المجموع : 6
سل القلب عن صدق المودة في الذي
سل القلب عن صدق المودة في الذي / يودك إن القلب لا يقبل الرشوى
ولا تشتكي إلا لمن أنت عبده / فليس سوى المولى له ترفع الشكوى
وإن خانك الناس الذين تودهم / وما خنتهم في الود فاصبر على البلوى
فتى الغيب ذو علم وسمع ورؤية / يحرّر ميزان المعاملة الأقوى
رقيب على كل العباد وأمرهم / إليه فإما النار أو جنة المأوى
أنا العاشق السالي لوجهك يا علوُ
أنا العاشق السالي لوجهك يا علوُ / وطعم الجفا مرٌّ وطعم الوفا حلوُ
جمعت بها الأضداد من كل حالة / فميت وحيٌّ ثم معْ يقظةٍ سهوُ
وإني أنا الموجود عنها بها لها / وما أنا موجود وما لغتي لغو
وسكر ولاسكر إذا ما شهدتها / وإن حجبت عني فصحو ولا صحو
وسير ولا سير وكشف وغفلة / وعلم ولا علم وشجو ولا شجو
تجهمت شأو العشق في نشأة الصبى / وما من صبىً فيها ولا عشق لا شأو
وداء الهوى داء عضال لدى الورى / وما نافع فيه المداواة لا سأو
ونلت على قدر المنى رتب المنى / وما يستوي الولهان والفارغ الخلو
وما قيدتني حالة دون حالة / فلا كدر في الحب عندي ولا صفو
وأصبحت في أوج الحقيقة راقياً / فلا طلب مني لشيء ولا رجو
ولا وحشة والكون إنس وبهجة / يلذّ من الحادي لركبانه الحدو
ولا سفر لا غربة لا إقامة / ولا حضر يوم اللقاء ولا بدو
لقد شغلتنا الظاهرات بمن بها / لنا ظاهر حتى استوى الجد واللهو
ورقت غليظات الأمور وروقت / كؤوس المعاني فالأماني لها تلو
فلا عجب إن طرت من رونق الهوى / وإن زج بي في نور غيبي فلا غرو
وما الفخر إلا فخر مثلي على السوى / وزهو مقامي في التجلي هو الزهو
ولي نفَسٌ يعلو بغير تكلف / وغيري بتكليف له النفس الرَّبْوُ
وبحر المنى رهواً تركناه للورى / وما بحر عشقي عند خائضه رهو
بدت نار ليلى والظلام ينيرها / من الكون حتى زال عندي لها العشو
وما كل ذي قلب ينال منالَنا / من الغيب لكن كل بئر له دلو
هي الروضة الغناء أغنت بحسنها / عن الكل فيها عَرْعَرُ الغير والسَّرْوُ
وأغصانها منها تدلت كرامة / علينا وقد طاب التناول والعطو
هي الجنة الفردوس والقلب بابها / ومن جاءها من نفسه صده العمو
ولا جهل والعلم اللدنّي شعارها / ولا ذنب إذ منها التجاوز والعفو
تعلَّقها قلبي فأوردت الردى / لنفسي فأفنت والهوى للردى صنو
فريدة حسن لم تزل أحدية / وليس لها مثل وليس لها كفو
علامتها محو النفوس إذا بدت / وذلك محو للنفوس ولا محو
تجلت على العشاق نحو مرامهم / فلذَّ لهم في حبها ذلك النحو
ويسعى ويعدو كل شيء بأمرها / إليها فيحلو منهمُ السعي والعدو
وكنت وكانت حيث لا كان ههنا / ولكن على المعنى لها القهر والسطو
تعالت كما شاءت بنا وتباركت / فجلت عن الأفهام وانقطع الخطو
يا صدق القوم عن جمالك قد رووا
يا صدق القوم عن جمالك قد رووا / وعلى بديع صفات سيرتك احتووا
لبسوا ثياب النور نورك في الدجى / ومشوا بها وإليك عنهم قد لووا
كشفوا القناع ولا قناع سوى السوى / وبعذب منهلك الرويِّ قد ارتووا
وبواو ودك نحوك انعطفوا وما / سمعوا كلام العاذلين وإن عووا
قامت بسرك في العيان ذواتهم / وهم الذين إلى الفنا بك قد هووا
شخصوا إلىأنوار ذاتك في الورى / فإذا الجميع عن المغايرة انزووا
أنت المداد وهم حروفك خططت / بك فيك فوق عروش نشأتك استووا
وإذا انحرفت وأنت واو وجودنا / ظهر العدى وبنارهم فيك اكتووا
يا من جمع الحسن جميعا وحوى
يا من جمع الحسن جميعا وحوى / رفقاً بمتيم له فرطُ جوى
عشقي لك في الكمال داءٌ ودوا / بالنور طفى النار وبالنار كوى
هذا هو باطن وهذا ظاهر / بالخلق هو اللطيف وهو القاهر
فرد أحد له الجمال الباهر / والناس لكل واحد فيه هوى
منهم من يطلب الشهود الصافي / والآخر يطلب الرضاب الشافي
والآخر طالبٌ لحظ وافي / والآخر غير ذاك في الدين روى
كاسات رحيقنا علينا دارت / في كف سقاتنا التي قد جارت
فانظر بالقلب في عقول طارت / من حيرتها لأجل غيرٍ وسوى
أزكى صلوات ربنا الخلاق / لا زال مع السلام منه الباقي
يأتي لنبينا وللآفاق / من عبد غنيْ عبادة منه نوى
عطشى العتيق من الجديد قد ارتوى
عطشى العتيق من الجديد قد ارتوى / لما به قصري على الماء استوى
نهر جرى ويقال عنه أعوج / وإن استقام كماله الراوي روى
فجلست في قصري عليه وكان لي / قلب به ولكل قلب ما نوى
ونظرتُ فيه إلى جهاتٍ أربعٍ / إطلاقها لي مطلق كل القوى
ونسيمها ذاك اللطيف كأنه / روح على جسد الفلاة قد احتوى
والماء عذب رائق متدفق / يطفي حرارات القلوب من الجوى
نعمت ليالينا هناك مسرة / وانحل قيد القلب من أسر السوى
وكأنما أيامنا أعيادنا / في سفح كاظمة على ذاك اللوى
حيث السماع تهيجنا ناياته / بالنفخ من داء الهموم هو الدوا
حيث الغناء يكاد يبصر سامع / بخطابه القدسي في وادي طوى
وتتابعت بشرى السرور لجمعنا / والقرب جاء وقد مضى يوم النوى
لولا الهوى ما طاب لي عيش بها / ما طاب لي عيش بها لولا الهوى
والوقت عني للجماعة قائل / ما ضل صاحبكم هناك وما غوى
ولعت بذاك الحي والمورد الحلوِ
ولعت بذاك الحي والمورد الحلوِ / وأيقظني برق المنازل من علوِ
وبت أظن الحب بين أضالعي / لقرب أراني أنني ذبت من شجوي
وداد به قد خصني من عرفته / على فرط تقصيري فأنعم بالعفو
وثقت بعقلي والحواس فلم أنل / من العلم غير الفخر بالنفس والزهو
وعيت السوى حتى خرجت عن السوى / بقلب من الأكوان أجمعها خلو
وصلت وما أنني وصلت لمنتهى / ولكن إلى إثبات من جاء بالمحو
وكلتُ إليه الأمرَ في كل ساعة / وجئت بلا سعي إليه ولا عدو
وعيدي به وعدي لما قد تساويا / به الخير لي والشر في زمن الصحو
وهمت هنا أشياء ثم وجدتها / هي الحق يبدو في شئون على نحو
ولاه هو الأمثال تضرب للورى / ولم يدرها إلا المجانب للهو