المجموع : 8
لَم أَبكِ مِن خُبثِ خِلٍّ
لَم أَبكِ مِن خُبثِ خِلٍّ / إِلّا بَكَيتُ عَلَيهِ
وَلَم أَمِل عَن صَديقِ / لِلزُهدِ فيما لَدَيهِ
إِلى سِواهُ فَأَبلو / إِلّا رَجعتُ إِلَيهِ
كُلُّ اِمرِئٍ مُستَبِدٌّ / بِحِفظِ ما في يَدَيهِ
أَيُّها الشَيخُ كَم تَرومُ وَتَبني
أَيُّها الشَيخُ كَم تَرومُ وَتَبني / لَيسَ مِنكَ الدُنيا وَلا أَنتَ مِنها
لا تَرومَنَّها فَأَنتَ وَإِن كُن / تَ مُقيماً بِها كَمَن زالَ عَنها
ما أَفضَحَ المَوتَ لِلدُنيا وَزينَتِها
ما أَفضَحَ المَوتَ لِلدُنيا وَزينَتِها / جداً وَما أَفضَحَ الدُنيا لِأَهليها
لا تَرجِعَنَّ عَلى الدُنيا بِلائِمَةٍ / فَعُذرُها لَكَ بادٍ في مَساويها
لَم تُبقِ في غَيبِها شَيئاً لِصاحِبِها / إِلّا وَقَد بَيَّنتهُ في مَعانيها
تُفني البَنينَ وَتُفني الأَهلَ دائِبَةً / وَنَستَنيمُ إِلَيها لا نُعاديها
فَما يَزيدُكُم قَتلُ الَّذي قَتَلَت / وَلا العَداوَةُ إِلّا رَغبَةً فيها
يَهوى البَقاءَ وَإِن مُدَّ البَقاءُ لَهُ
يَهوى البَقاءَ وَإِن مُدَّ البَقاءُ لَهُ / وَأَدرَكَت نَفسُهُ فيها أَمانيها
أَبقى البَقاءُ لَهُ في نَفسِهِ شُغُلاً / لِما يَرى مِن تَصاريفِ البِلى فيها
أَقامَ عَنِ المَسيرِ وَقَد أُثيرَت
أَقامَ عَنِ المَسيرِ وَقَد أُثيرَت / رَكائِبُهُ وَغَرَّدَ حادِياها
وَقالَ أَخافُ عادِيَةَ اللَيالي / عَلى نَفسي وَأَن تَلقى رَداها
فَقُلتُ لَهُ عَزَمتُ عَلَيكَ إِلّا / بَلَغتَ مِنَ العَزيمَةِ مُنتَهاها
فَمَن كانَت مَنِيَّتُهُ بِأَرضٍ / فَلَيسَ يَموتُ في أَرضٍ سِواها
مَن ظَنَّ بِاللَهِ خَيراً جادَ مُبتَدِئاً
مَن ظَنَّ بِاللَهِ خَيراً جادَ مُبتَدِئاً / وَالبُخلُ مِن سوءِ ظَنِّ المَرءِ بِاللَهِ
أَلَيسَ عَجيباً بِأَنَّ الفَتى
أَلَيسَ عَجيباً بِأَنَّ الفَتى / يُصابُ بِبَعضِ الَّذي في يَدَيهِ
فَمِن بَينِ باكٍ لَهُ موجعٍ / وَبَينَ مُعَزٍّ مُغِذٍّ إِلَيهِ
وَيَسلُبُهُ الشَيبُ شَرخَ الشَبابِ / فَلَيسَ يُعزّيهِ خَلقٌ عَلَيهِ
مَن يَشتَري قُبَّةً في الخُلدِ عالِيَة
مَن يَشتَري قُبَّةً في الخُلدِ عالِيَة / في ظِلِّ طوبى رَفيعاتٍ مَبانيها
دَلّالُها المُصطَفى وَاللَهُ بائِعُها / مِمَّن أَرادَ وَجِبريلٌ مُناديها