أقولُ لنِضوي وهو من شجنٍ خِلْوُ
أقولُ لنِضوي وهو من شجنٍ خِلْوُ / حنانيكَ قد أدميتَ كلمْيَ يا نِضْوُ
تعاليْ أقاسمكِ الهمومَ فتعلمي / بأنّكِ مما تشتكي كَبِدي خلوُ
تُريدينَ مرعى الريفِ والبدوَ أبتغي / وما يستوي الريفُ العراقيُّ والبدوُ
هُناكَ نسيمُ الريحِ مثليَ لاغِبٌ / ومثليَ ماءُ المُزنِ موردُهُ صَفْوُ
ومحجوبةٍ لو هبَّتِ الريحُ أرقلت / إليها الغيارى بالعوالي ولم يلْوُوا
صبوتُ إليها وهي ممنوعةُ الحِمَى / فحتّامَ أصبو نحو مَنْ مالُه نجوُ
هوىً ليس يُسلي القربُ عنه ولا النَّوى / وشجوٌ قديمٌ ليس يُشبِهُهُ شجوُ
فأسْرٌ ولا فَكٌّ وَوَجْدٌ ولا أسىً / وسُقْمٌ ولا بُرْءٌ وسكرٌ ولا صَحْوُ
عناءٌ مُعَنٍّ وهو عنديَ راحةٌ / وسُمٌّ ذُعافٌ طعمُه في فمي حُلوُ
ولولا الهَوى ما شاقني لمعُ بارقٍ / ولا هدَّني شجوٌ ولا هزَّني شَدوُ