المجموع : 3
إذا ما تغنى سائق الركب حادثاً
إذا ما تغنى سائق الركب حادثاً / على سفح تيماء القلاص النواجيا
وقفت على الأطلا والعين ثرة / تسح دموعها قد حكين الغواديا
أيا منزل الأحباب قد كنت فيهم / ملاعب غزلان النقا وملاهيا
وما خلت أن الربع من بعد أهله / يعاني بهم ما كنت منهم معاينا
إذا لم يكن يغني البكاء لمنزل / فيا ليت شعري ما بكائي المغانيا
أيا ربع أين السرب من عهد مالك / سئلت ولكن ما أجبت سؤاليا
عهدناهم كالروض رق لرائد / يرق على جنب الغدير حواشيا
تراموا بعاداً منجداً خدورهم / تجوب بهم خوص المطي فيافيا
يؤمون أجراع العقيق من الحمى / يحلون أوعاساً له أو مطاليا
إذا أطنب العذال في الربع عذلهم / وقالوا مقالاً يكلم القلب واهيا
أقول الذي قد قال قيس بن عامر / فما زادني الراشون إلا تماديا
وفي الكلة الحمراء جؤذر رملةٍ / أطال عنائي في الهوى وبكائيا
إذا ما روى عن آية السحر طرفه / بسل حساماً في حاش القلب ماضيا
تريع فؤاد الصب من كل عاشق / إذا أسبلت وحف العقاص أفاعيا
وما روضة بالحزن طيبة الثرى / يهب عليها ناسم الريح وانيا
بأحسن منها نفحةً وشمائلاً / إذا ما بدت تدني من الغنج قاصيا
إذا ابتسمت عن أشنب الثغر في الدجى / أرتك بروقاً ومضها متعاليا
أسكان أكناف العواصم بعدكم / محاسن وجه الدهر أضحت مساويا
رحلتم عن الدهنا فظلت مداهناً / بحسن صنيعي عذلاً ولواحيا
لقط طلت يا ليل الصدود على الذي / يبيت يناجي فيك شهباً سواريا
أروح ولا عيني تصافح غمضها / ولا منهم طيف الخيال سرى ليا
لقد طال عهد البين بيني وبينهم / وأشجان قلبي باقيات كما هيا
سرى وحداء الركب حمداً أياديه
سرى وحداء الركب حمداً أياديه / وآب وما حادٍ بهم غير ناعيه
وعهدي بهم يستمطرون بنانه / فلم وبماذا استمطروا دمع باكيه
وكانت وساماً بالجميل جماله / فأين مرائيها وأين مرائيه
وقلت دنا ركب الحجيج لصاحبي / هلم نلاقي ركبهم ونحييه
فقلبي وما نار الغضا مثل ناره / ودمعي وما وادي العقيق كواديه
فلو جزت رمل المنحنى يوم جازه / لطاحت محاني أضلعي في محانيه
نرجي ويابؤساً بشير قدومه / فعاج ولكن كي تعج مرائيه
لقد صرخ الناعي فقلت لغيره / فقال هو المهدي قلت أحاشيه
ومن لي إذا صدقت أني مكذب / وفي الصدق ما ينبو به سمع واعيه
فما الخطب أغرى بالغريين زفرة / به ارتجلت رجع النواح نواحيه
وذاك وما أدري فإما سريره / وإما هو البيت استقلت سواريه
فيا أيها المهدي أزمعت والهدى / خليطين هذا واحد وهو ثانيه
بكتك ومن فيها السما فأجابها / عليك بكاً وجه البسيط ومن فيه
غدت شرعاً في شرعة الحزن والأسى / ومثل أداني كل قطر أقاصيه
أحين غشى بطحاء مكة شيخها / فكانت تغني بالنسيب مغانيه
فكان كإبراهيم زار مقامه / وفي حجر إسماعيل كان كباينه
بدا ناشئاً منها وخف لقصدها / مقاصده هذي وهذي مباديه
وقام إلى المسعى فقامت أمامه / تقدمه للسعي غر مساعيه
تجلى له الداعي فلبى بصعقةٍ / كصعقة موسى عند طور تجليه
عليه السما انهارت وسبعة شهبها / وذا وحيها ينعى وسبع مثانيه
ستبكيك ما تبقى لنفلٍ تقيمه / بأروقة الظلما وفرض تؤديه
أطافت غوادي المزن حولك تنتحي / ثارك لتستسقي الثرى لا لتسقيه
دفنت ولم يدفن علاك وإنما / تروق وراء السيل خضر مجاريه
ولم يخل دست منك فاز بصالح / كأنكه لا بل كأنكما فيه
لئن دهمت في الدهر سوء خطوبه / ففي صالح تجلى وبيض أياديه
ولست أقول العصر أصبح عاطلاً / إلى صالحٍ فانظر يروقك حاليه
بلى قلت جيد المجد أسلم عقده / لواسطة العقد الذي في هواديه
لئن صقلت دهري محاسن صالح / فأجدر بأن تجلي غبار مساويه
فقمت أهنيه معاً أنا والهنا / وعز بأني بالمصاب أهنيه
لقد خص بالعهد الذي خص أحمد / به حيدراً يوم الغدير لواعيه
لجلت أياديه وإن مساءة / إلى الغيث عندي إن أجل أياديه
لرشد الورى لا كي تفوز برتبة / وعلماً بما تنويه لا قصد تنويه
تقول فما تخطي الصواب بديهة / وغيرك قد يخطي بطول ترويه
تبصر خليلي هل ترى من ركائب / وركب على الدهنا تحث نواجيه
تداني بشوق لا بسوق يروعه / ونور أبي الهادي المهذب هاديه
وفوق نواجي الركب بحر من الندى / جرت وهي سفن البر تحت مجاريه
مجادفها أيد خفاف وأرجل / تقد بها نحر الغلاة وتفريه
يسير بذاك الندب في متن سبسب / سواء بها أحلامه ورواسيه
فإن زار جدباً رد نجعة أهله / وإن زار فقراً سد وحشةَ خاليه
بوجه يطيش اللحظ فيه صباحةً / فهل نروه في الشمس أم نورها فيه
وفي عزمه يمضي متى ينض سيفه / وفي باعه طالت قدود عواليه
تعاظم ثهلان ورضوى ويذبل / وهن بلامين ثلاث أثافيه
ولاقى الصبا فاستخجلت عند طبعه / وقالت نسيم اللطف لست أباهيه
كغصن من الريحان لكن برده / يلاث على جيش تروق حواشيه
وأعرق لكن مشئمات بحوره / وأنهم لكن منجدات مساعيه
كأني به في مكة أو مدينة / ملاقوه أهلوها فيدهش لاقيه
فمن مرتجٍ منه ومن مغرم به / ومن آخذ عنه ومن واثق فيه
فكيف وما لي والنجوم أعدها / ومن منكر للبدر حسن تجليه
مدحت ولكن سيداً بمديحه / يخال كتاب اللَه أني تاليه
فواتحه العليا براعة نظمه / وآيته الزهراء غر قوافيه
لقد نضح القلب الصفي بسره / وكل أناء ناضح بالذي فيه
وشبهك محمود السجايا محمد / ولا فرق حتى ما يصحح تشبيهي
فمن فكرة في العلم ما إن أجالها / تجلت غريبات حساناً خوافيه
ومن عزمه مذ صيغ منها حسامه / أتته تلبيه رقاب أعاديه
إلى غير هذا من حفاظ ونائل / فيأمن لاجيه وينعش راجيه
وحسب حسين أحسن المدح والثنا / بذاك دعاه مذعناه مسميه
ودونكها ليلية بنت ليلها / وما فاتها دري وفيها دراريه
بقيتم بقاء الدهر يا آل أحمد / تشاد لكم أعلامه ومبانيه
فأنتم بهذي الأرض أحسن ما بها / كأفق السما والشهب أحسن ما فيه
بعيشك إن ناجت سراك النواجيا
بعيشك إن ناجت سراك النواجيا / وللذكوات البيض قدت المذاكيا
فعرج على وادي الغري مناديا /
ألا أيها الوادي أجلك واديا / تضمنت ميمون النقية حيدرا
إمام هدى عم البرية عدله / اقام بواد فاخر الشهب رمله
فانت وحق المرتجي فيك فضله /
حقيق لك الفخر الذي ليس مثله / فلا الفلك الأعلى يساويك مفخرا