فَتَرَت صَهوَتي وَأَقصَرَ شَجوي
فَتَرَت صَهوَتي وَأَقصَرَ شَجوي / وَأَتاني السُرورُ مِن كُلِّ نَحوِ
إِنَّ روحَ الشِتاءِ خَلَّصَ روحي / مِن حَرورٍ تَشوي الوُجوهَ وَتَكوي
بَرُدَ الماءُ وَالهَوا وَكَأَن قَد / سُرِقَ البَدرُ مِن جَوانِحِ خِلوِ
ريحُهُ تَلمُسُ الصُدورَ فَتَشفي / وَغَماماتُهُ تَصوبُ فَتَروي
لَستُ أَنسى مِنهُ دَماثَةَ دَجنٍ / ثُمَّ مِن بَعدِهِ نَضارَةَ صَحوِ
وَجُنوباً يُبَشِّرُ الأَرضَ بِالقَطرِ / كَما بَشَّرَ العَليلُ بِبُروِ
وَغُيوماً مُطَرَّزاتِ الحَواشي / بِوَميضٍ مِنَ البُروقِ وَخَفوِ
كُلَّما أَرَختِ السَماءُ عُراها / جَمَعَ القَطرُ بَينَ سَفلٍ وَعُلوِ
وَهيَ تُعطيكَ حينَ هَبَّت شَمالاً / بَردَ ماءٍ فيها وَرِقَّةَ جَوِّ
وَتَرى الأَرضَ في مِلاءَةِ ثَلجٍ / مِثلَ رَيطٍ لَبِسَتهُ فَوقَ فَروِ
فَاِستَعارَ العَرارُ مِنها لِباساً / سَوفَ يُمنى مِنَ الرِياحِ بِنِضوِ
فَكَأَنَّ الكافورَ مَوضِعُ تُربِ / وَكَأَنَّ الجِمانَ مَوضِعَ قَروِ
وَلَيالٍ أَطَلنَ مُدَّةَ دَرسي / مِثلَما قَد مَدَدنَ في عُمرِ لَهوي
مَرَّ لي بَعضُها بِفِقهٍ وَبَعضٌ / بَينَ شِعرٍ أَخَذتُ فيهِ وَنَحوِ
وَحَديثٍ كَأَنَّهُ عِقدُ رَيّا / بِتُّ أَرويهِ لِلرِجالِ وَتَروي
في حَديثِ الرِجالِ رَوضَةُ أُنسٍ / باتَ يَرعى بِأَهلِ نُبلٍ وَسَروِ