المجموع : 15
أَطاع ما يَأْمُرُهُ النَّاهِي
أَطاع ما يَأْمُرُهُ النَّاهِي / وصارَ في حِلْيَةِ أَوَّاهِ
لها وكَمْ قِيلَ لها مَرَّةً / فَهْيَ بمعنى واحدٍ لاهِ
مشتغِلٌ دُونَ الصّبا بالصبا / ودُونَ نيرانٍ بأَمْواهِ
فَهْوَ إِذا فَكَّرَ في أَمْرِهِ / رَأَيْتَ منه حالَةَ السَّاهِي
أَشْبَهَ ماءَ البَحْرِ أَحْشَاؤُهُ / ولم تَضِعْ أُلْفَةُ أَشْبَاهِ
يَسْرُدُ طَهَ حِينَ يبدُو له / ذُو المَوْجِ يَحْكِي مِرْجَلَ الطَّاهي
الجاهُ لِلأَوطانِ لا أُبْعِدَتْ / أَوْبَتُه بالمالِ والجاهِ
عزمٌ قويٌّ يقتضيه السُّرَى / ولو على مضطربٍ واهِ
يركبُ في قِشْرِ عِضَاهٍ جَرَى / وإِن جَرَى مَنْطِقُ عَضَّاهِ
ولو علا مقدارُ هِمَّاتِه / حاولَ أَدنى رُتْبَةٍ ما هي
نال مجالَ الرُّخِّ في موضِعٍ / يضيقُ عن مَنْزِلَةِ الشَّاهِ
يا هِبَةَ اللِه دَنَا سَيْرُهُ / فما تَرَى يا هِبَةَ اللِه
قد أَزِفَ الوقتُ وداعى النَّوَى / أَطْنَبَ في نَاهٍ ونَهْنَاهِ
منظَرُكَ الباهي وشِعْرِي معاً / فَأْمُرْ بشيءٍ ثالثٍ باهِ
نُطْقِي بأَفواهٍ وكم معشرٍ / قد نَطَقوا منك بأَفواهِ
وَثمَّ أَفواهٌ لها نكهةٌ / أَطْيَبُ من رِيحَةِ أَفْواهِ
أَمضى بإِكراهٍ ولكنَّني / ما جئتُ إِذ جئت بإِكراهِ
في دَعَةِ الله وحَظِّ الوَرَى / مقالُهُمْ في دَعَةِ اللِه
أَفديكَ من هادٍ بأَقْلامِهِ / إِذا جَرَتْ في الطِّرْسِ أَوْداهِ
مُجْتَمِعُ الوَصْفَيْنِ ينشَقُّ عن / وجهِ حَيِيِّ الوَجْهِ جَبَّاهِ
طَلاقَةٌ ليستْ لذي ذِلَّةٍ / وعزَّةٌ ليست لتَيَّاهِ
باهِ بها في حالَتَيْ مَجْدِهِ / إِن كُنْتَ تبغِي سَبَقاً باهِ
يَثْبُتُ مثلَ الجبلِ المُعْتَلِي / وينثَنِي كالغُصُنِ الزاهي
لو سُئِلَتْ مِصْرُ على أَنَّها / منازِلُ العاضِدِ للِه
من عَدِمَتْ سَمَّتْهُ في أَوَّلِ ال / بسْمِ وثَنَّتْ بِشَهِنْشَاهِ
جاءَتْكَ غُصْناً في يَدَيْ مَنْطِقٍ / أَعملَ فيها الخاطِرُ الماهِي
عذراءُ قالَتْ لك أَوْصَافُها / باهِ بِحُسْنِي كُتُبَ الباهِ
غَنَّى فكُلُّ حاضرٍ
غَنَّى فكُلُّ حاضرٍ / إِصْبَعُهُ في أُذْنِهِ
شِعْراً كَبرْدِ فَكَّهِ / لفظاً وطُولِ قَرْنِهِ
فالحمدُ لله الذي / غَنَّى ولم يُثَنِّهِ
تنشرُ أثوابُنا مدائحَه
تنشرُ أثوابُنا مدائحَه / بألسُنٍ ما لهُنّ أفواهُ
إذا مررنا على الأهمّ بها / أغنَتْهُ عن مِسمعَيْه عيناهُ
يا كتابَ الحبيبِ أفدي حُروفاً
يا كتابَ الحبيبِ أفدي حُروفاً / فيك قد كلّمَتْ حشًى كلّمَتْهُ
شفَتي قد شفَتْ فؤادي لمّا / قبّلَتْهُ لراحة قلّبَتْهُ
من يكن جاهلاً عطاءَ اللهِ
من يكن جاهلاً عطاءَ اللهِ / فليطالِعْهُ في عَطاءِ اللهِ
مُبْتَدٍ في جميلِه بدعاءٍ / ليس يوافي أبلها المتناهي
ساهرُ الطرفِ للمكارمِ مُحتا / طٌ عليها بخاطرٍ غيرِ ساهِ
رُبّ ليلٍ قطعتُه في ذَراهُ / يشبهُ الحُلْمَ وهْو في الانتِباهِ
بمدامٍ كأنما لاح فيها / مَندليُّ الأفواه في الأفواهِ
وصديقٍ يلقي المُسائلُ منه / ذا جوابٍ ما إنْ له من مَضاهِ
ابنُ الحديثِ محدّثٌ
ابنُ الحديثِ محدّثٌ / من ثغرِه لا إليتَيْهِ
فاجْعَلْ غرائِبَ شِعْرِه / في شَعرةٍ من عارِضَيْهِ
قد قلتُ لما طل وال / أنباءُ فقد عمِيَتْ علَيْهِ
أوَ ما رأى علياكَ وا / ضحةً مبيّنةً إليهِ
وأظنّها لمّا بدَتْ / كالشّمسِ أعشَتْ ناظرَيْهِ
قد كان شعرُكَ صالحاً
قد كان شعرُكَ صالحاً / إذ كنتَ تُسْنِدُه
والآن غيّرهُ الزما / نُ وتلكَ علّةُ غيري
ما دامَ في الوجو / دِ فلستَ تخشى فقدَ خَيْرِ
سيرُدُّ منك الدهرُ يو / ماً وهو أشعرُ من زُهَيْرِ
خرّقْ بها سجادةً
خرّقْ بها سجادةً / كيف اشتهيت وموّه
من ذا يصدّقُ شاهِداً / هو كاذبٌ في وجهِهْ
سقاني بعينيه كؤوسَ هواهُ
سقاني بعينيه كؤوسَ هواهُ / وجرّدَ منها إذ سكِرْتُ ظُباهُ
فزد كلَفاً فيه وفرطَ صبابةٍ / فإنّ مَنونَ القلب دونَ مناهُ
أوامرُهُ تجري عليك كأنّه / وأستغفرُ الله العظيم إلهُ
إن ابنَ عدلانَ له حيلةٌ
إن ابنَ عدلانَ له حيلةٌ / يعجَزُ من رام تحلّيها
نصفيةٌ فرّكَ أكمامَها / وعمّةٌ صفّ حواشِيها
فقلتُ غرّتْكُمْ مخاريقُه / وغُيّبَتْ عنكُم مخازيها
واللهِ ما وسّعَ أكمامَهُ / عُجْباً بما نالَ ولا تِيها
وإنما وسّعها عِدّةٌ / يحمِلُ ما يسرِقْهُ فيها
دقّقَ ابنُ اليَسارِ سيّ المعاني
دقّقَ ابنُ اليَسارِ سيّ المعاني / في الحديثِ الذي يُضافُ إليهِ
صار يجري على الحوالي الجواري / ويُعاني اقتضاءَها بيديهِ
ويقيم القانونَ بالقِسْطِ فيما / يجْتَنيه ويجتبيهِ لديهِ
كلُّ من قالَ ما بلغتُ تولّى / أمرُ تجريبِه البلوغَ عليْهِ
وعلِقْتُه متعلِّقاً
وعلِقْتُه متعلِّقاً / بالخطّ معتَكِفاً عليْهِ
حملَ الدواةَ ولا دَوا / ءَ لعاشقٍ يُرجى لَدَيْهِ
فدماءُ حبّاتِ القلو / بِ تلوحُ صِبْغاً في يدَيْهِ
ما لي إذا أبصرتُه / شُغْلٌ سوى نظَري إليهِ
والحبُّ يُخرسُني على / أنني ألكّعُ سيبوَيْهِ
كم قلتُ قبل لقائه / أشكو إليه مُقلتَيْهِ
خُذوا لقلبي أماناً من تجنّيهِ
خُذوا لقلبي أماناً من تجنّيهِ / فما به من لهيبِ الوجدِ يكفيهِ
أعشى عليه ضِراماً بات يُلهِبهُ / بخاطري وهو عندي ساكنٌ فيه
علِقْتُ منه ببدرٍ في محاسنِه / فمُقلَتي بجفونِ السُحْبِ تبْكيهِ
مَنْ لي وأملكُ بي مني لواحظُه / بأنْ أقولَ بنفسي اليومَ أفديهِ
القربُ والبُعْدُ أوصافٌ تُلازمهُ / فالتّيهُ يُبعدُه والحبُّ يُدْنيهِ
أهوى المُدامَ أدارتْها مراشفُهُ / وأعشقُ الغُصْنَ أهداهُ تثنّيهِ
كم أكتمُ الحبَّ والأشجانُ تُظْهِرُهُ / وأنشُرُ الصّبْر والتّبريحُ يَطويهِ
هو الحفاظُ وإن لم أخشَ عاديةً / أفي أحاشِيهِ أن يُصغي لواشيهِ
يا قاتلَ الله عينيهِ فكمْ فتكَتْ / صبّاً بواديْهِ لم يظفَرْ بواديهِ
حلّ الحِمى فتحلّى باسمِ منزلِه / وعُطِّلتْ من معانيهِ مَغانِيهِ
ربْعٌ أيادي الرياحِ الهوجِ تهدِمُه / والحبُّ بين ضلوعِ الصّبِّ يَبْنيهِ
إن أسقَتْهُ الليالي بعدَ صحّتهِ / فهو الدّواءُ لمن أعيى تَداويهِ
وبيتُ حُبٍّ دعانا للطّوافِ به / فلستَ تسمعُ إلا من يُلبّيهِ
إذ لا جُمارَ سوى دمعي فأقذِفُها / ولا هديَّ سوى قلبي فأُهديهِ
ركبتُ ظهرَ غرامي نحوَهُ فسَرى / والشوقُ هاديهِ والتّبريحُ حاديهِ
حتى علِقْتُ بأستارِ الجمالِ به / وقلتُ رُحماكَ يا مستعذِبَ التّيهِ
هل منكَ في عرَفاتِ الحسنِ عرْفُ جدًى / أو في مِنى الطّرفِ من منٍّ أرجّيهِ
عجبتُ من مستَميحِ الباخلينَ ندىً / وغيثُ أحمدَ قد سحّتْ عزاليهِ
الحافظُ الدّينَ والحامي مسارحَهُ / والحارسُ الفضلَ والكالي نواحيهِ
فالشرْعُ أزهرُ مصقولٌ جوانبُه / والدّينُ أخضرُ مطلولٌ مراعِيهِ
أغرُّ يصدعُ بالعلم اليقينِ حشى / ما أحدثَ الناسُ من جهلٍ وتمويهِ
ما زال يبسطُ والأيامُ قابضةٌ / ويُرتَجى في دُجى خطبٍ فيُرْجيهِ
يُعدي الأعادي على أموالِه كرَماً / وينثَني فيعفّي فقرَ عافيهِ
فما تستّرُ عن مدحٍ مناقبهُ / ولا تجرّدُ عن حمدٍ مساعِيهِ
حسبُ الشريعةِ أنّ الله شيّدَها / بمَنْ أقرّ بما فيه مُنافيه
بحافظٍ ما تجلّى صُبْحَ مكرمةٍ / إلا انْجَلى من ظلامِ الشّكّ داجيهِ
يروي فيُروى غليلُ الدين من حصَرٍ / أدناهُ نقلاً وقد شطّتْ مراميهِ
كم مُقفَلٍ ضلّ فيه العقلُ فانفرجَتْ / أرجاؤه لحجاهُ عن معانيهِ
وموبَقٍ قد سقاهُ غيثَ فِطنتِه / مُزناً أيادي رياحِ الفكرِ تمريهِ
ومجدِبِ العيش وافى منه ذا كرَمٍ / يُميتُ جدْواهُ والأشعارُ تُحيْييهِ
وناظمٍ دُرَّ شعرٍ منه أحرزه / يُعينه بمَعانيهِ ويُغنيهِ
كالبحرِ والكافُ إن أنصفتَ زائدةٌ / فيه فلا تحسَبْنَها كافَ تَشبيهِ
يا حافظاً نال أقصى الفضلِ ممتَطِياً / مطّاً من العزمِ يُنضيهِ ويُمْضيهِ
إذا تصرّمَ عامٌ أنت عامرُه / فكلُّ أيامِه عيدٌ لنا فيهِ
جحَدْتُ الهوي عند العواذلِ ضِنّةً
جحَدْتُ الهوي عند العواذلِ ضِنّةً / عليهمْ بمن أصبو إليهِ وأهواهُ
ولو قلتُ إني عاشقٌ فطَنوا به / لعلمهُم أن ليس يُعشَقُ إلاّ هو
نهيتُ عن نُصْحي من رامَ
نهيتُ عن نُصْحي من رامَ / أن يُصْحي فما انتهى
وكيف للاّئمْ أن يغتدي الهائم كما اشتهى /
وا بأبي جؤذرْ من لحظهِ مُخدَرْ ليثُ العرينْ /
مثل الضحى منظرْ يروقُ إذ ينظُرْ من الجبينْ /
قلت وفد أسكَرْ لا قولَ مَنْ أنكرْ قم يا خَدينْ /
وهاتِ في الجُنْحِ شقيقةَ الصُبحِ فقالَ ها /
ويلاهُ من ناعِمْ كالرشَأِ الباغِمْ قد قال ها /
عُلِّقْتُه غُصْنا كالبدرِ بل أسْنى بل كالصباحْ /
قد ساعدَ الظّنّا وأسعدِ الضِنّا على السّماحْ /
قلتُ وقد أجْنى جنّا ذاك الأقاحْ /
بيناهُ في شُحِّ قد عاد في سحِّ فها وها /
يا واصلاً صارِمْ بجفنكَ الصّارِم صبري وَهى /
باللهِ يا إلْفي انهض الى أُلْفي وسَقّني /
من قهوةٍ صِرْفِ عن مُقبلِ الصّرفِ لا تَنثَني /
وهاتِها تَشْفي من كادَ أن يُشْفي وغنّني /
في ابنِ أبي الفتحِ قد انتهى مَدْحي فلا انتهى /
يا أيّها الكاتمْ ما القمرُ الغاتِمْ مثلُ السُهى /