ترفّق فذا قلب على العذل لا يقوى
ترفّق فذا قلب على العذل لا يقوى / وقد أقفرت من بعد ساكنها حزوى
يراه الجوى حتى استمر مريره / وأي فؤاد للتفرق لا يذوى
إذا خفق البرق الشىمي أوسرى / نسيم الحمى النجديّ هاج له البلوى
شكا بهّه ثم ارعوى عنه قائلا / إلام اشتكائي قد مللت من الشكوى
سلوا ظبيات الجزع من أجزع الحمى / وأطلاءها هل عاينوا الرشأ الأحوى
فمن بعده أنكرت عرفان عيشتي / ومن بعده غصني على جدّة يذوي
أأيامنا إن عاد عيدك مرّة / فمن منة تحوى ومن منة تقوى
وما ذكرتك النفس إلا تولّهت / عليك وكان القلب من جدّة يذوي
ويا حاديا إما مررت بذي الفضا / فرفقا فتلك الدار كانت بها أروى
وكن مسعدا بالربع في فيض عبرة / لعل ثراها بالمدامع أن يرى
فإن حفاظا إن وقفت بدارهم / لتبكي خليطا بأن أو منزلا أقوى
وإن مودات القلوب بواعث / شجا لحبيب أو بكاء على مثوى
وركبٍ سرى والليل مرخ سدوله / يخوض الدجى والهم يحدوهم حدوا
سرى وهو موسوق رجاء كأنما / بأرجائه تبدو لنا ظرها الرجوى
فقلت لهم والصبح افترّ ثغره / وثوب الدجى ما كاد عن جمعهم يطوى
قفوا فتقّي الدين أكرم مرتجى / يؤمّ وجدوى كفه الغاية القصوى
مليك غدا وجه الزمان مهلّلا / ببهجته والدهر يزهى به زهوا
إذا ما ادلهم الأمر يوما فرأيته / بكاد ذكاء يعلم السود والنجوى
كأن على كفّيه صوب غمامة / يصوب الورى بالبشر والعدل والجدوى
سريع إلى الداعي المثوف بالندى / رزين إذا ما خفّ عن حلمه رضوى
ترى نطقه فصلا وروتبه منى / ومجلسه فضلا وشيمته عفوا
إذا رفق المعروف يوما فكلّه / تفيدك من معروفها أبدا صفوا
فأما نحوت العيس تقصد غيره / فأنك طوال الدهر تخبط في عشوا
وما أنصفوه بالتقي لأنه / تجمع فيه العلم والحلم والتقوى
بصير بكسب الحمد حقا فهمّه / إلى نعمة تولى ومكرمة تحو
إذا ما العدى شبّوا ضرام كريهة / على حنق أهدى لهم غارة شعوا
بطعن يبيد الجيش وهو عرمرم / وضرب يريك القرن عن كثب شلوا
ويسقي حديد الهند من مورد الطلى / نجيعا كأنّ السيف في هامهم يروى
فذا المجد لا يفتري منه باطلا / وذا الفضل لا ما أثبتته يد الدعوى
أيا ملكا الزمت نفسي بحبه / على ثقة أن سوف ظهري به يقوى
أرقش من شعرى إليك قصيدة / بها عطش يروي إذا لفظها يروي
وأكتب ما لم تستطعه يد امرئ / وخاطرة ما أنت نعلمه فحوى
وأعلم أصناف العلوم وإنني / افوق بما عاتيته الحضر والبدوا
وتمنحني ذلّا وشخطا وجفوة / يعود بها جسمي حليف الظنى نضوا
وتسمع أقوال الوشاة وخيرهم / لما يغتديه من طعامك لا يسوى
ويقدح في عرضي الا أذل عندكم / ويشتمني من راح من عقله خلوا
إذا لم أكن في بابكم ذا نباهة / فما عيش مثلي عند مثلكم حلوا
وأنبئت أقواما لئاما تعرّضوا / بعرضي وفاهوا في أحاديثهم لعزا
وقد علموا أن ليس تخطي رميّة / سهامي ولا عن كلم أعراضهم تزوى
أنا الأفعوان الصل والضيغم الذي / على كل ذي روح له في الورى عدوى
أروح واعذو في البلاد وإنما / أقل فعالي أن نظمت لهم هجوا
فردّ مغيبي أيّها الملك الذي / نحا من مساعي الجود أشرفها نحوا
ودونك مني مدحة ليس لفؤها / سواك ولا عجب لذاك ولا غروا
لأنك فذّ في المعالي وإنني / لفذّ العاني حين اشدو بها شدوا