القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 13
قد أغْتِدي والليلُ في دُجاهُ
قد أغْتِدي والليلُ في دُجاهُ / والصبح لم يَنْهَضْ به سَناهُ
على حِصَانٍ شَنِجٍ نَساهُ / أنْبَطَ نَهْدٍ عَبِلٍ شَواه
سامي التَّليلِ سالمٍ شَظَاهُ / ذي غُرّة أوّلُها أُذْناه
جاز بها مسيلُها مداه / حتى لقد كادت تُغَطِّي فاه
مُسْتكمِل التّحجِيلِ مُسْتَوْفَاه / أربَعُه وبطنُه أشباه
مُخالِفٌ أسفلُه أعلاه / بدُهْمةٍ قد ملأتْ قَراه
وانصبغت منه أليَّتاه / فهو دُجىً يَحْمِله ضُحاهُ
تَسْبِق أقصَى لحظِه خُطاه / لا يَطَأُ التُّرْبَ ولا تَلْقاه
رِجلاهُ في العَدْو ولا يَداهُ / كأنه يطير في مَجْرَاهُ
إذا دعا ليثُ الفَلاَ لبّاه / أسرعُ للشيء إذا ابتغاه
منْ مَبْلَغ السَّهْم لُمنتهاه / مُرْتَبِطُ الرِّجْلِ بما يَراه
كالّلفظ ملتفّاً به معناه / تحسُد منه يدَه رجلاه
حتى يكاد وهو في مَعْدَاه / تَسْبِق أُخْراه به أُولاه
لا يَشْتكي من تَعَبٍ وجَاه / ولا تَنَدّى عَرَقاً جَنْباه
كأنّه إذا جرى سواه / لو نام فوق مَتْنِه مولاه
وهو شديد العَدْوِ لاسْتَوطاه / ولم يَطِرْ عن جفنه كَراه
أشْوسُ في مِشْيته تيّاه / يُطاولِ الجوزاءَ مَن مَطَاه
وأشْهبٍ مِخْلَبُهُ شَبَاهُ / كلُّ ذوات الرِّيش مِن عِدَاه
بات يَهِيج جوعَه غَدَاه / كأنّ فَصَّيْ ذهبٍ عيناه
في هامةٍ قد بَرزتْ وَراه / هادِيَةٍ مَنْ ضَلّ عن سُراه
يكاد أن يَحْرِقه ذَكاه / لو طلب الكوكبَ لاَنتهاه
ما غاله يوماً ولا أعياه / ما رَمَقتْ في الجوّ مُقْلتَاه
بيناهُ يبغي جائعاً قِرَاه / إذ وقع الحُبْرُج في رُؤْياه
وحلّه القانصُ من يُسْراه / وطار يَهْوِي نَحْوَه يَغْشَاه
حتَّى إذا قارَبه عَلاَه / بَوَقْعةٍ بَزّ بها قُوَاه
كما وَهي من شَطَنٍ رِشَاهُ / ثم بَدَا وهْو على قَفَاه
وسلَّ من فؤاده حشاه / مُخَضَّباً من دمه ثَراه
يا شِقْوَة الحُبْرُج ما دَهاه / لم يَسُؤ البازِيَ ما جناه
إذ رَجَع الحبرجُ ما لاَقاه / ثم رأى من بعده أخاه
وبركةً تَتْبَعُه أُنْثاه / وكرّ لا يجبُن عن هَيْجاه
وكلُّ بازٍ معه فتاه / حتى سَقَاها المُرَّ من جَناه
فأَضحتِ الأَرْبَعُ من قَتْلاَه / فَلَحْمُنا الغَريضُ من صَرْعاه
وكلُّ خيرٍ عندنا نؤتاه / فبَعْضُ ما عاد به مَسْعاه
أعطى البُزاةَ اللهُ من معناه / ما لم يَحُزْ صَقْرٍ ولا رآه
يومُ البُزاة كلّه أُسَاه / أنا ابن مَنْ زينتْ به عُلاَه
وابنُ الذي عتم الورى نَدَاه / وشيّد المُلْكَ الذي حواه
وكان من كلّ أذىً حِمَاه / ذاك المُعِزُّ الماجد الأَوّاه
مَنْ لم يكَدّر مَنُّهُ جَدْوَاه / ولم يُمَحِّص إثْمُه تَقْواه
ولم تغير دينَه دنياه / صلى عليه الله واصطفاه
وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ
وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ / قُرَّةِ عينيْ من تمنّاهُ
كأنما الحسنُ رأى وجهَه / إِليه محتاجاً فأغناه
فانتثرت بالغُنْجِ ألفاظُه / وانكسرت باللّحظ جفناه
ولاح برقُ الثغر من مَبْسِمٍ / المسك والقهوةُ مَجْناه
وبتَّل الأردافَ فاستثقلت / وأَرْهف الخصر وأَضْناه
زُرْنا به منزلَ خَمّارةٍ / واللّيلُ في صِبْغ بريَّاهُ
وقد علا الأُفْقَ هلالٌ بدا / كعَطْفة الحاجب مَحْناه
حتى إذا الخمّارُ أصغت إلى / صِحابنا في المشي أُذْناه
قام إلينا عَجِلاً شاغلاً / بالرّاح يُمناه ويسراه
فاستلّ من إبريقه قهوةً / أشرق منها ليلُ مَغْناه
حتى إذا سُمْنَاه في بيعها / قَطَّب غيظاً حين سُمْناه
وقال ما استام بها ماجِدٌ / قَبلَكمُ فيما علِمناه
دَونَكُموها وزِنُوا مثلَها / دُرًّا وتِبْراً ووَزَنّاه
فغاب عن ألحاظنا ساعةً / ثُمَّتَ وافانا ودَنَّاه
فقام بالكأس هَضِيمُ الحشا / لولا قَبَاه لشَرِبناه
كأنّها في كفّه خدُّه / لكنّها في السّكر عيناه
إذا سقى نَدْمانَه كأسَه / أَلثَمَه فاه وغنّاه
ما استكمل اللَّذاتِ إلاّ فتىً / يشرَب والمُرْدُ نَداماه
ولم تَنِكُه غيرُ ألحاظنا / يا كاشحاً قد زاد معناه
فإن تُدَاخِلْكَ بنا ظِنّةٌ / فقد عَلى رغْمِك نِكْناه
ولم نَزَلْ في بيتِ خمّارها / نشرَبُها شهراً ومَثْنَاه
إذا أشاب الصبحُ رأْسَ الدُّجى / وهزّنا الساقي أجَبْناه
نحبو إذا نادى إليه كما / يَحْبو إلى الوالد أَبناهُ
وإنْ بَدَا من صاحبٍ بعضُ ما / يأتي به السُّكْرُ عَذَرْناه
تَعَاشُرٌ مُشْتَبِهٌ بيننا / أقصاه في البِرّ كَأدْناه
سَقْياً ورَعْياً لزمانٍ مَضَى / به مَعدٌّ فَعدِمْناه
ما كان أبْهَى حُسْنَ أيَّامِه / فينا وأحلاَه وأهناه
إذ لم يكن في عَيْن شمسٍ لنا / مُخَيَّمٌ نَكْرَهُ سُكْناه
ولم نكن ننزلُ فيه على / حُكْم من الأَيام نَشْناه
لكنّنا نغدو على ماجدٍ / تُمْطِرنُا بالجُود يُمْنَاه
للعِيدِ في كلِّ عامٍ
للعِيدِ في كلِّ عامٍ / يومٌ يُعيدُ سَنَاه
وأنتَ في كلّ يومٍ / عيدٌ يَلُوحُ عُلاه
ونعمةٌ وسُعودٌ / للمُعْتَفين وجَاه
يا مَنْ تُصَلِّي المعالي / إليه حين تراه
ومن يَبِرُّ اليتامى / من كلّ خَلْقٍ سواه
لو كان للفضل يوماً / مُنىً لكنتَ مُناه
لأنّ منك استعار الزْ / زَمانُ حُسْنَ حُلاَه
فأنتَ شمسُ ضُحَاه / وأنت بَدْرُ دُجَاه
كفَّاك في كل سِلْمٍ / سَحابُ صَوْبِ نَداه
وحُسْنُ رأيك في الحر / بِ سيفُه وقَناه
فأنت يُمْنَى يديه / وأنت أمضى ظُباه
فاسلَمْ لسعدك يا مَنْ / يُديم نَحْسَ عِدَاه
حَشَوْا بفراقهم ناراً حَشَاهُ
حَشَوْا بفراقهم ناراً حَشَاهُ / فأخلَوْا مُقْلَتَيْهِ من كَراهُ
لعلّ البينَ أن يُبْلَى ببينٍ / فما للعاشقين ضنىً سواه
حبيبٌ وصلُه للبين وقْفٌ / ولى فيضُ الدّموع على نَواه
براه الله من نُورٍ وماءٍ / فلولا ثوبُه انحلّت قُواهُ
تَعيب الوَرْدَ حمرةُ وجنتيْه / وتلعَب بالقرائح مُقلتاه
تَبَسَّم عن حَصَى بَرَدٍ ولكن / جنيتُ الجمر صرفاً من جَناه
يغيِّرني ويُبليني التّنائي / وليس يَحول عن قلبي هواه
ومن طول المَواعد ليس سُؤْلي / وحظّي منه إلاّ أن أراه
أُتْرُجَّةٌ مادَ بها غصنُها
أُتْرُجَّةٌ مادَ بها غصنُها / وجادها الطَّلّ فأبقاها
كأنّما زارتْ محبًّا لها / فالتفّ خوفَ الباه ساقاها
ما قال أَوَّهْ لفقده واهَا
ما قال أَوَّهْ لفقده واهَا / كمستريحٍ لقوله آهَا
تَبَرَّمُ النفِس من بلابلها / يُفْسد إقرارَها ودعواها
إن يَحْجُبوا وصلَها فما حجبوا / عنِّي سُرَى طيفها وذكراها
بعيدةُ الدّار وهي دانيةٌ / منّي على بعدها ومَنْآها
في ناظر القلب شخصُ مَرْآها / وفي صميم الفؤاد مَثْوَاها
غَرّاء للِّدعْصِ مِلءُ مِئْزَرِها / وللقضيب الرَّطيب أعلاها
أعارِت الراحَ لونَ وجنتها / وطَبْعَ ألحاظها ومعناها
فالخمرُ لو لم تكن كمقلتها / في الطّبْع ما أسكرتْ نَدَامَاها
وليلةٍ بتُّها على طَرَبٍ / آخِرُها مُشْبهٌ لأُولاها
أُقبِّل البرقَ من تَرائبها / وألْثَمُ الشمسَ من مُحيّاها
سَقَتْنِيَ الرّاحَ وهي خدّاها / بأكؤس اللّحظ وهي عيناها
إذا أرادت مزاجها جعلت / بآخر اللحظ في فمي فاها
فيا لَها قهوةً معتّقةً / وليس إلاّ الخدودَ مأواها
حَبابُها الثَّغْرُ حين تُمْزَجُ لي / ونَقْلُها اللَّثْمُ حين أُسْقَاها
تخالُها الشمسَ في تَلأْلُئها / لا بل تخالُ الشموس إيّاها
سَل الصِّبا والأنامَ عن شِيَمي / والمجدَ عن راحتي وجَدْواها
ألستُ أُعطِي العُلاَ حقائقها / منّي وأُجرى اللّذّاتِ مُجْراها
وإن تَدِب الخُطوبُ جامحةً / لَقِيتُها لا أخاف عُقْباها
ومن عيون الظِّبا تَسْحَرُني / أضعفُها لحظةً وأضناها
ولستُ أَرضَى من الأمور بما / لا أجد المكَرْمُات ترضاها
واسمَعْ فعندي من كلّ صالحةٍ / ألطَفُ أسرارِها وأخفاها
لا أدّعي الفضلَ قبل يشهدُ لي / به أداني الدُّنَا وأقصاها
ولا أرى لي على الصديق يداً / تُفْسِدُ إنعامَها بنُعماها
من أصطفاني بودّه فله / عندي يَدٌ كالجبال صُغراها
لله أيّامُنا التي سَلَفتْ / بدار حُزْوَى ما كان أحلاها
فالقَصْرِ من صيرة الملوك إلى / أعلى رُباها إلى مُصلاّها
إذ نَجْتَنِي اللهو من أصائِلها / والعزَّ من فجرها ومَغْداها
إن عَرَضَتْ لذَّةٌ مَلكناها / أو صَعُبت خُطَّة حَوَيناها
أو يممَّتْنا تروم نُصْرتنا / صارخةٌ باسمنا حَميْناها
وإن رَمتْنا الخُطوبَ عن عُرُضٍ / فاضَ نزارٌ لها فَجلاّها
المُطْفئ الحرب كلّما أضطرمتْ / وفارسُ الخيل حين يَلقاها
كأنّما الدهرُ من مخافته / يُعَلّ بالخَمر أو حُمَيّاها
بذَّ الملوكَ الألى فغادَرها / تَذُمّ سلطانَها وعَلْياها
قَصّر عنه اقتدارُ قيصرها / وجاز سَابُورَها وكِسْرَاها
وفات فَيْرُوزَها ورُسْتَمَها / وزاد عزًّا على جُلُنْدَاها
لكلّ مَلْكٍ من الورَى شَبَهٌ / وما أرى للعزيز أشْباها
أقول يا مالكَ الملوك ولا / أقول في مدحه شَهِنْشاها
سعى وطال النجومَ مَبتَدِئاً / بهمّةٍ يَستقلّ مَسْعاها
نفسٌ كأنّ السماءَ مسكنُها / وهِمّةٌ كالزمان أدناها
لم يَسَعِ الدّهرُ حين حلّ به / صُغْرَى عُلاَه فكيف كُبْرَاها
خلافةٌ أصبح الزمانُ لها / مسْتخَدم السَّعْي مذ تولاّها
تَنْهاهُ عن بطشه وتأمرُه / وليس يَسْطِيعها فيَنْهاها
يا مَلِيكاً يفخَر الفَخَارُ به / منَّا على حيّها ومَوْتاها
وتستقِلّ الملوك عِزّتَها / إذا رأتْ عزّة ودنياها
ولو تبدّت لها سجيّتُه / ما حمَدتْ بعده سَجَاياها
لو أمَّهُ من عُفاته أحَدٌ / يقول هَبْ لي عُلاكَ أعطاها
ليست بناسٍ لَوعْدِه وإذا / جاد بنُعماه فهو ينساها
إن أخلف الغيثُ بات نائلهُ / يَخْلُف أنواءه وسُقْيَاها
مُفْترِقُ الحالتين مُجْتمِعُ ال / آراء في سَلْمها وهَيْجاها
دانت له الأرضُ والعبادُ معاً / والوحشُ في وَعْرها وصحْرَاها
فهو لسان التُّقَى ومقلتُه / وهو يمين العُلا ويُسَراها
صُور من جوهر النبوّة إذ / كان الورى طينةً وأمواها
فَمنْ يُطِعْه يفُزْ بطاعته / ومن عصاه فقد عَصَى اللهَ
خُذْها تُباهِي بها الملوكَ فما / جاء بها مالكٌ ولا بَاهَى
لا سيّما من أخي مُحافَظةٍ / حاز بها المَكْرُماتِ والجاها
هذا ولم تَحْوِ من مَناقبك الغرْ / رِ سوى بعض عُشْر أجزاها
مجدك يَستغرِق الثناءَ ولو / كان الورى ألْسُناً وأفواها
لَمْ يُرضِني دهري كما
لَمْ يُرضِني دهري كما / أرضى سِوايَ فأَرتَضِيِه
لكنه أَنْحَى عليْ / يَ بِحدّة وبما يلِيه
أكْلاً وشُرباً من دمي / والدهرُ يأكل مِنْ بنيِه
دهرٌ يَقلّ به السرو / رُ كقِلّة الإخوانِ فيه
يا نفس قد جار الزما / نُ عليَّ فاصطبِري وتِيهي
وتحملَّي عن جَهْلِه / حِلْمَ الأدِيبِ على السفِيه
لو كان حُرّاً ما سَطَا / يوما على حُرٍّ وَجيهِ
تعلّقتُه ظالماً غيرَ ساهي
تعلّقتُه ظالماً غيرَ ساهي / تَناهَى به الحُسْن كلَّ التَّناهي
وتفعَل ألحاظُه في القلوب / فِعالَ مَجادِيفه في المياهِ
إنّما العيشُ بلوغُ السْ
إنّما العيشُ بلوغُ السْ / سُؤْلِ ممّا تشتهيِه
ومُدامٌ تصطفيها / وندِيمٌ ترتضيه
ورَخيمٌ ساحرُ المٌقْ / لةِ معدومُ الشَّبِيه
جَمَعَ التّفاحَ والرا / حَ بِخدَّيه وفِيه
نَزِقٌ عن عاذِلِيهِ / صَلِفٌ في عاشِقِيه
ما هجرتُ الْمُدامَ والوَرْدَ والبَد
ما هجرتُ الْمُدامَ والوَرْدَ والبَد / رَ بطَوْعٍ لكن بصُغْر وكُرْهِ
منعتْني من الثلاثة من لو / قتلْتني لم أَحكِ واللهِ مَنْ هي
قالتِ الورد والمدامةُ البد / رُ رُضابي ولونُ خدّي ووَجْهي
قلتُ بُخْلاً بكلّ شيءٍ فقالت / لا ولكن بخِلتُ بي وبِشِبهي
قلتُ يا ليتَني شَبِيهك قالت / إنّما يَقتُل المحبَّ التشهِّي
لَم يَسمعِ القلبُ فِيهِ للنّاهي
لَم يَسمعِ القلبُ فِيهِ للنّاهي / نَهياً ولا راحَ عنه بالسّاهي
يلهو إذا ما شكوتُ مشتغِلاً / عنّي وما القلبُ عنه بِاللاّهي
والله لا قلتُ في هوايَ له / آهاً لكي أستريح في آه
فليُزْهَ وليَسْتَطِل عليَّ فما / أعشَق إلاّ الظَّلومَ والزّاهي
كأنّما عينُه مجرِّدةٌ / عليَ سيفَ العزيز باللهِ
الملِك الوارث الإمامةَ عن / كلّ إمامٍ أغَرَّ أَواهِ
أمّا الزمانُ فقد لانت حَواشِيهِ
أمّا الزمانُ فقد لانت حَواشِيهِ / وقام يدعو إلى اللّذّاتِ داعِيهِ
ولاحَ مجدُ مَعَدٍّ فوقَ غُرتهِ / حتّى أنارت به حسْناً لياليه
فالدهرُ غَضٌّ نَؤُوم عن حوادِثهِ / كأنّما عاد معنىً مِن معانِيهِ
رقّت طِباعُ الّليالي منذُ عَنَّ لها / رقيقُ طَبْعِكَ فاقتادتْ لِما فِيهِ
إنّي وإن فُتُّ منْ يَجْري إلى أمَدٍ / معي برقّةِ تبيِيني وتشبِيهي
ما عاجَ شِعْري على علياكَ يَنظِمُها / إلاّ انثنَى وعُلاكَ الغُرّ تُعْييه
إنّي أُحِبُّكَ حُبَّ المستفِيدِ به / إصابة الُّرشدِ لا حُبّاً أُداجِيه
وذاكَ أَنَّك أنت المستحِقُّ له / بالفضلِ لا بنَدىً أصبحتَ تولِيهِ
أضحتْ قلوبُ جميعِ الناسِ كلّهِم / تُسِرُّ حُبَّك والرحمانُ يُبْدِيهِ
سأجهد النفسَ حتى أَغتْدي وأُرَى / عبداً لمولايَ يَرضاه ويُرِضْيهِ
بأبي من شَرِبتُ مِن راحتَيْه
بأبي من شَرِبتُ مِن راحتَيْه / مِثْلَ ما قد شَرِبتُ مِنْ مقُلَتَيْه
وسقَتْني تحت العِناق ثَنايا / ه رحيقَ السُّلافِ مِن شفَتَيِه
كلّما عَلّني ثَناياه حيّا / ني بوَرْدِ الشَّقِيق مِن وجْنَتيْهِ
وبِرُمِّانتَيْ قضِيبِ لجُيْنٍ / بهما قامَ مِثْلُ رادِفَتَيْه
فهو كَالدِّعصِ كالقضيبِ كبدرِ التْ / تِمِّ لولا ظلامُ سالفتَيْهِ
ضاقَتِ القُمْص أن تُحيط بِرِدفَيْ / هِ ونَهْدَيهِ فانشقَقنَ عليهِ
يا عذولي عليهِ جَهْلاً اتَسْتح / سِنُ عَدْلَ الهَوِىِّ في قَمَرَيْهِ
كيف أسلو عنه وعَيْني وقَلبْي / قائِدَا صبْوَتي وشوقي إليه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025