المجموع : 13
قد أغْتِدي والليلُ في دُجاهُ
قد أغْتِدي والليلُ في دُجاهُ / والصبح لم يَنْهَضْ به سَناهُ
على حِصَانٍ شَنِجٍ نَساهُ / أنْبَطَ نَهْدٍ عَبِلٍ شَواه
سامي التَّليلِ سالمٍ شَظَاهُ / ذي غُرّة أوّلُها أُذْناه
جاز بها مسيلُها مداه / حتى لقد كادت تُغَطِّي فاه
مُسْتكمِل التّحجِيلِ مُسْتَوْفَاه / أربَعُه وبطنُه أشباه
مُخالِفٌ أسفلُه أعلاه / بدُهْمةٍ قد ملأتْ قَراه
وانصبغت منه أليَّتاه / فهو دُجىً يَحْمِله ضُحاهُ
تَسْبِق أقصَى لحظِه خُطاه / لا يَطَأُ التُّرْبَ ولا تَلْقاه
رِجلاهُ في العَدْو ولا يَداهُ / كأنه يطير في مَجْرَاهُ
إذا دعا ليثُ الفَلاَ لبّاه / أسرعُ للشيء إذا ابتغاه
منْ مَبْلَغ السَّهْم لُمنتهاه / مُرْتَبِطُ الرِّجْلِ بما يَراه
كالّلفظ ملتفّاً به معناه / تحسُد منه يدَه رجلاه
حتى يكاد وهو في مَعْدَاه / تَسْبِق أُخْراه به أُولاه
لا يَشْتكي من تَعَبٍ وجَاه / ولا تَنَدّى عَرَقاً جَنْباه
كأنّه إذا جرى سواه / لو نام فوق مَتْنِه مولاه
وهو شديد العَدْوِ لاسْتَوطاه / ولم يَطِرْ عن جفنه كَراه
أشْوسُ في مِشْيته تيّاه / يُطاولِ الجوزاءَ مَن مَطَاه
وأشْهبٍ مِخْلَبُهُ شَبَاهُ / كلُّ ذوات الرِّيش مِن عِدَاه
بات يَهِيج جوعَه غَدَاه / كأنّ فَصَّيْ ذهبٍ عيناه
في هامةٍ قد بَرزتْ وَراه / هادِيَةٍ مَنْ ضَلّ عن سُراه
يكاد أن يَحْرِقه ذَكاه / لو طلب الكوكبَ لاَنتهاه
ما غاله يوماً ولا أعياه / ما رَمَقتْ في الجوّ مُقْلتَاه
بيناهُ يبغي جائعاً قِرَاه / إذ وقع الحُبْرُج في رُؤْياه
وحلّه القانصُ من يُسْراه / وطار يَهْوِي نَحْوَه يَغْشَاه
حتَّى إذا قارَبه عَلاَه / بَوَقْعةٍ بَزّ بها قُوَاه
كما وَهي من شَطَنٍ رِشَاهُ / ثم بَدَا وهْو على قَفَاه
وسلَّ من فؤاده حشاه / مُخَضَّباً من دمه ثَراه
يا شِقْوَة الحُبْرُج ما دَهاه / لم يَسُؤ البازِيَ ما جناه
إذ رَجَع الحبرجُ ما لاَقاه / ثم رأى من بعده أخاه
وبركةً تَتْبَعُه أُنْثاه / وكرّ لا يجبُن عن هَيْجاه
وكلُّ بازٍ معه فتاه / حتى سَقَاها المُرَّ من جَناه
فأَضحتِ الأَرْبَعُ من قَتْلاَه / فَلَحْمُنا الغَريضُ من صَرْعاه
وكلُّ خيرٍ عندنا نؤتاه / فبَعْضُ ما عاد به مَسْعاه
أعطى البُزاةَ اللهُ من معناه / ما لم يَحُزْ صَقْرٍ ولا رآه
يومُ البُزاة كلّه أُسَاه / أنا ابن مَنْ زينتْ به عُلاَه
وابنُ الذي عتم الورى نَدَاه / وشيّد المُلْكَ الذي حواه
وكان من كلّ أذىً حِمَاه / ذاك المُعِزُّ الماجد الأَوّاه
مَنْ لم يكَدّر مَنُّهُ جَدْوَاه / ولم يُمَحِّص إثْمُه تَقْواه
ولم تغير دينَه دنياه / صلى عليه الله واصطفاه
وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ
وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ / قُرَّةِ عينيْ من تمنّاهُ
كأنما الحسنُ رأى وجهَه / إِليه محتاجاً فأغناه
فانتثرت بالغُنْجِ ألفاظُه / وانكسرت باللّحظ جفناه
ولاح برقُ الثغر من مَبْسِمٍ / المسك والقهوةُ مَجْناه
وبتَّل الأردافَ فاستثقلت / وأَرْهف الخصر وأَضْناه
زُرْنا به منزلَ خَمّارةٍ / واللّيلُ في صِبْغ بريَّاهُ
وقد علا الأُفْقَ هلالٌ بدا / كعَطْفة الحاجب مَحْناه
حتى إذا الخمّارُ أصغت إلى / صِحابنا في المشي أُذْناه
قام إلينا عَجِلاً شاغلاً / بالرّاح يُمناه ويسراه
فاستلّ من إبريقه قهوةً / أشرق منها ليلُ مَغْناه
حتى إذا سُمْنَاه في بيعها / قَطَّب غيظاً حين سُمْناه
وقال ما استام بها ماجِدٌ / قَبلَكمُ فيما علِمناه
دَونَكُموها وزِنُوا مثلَها / دُرًّا وتِبْراً ووَزَنّاه
فغاب عن ألحاظنا ساعةً / ثُمَّتَ وافانا ودَنَّاه
فقام بالكأس هَضِيمُ الحشا / لولا قَبَاه لشَرِبناه
كأنّها في كفّه خدُّه / لكنّها في السّكر عيناه
إذا سقى نَدْمانَه كأسَه / أَلثَمَه فاه وغنّاه
ما استكمل اللَّذاتِ إلاّ فتىً / يشرَب والمُرْدُ نَداماه
ولم تَنِكُه غيرُ ألحاظنا / يا كاشحاً قد زاد معناه
فإن تُدَاخِلْكَ بنا ظِنّةٌ / فقد عَلى رغْمِك نِكْناه
ولم نَزَلْ في بيتِ خمّارها / نشرَبُها شهراً ومَثْنَاه
إذا أشاب الصبحُ رأْسَ الدُّجى / وهزّنا الساقي أجَبْناه
نحبو إذا نادى إليه كما / يَحْبو إلى الوالد أَبناهُ
وإنْ بَدَا من صاحبٍ بعضُ ما / يأتي به السُّكْرُ عَذَرْناه
تَعَاشُرٌ مُشْتَبِهٌ بيننا / أقصاه في البِرّ كَأدْناه
سَقْياً ورَعْياً لزمانٍ مَضَى / به مَعدٌّ فَعدِمْناه
ما كان أبْهَى حُسْنَ أيَّامِه / فينا وأحلاَه وأهناه
إذ لم يكن في عَيْن شمسٍ لنا / مُخَيَّمٌ نَكْرَهُ سُكْناه
ولم نكن ننزلُ فيه على / حُكْم من الأَيام نَشْناه
لكنّنا نغدو على ماجدٍ / تُمْطِرنُا بالجُود يُمْنَاه
للعِيدِ في كلِّ عامٍ
للعِيدِ في كلِّ عامٍ / يومٌ يُعيدُ سَنَاه
وأنتَ في كلّ يومٍ / عيدٌ يَلُوحُ عُلاه
ونعمةٌ وسُعودٌ / للمُعْتَفين وجَاه
يا مَنْ تُصَلِّي المعالي / إليه حين تراه
ومن يَبِرُّ اليتامى / من كلّ خَلْقٍ سواه
لو كان للفضل يوماً / مُنىً لكنتَ مُناه
لأنّ منك استعار الزْ / زَمانُ حُسْنَ حُلاَه
فأنتَ شمسُ ضُحَاه / وأنت بَدْرُ دُجَاه
كفَّاك في كل سِلْمٍ / سَحابُ صَوْبِ نَداه
وحُسْنُ رأيك في الحر / بِ سيفُه وقَناه
فأنت يُمْنَى يديه / وأنت أمضى ظُباه
فاسلَمْ لسعدك يا مَنْ / يُديم نَحْسَ عِدَاه
حَشَوْا بفراقهم ناراً حَشَاهُ
حَشَوْا بفراقهم ناراً حَشَاهُ / فأخلَوْا مُقْلَتَيْهِ من كَراهُ
لعلّ البينَ أن يُبْلَى ببينٍ / فما للعاشقين ضنىً سواه
حبيبٌ وصلُه للبين وقْفٌ / ولى فيضُ الدّموع على نَواه
براه الله من نُورٍ وماءٍ / فلولا ثوبُه انحلّت قُواهُ
تَعيب الوَرْدَ حمرةُ وجنتيْه / وتلعَب بالقرائح مُقلتاه
تَبَسَّم عن حَصَى بَرَدٍ ولكن / جنيتُ الجمر صرفاً من جَناه
يغيِّرني ويُبليني التّنائي / وليس يَحول عن قلبي هواه
ومن طول المَواعد ليس سُؤْلي / وحظّي منه إلاّ أن أراه
أُتْرُجَّةٌ مادَ بها غصنُها
أُتْرُجَّةٌ مادَ بها غصنُها / وجادها الطَّلّ فأبقاها
كأنّما زارتْ محبًّا لها / فالتفّ خوفَ الباه ساقاها
ما قال أَوَّهْ لفقده واهَا
ما قال أَوَّهْ لفقده واهَا / كمستريحٍ لقوله آهَا
تَبَرَّمُ النفِس من بلابلها / يُفْسد إقرارَها ودعواها
إن يَحْجُبوا وصلَها فما حجبوا / عنِّي سُرَى طيفها وذكراها
بعيدةُ الدّار وهي دانيةٌ / منّي على بعدها ومَنْآها
في ناظر القلب شخصُ مَرْآها / وفي صميم الفؤاد مَثْوَاها
غَرّاء للِّدعْصِ مِلءُ مِئْزَرِها / وللقضيب الرَّطيب أعلاها
أعارِت الراحَ لونَ وجنتها / وطَبْعَ ألحاظها ومعناها
فالخمرُ لو لم تكن كمقلتها / في الطّبْع ما أسكرتْ نَدَامَاها
وليلةٍ بتُّها على طَرَبٍ / آخِرُها مُشْبهٌ لأُولاها
أُقبِّل البرقَ من تَرائبها / وألْثَمُ الشمسَ من مُحيّاها
سَقَتْنِيَ الرّاحَ وهي خدّاها / بأكؤس اللّحظ وهي عيناها
إذا أرادت مزاجها جعلت / بآخر اللحظ في فمي فاها
فيا لَها قهوةً معتّقةً / وليس إلاّ الخدودَ مأواها
حَبابُها الثَّغْرُ حين تُمْزَجُ لي / ونَقْلُها اللَّثْمُ حين أُسْقَاها
تخالُها الشمسَ في تَلأْلُئها / لا بل تخالُ الشموس إيّاها
سَل الصِّبا والأنامَ عن شِيَمي / والمجدَ عن راحتي وجَدْواها
ألستُ أُعطِي العُلاَ حقائقها / منّي وأُجرى اللّذّاتِ مُجْراها
وإن تَدِب الخُطوبُ جامحةً / لَقِيتُها لا أخاف عُقْباها
ومن عيون الظِّبا تَسْحَرُني / أضعفُها لحظةً وأضناها
ولستُ أَرضَى من الأمور بما / لا أجد المكَرْمُات ترضاها
واسمَعْ فعندي من كلّ صالحةٍ / ألطَفُ أسرارِها وأخفاها
لا أدّعي الفضلَ قبل يشهدُ لي / به أداني الدُّنَا وأقصاها
ولا أرى لي على الصديق يداً / تُفْسِدُ إنعامَها بنُعماها
من أصطفاني بودّه فله / عندي يَدٌ كالجبال صُغراها
لله أيّامُنا التي سَلَفتْ / بدار حُزْوَى ما كان أحلاها
فالقَصْرِ من صيرة الملوك إلى / أعلى رُباها إلى مُصلاّها
إذ نَجْتَنِي اللهو من أصائِلها / والعزَّ من فجرها ومَغْداها
إن عَرَضَتْ لذَّةٌ مَلكناها / أو صَعُبت خُطَّة حَوَيناها
أو يممَّتْنا تروم نُصْرتنا / صارخةٌ باسمنا حَميْناها
وإن رَمتْنا الخُطوبَ عن عُرُضٍ / فاضَ نزارٌ لها فَجلاّها
المُطْفئ الحرب كلّما أضطرمتْ / وفارسُ الخيل حين يَلقاها
كأنّما الدهرُ من مخافته / يُعَلّ بالخَمر أو حُمَيّاها
بذَّ الملوكَ الألى فغادَرها / تَذُمّ سلطانَها وعَلْياها
قَصّر عنه اقتدارُ قيصرها / وجاز سَابُورَها وكِسْرَاها
وفات فَيْرُوزَها ورُسْتَمَها / وزاد عزًّا على جُلُنْدَاها
لكلّ مَلْكٍ من الورَى شَبَهٌ / وما أرى للعزيز أشْباها
أقول يا مالكَ الملوك ولا / أقول في مدحه شَهِنْشاها
سعى وطال النجومَ مَبتَدِئاً / بهمّةٍ يَستقلّ مَسْعاها
نفسٌ كأنّ السماءَ مسكنُها / وهِمّةٌ كالزمان أدناها
لم يَسَعِ الدّهرُ حين حلّ به / صُغْرَى عُلاَه فكيف كُبْرَاها
خلافةٌ أصبح الزمانُ لها / مسْتخَدم السَّعْي مذ تولاّها
تَنْهاهُ عن بطشه وتأمرُه / وليس يَسْطِيعها فيَنْهاها
يا مَلِيكاً يفخَر الفَخَارُ به / منَّا على حيّها ومَوْتاها
وتستقِلّ الملوك عِزّتَها / إذا رأتْ عزّة ودنياها
ولو تبدّت لها سجيّتُه / ما حمَدتْ بعده سَجَاياها
لو أمَّهُ من عُفاته أحَدٌ / يقول هَبْ لي عُلاكَ أعطاها
ليست بناسٍ لَوعْدِه وإذا / جاد بنُعماه فهو ينساها
إن أخلف الغيثُ بات نائلهُ / يَخْلُف أنواءه وسُقْيَاها
مُفْترِقُ الحالتين مُجْتمِعُ ال / آراء في سَلْمها وهَيْجاها
دانت له الأرضُ والعبادُ معاً / والوحشُ في وَعْرها وصحْرَاها
فهو لسان التُّقَى ومقلتُه / وهو يمين العُلا ويُسَراها
صُور من جوهر النبوّة إذ / كان الورى طينةً وأمواها
فَمنْ يُطِعْه يفُزْ بطاعته / ومن عصاه فقد عَصَى اللهَ
خُذْها تُباهِي بها الملوكَ فما / جاء بها مالكٌ ولا بَاهَى
لا سيّما من أخي مُحافَظةٍ / حاز بها المَكْرُماتِ والجاها
هذا ولم تَحْوِ من مَناقبك الغرْ / رِ سوى بعض عُشْر أجزاها
مجدك يَستغرِق الثناءَ ولو / كان الورى ألْسُناً وأفواها
لَمْ يُرضِني دهري كما
لَمْ يُرضِني دهري كما / أرضى سِوايَ فأَرتَضِيِه
لكنه أَنْحَى عليْ / يَ بِحدّة وبما يلِيه
أكْلاً وشُرباً من دمي / والدهرُ يأكل مِنْ بنيِه
دهرٌ يَقلّ به السرو / رُ كقِلّة الإخوانِ فيه
يا نفس قد جار الزما / نُ عليَّ فاصطبِري وتِيهي
وتحملَّي عن جَهْلِه / حِلْمَ الأدِيبِ على السفِيه
لو كان حُرّاً ما سَطَا / يوما على حُرٍّ وَجيهِ
تعلّقتُه ظالماً غيرَ ساهي
تعلّقتُه ظالماً غيرَ ساهي / تَناهَى به الحُسْن كلَّ التَّناهي
وتفعَل ألحاظُه في القلوب / فِعالَ مَجادِيفه في المياهِ
إنّما العيشُ بلوغُ السْ
إنّما العيشُ بلوغُ السْ / سُؤْلِ ممّا تشتهيِه
ومُدامٌ تصطفيها / وندِيمٌ ترتضيه
ورَخيمٌ ساحرُ المٌقْ / لةِ معدومُ الشَّبِيه
جَمَعَ التّفاحَ والرا / حَ بِخدَّيه وفِيه
نَزِقٌ عن عاذِلِيهِ / صَلِفٌ في عاشِقِيه
ما هجرتُ الْمُدامَ والوَرْدَ والبَد
ما هجرتُ الْمُدامَ والوَرْدَ والبَد / رَ بطَوْعٍ لكن بصُغْر وكُرْهِ
منعتْني من الثلاثة من لو / قتلْتني لم أَحكِ واللهِ مَنْ هي
قالتِ الورد والمدامةُ البد / رُ رُضابي ولونُ خدّي ووَجْهي
قلتُ بُخْلاً بكلّ شيءٍ فقالت / لا ولكن بخِلتُ بي وبِشِبهي
قلتُ يا ليتَني شَبِيهك قالت / إنّما يَقتُل المحبَّ التشهِّي
لَم يَسمعِ القلبُ فِيهِ للنّاهي
لَم يَسمعِ القلبُ فِيهِ للنّاهي / نَهياً ولا راحَ عنه بالسّاهي
يلهو إذا ما شكوتُ مشتغِلاً / عنّي وما القلبُ عنه بِاللاّهي
والله لا قلتُ في هوايَ له / آهاً لكي أستريح في آه
فليُزْهَ وليَسْتَطِل عليَّ فما / أعشَق إلاّ الظَّلومَ والزّاهي
كأنّما عينُه مجرِّدةٌ / عليَ سيفَ العزيز باللهِ
الملِك الوارث الإمامةَ عن / كلّ إمامٍ أغَرَّ أَواهِ
أمّا الزمانُ فقد لانت حَواشِيهِ
أمّا الزمانُ فقد لانت حَواشِيهِ / وقام يدعو إلى اللّذّاتِ داعِيهِ
ولاحَ مجدُ مَعَدٍّ فوقَ غُرتهِ / حتّى أنارت به حسْناً لياليه
فالدهرُ غَضٌّ نَؤُوم عن حوادِثهِ / كأنّما عاد معنىً مِن معانِيهِ
رقّت طِباعُ الّليالي منذُ عَنَّ لها / رقيقُ طَبْعِكَ فاقتادتْ لِما فِيهِ
إنّي وإن فُتُّ منْ يَجْري إلى أمَدٍ / معي برقّةِ تبيِيني وتشبِيهي
ما عاجَ شِعْري على علياكَ يَنظِمُها / إلاّ انثنَى وعُلاكَ الغُرّ تُعْييه
إنّي أُحِبُّكَ حُبَّ المستفِيدِ به / إصابة الُّرشدِ لا حُبّاً أُداجِيه
وذاكَ أَنَّك أنت المستحِقُّ له / بالفضلِ لا بنَدىً أصبحتَ تولِيهِ
أضحتْ قلوبُ جميعِ الناسِ كلّهِم / تُسِرُّ حُبَّك والرحمانُ يُبْدِيهِ
سأجهد النفسَ حتى أَغتْدي وأُرَى / عبداً لمولايَ يَرضاه ويُرِضْيهِ
بأبي من شَرِبتُ مِن راحتَيْه
بأبي من شَرِبتُ مِن راحتَيْه / مِثْلَ ما قد شَرِبتُ مِنْ مقُلَتَيْه
وسقَتْني تحت العِناق ثَنايا / ه رحيقَ السُّلافِ مِن شفَتَيِه
كلّما عَلّني ثَناياه حيّا / ني بوَرْدِ الشَّقِيق مِن وجْنَتيْهِ
وبِرُمِّانتَيْ قضِيبِ لجُيْنٍ / بهما قامَ مِثْلُ رادِفَتَيْه
فهو كَالدِّعصِ كالقضيبِ كبدرِ التْ / تِمِّ لولا ظلامُ سالفتَيْهِ
ضاقَتِ القُمْص أن تُحيط بِرِدفَيْ / هِ ونَهْدَيهِ فانشقَقنَ عليهِ
يا عذولي عليهِ جَهْلاً اتَسْتح / سِنُ عَدْلَ الهَوِىِّ في قَمَرَيْهِ
كيف أسلو عنه وعَيْني وقَلبْي / قائِدَا صبْوَتي وشوقي إليه