضِح لِمِصرَ الفَرقَ ما / بَينَ السِيادَةِ وَالحِمايَه
وَأَزِل شُكوكاً بِالنُفو / سِ تَعَلَّقَت مُنذُ البِدايَه
وَدَعِ الوُعودَ فَإِنَّها / فيما مَضى كانَت رِوايَه
أَضحَت رُبوعُ النيلِ سَل / طَنَةً وَقَد كانَت وِلايَه
فَتَعَهَّدوها بِالصَلا / حِ وَأَحسِنوا فيها الوِصايَه
إِنّا لَنَشكو واثِقي / نَ بِعَدلِ مَن يُشكي الشِكايَه
نَرجو حَياةً حُرَّةً / مَضمونَةً في ظِلِّ رايَه
وَنَرومُ تَعليماً يَكو / نُ لَهُ مِنَ الفَوضى وِقايَه
وَنَوَدُّ أَلّا تَسمَعوا / فينا السِعايَةَ وَالوِشايَه
أَنتُم أَطِبّاءُ الشُعو / بِ وَأَنبَلُ الأَقوامِ غايَه
أَنّى حَلَلتُم في البِلا / دِ لَكُم مِنَ الإِصلاحِ آيَه
رَسَخَت بِنايَةُ مَجدِكُم / فَوقَ الرَوِيَّةِ وَالهِدايَه
وَعَدَلتُمُ فَمَلَكتُمُ ال / دُنيا وَفي العَدلِ الكِفايَه
إِن تَنصُروا المُستَضعَفي / نَ فَنَحنُ أَضعَفُهُم نِكايَه
أَو تَعمَلوا لِصَلاحِنا / فَتَدارَكوهُ إِلى النِهايَه
إِنّا بَلَغنا رُشدَنا / وَالرُشدُ تَسبِقُهُ الغَوايَه
لا تَأخُذونا بِالكَلا / مِ فَلَيسَ في الشَكوى جِنايَه
هَذا حُسَينٌ فَوقَ عَر / شِ النيلِ تَحرُسُهُ العِنايَه
هُوَ خَيرُ مَن يَبني لَنا / فَدَعوهُ يَنهَضُ بِالبِنايَه
أَيا قَبرُ هَذا الضَيفُ آمالُ أُمَّةٍ
أَيا قَبرُ هَذا الضَيفُ آمالُ أُمَّةٍ / فَكَبِّر وَهَلِّل وَاِلقَ ضَيفَكَ جاثِيا
عَزيزٌ عَلَينا أَن نَرى فيكَ مُصطَفى / شَهيدَ العُلا في زَهرَةِ العُمرِ ذاوِيا
أَيا قَبرُ لَو أَنّا فَقَدناهُ وَحدَهُ / لَكانَ التَأَسّي مِن جَوى الحُزنِ شافِيا
وَلَكِن فَقَدنا كُلَّ شَيءٍ بِفَقدِهِ / وَهَيهاتَ أَن يَأتي بِهِ الدَهرُ ثانِيا
فَيا سائِلي أَينَ المُروءَةُ وَالوَفا / وَأَينَ الحِجا وَالرَأيُ وَيحَكَ هاهِيا
هَنيئاً لَهُم فَليَأمَنوا كُلَّ صائِحٍ / فَقَد أُسكِتَ الصَوتُ الَّذي كانَ عالِيا
وَماتَ الَّذي أَحيا الشُعورَ وَساقَهُ / إِلى المَجدِ فَاِستَحيا النُفوسَ البَوالِيا
مَدَحتُكَ لَمّا كُنتَ حَيّاً فَلَم أَجِد / وَإِنّي أُجيدُ اليَومَ فيكَ المَراثِيا
عَلَيكَ وَإِلّا ما لِذا الحُزنِ شامِلاً / وَفيكَ وَإِلّا ما لِذا الشَعبِ باكِيا
يَموتُ المُداوي لِلنُفوسِ وَلا يَرى / لِما فيهِ مِن داءِ النُفوسِ مُداوِيا
وَكُنّا نِياماً حينَما كُنتَ ساهِداً / فَأَسهَدتَنا حُزناً وَأَمسَيتَ غافِيا
شَهيدَ العُلا لا زالَ صَوتُكَ بَينَنا / يَرِنُّ كَما قَد كانَ بِالأَمسِ داوِيا
يُهيبُ بِنا هَذا بِناءٌ أَقَمتُهُ / فَلا تَهدِموا بِاللَهِ ما كُنتُ بانِيا
يَصيحُ بِنا لا تُشعِروا الناسَ أَنَّني / قَضَيتُ وَأَنَّ الحَيَّ قَد باتَ خالِيا
يُناشِدُنا بِاللَهِ أَلّا تَفَرَّقوا / وَكونوا رِجالاً لا تَسُرّوا الأَعادِيا
فَروحِيَ مِن هَذا المَقامِ مُطِلَّةٌ / تُشارِفُكُم عَنّي وَإِن كُنتُ بالِيا
فَلا تُحزِنوها بِالخِلافِ فَإِنَّني / أَخافُ عَلَيكُم في الخِلافِ الدَواهِيا
أَجَل أَيُّها الداعي إِلى الخَيرِ إِنَّنا / عَلى العَهدِ ما دُمنا فَنَم أَنتَ هانِيا
بِناؤُكَ مَحفوظٌ وَطَيفُكَ ماثِلٌ / وَصَوتُكَ مَسموعٌ وَإِن كُنتَ نائِيا
عَهِدناكَ لا تَبكي وَتُنكِرُ أَن يُرى / أَخو البَأسِ في بَعضِ المَواطِنِ باكِيا
فَرَخِّص لَنا اليَومَ البُكاءَ وَفي غَدٍ / تَرانا كَما تَهوى جِبالاً رَواسِيا
فَيا نيلُ إِن لَم تَجرِ بَعدَ وَفاتِهِ / دَماً أَحمَراً لا كُنتَ يا نيلُ جارِيا
وَيا مِصرُ إِن لَم تَحفَظي ذِكرَ عَهدِهِ / إِلى الحَشرِ لا زالَ اِنحِلالُكِ باقِيا
وَيا أَهلَ مِصرٍ إِن جَهِلتُم مُصابَكُم / ثِقوا أَنَّ نَجمَ السَعدِ قَد غارَ هاوِيا
ثَلاثونَ عاماً بَل ثَلاثونَ دُرَّةً / بِجيدِ اللَيالي ساطِعاتٍ زَواهِيا
سَتَشهَدُ في التاريخِ أَنّكَ لَم تَكُن / فَتىً مُفرَداً بَل كُنتَ جَيشاً مُغازِيا
دُكَّ ما بَينَ ضَحوَةٍ وَعَشِيِّ
دُكَّ ما بَينَ ضَحوَةٍ وَعَشِيِّ / شامِخٌ مِن صُروحِ آلِ عَلِيِّ
وَهَوى عَن سَماوَةِ العَرشِ مَلكٌ / لَم نُمَتَّع بِعَهدِهِ الذَهَبِيِّ
قَد تَساءَلتُ يَومَ ماتَ حُسَينٌ / أَفَقَدنا بِفَقدِهِ كُلَّ شَيِّ
أَم تَرى يُسعِدُ الكِنانَةَ باري / ها وَيَقضي لَها بِلُطفٍ خَفِيِّ
لَم تَكَد تُدرِكُ النُفوسُ مُراداً / في زَمانِ المُتَوَّجِ العَلَوِيِّ
لَم تَكَد تَبلُغُ البِلادَ مُناها / تَحتَ أَفياءِ عَدلِهِ الكِسرَوِيِّ
لَم يَكَد يَنعَمُ الفَقيرُ بِعَيشٍ / مِن نَداهُ وَفَيضِهِ الحاتِمِيِّ
حَجَبَ المَوتُ مَطلَعَ الجودِ يا مِص / رُ فَجودي لَهُ بِدَمعٍ سَخِيِّ
وَمَضى واهِبُ الأُلوفِ فَوَلَّت / يَومَ وَلّى بَشاشَةُ الأَريَحِيِّ
وَقَضى كافِلُ اليَتامى فَوَيلٌ / لِليَتامى مِنَ الزَمانِ العَتِيِّ
كَم تَمَنّى لَو عاشَ حَتّى يَرانا / أُمَّةً ذاتَ مَنعَةٍ وَرُقِيِّ
غالَهُ الضَعفُ حينَ شَمَّرَ لِلإِص / لاحِ في مُلكِهِ بِعَزمٍ فَتِيِّ
حَبَسَ الخَطبُ فيكَ أَلسِنَةَ القَو / لِ وَأَعيا قَريحَةَ العَبقَرِيِّ
وَإِذا جَلَّتِ الخُطوبُ وَطَمَّت / أَعجَزَت في القَريضِ طَوقَ الرَوِيِّ
إِنَّ شَرَّ المُصابِ ما أَطلَقَ الدَم / عَ وَراعَ المُفَوَّهينَ بِعِيِّ
لَهفَ نَفسي عَلى اِنبِساطِكَ لِلضَي / فِ وَذَيّالِكَ الحَديثِ الشَهِيِّ
يَحسَبُ الدارَ دارَهُ وَهوَ يَمشي / فَوقَ زاهي بِساطِكَ الأَحمَدِيِّ
خُلُقٌ مِثلَما نَشَقتَ أَريجَ ال / زَهرِ جادَتهُ زَورَةُ الوَسمِيِّ
وَاِهتِزازٌ لِلعُرفِ مِثلُ اِهتِزازِ ال / سَيفِ في قَبضَةِ الشُجاعِ الكَمِيِّ
وَحَياءٌ عِندَ العَطِيَّةِ يَنفي / خَجَلَ السائِلِ الكَريمِ الأَبِيِّ
وَاِختِبارٌ يَثني عِنانَ العَوادي / وَوَقارٌ يَزينُ صَدرَ النَدِيِّ
رَحِمَ اللَهُ يا حُسَينُ خِلالاً / فيكَ لَم يَجتَمِعنَ في نَفسِ حَيِّ
يا كَريماً حَلَلتَ ساحَ كَريمٍ / وَضَعيفاً حَلَلتَ ساحَ القَوِيِّ
قَد كَفاكَ السُهادُ في العَيشِ فَاِهنَأ / يا أَليفَ الضَنى بِنَومٍ هَنِيِّ
وَيحَ مِصرٍ فَأَيُّ خَيطِ رَجاءٍ / قَطَعَتهُ رَنّاتُ صَوتِ النَعِيِّ