المجموع : 11
وجاهلٍ أعرضتُ عن جهلهِ
وجاهلٍ أعرضتُ عن جهلهِ / حتى شكا كفِّي عنِ الشكوى
قد هام وجْداً باكْتراثِي له / وقد أبتْ نفسيَ ما يهوى
إنَّ مِنَ السلوى لخيلولةً / تُوهِمني البلوى به بلوى
أحضرتُ نجوى النفسِ تمثالَهُ / مستَحيِياً من شاهِد النجوى
وقلت للشعر أَلا أَعِدْني / على طويلِ الغَيِّ مُسْتَهوَى
فقال من خاصمتَ مستهلَكٌ / ليست على أمثالهِ عَدْوى
لو كان لي في مثلهِ موضعٌ / غادرتُهُ أُحدوثةً تُروَى
بكل بيتٍ سائرٍ عائرٍ / يُسمَعُ والوجهُ لهُ يُزوَى
لكنّ من تُهدي له شتمَهُ / تُهدي إليه المَنَّ والسلوى
قوَّمتُهُ بالشتمِ يُهدَى لَهُ / فلم أجدْ قيمتَهُ تَسوى
سهادُ أخي البلوى حقيقٌ به السَّهْوُ
سهادُ أخي البلوى حقيقٌ به السَّهْوُ / ولم يُلْهه عن هَجْر أحبابه لهوُ
وباتَ ولمّا يطعَمِ الغُمْضَ طرفُه / يكابد أحزاناً وقد هجعَ الخلْوُ
وأنّى يُرَى ذو اللُّب مالكَ صبوةٍ / إذا لم ينلْهُ مِنْ أحبته العفوُ
أسالبتي حُسنَ العَزاءِ بصدِّها / أما آن لي من طولِ ذي السَّقَمِ البروُ
فإن كان حقّاً ما زعمتِ اجترمتُه / فلا قلَّ من أوجاعه بدني النِّضوُ
ولا استمتعتْ عيناي منك بنظرةٍ / ولا محَّ من قلبي لهجرِكُمُ شَجْوُ
وكيف أُمنّي النفسَ عنكِ تسليّاً / وما ليَ إلا أنتُمُ في الهوى كفْوُ
حُرمتُ إذن منك الوصال ونعمة / ولا عادَ لي عيشٌ بقربكُمُ حُلْوُ
وفَارقني زيرٌ ومثنىً ومَثْلثٌ / وبَمٌّ وسرَّى عنيَ السَّكَرَ الصحْوُ
سُمتَني جفوةً فأظهرتُ سَلوَهْ
سُمتَني جفوةً فأظهرتُ سَلوَهْ / كلُّ ذي جَفْوه حقيقٌ بَسلوَهْ
قد سلونا إن كنت أعرضتَ عمداً / واعتقدنا الإعراضَ إن كانَ هفوه
لا تجشَّم لي التخلُّق إن كنْ / تَ مَلولاً إنَّ التجَشُّم شِقْوه
مغنيةٌ حقاً بإسقاطِ نقطةٍ
مغنيةٌ حقاً بإسقاطِ نقطةٍ / إذا ما شَدَتْ ظلَّتْ وأشداقُها تُلْوَى
لها نكهةٌ تحكي بها إنْ تَكَلَّمتْ / فأهدتْ إلى المُشْتَمِّ من رِيحها الفَسْوَى
إذا شهدت للقوم في اللّهو مَعرَساً / غدا مأتماً يمحو بأحزانه اللَّهوى
وإنَّ امرأً يقوى على لَثْمِ ثَغْرِها / على الضغط والتعذيب في قبره يقْوَى
جَفَتْ هامةٌ منها ودُقِّق ساقُها / فما صلحت إلا لِبَنْجَقِها مَلْوى
بادْر غُروسَ يديكَ بالسُّقْيَا
بادْر غُروسَ يديكَ بالسُّقْيَا / وأغِثْ بريٍّ قبلَ أن يَذْوى
هذي صَنَائِعُكَ التي نطقَتْ / بالشكر أخْرِسها عن الشَّكوى
جاءتْكَ تَستعدي نَداك على / رَيْب الزمان فأَعْدِ بالجَدْوَى
أصبحتَ ذا نُعمَى عليَّ فلا / تكُ مُلحقي بالعُدْوةِ القُصوى
فامنُنْ بإنجاز لوعدكَ فال / إنجاز فيه المنُّ والسَّلْوى
وافكك من البلوى وثاقَ فتىً / سلبتْهُ ثوبَ يَسارِه البلوى
إنَّ عبدَ القوي عبدٌ قويٌّ
إنَّ عبدَ القوي عبدٌ قويٌّ / في استِهِ يأخذ الكتابَ بقُوَّهْ
أشبَهُ العالمينَ في أخذه الكُت / بَ بيحيى النبيِّ حاشا النُّبوَّه
يكرهُ الصومَ والصلاةَ جميعاً / ويرى الكفرَ والبُغاءَ مُروَّه
إذا ما شئتَ أنْ تَعْر
إذا ما شئتَ أنْ تَعْر / ف يوماً كَذبَ الشهوَهْ
فكُلْ ما شئتَ يصْدُدْكَ / عن العَذْبة والحُلوهْ
وطأ مَنْ شئتَ يَصْدُدْكَ / عن الحسناء في الذِّروَهْ
وكَمْ أسلاكَ ما تهوا / هُ نَيلُ الشيء لم تَهْوَهْ
ما رأى الناسُ كابنِ هرثمةَ العا
ما رأى الناسُ كابنِ هرثمةَ العا / جزِ في فرط جُبْنِهِ مِنْ شبيهِ
عائذٌ دهرَهُ إذا سطع النَّقْ / عُ بمعنى مُصَحَّفِ اسمِ أبيه
تفاحة في رأس سنبويَهْ
تفاحة في رأس سنبويَهْ / تهواهما الحسناء عند الرُّويَهْ
شهر نسْكٍ قرينُهُ يوم لَهْوٍ
شهر نسْكٍ قرينُهُ يوم لَهْوٍ / صار بعد البعاد مثلَ أخيهِ
ومن المنكر العجيب وفاقُ ال / ضدِّ ضداً مُنافراً يَنفيه
غير أن الأمير أصلح بين ال / ضِدِّ لا زال ضدُّه يَفديهِ
لم تزلْ تُرشِدُ الغَوِيَّ من الأي / يامِ أفعالُه الرشيدةُ فيه
مِنْ صلاةٍ ومن صيام ومن بذْ / لِ نوال ومن سَدىً يُسديه
وسوى ذاك من تُقى اللَّهِ حتى / صار شهرَ الصيامِ لا يجتويه
ولقد كان قبلَ ذلك يَنْفي / هِ فأضحى لرُشْدِهِ يجتبيه
وعسى قائلٌ يقول بجهلٍ / قولَ حيرانَ في ضلالٍ وتيه
أي صُلْحٍ رأيتَهُ واتفاقٍ / بين هذين يا أخا التمويه
حاشَ للَّهِ بل هما في عناد / غيرِ مُسْتَبْهمٍ على مُبْصِريه
شَنَّ هذا على الجلود من الما / ءِ وهذا حَماه من شاربيه
إن هذين ما علمتَ لَضِدَّا / ن بعيدان عند ذي التشبيه
فجوابي هناكَ للْمجتديهِ / كجواب امرئٍ أخي تفويه
لم يعانِدْ أخٌ أخاه بأن خفْ / فَفَ من ثِقْل مِحْنَةٍ عن بنيه
شنَّ فيه على الجلود بروداً / فأباخَ الحَروَر عن صائميه
وأماتَ الغليل منهم فأضحَوْا / في نعيم به وفي ترفيه
بل طَهوراً نَفَى به درن الآ / ثام والسيئات عن مذنبيه
وكذاك الذي حَمَى الماء لمَّا / يذهبُ المذهبَ الذي يعنيه
من خلافٍ على أخيه ولكن / رائضٌ راض مَنْ يلي ويليه
منع الماءَ والطعام ليحْظَوْا / بهما في ظلالِ عيشٍ رَفيه
وحماهم من المعاصي فأضحَوْا / في عفاف به وفي تنزيه
وبيُمْنِ الأمير أسعدهُ اللَّ / هُ وأبقاهُ مُرْغِماً حاسديه
وفَّقَ اللَّه بين هذين حتى / عاينا بالصلاح مَنْ يَعنيه
وَلعاً للأمير من عثرة الشَّكْ / وِ ونفسي وكلُّ نفسٍ تَقيه
محنةٌ ضاعَفتْ له الأجرَ في الصو / م ويا رُبَّ خِيرةٍ في كريه
عليَّ دينٌ ثقيلٌ أنتَ قاضيهِ
عليَّ دينٌ ثقيلٌ أنتَ قاضيهِ / يا مَنْ يُحَمِّلني دَيْني رَجائيهِ
وقد حماني إخواني مواردَهم / ووكلتني إلى بحرٍ سواقيه
قالوا أنسقي مَنِ الطوفانُ موردُه / كما يقال لمولى أنت واليه
وهل تُنازعك المعروفَ في رجلٍ / يَدٌ لتكفيَ أمراً أنتَ كافيه
ما ذاك قَدْرُ بني الدنيا وإن عَظُمَتْ / أقدارهم غيرَ مخْصوصٍ بحاشيه
وما أحالوا على ضَحْل ولا ثَمِدٍ / ولا تَظَنَّوْا بغيبٍ ظنَّ تَشْبيه
فلا تُضِعْني وتَجْني لي إضاعتَهُمْ / إيايَ لا ضاع أَمرٌ أنت راعيه
يا ابن الوزيرَيْنِ قد عَمَّتْ صنائعُكم / غيري فقد ولَّهتني كلَّ توليه
للَّهِ موقعُ معروفٍ أراه لكم / نِيلتْ أقاصيه واحتيزت أَدانيهِ
كم من أناسٍ رَجَوْا بي رَيْعَ دولتكم / حَظُوا وأُوسِعْتُ حِرماناً أُشافيه
وما من العدل أن يُقْضَى نَعيمُهم / ومُصْطَلاي بِبَرْحٍ مُبْرحٍ فيه
لا تتركنَّ وليَّاً ذا محافظة / ونارُ حَسْرةِ فَوْتِ الحظ تكويه
لا تجعلنْه كراجي الغيثِ أصعَقَهُ / وإنما أمَّلَ الإسقاءَ راجيه
الحالُ مُرهقةٌ والنفسُ مُشفِقَةٌ / من دائها المتمادي أو تُداويه
هو الإياسُ أو الإيناسُ من كَثبٍ / فلا تدعْني من أَمريَّ في تيه