القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد الزّين الكل
المجموع : 2
خَلَجاتٌ تَهفو بِقَلبِ الشَجِيِّ
خَلَجاتٌ تَهفو بِقَلبِ الشَجِيِّ / هِيَ سرُّ الحَياةِ في كُلِّ حَيِّ
هِيَ وَالرُوحُ في فُؤادِكَ صُنوا / نِ وَفَيضٌ مِن عالَمٍ عُلوِيِّ
هِيَ ذِكرى بَعدَ المَشيبِ وَسَلوى / في اِكتِهالٍ وَصَبوَةٌ لِلفَتيِّ
وَمُنىً لِلغُلامِ يَهفُو إِلَيها / وَحَنانٌ يَحوطُ مَهدَ الصَبيِّ
رافَقَت رِحلَة الحَياةِ وَآخَت / نِضوَ أَسفارِها إِخاءَ الوَفيِّ
هِيَ لِلقَلبِ نِعمَةٌ أَو شَقاءٌ / كَم سَعيد بِها وَكَم مِن شَقِيِّ
رُبَّ مَن يُبهرُ العُيونَ رُواءً / ناءَ مِن هَمِّها بِداءٍ خَفِيِّ
ظاهِرٌ مِنهُ يَخدَعُ العَينَ عَمّا / ضُمِّنَ القَلبُ مِن ضَنىً مَطوِيِّ
مِن غَرامٍ مُبرِّحٍ أَو فِراقٍ / أَو مُنىً عُوجِلَت بِصَوتِ النَعِيِّ
باسِمٌ بَينَ صَحبِهِ فَإِذا يَخلو / بَكى شَجوَه بِدَمعٍ شَجِيِّ
وَأَخي مَنظَرٍ تَراهُ فَتَنبُو ال / عَينُ عَن مَنظَرٍ رَثيثٍ زَرِيِّ
يُبصِرُ الناسُ مِنهُ ما يَبعَثُ الرَح / مَةَ في قَلبِ شانِئٍ وَصَفيِّ
ما دَرَوا أَنَّهُ عَلى البُؤس يَحيا / بِفُؤادٍ خالٍ وَبالٍ رَضِيٍّ
مَلأت نَفسَهُ السَعادَةُ حَتّى / لا يُبالي بِمنظَرٍ أَو بِزِيّ
نَزَعاتُ النُفوسِ في كُلِّ قَلبٍ / مَيَّزَت بِين ساخِطٍ وَرَضِيِّ
أَسعدت آدماً وَحَوّاءَ حِيناً / ثُم أَشقَتهما بِإِفكِ الغَويِّ
وَرِثَ النَّسلُ عَن أَبيهِ مُيُولاً / لَم تَدَعهُ في ظلِّ عَيشٍ هَنِيِّ
وَنُفوساً حَيرى تُقَلِّبُها الأَه / واءُ مَفتونَةً بِكُلِّ طَلِيِّ
فَهيَ بَينَ الآمالِ تَمرَحُ نَشوى / ثُمَ تَصحو بِاليَأسِ مِن كُلِّ شَيِّ
إِنّ لِلعاطِفاتِ حُكماً قَويّاً / ظُلمُهُ عاصِفٌ بِكُلِّ قَويِّ
كَم أَذَلَّت جَبّارَ قَومٍ وَغَلَّت / مِن طَليقٍ وَأَسلَسَت مِن أَبِيِّ
كَم تَولّى جِهادَها في قَديمِ الد / دَهرِ نُصحٌ لِعالَمٍ وَنَبيِّ
جاهَداها بِالعَقلِ حيناً وَحينا / سَخَّرا بَعضَها لِقَتل البَقِيِّ
وَهيَ تَقوى مَع الجِهادِ فَويلٌ / لِلوَرى مِن جِهادِها الأَبَدِيِّ
دافِعاتٌ إِلى الغِوايةِ أَحيا / ناً وَحيناً إِلى الطريق السَويِّ
كَم يُؤاسى بِها الفَقيرُ وَتُنجِي / هِ مِنَ البُؤس رِقَّةٌ مِن غَنِيِّ
كَم سَقيمٍ لَولا تَرُفُّقُ آسٍ / لَقَضى نَحبَه بِداءٍ دَوِيِّ
وَمَشُوقٍ لَولا التَعَلُّل أَودى / بَأسُهُ بِالدَمِ الطَهُورِ الذَكيِّ
وَجَمالٍ لَولا العَواطِفُ ساوى ال / قُبحَ في عَقل أَبلهٍ وَذَكيِّ
فَبِها قُدِّرَ الجَمالُ وَلَولا / ها لَعاشَ الوَرى بِقَلبٍ خَلِيِّ
يا لِنَفسٍ تَعيشُ بَينَ مُيولٍ / أَتعَبَتها ما بَينَ رُشدٍ وَغيِّ
لا تُصفيَنَّ الودَّ إِلّا صافيا
لا تُصفيَنَّ الودَّ إِلّا صافيا / فَلَيسَ كُلُّ مَن تُراهُ وَافيا
وَضنّ بِالإِخاءِ قَبلَ الخُبرِ / فَإِنَّما الأَخلاقُ رِقُّ الحرِّ
وَحُبَّ مَن أَحبَبتَه هَوناً ما / عَساكَ أَن تَهجُرَه يَوماً ما
وَصاحِبِ الناسَ وَكُن عَلى حَذَر / كَم ضَلَّ سارٍ غرَّه ضُوءُ القَمَر
وَلا تَذُمَّ غِيَرَ الزَمانِ / فَإِنَّ فيها خِبرَةَ الإِخوانِ
لا يَزدَهيكَ ظاهِرٌ مُموَّهُ / في طَيِّ هَذا باطِنٌ مُشَوّه
كَم مِن فَتىً يَلقاكَ مِنهُ بِشرُه / وَإِن تَغِب يَسر إِلَيكَ شَرُّه
وَالناسُ إِن ينقُدهُمُ مُجَرِّبُ / زَوائِفٌ لَيسَ بِهم من يُصحَبُ
لَكنَّما يَكفي الفَتى مِن صاحِبه / أَن يَأمَن الصَديقُ مِن عَقاربه
مَن كُنتَ مِنهُ آمِناً في سِربِك / فَذاكَ لَو عَلمتَ خَيرُ صَحبِك
فَنَحنُ في قَومٍ عَلَيهمُ العَفا / قَد دَرَسَت فيهم مَعالِمُ الوَفا
وَغاضَ ماءُ الودِّ فيهم وَنَضَب / فَإِن ذَوى إِخاؤُهُم فَلا عَجَب
فَاقبَل مِن الصَديق ظاهِراً بَدا / وَلا تُكَلفهُ سِوى ما عُوِّدا
إِيّاكَ أَن تَنشُر مِنهُ ما بَطَن / فَرُبَّما أَصلَحَهُ لَكَ الزَمَن
وَإِنَّ مِمّا يُظهِرُ الآدابا / في المَرءِ أَن يَستَبقيَ الأَصحابا
وَالسَيفُ إِن تَجلُ الصَدا عَن إِثرِه / خَيرٌ مِن اِستبدالِهِ بِغَيرِهِ
لا تُكثرِ العِتابَ فيما ساءَ / فَإِنّه يُكدِّرُ الإِخاءَ
وَحاجَةُ الإِخاءِ لِلعتابِ / كَحاجَةِ الأَرضِ إِلى السَحابِ
أَولى فَأَولى أَن تُقلَّ العَتبا / إِنَّ الحَيا إِن زادَ عادَ جَدبا
وَلَم أُعاتِب صاحِباً إِلّا وَما / يَأتي بِهِ أَكثَرُ مِمّا قَدَّما
مَن لامَ نَفسَهُ عَلى ما كانا / فَذاكَ مَن لَم يُضِع الإِخوانا
فَلا تُعاتِبه إِذا ما أَذنَبا / فَحسبُهُ هذا لَهُ مُؤَدِّبا
وَضنّ بِالعُتبى عَلى مَن يُعجَبُ / بِنَفسِهِ فَإِنَّهُ لا يُعتِبُ
ثَلاثَةٌ لَيسَ لَهُم أَصحابُ / الكَلُّ وَالمُعجبُ وَالكَذّابُ
لا تَعتَذر إِلّا إِلى مَن يُعذِرُ / وَمَن إِذا أَتيتَ ذَنباً يَغفِرُ
لا تَحتَقِر بَوادرَ اللِسانِ / فَإِنَّها مَضيَعَةُ الإِخوانِ
زِن ما تَقولُهُ فَرُبَّ قَولِ / أَنفَذُ في مُرادِهِ مِن صَولِ
وَقَد تُقالُ عَثرَةُ الأَقدامِ / وَلا تُقالُ عَثرَةُ الكَلامِ
لا تَستَطِل يَوماً عَلى الإِخوانِ / بِما مُنِحتَه مِنَ البَيانِ
فَرُبَّما جَرَّ اللِسانُ ضَيرا / وَرُبَّما كانَ العَيِيُّ خَيرا
قَد كانَ مُوسى حَصِرا عَييّا / وَاِختارَهُ اللَهُ لَهُ نَجيّا
وَكانَ هَرونُ بِذاكَ أَولى / لأَنَّهُ أَفصَحُ مِنهُ قَولا
لَكنَّ فَضلَ اللَهِ في مُرادِه / يُؤتيهِ مَن يَشاءُ مِن عِبادِه
إِيّاكَ وَالفُضولَ في المَقالِ / وَغُضّ مِن صَوتِكَ في الجِدالِ
إِيّاكَ أَن تَبغيَ نَصرَ الباطِل / برَفعِكَ الصَوتَ عَلى المُجادِل
مَن يَنصُر الحَقَّ فَلَيسَ يُغلَبُ / وَمَن أَبى فَما يُفيدُ الصَخَبُ
فَإِن يَكُن بِالصَّخَبِ اِفتِخارُ / بذّ الوَرى في فَخرِهِ الحِمارُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025