سَقى اللَهُ أَطلالاً بَنُعمٍ تَرادَفَت
سَقى اللَهُ أَطلالاً بَنُعمٍ تَرادَفَت / بِهِنَّ النُوى حَتّى حَلَلنَ المَطالِيا
فَإِن كانَتِ الأَيّامُ يا أُمَّ مالِكٍ / تُسَلّيكُمُ عَنّي وَتُرضي الأَعادِيا
فَلا يَأمَنَن بَعدي اِمرِؤٌ فَجعَ لَذَّةٍ / مِنَ العَيشِ أَو فَجعَ الخُطوبِ العَوافِيا
وَبُدِّلَت مِن جَدواكِ يا أُمَّ مالِكٍ / طَوارِقُ هَمٍّ يَحتَضِرنَ وَسادِيا
وَأَصبَحتُ بَعدَ الأُنسِ لابِسَ جُبَّةٍ / أُساقي الكُماةَ الدارِعينَ العَوالِيا
فَيَومايَ يَومٌ في الحَديدِ مُسَربَلا / وَيَومٌ مَعَ البيضِ الأَوانِسِ لاهِيا
فَلا مُدرِكاً حَظّاً لَدى أُمِّ مالِكٍ / وَلا مُستَريحاً في الحَياةِ فَقاضِيا
خَليلَيَّ إَن دارَت عَلى أُمِّ مالِكٍ / صُروفُ اللَيالي فَاِبعَثا لِيَ ناعِيا
وَلا تَترُكاني لا لِخَيرٍ مُعَجَّلٍ / وَلا لِبَقاءٍ تَنظُرانِ بَقائِيا
وَإِنَّ اَلَّذي أَمَّلتُ مِن أُمِّ مالِكٍ / أَشابَ قَذالي وَاِستَهامَ فُؤادِيا
فَلَيتَ المَنايا صَبَّحَتني غُدَيَّةً / بِذَبحٍ وَلَم أَسمَع لِبَينٍ مُنادِيا
نَظَرتُ وَدوني يَذبُلٌ وَعِمايَةٌ / إِلى آلِ نُعمٍ مَنظَراً مُتَنائِيا
شَكَوتُ إِلى الرَحمَن بُعدَ مَزارِها / وَما حَمَّلَتني وَاِنقِطاعَ رَجائِيا
وَقُلتُ وَلَم أَملِك أَعَمرُو بنُ عامِرٍ / لِحَتفٍ بِذاتِ الرَقمَتَينِ يَرى لِيا
وَقَد أَيقَنَت نَفسي عَشِيَّةَ فارَقوا / بِأَسفَلَ وادي الدَوحِ أَن لا تَلاقِيا
إِذا ما طَواكِ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ / فَشَأنُ المَنايا القاضِياتِ وَشانِيا