القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 11
نعستِ بعد الرِضاعِ
نعستِ بعد الرِضاعِ / وَللنعاس دواعي
تغضين فَوقَ ذِراعي / والآن في المهد نامي
لأَنت بنت الأَماني / مَنزوعة من جناني
جم عليك حناني / نامي بجنبي نامي
قَد كنت لَيلة عرسي / حلماً لَذيذاً لِنَفسي
وَاليَوم يا ابنة أُنسي / أَنتَ الحَقيقة نامي
لسوف تنمين جسما / حَتّى تَكوني أتما
وَبعد ذلك أُمّا / تَرعى بنيها فَنامي
عَليك يا ابنة حبي / روحي ترفُّ وَقَلبي
نامي هَنيئاً بجنبي / نامي من الوَقت نامي
حسبي من الدهر بنتي / أَمّاً لجيل سيأتي
أَنت السَعادة أَنتِ / نامي بربك نامي
أَلَم أَصيِّر أَخيرا / لك الفِراش وَثيرا
لَقَد لعبت كَثيرا / حتّى تعبت فَنامي
لك الهَناء موفر / في اللَيل وَاللَيل أَقمر
إني عليك لأَسهَر / إلى الصباح فَنامي
أَما حَياتي فتخزى / مالَم أَجد فيك عزا
أهز مهدك هزا / حَتّى تَنامي فَنامي
اللَيل فابغي المَناما / يهدي إليك سَلاما
فَلا تَزيدي اِبتساما / نامي فَديتك نامي
هَيا إِلى النَوم هَيّا / فالوَقت أَمسى عشيّا
نامي مَناماً هَنيّا / نامي إِلى الغد نامي
أنا لو كنت مختاراً
أنا لو كنت مختاراً / لما جئت إلى الدنيا
وأكبر سلوتي أني / بعد الموت لا أحيا
وما بالذي قد دان باللَه من عمى
وما بالذي قد دان باللَه من عمى / ولكنما حب السلامة يعميه
ولا يتحرى المرء ديناً لنفسه / ولكنه يأبى معارضة فيه
تمتع بلذات الحياة فإنها
تمتع بلذات الحياة فإنها / إذا ما انقضت يوماً فليس لها بقيا
وليس لإنسان حياة سوى التي / يعيش بها الإنسان في هذه الدنيا
وقفت على المستنصرية باكياً
وقفت على المستنصرية باكياً / ربوعاً بها للعلم أمست خواليا
وقفت بها أبكي قديم حياتها / وأبكي بها الحسنى وأبكي المعاليا
وقفت بها أبكي بشعري بناتها / وأنعى سجاياها وأنعى المساعيا
بكيت بها عهداً مضى في عِراصها / كريماً فليت العهد لم يك ماضيا
بكيت بها المدفون في حجراتها / من العلم حتى بلَّ دمعي ردائيا
أكفكف بالأيدي بوادر أدمعي / ويأبين إلا أن يفضن جواريا
وطأطأت رأسي في ذراها تواضعاً / وحييت بالتسليم منها المغانيا
وسرحت أنظاري بها فوجدتها / بناءً لتشييد المعارف عاليا
بناءً فخيماً عز للعلم مثله / فقلت كذا فليبن من كان بانيا
والفيت قسماً قد تداعى جداره / وقسماً على ما كان من قبل باقيا
تهبُّ رياح الصيف في حجراتها / فتلبسها ثوباً من النقع هابيا
وتسعى الجدران منها عناكب / تُجِدّ لها فيما تداعى مبانيا
فالممت فيها بالرسوم دوارسا / وساءلت منهن الطلول بواليا
وقلت لدار البحث عظِّمت محفلا / وقلت لنادي الدرس حييت ناديا
أكلية العلم الذي كان روضه / نضيراً كما شاء التقدم ناميا
بأية ريح فيكِ هبت زعازع / تصوَّح ذاك الروض فاجتث ذاويا
لقد كنت فيما قد مضى دار حكمة / بها يعلم الناس الحقائق ماهيا
فكنتِ بأفق الشرق شمساً مضيئة / تشعين نوراً للمعارف زاهيا
وكانت بلاد الغرب إذ ذاك في عمى / تقاسى من الجهل الكثيف الدياجيا
فأين رجال فيك كانوا مشائخاً / إليهم يحث الطالبون النواجيا
وكانوا بحاراً للعلوم عميقة / وكانوا جبالاً للحلوم رواسيا
وكانوا مصابيح الهدى ونجومها / بهم يهتدى من كان في الليل ساريا
يميتون في نشر العلوم يهارهم / ويحيون في حل العويص اللياليا
نواحيك من طلابها اليوم أقفرت / وكانوا ألوفاً يملأون النواحيا
فقالت وقاك اللَه لا تسأَلنّني / فمالك نفع في السؤال ولا ليا
فقلت أجييني كما كنتِ سابقاً / تجيبين من قد جاء للعلم راجيا
فقالت ألمت حادثات عظيمة / وجرَّت عَلَى هذي البلاد دواهيا
هناك استبد الدهر بالناس مُبدلا / فرفّع مخفوضاً وسفّل عاليا
هناك اضمحلت دولة عربية / بها كانت الأيام ترفع شانيا
وعُوّض عنها دولة ثم دولة / تُسَرُّ بكون الجهل في الناس فاشيا
وذاك لأن العلم للمرء مرشد / يعلمه عن حقه أن يحاميا
عرت نكبات الدهر بغدادَ بعدما / بها رَدَحاً ألقى السلام المراسيا
فأذهب ما للعلم من رونق الصبا / تتابعُ أحداثٍ يُشبن النواصيا
وأدنى الذي قد نابها من نوائب / خرابى ولولاها لما كان دانيا
فكابدت منهن الصروف نوازلاً / وقاسيت منهن الخطوب عواديا
وأبدى على عزى القديم إهانتي / رجال لشخص العلم كانوا أعاديا
وأُهملت حتى انهد مني كما ترى / مبانٍ لنشر العلم عزت مبانيا
وصرت على حكم الذين تحرّزوا / من العلم يا هذا إلى ما ترانيا
فقد ذوىَ الغصن الذي كان ناضراً / وقد عطِّل الجيد الذي كان حاليا
أضاءت قرون بي هي اليوم قد خلت / فسل إن تشأ عني القرون الخواليا
وكنت أرجى أن تعود عمارتي / إذا بعث الرحمن للعلم راعيا
فأمّلت عمراً ذلك العَود باطلاً / وعشت له دهراً أُمنَّى الأمانيا
أرجِّى بها أني ألاقي شبيبتي / فأيقنت هذا اليوم أن لا تلاقيا
لقد نقض الأيام بالعجم مِرّتي / ومرُّ الليالي يَتبّعن اللياليا
ورنَّق عدوان الزمان معيشتي / فمن ليَ أن ألقى الزمان مصافيا
ومزَّقني الباغون كل ممزَّق / ولا أحد عن فعل ذلك ناهيا
فقد صيروا للحفم بعضى مخازناً / وبعضي حوانيتاً وبعضي ملاهيا
وحُطَّت بساحاتي ابتغاء رسومها / بضائع للتجار تشقى الأهاليا
ولاقيت منهم كل خسف وجفوةٍ / فماذا عسى من بعد ذا أن أُلاقيا
أَبِيتُ بِلا ضوء ينير دجنتي / وَيدفع عني وحشتي وظلاميا
أُغل فلا أُسقى من الماءِ شربة / ودجلة تجري بالنمير أماميا
فيا ليتني كنت امَّحَوت بأجمعي / ولا كان في حالي كذا الذل باديا
كما أنه أختى النظامية امحَّت / ولم يبقِ من آثارها الدهر باقيا
وكل جديدٍ سوف يرجع للبِلى / إذا لم يكن منه له اللَه واقيا
لا تذيلي الدموع حزنا عليا
لا تذيلي الدموع حزنا عليا / واسمحي ان اكون وحدي شقيا
قلتها يوم جد عنها رحيلي / فمشت تدنو في صموت اليا
وانحنت فوق الرأس مني وفا / ضت مقلتاها قبلتا مقلتيا
انا ابكي وامسح الدمع فيها / وهي تبكي وتمسح الدمع فيا
ثم عانقتها وقلت اهدئي ان / ي على ما تبكين لست قويا
وعزيز علي ثم عزيز / ان يعم الشحوب منك المحيا
اقصدي في هذا البكاء قليلا / لا تكوني به علي سخيا
لست ارضى هوي دمعك كالطف / ل وان لم اكن عليه وصيا
واذا ما ابيت الابكاء / احسب الناس اجمعين بكيا
انظري هل ترين لي عبرات / انني قد كفكفتها بيديا
واذا ما الزمان احوج يوما / فتعالي الي ثم اليا
واذا ما دعوتني فانا الثا / ئب من ساعتي اذا ظلت حيا
خشيتي ان اكون ساعة تدعي / ن الى العود قد هلكت قصيا
ولقد تسألين عني ركبا / ثم لا تسمعين الا نعيا
وستبكين طول عمرك بعدي / وستبكين بكرة وعشيا
عانقيني فلست احسب انا / نتلاقى وقد عزمت مضيا
ربما اضطرني طريقي ان اه / بط اغوارا او اخوض اتيا
فدعيني ابكي على العيش ولي / وعلى آمالي الكثار مليا
ان من راض دمعه للرزايا / لم يكن دمعه عليه عصيا
ايها الدمع في سبيل مصابي / سر اذا شئت راشداً مهديا
رب دمع كأنه كان لما / بث شكواه شاعراً عبقريا
بثها في بلاغة ولقد قا / ل صريحاً ولم يقلها نجيا
قل لدمع من الحماسة خلو / لست بين الدموع الا دعيا
موقف جد للفراق كلانا / عنده كان الباكي المبكيا
ليس بي كبرة تقرب حتفي / غير اني اموت شيئاً فشيا
ما بنفسي مخافة من حفيري / انا لا اثوى في حفيري حيا
هد جسمي الغرام عند شبابي / ولعّلي قد كنت فيه غويا
ان ذاك الشباب ما كان يوما / عهده بعد ان مضى منسيا
واذا ما شيبي اراد سلويّ / لم يكن ما اراده مقضيا
شاب رأسي ولم يشب بعد قلبي / ان قلبي ما زال فيّ فتيا
وكأني اشيم من وجه ليلى / كوكباً في سمائه دريا
واذا راموا ان اقاطع ليلى / وجدوني وان الحوا عصيا
كنت ادرى لدى صعودي قبلا / ان لي من بعد الصعود هويا
طالما قد نشدت لي في حياتي / اولياء فما وجدت وليا
كنت لا ارتضي وداداً امرئ الا / اذا كان مثل دمعي نقيا
انا في موطني لقيت هوانا / ليس يرضاه من يكون ابيا
لا تقولي انتظر يعد عزك الما / ضي فاني قد انتظرت مليا
ولقد هزتني الخطوب ثقالا / مثلما هزت الحروب كميا
لا يرى ان يطأطئ الرأس من يح / مل قلبا صعبا وانفاً حميا
قلت للشامت الذي يزدريني / أتراني بالازدراء حريا
انا لم اطلب بالتزلف جاها / في حياتي او ان اكون غنيا
كنت للحق كل عمري وفيا / وسأبقى حتى اموت وفيا
ان من كان ذا حجى وحفاظ / ليس يرضى بعد الهداية غيا
ولقد تظهر الحقيقة بعدي / ولقد يبقى كل شيء خفيا
ثم اني سأرسلن بشعري / صرخة تبقى في الزمان دويا
ازف الوقت للفراق فقومي / شيعيني هيا حنانيك هيا
لا تلحينّ المنايا
لا تلحينّ المنايا / فللمنايا مزايا
الموت في غمرة اليأ / س من أجلّ العطايا
وفي الثراب غنى عن / رقودنا في الحشايا
اني الى الموت اهدى / في كل يوم تحايا
في الارض ما انا الا / بقية من بقايا
شظية من بناء / الحياة بين الشظايا
مثابة للعوادي / دريئة للرزايا
خلية ذات نفس / صغيرة في الخلايا
تمضي بها عن قريب / من الزمان المنايا
ما الفرق الا قليل / بين الضحى والعشايا
احمد رحيلك ان كا / نت المنايا مطايا
نفسي لشهوتها في / الحياة احدى الضحايا
وددت لو ظهرت لي / من الحياة الخفايا
الموت يلحق ان شد / بالعجوز الصبايا
اما الحياة فتنسي / المنعمين المنايا
قضية الموت تأتي / وراء كل القضايا
اسألي الناس يا حقيقة أن يح
اسألي الناس يا حقيقة أن يح / موك ممّن يجيئ فيك فريا
وإذا ما يئست منهم جميعا / فتعالى الي ثم اليا
لليائسين ارى طري
لليائسين ارى طري / قا للخلاص من الاذيه
اما الطريق فانه / لمن الحياة الى المنيه
ان مت فاجعل كفني طيباً
ان مت فاجعل كفني طيباً / تفوح من اردانه الريا
ليعلم الموتى باني امرؤ / قد جئتهم تواً من الدنيا
أرى وجوها غير معروفة
أرى وجوها غير معروفة / كأنني في عالم الرؤيا
تغير الناس وأزياؤهم / لكنما الدنيا هي الدنيا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025