حللتَ من العلا أسمى ذراها
حللتَ من العلا أسمى ذراها / وجاريتَ النجومَ إلى مداها
وواليتَ السماحَ فقد تناهَت / أمانٍ للعفاةِ وما تناهى
وجودكَ نعمةٌ للّهِ عمت / وجودُكَ نعمةٌ أخرى سواها
أراد الزمانُ وشاءَ ألا / تقارنَ في الأمورِ ولا تضاهى
وصلت وصلتَ فالأمواهُ تجري / وغلبُ الأسدِ تحذرُ في شراها
وعذرُ الشمسِ لو حسدتكَ بادٍ / لأن سناكَ أشهرُ من سناها
تنالُ المارقينَ بكلِّ أرضٍ / ولا طارت ولا نقلت خُطاها
لقد أخنى الزمان على النصارى / بوطءِ مؤيدٍ صدعت صفاها
وأنصف بعضها الإسلامَ منها / وأدركَ في العقوبةِ منتهاها
خطوبٌ أذهلت عقلَ ابن سعدٍ / وذادَت عن لواحِظهِ كراها
وقد كانت تشدُّ بها قُواهُ / فما لغبت قُواهُ ولا قُواها
يُرددُ آهِ من أسفٍ وحزنٍ / وما تنجي من الغمراتِ آها
وهل يبقى وقد فغرت إليه / منيته المريحةُ منه فاها
لقد ولى عن الخير اختياراً / ووالى اللاتَ والعزى سفاها
وآثرَ معشراً ضلوا سبيلاً / فما عرفوا النبيَّ ولا الإلها