القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 3
أَي مَكمَهونُ قَدِمتَ بِال
أَي مَكمَهونُ قَدِمتَ بِال / قَصدِ الحَميدِ وَبِالرِعايَه
ماذا حَمَلتَ لَنا عَنِ ال / مَلِكِ الكَبيرِ وَعَن غِرايَه
أَوضِح لِمِصرَ الفَرقَ ما / بَينَ السِيادَةِ وَالحِمايَه
وَأَزِل شُكوكاً بِالنُفو / سِ تَعَلَّقَت مُنذُ البِدايَه
وَدَعِ الوُعودَ فَإِنَّها / فيما مَضى كانَت رِوايَه
أَضحَت رُبوعُ النيلِ سَل / طَنَةً وَقَد كانَت وِلايَه
فَتَعَهَّدوها بِالصَلا / حِ وَأَحسِنوا فيها الوِصايَه
إِنّا لَنَشكو واثِقي / نَ بِعَدلِ مَن يُشكي الشِكايَه
نَرجو حَياةً حُرَّةً / مَضمونَةً في ظِلِّ رايَه
وَنَرومُ تَعليماً يَكو / نُ لَهُ مِنَ الفَوضى وِقايَه
وَنَوَدُّ أَلّا تَسمَعوا / فينا السِعايَةَ وَالوِشايَه
أَنتُم أَطِبّاءُ الشُعو / بِ وَأَنبَلُ الأَقوامِ غايَه
أَنّى حَلَلتُم في البِلا / دِ لَكُم مِنَ الإِصلاحِ آيَه
رَسَخَت بِنايَةُ مَجدِكُم / فَوقَ الرَوِيَّةِ وَالهِدايَه
وَعَدَلتُمُ فَمَلَكتُمُ ال / دُنيا وَفي العَدلِ الكِفايَه
إِن تَنصُروا المُستَضعَفي / نَ فَنَحنُ أَضعَفُهُم نِكايَه
أَو تَعمَلوا لِصَلاحِنا / فَتَدارَكوهُ إِلى النِهايَه
إِنّا بَلَغنا رُشدَنا / وَالرُشدُ تَسبِقُهُ الغَوايَه
لا تَأخُذونا بِالكَلا / مِ فَلَيسَ في الشَكوى جِنايَه
هَذا حُسَينٌ فَوقَ عَر / شِ النيلِ تَحرُسُهُ العِنايَه
هُوَ خَيرُ مَن يَبني لَنا / فَدَعوهُ يَنهَضُ بِالبِنايَه
أَيا قَبرُ هَذا الضَيفُ آمالُ أُمَّةٍ
أَيا قَبرُ هَذا الضَيفُ آمالُ أُمَّةٍ / فَكَبِّر وَهَلِّل وَاِلقَ ضَيفَكَ جاثِيا
عَزيزٌ عَلَينا أَن نَرى فيكَ مُصطَفى / شَهيدَ العُلا في زَهرَةِ العُمرِ ذاوِيا
أَيا قَبرُ لَو أَنّا فَقَدناهُ وَحدَهُ / لَكانَ التَأَسّي مِن جَوى الحُزنِ شافِيا
وَلَكِن فَقَدنا كُلَّ شَيءٍ بِفَقدِهِ / وَهَيهاتَ أَن يَأتي بِهِ الدَهرُ ثانِيا
فَيا سائِلي أَينَ المُروءَةُ وَالوَفا / وَأَينَ الحِجا وَالرَأيُ وَيحَكَ هاهِيا
هَنيئاً لَهُم فَليَأمَنوا كُلَّ صائِحٍ / فَقَد أُسكِتَ الصَوتُ الَّذي كانَ عالِيا
وَماتَ الَّذي أَحيا الشُعورَ وَساقَهُ / إِلى المَجدِ فَاِستَحيا النُفوسَ البَوالِيا
مَدَحتُكَ لَمّا كُنتَ حَيّاً فَلَم أَجِد / وَإِنّي أُجيدُ اليَومَ فيكَ المَراثِيا
عَلَيكَ وَإِلّا ما لِذا الحُزنِ شامِلاً / وَفيكَ وَإِلّا ما لِذا الشَعبِ باكِيا
يَموتُ المُداوي لِلنُفوسِ وَلا يَرى / لِما فيهِ مِن داءِ النُفوسِ مُداوِيا
وَكُنّا نِياماً حينَما كُنتَ ساهِداً / فَأَسهَدتَنا حُزناً وَأَمسَيتَ غافِيا
شَهيدَ العُلا لا زالَ صَوتُكَ بَينَنا / يَرِنُّ كَما قَد كانَ بِالأَمسِ داوِيا
يُهيبُ بِنا هَذا بِناءٌ أَقَمتُهُ / فَلا تَهدِموا بِاللَهِ ما كُنتُ بانِيا
يَصيحُ بِنا لا تُشعِروا الناسَ أَنَّني / قَضَيتُ وَأَنَّ الحَيَّ قَد باتَ خالِيا
يُناشِدُنا بِاللَهِ أَلّا تَفَرَّقوا / وَكونوا رِجالاً لا تَسُرّوا الأَعادِيا
فَروحِيَ مِن هَذا المَقامِ مُطِلَّةٌ / تُشارِفُكُم عَنّي وَإِن كُنتُ بالِيا
فَلا تُحزِنوها بِالخِلافِ فَإِنَّني / أَخافُ عَلَيكُم في الخِلافِ الدَواهِيا
أَجَل أَيُّها الداعي إِلى الخَيرِ إِنَّنا / عَلى العَهدِ ما دُمنا فَنَم أَنتَ هانِيا
بِناؤُكَ مَحفوظٌ وَطَيفُكَ ماثِلٌ / وَصَوتُكَ مَسموعٌ وَإِن كُنتَ نائِيا
عَهِدناكَ لا تَبكي وَتُنكِرُ أَن يُرى / أَخو البَأسِ في بَعضِ المَواطِنِ باكِيا
فَرَخِّص لَنا اليَومَ البُكاءَ وَفي غَدٍ / تَرانا كَما تَهوى جِبالاً رَواسِيا
فَيا نيلُ إِن لَم تَجرِ بَعدَ وَفاتِهِ / دَماً أَحمَراً لا كُنتَ يا نيلُ جارِيا
وَيا مِصرُ إِن لَم تَحفَظي ذِكرَ عَهدِهِ / إِلى الحَشرِ لا زالَ اِنحِلالُكِ باقِيا
وَيا أَهلَ مِصرٍ إِن جَهِلتُم مُصابَكُم / ثِقوا أَنَّ نَجمَ السَعدِ قَد غارَ هاوِيا
ثَلاثونَ عاماً بَل ثَلاثونَ دُرَّةً / بِجيدِ اللَيالي ساطِعاتٍ زَواهِيا
سَتَشهَدُ في التاريخِ أَنّكَ لَم تَكُن / فَتىً مُفرَداً بَل كُنتَ جَيشاً مُغازِيا
دُكَّ ما بَينَ ضَحوَةٍ وَعَشِيِّ
دُكَّ ما بَينَ ضَحوَةٍ وَعَشِيِّ / شامِخٌ مِن صُروحِ آلِ عَلِيِّ
وَهَوى عَن سَماوَةِ العَرشِ مَلكٌ / لَم نُمَتَّع بِعَهدِهِ الذَهَبِيِّ
قَد تَساءَلتُ يَومَ ماتَ حُسَينٌ / أَفَقَدنا بِفَقدِهِ كُلَّ شَيِّ
أَم تَرى يُسعِدُ الكِنانَةَ باري / ها وَيَقضي لَها بِلُطفٍ خَفِيِّ
لَم تَكَد تُدرِكُ النُفوسُ مُراداً / في زَمانِ المُتَوَّجِ العَلَوِيِّ
لَم تَكَد تَبلُغُ البِلادَ مُناها / تَحتَ أَفياءِ عَدلِهِ الكِسرَوِيِّ
لَم يَكَد يَنعَمُ الفَقيرُ بِعَيشٍ / مِن نَداهُ وَفَيضِهِ الحاتِمِيِّ
حَجَبَ المَوتُ مَطلَعَ الجودِ يا مِص / رُ فَجودي لَهُ بِدَمعٍ سَخِيِّ
وَمَضى واهِبُ الأُلوفِ فَوَلَّت / يَومَ وَلّى بَشاشَةُ الأَريَحِيِّ
وَقَضى كافِلُ اليَتامى فَوَيلٌ / لِليَتامى مِنَ الزَمانِ العَتِيِّ
كَم تَمَنّى لَو عاشَ حَتّى يَرانا / أُمَّةً ذاتَ مَنعَةٍ وَرُقِيِّ
غالَهُ الضَعفُ حينَ شَمَّرَ لِلإِص / لاحِ في مُلكِهِ بِعَزمٍ فَتِيِّ
حَبَسَ الخَطبُ فيكَ أَلسِنَةَ القَو / لِ وَأَعيا قَريحَةَ العَبقَرِيِّ
وَإِذا جَلَّتِ الخُطوبُ وَطَمَّت / أَعجَزَت في القَريضِ طَوقَ الرَوِيِّ
إِنَّ شَرَّ المُصابِ ما أَطلَقَ الدَم / عَ وَراعَ المُفَوَّهينَ بِعِيِّ
لَهفَ نَفسي عَلى اِنبِساطِكَ لِلضَي / فِ وَذَيّالِكَ الحَديثِ الشَهِيِّ
يَحسَبُ الدارَ دارَهُ وَهوَ يَمشي / فَوقَ زاهي بِساطِكَ الأَحمَدِيِّ
خُلُقٌ مِثلَما نَشَقتَ أَريجَ ال / زَهرِ جادَتهُ زَورَةُ الوَسمِيِّ
وَاِهتِزازٌ لِلعُرفِ مِثلُ اِهتِزازِ ال / سَيفِ في قَبضَةِ الشُجاعِ الكَمِيِّ
وَحَياءٌ عِندَ العَطِيَّةِ يَنفي / خَجَلَ السائِلِ الكَريمِ الأَبِيِّ
وَاِختِبارٌ يَثني عِنانَ العَوادي / وَوَقارٌ يَزينُ صَدرَ النَدِيِّ
رَحِمَ اللَهُ يا حُسَينُ خِلالاً / فيكَ لَم يَجتَمِعنَ في نَفسِ حَيِّ
يا كَريماً حَلَلتَ ساحَ كَريمٍ / وَضَعيفاً حَلَلتَ ساحَ القَوِيِّ
قَد كَفاكَ السُهادُ في العَيشِ فَاِهنَأ / يا أَليفَ الضَنى بِنَومٍ هَنِيِّ
وَيحَ مِصرٍ فَأَيُّ خَيطِ رَجاءٍ / قَطَعَتهُ رَنّاتُ صَوتِ النَعِيِّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025