المجموع : 11
هِيَ الحَياةُ الَّتي تَحْيَا النُّفُوسُ بِها
هِيَ الحَياةُ الَّتي تَحْيَا النُّفُوسُ بِها / تُمِيتُها كُلَّما شَاءَتْ وَتُحْييها
لَوْ أَنَّها خَاطَبَتْ مَيْتاً لَكَلَّمَها / وَقَامَ مِنْ قَبْرِهِ شَوْقاً يُلَبِّيها
عَادَيْتُ مِنْ أَجْلِها رُوحي وَقَدْ عَلِمَتْ / رُوحي بِأَنِّي أُعَادِي مَنْ يُعادِيها
وَلَسْتُ أَبْكي بِدَمْعِي حِينَ تُبْعِدُني / لَكِنْ بِرُوحي عَلَيْها حِينَ أَبْكِيها
للَّهِ إِنْسانُ طَرْفي حِينَ صَارَ بِها / عَبْدي كَما صِرْتُ فِيها عَبْدَ حُبِّيها
غُرِيتُ بِاللَّوْمِ فِيها إِذْ غُرِيتُ بِها / فَصِرْتُ أَهْوى مَلامي مِنْ مَلامِيها
هَذا لأَنَّ عَذابي صارَ يَعْذُبُ لِي / فيها وَأَنَّ حَيَاتي مِنْ أَيادِيها
يَا قَاتَلَ اللَهُ قَلْبي كَيْفَ صَبَّرَنِي / دَعَوْتُ بِالْمَوْتِ خَوْفاً مِنْ دَوَاعِيها
بِحَقِّها يا هَوَاها أَغْرِ هَجْرَكَ بِي / إِذا تَمَنَّيْتُ مِنْها هَجْرَ وَصْلِيها
رُحْ يا سَقَامِي عَلَى الأَعْضاءِ مُحْتَكِماً / كَما غَدَوْتَ لِفَرْطِ السُّقْمِ تُفُنِيها
خُذْ مِنْ قُوى النَّفْسِ مَا أَحْبَبْتَهُ صِلَةً / مِنِّي وَلا تُبْقِ لِي إِنْ شِئْتَ باقِيها
وَأَنْتَ فَاحْكُمْ بِمَا تَهْواهُ يا تَلَفِي / رَضِيتُ مِنْكَ بِهِ إِنْ كُنْتَ تُرْضِيها
عَساكِرُ الشَّوْقِ في قَلْبِي مُخَيِّمَةٌ / مُذْ خَيَّمَ الوَجْدُ لِي في رَبْعِ حُبِّيها
هَا قَدْ لَبِستُ ثِيابَ الضُّرِّ فِيكِ فَقَدْ / بُلِيتُ بِالسُّقْمِ فِيها قَبْلَ أُبْلِيها
وحَقِّ حُبِّكِ لا أَبْقَيْتُ مَا بَقِيتْ / عَيْني تَراكِ لِعَيْنِي دَمْعَةً فيها
وَلا اشْتَكَيْتُ إِلَيْها مَا وَجَدْتُ بِها / وَلا شَكانِي اشْتِكائِي مِنْ تَشَكِّيها
جَلَّتْ مَحاسِنُهُ عَنِ التَّشْبِيهِ
جَلَّتْ مَحاسِنُهُ عَنِ التَّشْبِيهِ / فَكَما اشْتَهى خُلِقَتْ عَلَيْهِ وَفِيهِ
وَتَرَى الرِّياحَ إِذا بَدا لَكَ مُقْبِلاً / بِضَعِيفِ كَرِّ نَسِيمِها تَثْنِيهِ
تَتَعَشَّقُ الحَرَكاتِ في حَرَكاتِهِ / فَكأَنَّمَا بِفُتُونِها تُغْرِيهِ
وَتَراهُ فَرْداً وَهْوَ زَوْجٌ عِنْدَما / يثْنِيهِ زَهْوُ التِّيهِ أَوْ يُدْنِيهِ
إِنْ حَارَ قَلْبِي في طَرِيقِ مَوَدَّةٍ / فَدَلِيلُ حُبِّكَ في الهَوى يَهْدِيهِ
لا خَلَّصَ الرَّحْمنُ قَلْبَ مَوَدَّتي / مَا دُمْتُ حَيّاً مِنْ يَدَيْ مُحْييهِ
جَلَّتْ مَحاسِنُهُ عَنْ كُلِّ تَشْبِيهِ
جَلَّتْ مَحاسِنُهُ عَنْ كُلِّ تَشْبِيهِ / وَجَلَّ عَنْ مُشْبِهٍ في الحُسْنِ يَحْكِيهِ
اُنْظُرْ إِلَى وَجْهِهِ وَاسْتَغْنِ عَنْ صِفَتي / سُبْحانَ خَالِقِهِ سُبْحَانَ بَاريهِ
النَّرْجِسُ الغَضُّ مِنْ أَجْفَانِ مُقْلَتِهِ / وَالوَرْدُ مِنْ خَدِّهِ وَالدُّرُّ مِنْ فِيهِ
دَعَا بِأَلْحَاظِهِ قَلْبي إِلى تَلَفِي / فَجَاءهُ مُسْرِعاً طَوْعاً يُلَبِّيهِ
مِثْلَ الفَراشَةِ تَأْتِي إِنْ رأَتْ لَهَباً / إِلى السِّراجِ فَتُلْقِي نَفْسَها فِيهِ
تُرَكِّبُ الرُّوحَ فِيهِ إِذْ تُرَكِّبُهُ
تُرَكِّبُ الرُّوحَ فِيهِ إِذْ تُرَكِّبُهُ / في حِجْرِها فَمَلاوِيها مَلاوِيهِ
حَتَّى إِذَا دَغْدَغَتْ أَوْتَارَهُ عَبَثاً / تكَلَّمَتْ أَلْسُنٌ مِنْ صَدْرِها فِيهِ
مَا أَفْسَدَتْ يَدُها اليُمْنى مَحَاسِنَهُ / مُذْ أَصْلَحَتْ يَدُها اليُسْرى مَساوِيهِ
بَدِيعٌ ذَابَ مِنْ نَظَرِي إِلَيْهِ
بَدِيعٌ ذَابَ مِنْ نَظَرِي إِلَيْهِ / وَذُبْتُ صَبَابَةً أَبَداً عَلَيْهِ
فَلَوْلا دِقَّةٌ في الخَصْرِ مِنْهُ / لَكَانَ الجَوُّ يَجْذِبُهُ إِلَيْهِ
كأَنَّ أَجْفَانَهُ مِنْ جِسْمِ عَاشِقِهِ
كأَنَّ أَجْفَانَهُ مِنْ جِسْمِ عَاشِقِهِ / قَدْ رُكِّبَتْ فَهْيَ بِالأَسْقَامِ تَحْكِيهِ
في صُدْغِهِ عَقْرَبٌ لِلْصُّدْغِ لادِغَةٌ / دِرْياقُ لَدْغَتِها يا قَوْمِ مِنْ فِيهِ
أَفْدِي الَّذي شَفَّ قَلْبِي
أَفْدِي الَّذي شَفَّ قَلْبِي / بِغُنْجِهِ وَالتِّيهِ
حَازَ الكَمالَ فَأَضْحى / بَدْرُ الدُّجى يَحْكِيهِ
يُبْدِي غَرائِبَ حُسْنٍ / جَلَّتْ عَنِ التَّشْبِيهِ
يَحْتَجُّ لِي كُلَّ يَوْمٍ / عَلَى العَواذِلِ فِيهِ
إِذا أَنْتَ أَسْلَمْتَ لِلْباسِلِيقِ
إِذا أَنْتَ أَسْلَمْتَ لِلْباسِلِيقِ / دُمُوعاً لأَجْفَانِهِ الهَاوِيَهْ
رَأَيْتَ اعْتِلالَكَ يَبْكِي دَماً / وَتَضْحَكُ في جِسْمِكَ العَافِيَهْ
أَيا مَنْ يَرى أَنَّ حُبِّي لَهُ
أَيا مَنْ يَرى أَنَّ حُبِّي لَهُ / ذُنُوبي وَمَا حَسَنَاتي سواهْ
أَتَهْجُرُ مَنْ لَيْسَ يَهْوى سِواكَ / وَيَهْوى هَواكَ وَتَهْوى جَفَاهْ
كَفَاكَ كَفَاكَ مِنَ الهَجْرِ مَا / أَتَيْتَ بِهِ حَاسِدي مَا كَفَاهْ
أُحِبُّكَ واللَهِ حُبَّ الصِّبَا / وَحُبَّ الشَّبابِ وَحُبَّ الحَياهْ
للَّهِ للَّهِ مَا أَحْلى رِضَاكِ وَمَا
للَّهِ للَّهِ مَا أَحْلى رِضَاكِ وَمَا / أَمَرَّ سُخْطَكِ يا مَوْلاةَ مَوْلاهَا
لا شَيءَ أَحْسَنُ مِنْها إِنَّها خُلِقَتْ / أَعَزَّ شَيءٍ لِقَلْبِي حِينَ أَلْقَاهَا
إِذا تَلَهَّبَ نَارُ الشَّوْقِ في كَبِدي / أَطْفَاهُ مَاءُ التَّلاقي عِنْدَ رُؤْياها
يا مَنْ إِذا زِدْتُ ذُلا زَادَني تِيها
يا مَنْ إِذا زِدْتُ ذُلا زَادَني تِيها / عَلِّلْ بِوَعْدِكَ نَفْسِي فَهْوَ يَكْفِيها
أَمَتَّها بِدَوامِ الهَجْرِ مِنْكَ وَلَوْ / وَصَلْتَها كانَ رُوحُ الوَصْلِ يُحْييها
الحَمْدُ للَّهِ حَمْداً لا شَرِيكَ لَهُ / صَبْراً فَقَدْ حُرِمَتْ نَفْسِي أَمَانِيها
يَا مَعْشَرَ النَّاسِ إِنِّي قَدْ كَلِفْتُ بِمَنْ / لا أَسْتَطِيعُ لَهُ وَصْفاً وَتَشْبِيها
لا تَعْجَبِي لاخضِرارٍ في عَوَارِضِهِ / فَإِنَّ جَدْوَلَ ماءِ الحُسْنِ يَسْقِيها