المجموع : 3
ألا يا رسولَ الله كُنتَ رجاءَنا
ألا يا رسولَ الله كُنتَ رجاءَنا / وكنت بنا براً ولم تكُ جافيا
وكنتَ رحيماً هادياً ومعلماً / ليبكِ عليكَ اليومَ مَن كانَ باكيا
لعمرك ما أبكي النبي لِفقده / ولكن لما أخشى مِن الهرجِ آتيا
كأن على قلبي لذكرِ محمدٍ / وما خفتُ مِن بعدَ النبي المكاويا
أفاطم صلى الله ربُّ محمدٍ / على جدثٍ أمسى بيثرب ثاوِيا
فدى لرسولِ الله أمي وخالتي / وعمي وآبائي ونفسي وماليا
صَقتَ وبلغتَ الرسالةَ صادقاً / ومَت صليب العودِ أبلج صافيا
فلو أن ربّ الناس أبقى نبينا / سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحيةً / وأدخلت جنات من العدن راضيا
أرى حسنا أيتمته وتركته / يَبكي ويدعو جده اليوم نائيا
ما لعيني لا تجودانِ رَيا
ما لعيني لا تجودانِ رَيا / قد رُزِينا خير البرية حيا
يومَ نادى إلى الصلاةِ بلال / فبكينا بعد النداءِ مَليا
كلَ يوم أصبحتُ فيه ثقيلاً / لا يردُّ الجواب منكَ إليا
لم أجد قبلها ولستُ بلاقٍ / بعدها غصةً أمر عَلَيا
وجمان الشيخِ منحدرٌ في / عارضيه كالمسكِ فاح ذكيا
وهي في الصدر قد تُساقُ حثيثا / ومن الوقت عند ذاك هويا
ليت يومي يكونُ قبلك يوماً / أنضج القلب للحرارة كيا
خُلقاً عالياً وديناً كريماً / وصراطاً تهدي به مُستويا
وسراجا يهدي الظلام منيراً / ونبياً مسوداً عربياً
حازماً عازماً حليماً كريما / عايداً بالنوال براً تقيا
ان يوماً اتى عليك كيوم / نورت شمسه وكانت جلياً
فعليك السلام منا ومن رب / بك بالروح بكرة وعشيا
بكّي زُبيرَ الخيرِ إذ ماتَ إنْ
بكّي زُبيرَ الخيرِ إذ ماتَ إنْ / كنتِ على ذي كرمٍ باكيه
لو لفظته الأرضَ ما لُمتُها / أو أصبحت خاشعة عارية
قد كان في نفسي أن اترك / الموتى ولا أتبعهم قافيَه
فلم أطلق صبراً على رُزئه / وجدتُه أقرب إخوانيه
لو لم أقل من فيّ قولاً لهُ / لقضت العبرة اضلاعيه
فهو الشامي واليماني إذا / ما خضروا ذو الشفرةِ الداميه