المجموع : 21
وَباتَ يُحَيّيني عَلى رَغمِ كاشِحٍ
وَباتَ يُحَيّيني عَلى رَغمِ كاشِحٍ / بِما لَم أَكُن لَولا الرِضا أَتَمَنّاهُ
بِخِمرَينِ خِمرٍ فَوقَ وَردَةِ خَدِّهِ / يَرِقُّ وَخَمرٍ في أَقاحِ ثَناياهُ
فَوَلّى ضِياءُ الصُبحِ مِن خَوفِ فَرعِهِ / وَوَلّى ظَلامُ اللَيلِ خَوفَ مُحَيّاهُ
وَقَد غِبتُ مِن فَرطِ السُرورِ بِقُربِهِ / كَأَنّي ما أَلقاهُ لَيلَةَ أَلقاهُ
وَقَبَّلتُهُ عَن أَن يَفوهُ بِعَتبِهِ / وَأَجلَلتُهُ عَن أَن أَبوحَ بِشَكواهُ
إِذا اِهتَزَّ في حَلي وَقَبَّلَ ثَغرَهُ / مُحِبٌّ فَسُقياهُ سَقاهُ وَغَنّاهُ
وَعَقرَبٍ في الخَدِّ قَد رابَني
وَعَقرَبٍ في الخَدِّ قَد رابَني / في ذَهَبِ الخَدَّينِ مَمشاها
مَكتوبَةٌ وَالعَينُ تَقرا فَلَو / أَمكَنَنا اللَثمُ مَحَوناها
دع عَينَهُ لِعَفائِها
دع عَينَهُ لِعَفائِها / فَشِفاؤُهُ في دائِها
العَينُ مِن أَعدائِهِ / وَالقَلبُ مِن أَعدائِها
هَذا وَنيارنُ الهَوى / مَشبوبَةٌ مِن مائِها
وَوُجوهَكُم لا صُبحُها / ميعادُ وَقتِ ضِيائِها
قَمَرِيَّةٌ قُمرِيَّةٌ / في حُسنِها وَغِنائِها
القَلبُ كارِهُ نَأيِها / وَالسَمعُ عاشِقُ نايِها
وَلَقَد رَضيتُ بِقَتلَتي / إِن كانَ ذاكَ بِرَايِها
يَموتُ كَما ماتَ العُناةُ مُعَنّاهُ
يَموتُ كَما ماتَ العُناةُ مُعَنّاهُ / وَما عَلِمَ الواشي بِغامِضِ مَعناهُ
تَوَخّى رِضاكم أَو تَوَقّى جَفاكُمُ / فَماذا تَوَقّاهُ وَماذا تَوَخّاهُ
وَلَم يَشُمِ الشَكوى وَلا سَئِمَ الهَوى / وَلا سامَ ما يَهوى وَلَكِنَّهُم تاهوا
لَكَ المَجدُ تُروى عَن عِداهُ عُلاهُ
لَكَ المَجدُ تُروى عَن عِداهُ عُلاهُ / فَأَيُّ رَجاءٍ قَد عَداهُ نَداهُ
إِذا شِئتَ يَوماً أَن تَراهُ فَإِنَّما / تَرى ما تَرى في النَجمِ دونَ مَداهُ
وَجودُكَ سُحبٌ وَالسَحائِبُ أَرضُها / فَهَذي البَرايا لَو عَلِمتَ ثَراهُ
تِلكَ الرِياضُ إِذا تَهَجَّرَ حادِثٌ
تِلكَ الرِياضُ إِذا تَهَجَّرَ حادِثٌ / لَم تَلقَ إِلّا ظِلَّها وَجَناها
لَمَعَ النُضارُ بِها فَقُلنا شَمسُها / وَجَرى اللُجَينُ فَخِلتُهُ أَمواها
نَظَروا الخُيولَ فَأَثبَتَت نَظَراتُهُم / غُرَراً عَلَيها قَد وُسِمنَ جِباها
وَلَرُبَّ هاتِفَةٍ دَعَتهُم لِلوَغى / جَعَلوا صَليلَ المُرهَفاتِ صَداها
هِيَ كَالمَوارِدِ في العُيونِ وَطالَما / نَقَعوا بِهاماتِ الكُماةِ صَداها
أَنِفَت يَداهُ لَها فَلَم تَعطَل لَدى / تَجريدِها فَمِنَ الدِماءِ حَلاها
هِيَ في بِحارِ يَدَيهِ أَمواجٌ تُرى / وَنُفوسُ مَن قَتَلَتهُ مِن غَرقاها
لا بَل زِنادُ جَهَنَّمٍ في كَفِّهِ / مِنها فَكُلُّ مُكَذِّبٍ يَصلاها
لَو أَنَّ أَرضاً مَرَّةً فَدَتِ السَما / كانَت عِداها في الخُطوبِ فِداها
وَمَنِ المُحَدِّثُ نَفسَهُ بِلَحاقِها / فَدَعِ الحَديثَ عَنِ الَّذي ساواها
ميزانُ أَعمالِكَ لا شَكَّ في
ميزانُ أَعمالِكَ لا شَكَّ في / رُجحانِهِ وَالحَقُّ لا يَشتَبِهْ
بِالحَجَرِ الأَسوَدِ إِذ صُنتَهُ / وَالحَجَرِ الأَبيَضِ إِذ صُنتَ بِهْ
تَشكو إِلَيهِ أَنَّ صا
تَشكو إِلَيهِ أَنَّ صا / حِبَها جَفاها مُذ جَفاها
خَفِيَت عَلَيهِ تَسَتُّراً / مِنهُ وَخَوفاً أَن يَراها
وَلَو أَنَّهُ مَلَكَ الشِفا / ءَ لِما شَكَتهُ لَما شَفاها
وَلَو أَنَّها عُرِضَت عَلى / عَينَيهِ عايَنَها شِفاها
أَكَرِهتَها وَأُحِبُّها / هَيهاتَ لا بَلَغَت مناها
جُعِلَت فِداكَ وَأَينَ قَد / رُكَ في المَعالي مِن فِداها
أَنّى يَسومُ سَماءَ مَج / دِكَ اَن يُناطَ بِها ثَراها
دامَت عُلاكَ فَكُلَّما / دامَت لَها دامَت عُلاها
هِيَ جَفوَةٌ في الدَهرِ ما / لِيَ حَسرَةٌ مِنهُ سِواها
وَأَهابُ مَجدَكَ أَن أَقو / لَ وَلَيتَ شِعرِيَ ما اِقتَضاها
أبلغ رِضاكَ فَإِنَّهُ / مَعَ سُخطِها فيهِ رِضاها
يا صُبحَها لا صُرفَت عَن / كَ الأَعِنَّةُ مِن سُراها
وَلَتَحلَمَنَّ عَلى لَيا / لي عَتبِكُم أَبَداً كَراها
حَتّى يَنامَ عَلى مَضا / جِعِها المُسَمِّرُ مِن دُجاها
وَيَموتُ فيها شَمسُها غَرَقاً / وَيَندُبُها ضُحاها
فَإِذا بَلَغتُ بِها إِلى / سَحَرٍ تَغَشّاني عِشاها
وَاللَيلُ إِن لَم يُنهِهِ / ضَوءُ اِبتِسامِكَ لا تَناهى
تَغَيَّرَ مَن هُمُ قَلبي وَعَيني
تَغَيَّرَ مَن هُمُ قَلبي وَعَيني / فَكَيفَ مِمَّن تَغَيَّرَ باصِراهُ
وَلي هَمٌّ بِها وَبِهِم طَويلٌ / فَأَشكُرُها مَن نَواهُ
وَكِتابَكَ المَلعونُ في أَلفاظِهِ
وَكِتابَكَ المَلعونُ في أَلفاظِهِ / ما يَدَّعي قَسراً لِغَيرِ أَبيهِ
أَوقَعتَهُ لِلحينِ في يَدِ قائِفِ / لا يُلحِقُ الأَنسابَ بِالتَمويهِ
وَما نافِعي إِلّا الَّتي لَو بَلَغتَها
وَما نافِعي إِلّا الَّتي لَو بَلَغتَها / بَلَغتُ مِنَ الأَيّامِ ما أَتَمَنّاهُ
هُنالِكَ لَم يَزحَم بَخيلٌ بِمَنكِبي / لِأَنّي عَلَيهِ ما بَخِلتُ بِدُنياهُ
قُوِّستُ إِذا شَعَرتُ شَيبِيَ أَسهُمٌ
قُوِّستُ إِذا شَعَرتُ شَيبِيَ أَسهُمٌ / تَرمي فَيَنجَحُ رَميُها وَمَرامُها
فَعَجِبتُ لِلدُنيا رَمَتني اليَومَ عَن / نَفسي وَمِنّي قَوسُها وَسِهامُها
تَرَحَّلتُ عَنكُم جاهِلاً سَورَةَ النَوى
تَرَحَّلتُ عَنكُم جاهِلاً سَورَةَ النَوى / مَشوقاً إِلى رَوحِ الحَياةِ وَروحِها
فَلَو كُنتُ أَدري ما يُجَدِّدُهُ النَوى / لَما فَرَقَت روحي لِقاءَ مُريحِها
وَإِنّي لمُشتاقٌ إِلَيكَ وَعاتِبٌ
وَإِنّي لمُشتاقٌ إِلَيكَ وَعاتِبٌ / عَلَيكَ وَلَكِن عَتبَةً لا أُذيعُها
تَخَطّى إِلَيَّ السَهلَ وَالقَفرُ دونَهُ
تَخَطّى إِلَيَّ السَهلَ وَالقَفرُ دونَهُ / وَأَخطارُهُ لا أَصغَرَ اللَهُ مَمشاهُ
وَكانَتِ النَفسُ قَد ماتَت بِغُصَّتِها
وَكانَتِ النَفسُ قَد ماتَت بِغُصَّتِها / فَعِندَ ذَلِكَ عادَت روحُها فيها
إِن أَظلَمَت لِلنَفسِ فيها لَيلَةٌ
إِن أَظلَمَت لِلنَفسِ فيها لَيلَةٌ / قَمَرُ المَعاني عِندَنا سِمسارُها
شَكَرتُ لِدَهري جَمعَهُ الدارَ مَرَّةً
شَكَرتُ لِدَهري جَمعَهُ الدارَ مَرَّةً / وَتِلكَ يَدٌ عِندي لَهُ لا أُضيعُها
وَطَلعَةُ مَولانا يُطالِعُ عَبدَهُ / وَكُلُّ رُبوعٍ كانَ فيها رُبوعُها
فُؤادٌ سَقاهُ لا يَعودُ غَليلُهُ / وَعَينٌ رَأَتهُ لا تَفيضُ دُموعُها
وَما الناسُ إِلّا قَدحَةٌ أَنتَ زَندُها
وَما الناسُ إِلّا قَدحَةٌ أَنتَ زَندُها / وَقَطرَةُ غَيثٍ أَنتَ مُنشي سَحابها
غِنىً في يَدِ الأَحلامِ لا أَستَفيدُهُ
غِنىً في يَدِ الأَحلامِ لا أَستَفيدُهُ / وَدينٌ عَلى الأَيّامِ لا أَتَقاضاهُ