خذي صفوَ ما أوتيتِ واغتنميهِ
خذي صفوَ ما أوتيتِ واغتنميهِ / وإن سوَّفَ المقدارُ فانتظريهِ
وإن بدَّلَ الأيَّامَ بؤسى بنعمةٍ / فلا تُنكري ما استبدلتْ وخُذيهِ
ولا تيأسي من رَوْحِ ربِّكِ إنَّهُ / متى تستحقّي رَوْحَهُ تجديهِ
ولا تجزعي من ذمِّ غاوٍ وحاسدٍ / فأهونُ مأثورٍ كلامُ سفيهِ
يُعارُ الفتى المجدودُ إحسانَ غيرهِ / ويُنشرُ عنه خيرُ ما هوَ فيهِ
ويُروى عن المحدودِ شرُّ خِصالهِ / ويُذكَرُ بالعيب الذي لأخيهِ
ألم ترَ أنَّ الناسَ أبناءُ دهرِهمْ / وكلُّهُمُ في غَدْرِهِ كأبيهِ
فإِن غدرتْ بالحسنِ يوماً بناتُه / فذاك قليلٌ من كثيرِ بنيهِ
هي الدارُ ينبو بالقطين جنابُها / فمن خاملٍ ينتابُها ونبيهِ
تخبِّرُنَا عمَّنْ تقدَّم قبلنَا / وإنْ لم نسائلْهَا بكيفَ وإِيهِ
تفانَوا فمكبوبٌ على أمِّ رأسهِ / وآخرُ مكبوبٌ يخِرُّ لفيهِ
عجِبْتُ لصرفِ الدهرِ أعقبَ حُلوَه / بمُرٍّ من المكروهِ جَرَّعَنيهِ
أرانيَ أقصى ما لديه بمرِّهِ / سأزهدُ فيما عندَهُ وأريهِ