المجموع : 8
وَفَتني دُموعُ العَينِ وَالصَبرُ خانَني
وَفَتني دُموعُ العَينِ وَالصَبرُ خانَني / فَجُرِّعت في حُبّي لَكَ المُرَّ وَالحُلوا
وَضِقتُ بِهذا الحُبِّ ذرعاً وَحيلَةً / فَحَتّى مَتى أَشكو وَلا تَنفَعُ الشَكوى
وَهَبتُكَ حَظّي مِن سرورٍ وَلذَّةٍ / فَجازَيتَني أَن زِدتُ بَلوى عَلى بَلوى
وَشى عِندَكَ الواشونَ بي فَهَجَرتَني / وَحَمَّلتَني في الحُبِّ ما لَم أَكُن أَقوى
وَلَو أَنَّني إِذ كُنتُ عِندَكَ مُذنِباً / وَجَدتُ سَبيلاً حَيثُ أَسأَلكَ العَفوا
وِصالُكَ لي مُحيٍ وَهَجرُكَ قاتِلي / وَحُبُّكَ شَغلٌ كُنتُ مِن قَبلِهِ خِلوا
وَقَفتُ عَلى آثارِ وَصلِكَ بِالحِمى / وَأَنكَرتُ صَبري في مَعالِمِها شَجوا
وَقُلتُ لِعَيني وَيحَكِ الآنَ فَاِسجمي / دُموعاً كَما قَد كُنتِ زِدتِ بِهِ لَهوا
وَحَقِّ الهَوى لا ذُقت غمضاً وَلا رَقَت / دُموعك أَو تُحيي المَحَلَّ الَّذي أَقوى
وُرودُ الرَدى أَولى وَإِن عيفَ وردُهُ / لِمَن باتَ ظَمآناً إِلى ريق مَن يَهوى
أَيَّ صَبرٍ عَنكَ أَقوى
أَيَّ صَبرٍ عَنكَ أَقوى / وَمحَلّي مِنكَ أَقوى
خافَتِ الأَيّامُ عَتبي / فَأَسَرَّت فيكَ نَجوى
حَوَتِ الشَمسُ سَنى الحُس / نِ وَلكِن أَنتَ أَحوى
ما الَّذي غَيَّرَ عَينَي / كَ وَعَهدي بِكَ أَحوى
بِأَبي ما كانَ أَوضا / وَجهكَ الطَلق وَأَضوا
أفَّ لِلدَهرِ فَما أَج / ورَهُ حُكماً وَأَلوى
بِفُؤادي مِنكَ أَودى / وَبِصَبري عَنكَ أَلوى
ثُمَّ غالَت مِنكَ نَجمَ ال / جَوِّ فَاِنظُر كَيفَ نَجوى
كُلُّ نيقٍ في أَنيقٍ / أَنا لَيثٌ بَينَ أَروى
صاحِياً أَشرَبُ دَمعي / غَيرَ أَنّي لَستُ أروى
وَيلَتا ما أَنشر الدُن / يا لِأَهليها وَأَطوى
أَبَداً تَأكُلُهُم وَه / يَ مِنَ الصائِمِ أَطوى
أَوطَأَت مَروانَ مِن بَع / دِ بِساطِ المُلكِ مَروا
أَنا لا أَرضى شَباباً / لَعِباً كانَ وَلهوا
لا حَياة بَعدَ هذا الش / شيبِ إِنَّ المَوتَ لَهوا
لا شَفاني الوَصلُ ما لي / أَعشقُ الدُنيا وَأَهوى
وَالَّذي أَطلَعَ نَجمي / في سَماءِ المَجدِ أَهوى
لَغوى دَهرٌ رَماني / بِكَلامِ الناسِ لَغوا
وَثَناني عَن وَفاةٍ / سَلَبَتني اِبني عنوا
صَدَعَت صَفوانَ قَلبي / كَدَّرَت ما كانَ صَفوا
كَذبَ الفالُ فَلَيسَ ال / عَيشُ في حُلوانِ حُلوا
ما حَياتي بَعدَ رَوضٍ / إِذ وَشاهُ الدَهرُ أَدوا
أرهبَ الزئّار في تِس / عَةِ أَعوامٍ فَأَعوى
جِسمُهُ يضعُف مِمّا / يَشتَكي وَالنَفسُ تَقوى
لَم يَهِن بَل واظَبَ القَر / آنَ حَتّى اِشتَدَّ بَلوى
فَشَفى أَدواءَهُ اللَ / هُ وَمَن داواهُ أَدوى
قَدَّ أَثواب البِلى عَن / هُ وَفي الفِردَوسِ أَثوى
يا عَدُوّاً شَمِتوا بي / لا تَسُبّوا اللَهُ عَدوا
لينٌ اِعوَجَّ لمن كل / ل سَوِيٍّ كانَ أَسوى
ساءَني المِقدارُ فيهِ / وَالَّذي يَلقَونَ أَسوا
أَمطَروني مَطرَ السو / ءِ وَقالوا نَحنُ أَنوا
مَن نَوى خَيراً فَإِنّي / فيهِ لِلخَيراتِ أَنوى
نَجمُ أَخوالك قَيسٌ / يا اِبنَ فهرٍ مِنكَ أَحوى
فز بِرِضوانٍ مِنَ اللَ / هِ وَإِن زَعزَعتَ رَضوى
حُز وَديعاتِ وَداعي / أَنا غيلان بِحَزوى
آه كَم أصبح مِن عَب / دِ الغَنِيِّ الحُلوِ خِلوا
آه ما أَتوَقَ نَفسي / عِندَ ذِكراهُ وَأَتوى
شاقَني رَوضُ رِضاً في / كَفِّهِ جَدوَل جَدوى
يِتَثَنّى خوطُ بانٍ / وَيَفوتُ الخوطَ خطوا
رَبِّ عُض وَاِجبُر مَهيضاً / ضَمَّ مِنهُ القَبرُ عُضوا
صُن وَهَب لي عِوَضاً مِن / واحِدٍ لَم يُبق صِنوا
أَنا فَرد بَينَ أَغوا / لٍ مِنَ الشَيطانِ أَغوى
لا تَذَر عَبدَكَ يَتبع / شَهَواتِ النَفسِ سَهوا
هَب لَهُ في الدّينِ وَالدُن / يا معافاةً وَعَفوا
عَلَّ طوبى لي وَلِاِبني / بِمَثوباتِكَ مَثوى
كَيفَ أَظماني وَقَد كا
كَيفَ أَظماني وَقَد كا / نَ لي فيكَ مُرتَوى
أَو لما كملت قا / ل لَكَ اللَهُ مُرتَوا
شمتَ الحاسِدونَ بي / فيكَ مُذ شَطَّتِ النَوى
قيلَ يَنوونَ كَيدَهُم / قُلتُ لِلمَرءِ ما نَوى
حالَ بَيني وَبَينهُم / فالِقُ الحبِّ وَالنَوى
شَفى مَوتُكَ الحسّادُ مِنّي وَالعِدا
شَفى مَوتُكَ الحسّادُ مِنّي وَالعِدا / وَلكِن نَسوني فَاِستَرَحتُ أَن اِرعَوَوا
وَكُنتُ إِذا أَقبَلتُ مَدّوا عُيونهم / وَإِن قالَتِ الدُنيا لنَجمي أَنِر عووا
هَزئ الزَمانُ بِحُسَّدي
هَزئ الزَمانُ بِحُسَّدي / أَلمَفخَري يَبغونَ شاوا
ما ضَرَّني بَغيٌ عَلَي / يَ فَدَعهُمُ يَبغوا نَشاوى
هَل دَرى القَبرُ المُضيءُ سَناهُ
هَل دَرى القَبرُ المُضيءُ سَناهُ / أَيَّ غِطريفٍ مِنَ القَومِ آوى
كانَ يَرتاعُ أَبو الشبلِ مِنهُ / كُلَّما صالَ فَكَيفَ اِبنُ آوى
مَن سالَ عَن ميتي وَعَن ثكلي
مَن سالَ عَن ميتي وَعَن ثكلي / قُلتُ مُجيباً لَهُ أَلا حُلوا
لَم يَلو وُجودُ شيبي بَل / فَقدُ الهِلالِ الَّذي أَلاحَ لَوى
هاضَ الرَدى أَعظُمي وَعادَت
هاضَ الرَدى أَعظُمي وَعادَت / مَحاسِنُ الدَهرِ كَالمَساوي
وَيلاهُ إِنَّ الزَمانَ أَودى / بِواحِدٍ ما لَهُ مُساوِ
واحِدٍ اِعتَضتُهُ بِأَلفٍ / كُنتُ إِلى الكَهفِ مِنهُ آوي
ولّى عَلى حين شَدَّ عضدي / وَهوَ بِقَلبِ الكَظيمِ ثاوِ
وَديعَتي اليَومَ عِندَ رَبّي / نَجمٌ مِنَ النَيِّراتِ هاوِ
وَدَدتُ لَو مُتُّ يَومَ قالوا / غُصنُكَ يا فَرعَ فَهرَ ذاوِ
وَاللَهِ لا زِلتُ باكِياً أَو / أَشفي قَلبي الَّذي أُداوي
وهنت مِما فجِعتُ بِاِبني / وَهنتُ فَليَنتَفِ المُناوي
وَصَرَّفتني الخُطوبُ حَتّى / غَيَّرنَني مِثلَ يا وَواوِ
وَكادَ مِمّا أَفقَدتُ شِبلي / يَطُفنَ بي نابِحٌ وَعاوِ
وَفّانيَ اللَهُ فيهِ أَجري / وَلا جَزاني جَزاءَ غاوِ
وَقَّرَهُ الحِلمُ وَهوَ طِفلٌ / وَهابَهُ النَيِّرُ السَماوي
وَدَّعتُهُ وَالجُفونُ تَدمي / وَالسقمُ لي ناشِرٌ وَطاوِ
وَكَم تَمَنَّيتُ أَن أَراهُ / عَلَيَّ يَقرا لِكُلِّ راوِ
وَيَنظِمُ الشِعرَ مِثلَ نَظمي / فَيَنتَهي غايَتي وَشاوي