المجموع : 11
نعستِ بعد الرِضاعِ
نعستِ بعد الرِضاعِ / وَللنعاس دواعي
تغضين فَوقَ ذِراعي / والآن في المهد نامي
لأَنت بنت الأَماني / مَنزوعة من جناني
جم عليك حناني / نامي بجنبي نامي
قَد كنت لَيلة عرسي / حلماً لَذيذاً لِنَفسي
وَاليَوم يا ابنة أُنسي / أَنتَ الحَقيقة نامي
لسوف تنمين جسما / حَتّى تَكوني أتما
وَبعد ذلك أُمّا / تَرعى بنيها فَنامي
عَليك يا ابنة حبي / روحي ترفُّ وَقَلبي
نامي هَنيئاً بجنبي / نامي من الوَقت نامي
حسبي من الدهر بنتي / أَمّاً لجيل سيأتي
أَنت السَعادة أَنتِ / نامي بربك نامي
أَلَم أَصيِّر أَخيرا / لك الفِراش وَثيرا
لَقَد لعبت كَثيرا / حتّى تعبت فَنامي
لك الهَناء موفر / في اللَيل وَاللَيل أَقمر
إني عليك لأَسهَر / إلى الصباح فَنامي
أَما حَياتي فتخزى / مالَم أَجد فيك عزا
أهز مهدك هزا / حَتّى تَنامي فَنامي
اللَيل فابغي المَناما / يهدي إليك سَلاما
فَلا تَزيدي اِبتساما / نامي فَديتك نامي
هَيا إِلى النَوم هَيّا / فالوَقت أَمسى عشيّا
نامي مَناماً هَنيّا / نامي إِلى الغد نامي
أنا لو كنت مختاراً
أنا لو كنت مختاراً / لما جئت إلى الدنيا
وأكبر سلوتي أني / بعد الموت لا أحيا
وما بالذي قد دان باللَه من عمى
وما بالذي قد دان باللَه من عمى / ولكنما حب السلامة يعميه
ولا يتحرى المرء ديناً لنفسه / ولكنه يأبى معارضة فيه
تمتع بلذات الحياة فإنها
تمتع بلذات الحياة فإنها / إذا ما انقضت يوماً فليس لها بقيا
وليس لإنسان حياة سوى التي / يعيش بها الإنسان في هذه الدنيا
وقفت على المستنصرية باكياً
وقفت على المستنصرية باكياً / ربوعاً بها للعلم أمست خواليا
وقفت بها أبكي قديم حياتها / وأبكي بها الحسنى وأبكي المعاليا
وقفت بها أبكي بشعري بناتها / وأنعى سجاياها وأنعى المساعيا
بكيت بها عهداً مضى في عِراصها / كريماً فليت العهد لم يك ماضيا
بكيت بها المدفون في حجراتها / من العلم حتى بلَّ دمعي ردائيا
أكفكف بالأيدي بوادر أدمعي / ويأبين إلا أن يفضن جواريا
وطأطأت رأسي في ذراها تواضعاً / وحييت بالتسليم منها المغانيا
وسرحت أنظاري بها فوجدتها / بناءً لتشييد المعارف عاليا
بناءً فخيماً عز للعلم مثله / فقلت كذا فليبن من كان بانيا
والفيت قسماً قد تداعى جداره / وقسماً على ما كان من قبل باقيا
تهبُّ رياح الصيف في حجراتها / فتلبسها ثوباً من النقع هابيا
وتسعى الجدران منها عناكب / تُجِدّ لها فيما تداعى مبانيا
فالممت فيها بالرسوم دوارسا / وساءلت منهن الطلول بواليا
وقلت لدار البحث عظِّمت محفلا / وقلت لنادي الدرس حييت ناديا
أكلية العلم الذي كان روضه / نضيراً كما شاء التقدم ناميا
بأية ريح فيكِ هبت زعازع / تصوَّح ذاك الروض فاجتث ذاويا
لقد كنت فيما قد مضى دار حكمة / بها يعلم الناس الحقائق ماهيا
فكنتِ بأفق الشرق شمساً مضيئة / تشعين نوراً للمعارف زاهيا
وكانت بلاد الغرب إذ ذاك في عمى / تقاسى من الجهل الكثيف الدياجيا
فأين رجال فيك كانوا مشائخاً / إليهم يحث الطالبون النواجيا
وكانوا بحاراً للعلوم عميقة / وكانوا جبالاً للحلوم رواسيا
وكانوا مصابيح الهدى ونجومها / بهم يهتدى من كان في الليل ساريا
يميتون في نشر العلوم يهارهم / ويحيون في حل العويص اللياليا
نواحيك من طلابها اليوم أقفرت / وكانوا ألوفاً يملأون النواحيا
فقالت وقاك اللَه لا تسأَلنّني / فمالك نفع في السؤال ولا ليا
فقلت أجييني كما كنتِ سابقاً / تجيبين من قد جاء للعلم راجيا
فقالت ألمت حادثات عظيمة / وجرَّت عَلَى هذي البلاد دواهيا
هناك استبد الدهر بالناس مُبدلا / فرفّع مخفوضاً وسفّل عاليا
هناك اضمحلت دولة عربية / بها كانت الأيام ترفع شانيا
وعُوّض عنها دولة ثم دولة / تُسَرُّ بكون الجهل في الناس فاشيا
وذاك لأن العلم للمرء مرشد / يعلمه عن حقه أن يحاميا
عرت نكبات الدهر بغدادَ بعدما / بها رَدَحاً ألقى السلام المراسيا
فأذهب ما للعلم من رونق الصبا / تتابعُ أحداثٍ يُشبن النواصيا
وأدنى الذي قد نابها من نوائب / خرابى ولولاها لما كان دانيا
فكابدت منهن الصروف نوازلاً / وقاسيت منهن الخطوب عواديا
وأبدى على عزى القديم إهانتي / رجال لشخص العلم كانوا أعاديا
وأُهملت حتى انهد مني كما ترى / مبانٍ لنشر العلم عزت مبانيا
وصرت على حكم الذين تحرّزوا / من العلم يا هذا إلى ما ترانيا
فقد ذوىَ الغصن الذي كان ناضراً / وقد عطِّل الجيد الذي كان حاليا
أضاءت قرون بي هي اليوم قد خلت / فسل إن تشأ عني القرون الخواليا
وكنت أرجى أن تعود عمارتي / إذا بعث الرحمن للعلم راعيا
فأمّلت عمراً ذلك العَود باطلاً / وعشت له دهراً أُمنَّى الأمانيا
أرجِّى بها أني ألاقي شبيبتي / فأيقنت هذا اليوم أن لا تلاقيا
لقد نقض الأيام بالعجم مِرّتي / ومرُّ الليالي يَتبّعن اللياليا
ورنَّق عدوان الزمان معيشتي / فمن ليَ أن ألقى الزمان مصافيا
ومزَّقني الباغون كل ممزَّق / ولا أحد عن فعل ذلك ناهيا
فقد صيروا للحفم بعضى مخازناً / وبعضي حوانيتاً وبعضي ملاهيا
وحُطَّت بساحاتي ابتغاء رسومها / بضائع للتجار تشقى الأهاليا
ولاقيت منهم كل خسف وجفوةٍ / فماذا عسى من بعد ذا أن أُلاقيا
أَبِيتُ بِلا ضوء ينير دجنتي / وَيدفع عني وحشتي وظلاميا
أُغل فلا أُسقى من الماءِ شربة / ودجلة تجري بالنمير أماميا
فيا ليتني كنت امَّحَوت بأجمعي / ولا كان في حالي كذا الذل باديا
كما أنه أختى النظامية امحَّت / ولم يبقِ من آثارها الدهر باقيا
وكل جديدٍ سوف يرجع للبِلى / إذا لم يكن منه له اللَه واقيا
لا تذيلي الدموع حزنا عليا
لا تذيلي الدموع حزنا عليا / واسمحي ان اكون وحدي شقيا
قلتها يوم جد عنها رحيلي / فمشت تدنو في صموت اليا
وانحنت فوق الرأس مني وفا / ضت مقلتاها قبلتا مقلتيا
انا ابكي وامسح الدمع فيها / وهي تبكي وتمسح الدمع فيا
ثم عانقتها وقلت اهدئي ان / ي على ما تبكين لست قويا
وعزيز علي ثم عزيز / ان يعم الشحوب منك المحيا
اقصدي في هذا البكاء قليلا / لا تكوني به علي سخيا
لست ارضى هوي دمعك كالطف / ل وان لم اكن عليه وصيا
واذا ما ابيت الابكاء / احسب الناس اجمعين بكيا
انظري هل ترين لي عبرات / انني قد كفكفتها بيديا
واذا ما الزمان احوج يوما / فتعالي الي ثم اليا
واذا ما دعوتني فانا الثا / ئب من ساعتي اذا ظلت حيا
خشيتي ان اكون ساعة تدعي / ن الى العود قد هلكت قصيا
ولقد تسألين عني ركبا / ثم لا تسمعين الا نعيا
وستبكين طول عمرك بعدي / وستبكين بكرة وعشيا
عانقيني فلست احسب انا / نتلاقى وقد عزمت مضيا
ربما اضطرني طريقي ان اه / بط اغوارا او اخوض اتيا
فدعيني ابكي على العيش ولي / وعلى آمالي الكثار مليا
ان من راض دمعه للرزايا / لم يكن دمعه عليه عصيا
ايها الدمع في سبيل مصابي / سر اذا شئت راشداً مهديا
رب دمع كأنه كان لما / بث شكواه شاعراً عبقريا
بثها في بلاغة ولقد قا / ل صريحاً ولم يقلها نجيا
قل لدمع من الحماسة خلو / لست بين الدموع الا دعيا
موقف جد للفراق كلانا / عنده كان الباكي المبكيا
ليس بي كبرة تقرب حتفي / غير اني اموت شيئاً فشيا
ما بنفسي مخافة من حفيري / انا لا اثوى في حفيري حيا
هد جسمي الغرام عند شبابي / ولعّلي قد كنت فيه غويا
ان ذاك الشباب ما كان يوما / عهده بعد ان مضى منسيا
واذا ما شيبي اراد سلويّ / لم يكن ما اراده مقضيا
شاب رأسي ولم يشب بعد قلبي / ان قلبي ما زال فيّ فتيا
وكأني اشيم من وجه ليلى / كوكباً في سمائه دريا
واذا راموا ان اقاطع ليلى / وجدوني وان الحوا عصيا
كنت ادرى لدى صعودي قبلا / ان لي من بعد الصعود هويا
طالما قد نشدت لي في حياتي / اولياء فما وجدت وليا
كنت لا ارتضي وداداً امرئ الا / اذا كان مثل دمعي نقيا
انا في موطني لقيت هوانا / ليس يرضاه من يكون ابيا
لا تقولي انتظر يعد عزك الما / ضي فاني قد انتظرت مليا
ولقد هزتني الخطوب ثقالا / مثلما هزت الحروب كميا
لا يرى ان يطأطئ الرأس من يح / مل قلبا صعبا وانفاً حميا
قلت للشامت الذي يزدريني / أتراني بالازدراء حريا
انا لم اطلب بالتزلف جاها / في حياتي او ان اكون غنيا
كنت للحق كل عمري وفيا / وسأبقى حتى اموت وفيا
ان من كان ذا حجى وحفاظ / ليس يرضى بعد الهداية غيا
ولقد تظهر الحقيقة بعدي / ولقد يبقى كل شيء خفيا
ثم اني سأرسلن بشعري / صرخة تبقى في الزمان دويا
ازف الوقت للفراق فقومي / شيعيني هيا حنانيك هيا
لا تلحينّ المنايا
لا تلحينّ المنايا / فللمنايا مزايا
الموت في غمرة اليأ / س من أجلّ العطايا
وفي الثراب غنى عن / رقودنا في الحشايا
اني الى الموت اهدى / في كل يوم تحايا
في الارض ما انا الا / بقية من بقايا
شظية من بناء / الحياة بين الشظايا
مثابة للعوادي / دريئة للرزايا
خلية ذات نفس / صغيرة في الخلايا
تمضي بها عن قريب / من الزمان المنايا
ما الفرق الا قليل / بين الضحى والعشايا
احمد رحيلك ان كا / نت المنايا مطايا
نفسي لشهوتها في / الحياة احدى الضحايا
وددت لو ظهرت لي / من الحياة الخفايا
الموت يلحق ان شد / بالعجوز الصبايا
اما الحياة فتنسي / المنعمين المنايا
قضية الموت تأتي / وراء كل القضايا
اسألي الناس يا حقيقة أن يح
اسألي الناس يا حقيقة أن يح / موك ممّن يجيئ فيك فريا
وإذا ما يئست منهم جميعا / فتعالى الي ثم اليا
لليائسين ارى طري
لليائسين ارى طري / قا للخلاص من الاذيه
اما الطريق فانه / لمن الحياة الى المنيه
ان مت فاجعل كفني طيباً
ان مت فاجعل كفني طيباً / تفوح من اردانه الريا
ليعلم الموتى باني امرؤ / قد جئتهم تواً من الدنيا
أرى وجوها غير معروفة
أرى وجوها غير معروفة / كأنني في عالم الرؤيا
تغير الناس وأزياؤهم / لكنما الدنيا هي الدنيا