المجموع : 27
يا حَبيباً مَنْ لعَيْني أنْ تَراهُ
يا حَبيباً مَنْ لعَيْني أنْ تَراهُ / قدْ رَمى حُبّكَ قلْبي وبَراهُ
لمْ يدَعْ هجْرُكَ لي منْ رمَقٍ / آهٍ مما فعلَ البَيْنُ وآهُ
ودَعاني فجْأةً داعِي الهَوى / فاسْتَجابَ القلْبُ منّي إذ دَعاهُ
يا لَقَلْبي كلّما هبّتْ صَبا / شفّهُ الوجْدُ لأيّامِ صِباهُ
مَنْ عَذيري من غَريمٍ باللِّوى / ماطِلٍ ألْوى بدَيْني ولواهُ
إنْ يكُنْ لمْ يرْعَ عهْدي في الهَوى / فوَقاهُ اللهُ ربّي ورَعاهُ
يا نَسيمَ الرّيحِ بلِّغْ خبَري / إنْ أتيْتَ الرّبْعَ أو جِئْتَ حِماهُ
واقْرَ أحْبابي سَلامي بعْدَ أنْ / تُنْديَ الرّبْعَ بتَقْبيلِ ثَراهُ
قد جَفاني النّوْمُ منْ بعدِهِمُ / مَنْ رَسولٌ بيْنَ جفْني وكَراهُ
ولقدْ كُنْتُ صَبوراً إنّما / صدَعَ البيْنُ فؤادي وكَواهُ
جلّ ما ألقاهُ منْ فرْطِ الجَوى / حسْبيَ اللهُ فلا ربَّ سِواهُ
أبا العَلاءِ تلَقّاكَ الزّمانُ بِما
أبا العَلاءِ تلَقّاكَ الزّمانُ بِما / تهْوى وأجْنَتْ لكَ الدّنْيا مَجانِيها
وأسْعَدَ اللهُ بيْتاً أنتَ عامرُهُ / وشيّدَ العِزُّ عُلْيا أنْتَ بانِيها
هديّتي لكَ وُدٌّ لوْ بعَثْتُ به / لمْ يسْتَطِعْ حمْلُهُ الدُنْيا ومَنْ فِيها
وقُدْرَةُ الوقْتِ إنْ فكّرتُ تقْصُرُ عنْ / نفْسي وتقصُرُ نفْسي عنْ أمانِيها
وقدْ بعثْتُ بنَزْرِ القَدْرِ محْتَقَرٍ / إنّ الهَدايا على مِقدارِ مُهْديها
فانْظُرْ بعيْنِ الرِّضى والسّمْحِ لا نظَرَتْ / عيْنُ العدوِّ لمَرْأىً فيكَ يُرْضيها
دعَوْتُكَ للوُدِّ الذي جَنَباتُهُ
دعَوْتُكَ للوُدِّ الذي جَنَباتُهُ / تداعَتْ مَبانِيها وهمّتْ بأنْ تَهي
وقُلْتُ لعَهْدِ الوصْلِ والقُرْبِ بعْدَما / تناءَى وهلْ أسْلو حَياتي وأنتَ هي
ومَنْ شامَ في جوِّ الشّبيبةِ بارِقاً / ولمْ تنْهَهُ عنْهُ النُّهى كيفَ ينْتَهي
أسْوارُ مِكْناسةٍ مُرقّعَةٌ
أسْوارُ مِكْناسةٍ مُرقّعَةٌ / كأنّها منْ ثِيابِ أهْليها
دارٌ خَرابٌ على بِحارِ خَرا / تناسَبَتْ حالُها بمَنْ فيها
قد كانَ يُسْكِرُ شُرْبُهُ
قد كانَ يُسْكِرُ شُرْبُهُ / فسَكِرْتُ منْ نظَري إلَيْهِ
وهديّةُ الموْلَى تَحُطْ / طُ لفَضْلِها رأسي لَدَيْهِ
والشّكْرُ يقْصُرُ في عُلَى / مَنْ كُلُّ فضْلٍ في يَدَيْهِ
ومولَعٍ بالكُتْبِ يَبْتاعُها
ومولَعٍ بالكُتْبِ يَبْتاعُها / بأرْخَصِ السّوْمِ وأغْلاهُ
في نِصْفِ الاسْتِذْكارِ أعطَيْتُهُ / مُخْتَصَرَ العيْنِ فأرْضاهُ
قالوا لخِدْمتِهِ دَعاكَ محمّدٌ
قالوا لخِدْمتِهِ دَعاكَ محمّدٌ / فكرِهْتَها وزِهِدْتَ في التّنْويهِ
فأجَبْتُهُمْ أنا والمُهيْمِنِ كارِهٌ / في خِدْمَةِ الموْلَى مُحِبٌّ فيهِ
حنّتْ لخُضْرِ رُبيً وزُرْقٍ مِياهِ
حنّتْ لخُضْرِ رُبيً وزُرْقٍ مِياهِ / وجآذِرٍ منْ قومِها أشْباهِ
فتَجاذَبَتْ جُدُلَ الأزمّةِ وانْبَرَتْ / تحْكي البَوارِقَ سُرْعَةً وتُضاهِي
هلاّ حَنَنْتِ الى مَعاطِنِ أمْنَةٍ / ومَقيلِ عِزٍّ تحْتَ سِدْرَةِ جاهِ
ما بعْدَ جنّاتِ العُلى منْ منْزِلٍ / إلاّ حِمَى عُمَرَ بنِ عبدِ اللهِ
في حيثُ فاخَرَ بالوِزارَةِ فاخِرٌ / كَلاّ وباهَى بالعَلاءِ مُباهِي
الواهِبِ الآلافَ غيْرَ مُعيرِها / طرْفَ الضّنينِ وإنْ تكُنْ هيَ ما هي
يَرْمي بفِطْنَتِهِ الرِّجالَ ولحْظِهِ / فيَميزُ داهِيَها منَ المُتداهي
سيفٌ علَى كفِّ الخِلافَةِ صارِمٌ / علَمٌ على ثوْبِ الجَلالِ الزّاهِي
شهِدَ العِيانُ بأنّ عالَمَ مجدِهِ / والحُسْنَ ليْسَ بعالَمٍ مُتَناهي
أكْرِمْ بهِ منْ مُورِدٍ أو مُصْدِرٍ / أعْظِمْ بهِ منْ آمِرٍ أو ناهِي
كمْ دون موقِفِ بأسِه منْ طاعِنٍ / كمْ دونَ منزِلِ ضيْفِهِ منْ طاهي
تتَضاءَلُ الأعْداءُ فوْضَى حوْلَهُ / كاللّيْثِ كَرَّ علَى قَطيعِ شِياهِ
كلِفَتْ نُفوسُ النّاسِ منْهُ بأرْوَعٍ / جَذْلانَ لا بَطِرٍ ولا تَيّاهِ
مُتَشاغِلٌ بالحَزْمِ يقْدَحُ زَنْدَهُ / لا يُسْتَفَزُّ بعابِثٍ أو لاهِي
الرّأيُ خَمْرٌ تُسْتَدارُ كؤوسُهُ / ومنَ الصّهيلِ مَعازِفٌ ومَلاهي
أمّا صَلاةُ صِلاتِهِ فهيَ التِي / قدْ جلّ فيها عنْ مَقامِ السّاهي
إمّا أرادَتْهُ الدّواهي كلّما / شكَتِ المُلوكُ بمُعْضِلاتِ دَواهي
فتَرى سِياسَة بَرْزُجُمْهِرَ أُحْكِمَتْ / أوْضاعُها في بابِ شاهٍ شاهِ
يا سيّدَ الوُزَراءِ يا مَنْ ذِكْرُهُ / كالشّهْدِ أو أحْلى علَى الأفْواهِ
يا مَنْ إذا ما قِيلَ أيّةُ غِبْطَةٍ / وسَعادَةٍ للمُلْكِ قال أنا هِي
سُسْتَ الأمورَ وبَيْتُ مُلْكِكَ قدْ غَدا / صِفْراً وتاهَ الخَلْقُ أيَّ مَتاهِ
فقَهَرْتَ كلَّ مُعانِدٍ وسلَكْتَ طُرْ / قَ العدْلِ بيْنَ أوامِرٍ ونَواهي
ما إنْ رأيتُ ولا سمِعْتُ بسُفْرَةٍ / فِرْزانُها نابَتْ مَنابَ الشّاهِ
أنا مَنْ علِمْتَ وفاءَهُ وثَناءَهُ / عِلْمَ اليَقينِ المحْضِ دونَ مُضاهي
لمّا عرَفْتُكَ ما شككْتُ بأنّهُ / تَثْرَى يَدا أمَلي ويُعْظَمُ جاهِي
أقْبَلْتُ في وفْدِ الهَناءِ مُبادِراً / ولِيَ الهَنا شُكْراً لفَضْلِ إلاهِي
جعلَ الإلاهُ ثَناكَ في الدُنْيا لهُ / مُتَردّداً فِي ألْسُنٍ وشِفاهِ
ويَمينَكَ السّمْحاءَ مُسْتَلَمَ الوَرى / وحِماكَ مَبْرَكَ آنفٍ وجَباهِ
وهَمَتْ علَى مثْواكَ إنْ ضنّ الحَيا / سُحْبٌ مُبارَكةٌ بفضْلِ اللهِ
تُرَى لِهذا السّيْرِ منْ مُنْتَهى
تُرَى لِهذا السّيْرِ منْ مُنْتَهى / بِناءُ أعْضائِي بهِ قدْ وَهَى
قالُوا نُريدُ البُرجْ قلْتُ ارْجِعوا / عنْ سهْوِكُمْ قد جُزْتُ بُرْجَ السُّها
أميرٌ كأنّ قُمَيْرَ الدُجَى
أميرٌ كأنّ قُمَيْرَ الدُجَى / أفاضَ الضِّياءَ علَى صَفْحَتَيْهِ
تملأَّ قلْبيَ منْ حُبِّهِ / غَداةَ نظَرْتُ بعَيْني إلَيْهِ
فَلا بسَطَ الدّهْرُ كفَّ الرّدَى / لذاكَ الشُّخَيْصِ وذاكَ الوُجَيْهِ
عبْدَ الإلاهِ بنَ عُثْمانَ ابْقَ في دَعَةٍ
عبْدَ الإلاهِ بنَ عُثْمانَ ابْقَ في دَعَةٍ / عِنايةُ اللهِ تحْوِيها وتكْفِيها
لوْ لمْ يكُنْ لِبلادِ الغرْبِ مَحْمَدَةٌ / إلا بكوْنِكَ يا قُطْبَ العُلا فِيها
لكَ الحُقوقُ الّتي مهْما اعْترَفْتُ بِها / لا يَسْتَطيعُ لِساني أنْ يُوَفّيها
لازلْتَ تخْتالُ للنّعْماءِ في حُلَلٍ / عليْك اللهُ يُبْديها ويُخْفِيها
كرُمْتَ ذاتاً ومجْداً واشتَهَرْتَ سَنا / فزادَكَ اللهُ تَنْويهاً وتَرْفيها
أقولُ ووَعْدُ الصُبْحِ يمْطُلُهُ الدُجى
أقولُ ووَعْدُ الصُبْحِ يمْطُلُهُ الدُجى / الى أنْ تَبدّى للعُيونِ مُحيّاهُ
كأنّ الصّباحَ الطّلْقَ طِفْلٌ مجرَّدٌ / تلقَفَهُ الثُعْبانُ ثمّ تبنّاهُ
نادَيْتُ مُبتَهِلاً وقدْ جنّ الدُجَى
نادَيْتُ مُبتَهِلاً وقدْ جنّ الدُجَى / لمّا برِمْتُ ببَرْدِهِ وبنَجْمِهِ
يا رَبِّ واجْعَلْ لوْعَتي في قلْبِه / يا رَبِّ واجْعَلْ لِحْيَتي في وجْهِهِ
خُصِصْتُ بالحُسْنِ وانْفَرَدْتُ بِه
خُصِصْتُ بالحُسْنِ وانْفَرَدْتُ بِه / فجَلّ وزْني وقَلّ أشْباهِي
كأنّني كوْكَبُ الصّباحِ بدَا / علَى جَبينِ الغَنِيِّ باللّهِ
يا إماماً أطالَ رَبّي عُلاهُ
يا إماماً أطالَ رَبّي عُلاهُ / وهُماماً بالفَخْرِ ما أوْلاهُ
أنْتَ كالرُّمْحِ في اعْتِدالٍ وطولٍ / وانْتِخابِ الحَديدِ في أعْلاهُ
إذا أُهْدِيَ الإنسانُ ورْدَةَ جنّةٍ
إذا أُهْدِيَ الإنسانُ ورْدَةَ جنّةٍ / تهلّلَ منْ بعْدِ العُبوسِ مُحيّاهُ
وأمّلَ أن يَحْيَى لفَصْلٍ يُعيدُها / فَكَيفَ بمَنْ في جنّةِ الأرْضِ مَثْواهُ
يا حُسْنَهُ مَنْصِباً راقَتْ مَعانِيهِ
يا حُسْنَهُ مَنْصِباً راقَتْ مَعانِيهِ / محمّدُ بنُ أبي الحجّاجِ بانِيهِ
مُجَدِّدُ المُلْكِ سيْفُ الحقِّ ناصِرُهُ / وحافِظُ الدّينِ قاصِيهِ ودانِيهِ
سَميّهُ خطَّ هذا القصْرَ مُبْتَدِئاً / وكانَ أوّلَ ثاوٍ في مَغانِيهِ
فإنْ يكُنْ أوّلاً في اسْمِ وفي اسْمِ أبٍ / وطولِ عُمْرٍ وسَعْدٍ فهْوَ ثانِيهِ
للعَيْنِ مِنْ عِمّة البُنّيِّ مُعْتَبَرٌ
للعَيْنِ مِنْ عِمّة البُنّيِّ مُعْتَبَرٌ / إنْ لَفّها فوقَ قرْنٍ مَنْ يُخَفّيهِ
ما بيْنَ كفٍّ وإبهامٍ يمُرُّ بِها / كأنّما هيَ مَصْرانٌ يُصَفّيهِ
لِمِحْبَرَةِ البُنّيِّ وقْفٌ يَقوتُها
لِمِحْبَرَةِ البُنّيِّ وقْفٌ يَقوتُها / إذا ما شكَتْ برْحَ الأوامِ تَراقِيها
تنفّسَ فِيها منْ سُلافَةِ صدْرِهِ / فيَغْسِلُها بالحِبْرِ منْهُ ويَسْقِيها
إنّ اللِّحاظَ هيَ السُيوفُ حَقيقةً
إنّ اللِّحاظَ هيَ السُيوفُ حَقيقةً / ومَنِ اسْتَرابَ فحُجّتي تكْفِيهِ
لمْ يُدْعَ غِمدُ السّيْفِ جَفْناً باطِلاً / إلاّ لشِبْهِ اللّحْظِ يُغْمَدُ فِيهِ