توافقَ الناسُ في النسيان واختلفوا
توافقَ الناسُ في النسيان واختلفوا / فكلُّ ناسٍ له جنسٌ وأشباهُ
إلا أبا عامرٍ لم يَحْوِ خاطرُه / مذْ كان لفظا ولا معنى فينساه
إذا تَصعَّد لفظٌ من ضَمائرِه / ينساه من قبلِ أنْ يُجْرِي به فاه
يَصدُّ كلَّ حديثٍ في مَسامعِه / عن قلبه فكأنّ اللفظَ يَشْناه
ما مَرَّ قطُّ به خيرٌ فأَضْحَكه / ولا أَلمَّ به شرٌّ فأبكاه
لا فرطُ حلمٍ بل سهوٌ يُزِيلُهما / من قبلِ يَبْسِم أو تَنهلُّ عيناه
كأنه جاحد مُذْ قَطِّ وهْو على / حقٍّ ولكنْ بسرٍّ لاح معناه
إذا تَشَّهد أَبْدَى لا إله ولا / يتمُّها ثم ينسى بعدُ إلا هُو