المجموع : 5
أَبشِرْ فذلك ما سألتَ قضاهُ
أَبشِرْ فذلك ما سألتَ قضاهُ / رَبٌّ هداك فكنتَ عند هداهُ
آثرتَهُ وَرَضِيتَ بين عبادِه / من صالِحِ الأعمالِ ما يرضاهُ
قتلوكَ فيه تَردُّهم عن دينِهِ / صَرْعَى وتمنعُ أن يُبَاحَ حِماهُ
وَبَغَوْا عليكَ فعذَّبوا الجسدَ الذي / ما للكرامةِ والنّعِيمِ سواهُ
هِيَ دعوةٌ لك ما بسطتَ بها يداً / حتّى تَقبّلَ واستجابَ اللّهُ
ولقد رأيتَ حِمَى الجهادِ فَصِفْ لنا / ذاك الحمى القُدسِيَّ كيف تراهُ
ماذا جَزَاكَ اللَّهُ من رِضوانِه / وحَبَاكَ في الفردوسِ من نُعماهُ
ماذا أعدَّ لكلِّ بَرٍّ مُتَّقٍ / غَوَتِ النُّفُوسُ فما أطاعَ هَواهُ
أَرأيتَ عبدَ اللَّهِ كيف بَلَغتَهُ / شَرَفاً مَدَى الجوزاءِ دُونَ مداهُ
دَمُكَ المطهَّرُ لو أُتيحَ لهالكٍ / أعيا الأُساةَ شفاؤُه لَشَفاهُ
صَوتٌ يُهيبُ بِكلِّ شعبٍ غافلٍ / طوبى لمن رُزِقَ الهُدَى فوَعاهُ
مَعْنَى التفوّقِ في الحياةِ فَمَن أبى / إلا الصُّدودَ فما درى مَعناهُ
الأمرُ رَهنُ الجِدِّ ليس بنافعٍ / قَولُ الضّعيفِ لعلّه وَعَساهُ
تَشقَى النُّفوسُ ولا كشِقْوَةِ خاسرٍ / لا دِينَهُ اسْتَبْقى ولا دُنياهُ
والمرءُ يَرغبُ في الحياةِ وَطُولِها / حتّى يكونَ الموتُ جُلَّ مُناهُ
أُوتِيتَ نصراً يا محمدُ سَاطعاً / يبقَى على ظُلَمِ العصورِ سَناهُ
لَكَ من دمِ الشُّهداءِ بأسٌ لم يَقُمْ / في الأرضِ ديِنُكَ عالياً لولاهُ
ما تَنقَضِي لإِمامِ حقٍّ قُوّةٌ / إلا تَزيدُ على الزّمانِ قُواهُ
اسمٌ سَمَا لَفظُهُ وازدَانَ مَعناهُ
اسمٌ سَمَا لَفظُهُ وازدَانَ مَعناهُ / حَلّاكِ رَبُّكِ بالحُسْنَى وحَلّاهُ
مَيمونةٌ أنتِ هذا ما تَخيَّرهُ / لَكِ الذي اختاره مِن خَلقِهِ اللَّهُ
أوفى بَحمزَةَ والعبّاسِ مَجدُهُما / يا أختَ زَوْجَيْهِما والنَّاسُ أَشْباهُ
لأنتِ أكرمُ عند اللَّهِ مَنزلةً / يا زَوجَ أحمدَ إذ أعطاكِ إيّاهُ
لم تَعلمي أمَطايا اللَّهِ حاملةٌ / منكِ الجلالَ المحلَّى أم مطاياهُ
إلى المدينةِ سِيري في كِلاءتِهِ / يا طِيبَ مثواكِ إن شارفتِ مَثواهُ
قرِّي بِبعلِكِ عَيْناً إنّه شَرَفٌ / ما مِثلُهُ شَرَفٌ عالٍ ولا جاهُ
أطريْتُ فيكِ وفي المختارِ مُؤمنةً / عَزَّتْ بأبلجَ ما تُحْصَى مَزَاياهُ
عِزٌّ يُوطِّدُ للإسلامِ جَانِبَها / مِنْ جانبِ اللَّهِ مَوْلاها ومَوْلاهُ
ما انفَكَّ يتَّخِذُ الأصهارَ يجعلهم / لِدينِهِ الهادمُ البانِي ودُنْياهُ
سياسةٌ ما رَمَى الطَّبُّ اللَّبيبُ بها / إلا أصابَ بإذنِ اللَّهِ مَرماهُ
وقُوّةٌ لرسولِ الله شائعةٌ / بين القبائلِ يرعاها وتَرعاهُ
وسنَّةٌ لبني الإسلامِ يَشرعُها / والخيرُ أجمعُ شرعٌ من سجاياهُ
همْ أسرةٌ في ظلالِ اللَّهِ واحدةٌ / تَمضي على الحقِّ تَرجوه وتخشاهُ
لا تَعرِفُ الرُّشدَ إلا في شَرائِعِهِ / ولا تَرَى الخيرَ إلا في وَصَاياهُ
دِينُ الألَى يُؤثرونَ العزَّ مَنزلةً / ما كانَ أَهْوَنَ دُنيا النَّاسِ لولاهُ
لكلِّ شعبٍ بِناءٌ ليس يُمسِكُهُ / شيءٌ إذا نام عنه مَن تَولّاهُ
لولا الأواصِرُ والأرحامُ ما التأمتْ / مِنه الصُّدوعُ ولا انضمَّتْ شَظَاياهُ
إلى العُزَّى فقد بَلَغتْ مَدَاها
إلى العُزَّى فقد بَلَغتْ مَدَاها / وإنّ على يَدَيْكَ لَمُنتهَاها
أزِلْها خَالدٌ وَاهْدِمْ بِناءً / أُقِيمَ على جَوَانِبِها سَفَاها
بَناهُ الجاهلونَ لها ودَانوا / بِها من دونِ خَالِقِهِم إلها
مُذَمَّمَةٌ تُساقُ لها الهَدَايا / تَظَلُّ دِمَاؤُها تَسْقِي ثَرَاها
رَماها ابنُ الوليدِ فأيَّ شرٍّ / أزالَ وأيَّ داهيةٍ رمَاها
وأين غُرورُ سَادِنها وماذا / أَفَادَ دُعاؤُهُ لمّا دَعاها
أجلْ يا ابنَ الوليدِ لقد دَهَاها / من الهُونِ المُبَرِّحِ ما دَهاها
ويا عَمْرو اتَّخِذْ لِسُوَاعَ بأساً / يُذِلُّ من الطَواغيتِ الجِباها
وَيَنتزِعُ الغوايَةَ مِن نُفُوسٍ / ألحَّ ضَلالُها وطَغَى هَواها
هَدَمْتَ ضَلالَةً شَابَتْ عليها / هُذَيْلٌ بعدَ ما قَضَّتْ صِباهَا
تَطَاولَتِ القُرونُ وما تَناهَتْ / فَقُلْ لِسُواعَ دَهْرُكَ قَد تَنَاهى
رآه وَلِيُّهُ كَذِباً فَوَلَّى / يُسائِلُ نفسَهُ ماذا عَرَاها
وقال شَهِدتُ أنّ اللَّهَ حَقٌّ / وأنَّ النَّفسَ يَنفعُها هُدَاها
جَعلتُ محمداً سَبَبِي فإنّي / أرَى أسبابَهُ شُدَّتْ عُراها
مَناةُ مَنَاةُ مالَكِ من بقاءٍ / وأيُّ شَقِيَّةٍ بَلغتْ مُناها
رماكِ اللَّهُ من زَيْدِ بْنِ سَعْدٍ / بِمَنْ تَرمِي الجِبالُ له ذُراها
أما نَفَضَتْكِ من خوفٍ وذُعْرٍ / عَرانينُ المُشَلَّلِ إذ لَواها
تَبَارَكَ هادمُ الأصنامِ إنّي / أرَى الأصنامَ تَهْدِمُ مَن بَنَاها
تُضِّلُّ العالمينَ وقَد أتاهم / كِتابُ اللَّهِ يُنْذِرُهُم أذَاها
وما للنَّفسِ تُؤثِرُ أَن تُحَلَّى / سِوَى الإيمَانِ يُلْبِسُها حِلاهَا
دعوا الشَّهيدَ لشعبٍ ليس ينساهُ
دعوا الشَّهيدَ لشعبٍ ليس ينساهُ / وارعوا لِمصرَ ذِماماً كان يرعاهُ
ماذا تُعيدون من ذكرى امْرئٍ نَبهٍ / النّيلُ سِيرتُهُ والدَّهرُ ذِكراهُ
خُوضوا الرُّماةَ وسيروا حَوْل رايتهِ / جُنداً من الحقِّ يرمي دُونَهُ اللهُ
إلى الأَمامِ سِراعاً خلفَ قائِدكم / إلى الأمامِ فهذي من وَصاياهُ
سَنَّ الجِهادَ لكم يحمي به وطناً / سَنَّ الحِدادَ عليهِ يومَ منعاهُ
يَومٌ تمرَّدَ فاسْتعصتْ فَواجعُه / على الدَّهَاقِين واسْتَشرتْ رزاياهُ
رَمى المشارقَ بالخطبِ الذي انْتَفضتْ / منه المغاربُ تخشى هَوْلَ مَرماهُ
إن يَفْزَعِ النّيلُ أو يجزعْ فقد نُكِبتْ / دنيا ممالكُها في الرُّزءِ أشباهُ
ليس الهُداةُ لشعبٍ أو لِمملكةٍ / هُمْ رحمةُ الله للدُّنيا ونُعماهُ
نَفسٌ حَمَى الأُفُقُ العلويُّ مَوضعَها / واختارها الله من أَسْنَى عَطاياهُ
من هِمَّةِ الرُسْلِ ما يَغتالُها خَوَرٌ / ولا يَطيشُ بها مالٌ ولا جاهُ
ما بات من فِتنةِ الدُّنيا على خَطرٍ / وصاحبُ التاجِ مفتونٌ بدنياهُ
ذكرى الشَّهيدِ وما نجزي مَواقفَهُ / في العامِلينَ ولا نُحصِي مَزاياهُ
كُوني لمِصرَ حياةً غيرَ هازلةٍ / وَعلِّمِي الجِدَّ شعباً ساءَ محَياهُ
إنّ الأُلى زعموا الأوطانَ هَيِّنَةً / جَرُّوا على الشَّعبِ ما تأبى سجاياهُ
هم سَخَّروهُ لأمرٍ ليس يَعرفه / فَاسْتنَّ يعصِفُ واستنَّتْ ضحاياهُ
ثم انجلى النَّقعُ عن دَهْياءَ مُفزِعَةٍ / الموتُ أيْسَرُ منها حِينَ تلقاهُ
لا تَحسبِ الأمرَ ما تُبدِي ظواهرُه / فإنّما الأمرُ ما تطوِي خَفاياهُ
عفواً وصفواً لقومٍ شِيبَ مَوْرِدُهم / فالقولُ أجْلَبُهُ للودِّ أَصفاهُ
إنّا نُحاذرُ قولَ الشامِتينَ بنا / حِزبٌ يلومُ وحزبٌ ضلَّ مَسعاهُ
بات العِدى مِلءَ وادينا وبات بنا / من التَّناحُرِ ما نشكو بلاياهُ
إنّا جَهِلْنَا فشقَّ الحِقدُ وَحدَتنا / وأدركَ الخصمُ منّا ما تَمنَّاهُ
اللهُ أكبرُ هذا يوم ندفعه / خطباً خَشِيناه ممن ليس يَخشاهُ
مَدَّ الشَّهيدُ إلى الأحزابِ يجمعُها / من جانبِ القَبرِ يُمناه ويُسراهُ
وأرسلَ الصّوتَ يُسدِي النُّصحَ فابتدرت / مِصرُ الجريحةُ تستشفِي بنجواهُ
أيسمعُ النُّصحَ قومٌ أم بهم صَمَمٌ / أم ليس يفهمُ بعضُ القومِ معناهُ
اليومَ يُبصرُ حادِي الركبِ وِجْهَتَهُ / ويعرفُ الحائرُ الضِّلِّيلُ عُقباهُ
نادى الشَّبابَ فهبَّ من إغفائِهِ
نادى الشَّبابَ فهبَّ من إغفائِهِ / بَطَلٌ يَهُزُّ الجيلَ رَجعُ نِدائهِ
حيٌّ على مَرِّ الدُّهور مُدَجَّجٌ / تتساقطُ الأجيالُ حول لوائهِ
تَفْنَى الوقائعُ وَهْوَ في مَرَحِ الصِّبَى / جَذلانُ مُغتَبِطٌ بِطولِ بَقائهِ
سَيفٌ أضاءَ الحقُّ مِلءَ فِرِنْدِهِ / وتَأَلَّقَ الإيمانُ مِلءَ مَضائهِ
نَظَر الكُماةُ فما رَأَوْا ذَا رَونقٍ / في حُسْنِ رونقهِ وصِدقِ بَلائِهِ
عَضْبٌ حَمَى عِرضَ الكنانةِ حَدُّهُ / وَرَعى ذِمامَ الشَّرقِ في أبنائهِ
وَجَد المُغيرَ يَجولُ في أحشائها / فَأَبَى القَرارَ وَجالَ في أحشائهِ
اللهُ أَوْدَعَهُ حَمِيَّةَ رُسلهِ / وأَمدَّهُ بالنّصرِ من خُلفائهِ
أَوْفَى على الوادي فَكبَّرَ واحْتَفَى / بالمُصطَفى المختارِ من زُعمائِهِ
النّافِثِ العَزَماتِ في أكنافِهِ / والباعِثِ النَّهَضاتِ في أنحائهِ
المُستعانِ على العدوِّ إذا طَغَى / المُستعين بِصبرِهِ وَإبائِهِ
مَن لا يَرى أنّ الجهادَ مُروءةٌ / حتّى يكونَ المرءُ من شُهدائِه
مَن عَلَّمَ المِصريَّ حُبَّ بِلادهِ / وأَقامَ من دَمِهِ مِثالَ وَفائِه
مَن أَنكرَ اليأسَ المُذِلَّ وعَابَهُ / لأَخِي الحياةِ فمدَّ حَبلَ رَجائِه
ما قَالَ حِينَ صبا بلادي يَشتكي / أَلَم الهَوَى ويَضِجُّ من بُرحَائهِ
لكنّها نَجوى المشوقِ وآيةٌ / عُذريّةٌ من حُبّهِ وولائهِ
لم يَلْقَِ قَيْسٌ في هَوى ليلاه ما / لاقَى ولا ابنُ خزامَ في عَفرائِهِ
أدَّى الرّسالةَ والممالكُ هُتَّفٌ / لِجَلالِ مَشهدهِ وَحُسْنِ أدائهِ
نُورٌ من الوحي المُباركِ ساطعٌ / في أُمَّةٍ حَيْرَى وشعبٍ تائهِ
ورسولُ حقٍّ ما اسْتَبدَّ به الهَوى / يوماً ولا أعياهُ مُعضِلُ دائهِ
يَرمِي بحكمتِه النُّفوسَ إذا الْتَوَتْ / ورَمَى الغبيُّ بمكرهِ ودَهائِه
يستنزل الخَصمَ العنيدَ على يدٍ / تَتناولُ المرّيخَ من عَليائهِ
أخذت كُرومَر فَاسْتبِيحَ ولم يَزَلْ / يُسْقَى عُصارةَ بَغْيهِ وعَدائِه
يَبغِي على الشَّعبِ الضّعيفِ بِأرضِه / ويُغالِبُ الدّيانَ فَوقَ سَمائِه
ألقَى السِّلاحَ وَرَاحَ يَنعَقُ ماله / جُندٌ سِوَى هَذَيانهِ وهُرائِه
ذُعِرَتْ لِنكبتِه الجنودُ أعِزَّةً / وتَفزّعَ الأُسطولُ في دأمائهِ
عَدلُ القضاءِ أَدالَ مِن طُغيانهِ / في دنشوايَ ومن أَثيمِ قضائِه
لمّا أتى المُسْتَضْعَفِينَ حَديثهُ / أَلِفَ الحَمامُ السَّجعَ بعد بُكائِه
يا ناصرَ الضُّعفاءِ نِمتَ ولم يَنَمْ / جَلّادُ هذا الشّعبِ عن ضُعفائِه
وَلَّى زَمانُكَ يا صريعَ هُمومهِ / فَاسألهُ هل وَلَّى زَمانُ عَنائِه
الدّهرُ شاغَبَهُ فأوهنَ عَظمَهُ / وطغَى عليهِ فَزادَ في أعبائِه
يشقى بِحمل الدّاءِ لولا حاجةٌ / في نفسِه لَقَضَى على حَوْبائهِ
لمّا ذهبتَ وكُنتَ مَرجعَ أمرهِ / ذَهبَ الطّبيبُ المُرْتَجَى لِشفائِه
خُلفاؤُك الأمناءُ بعدك حُضَّرٌ / والمرءُ مَرجعُه إلى أُمنائِهِ
جَعلوا هَواكَ شريعةً وتجنَّبوا / من مَالَ عنكَ وضلَّ في أهوائهِ
هُمْ عُدَّةُ الوادي ليومِ سلامِه / وعَتادهُ المرجوُّ في هَيْجائِه
نَشطَ الشّبابُ وَقِيلَ يا مصرُ انْهضِي / وبَدَا سَبيلُ الحقِّ بعد خَفَائِه
وإذا الشّبابُ مَضَى يُحاوِلُ مَطلباً / نَفذَ المحالَ وجَالَ في أثنائِه
هذا بناؤُكَ مَالَهُ مِن هادمٍ / وكفَى بِربِّك حافظاً لِبنائِه
حِصنُ القضيّةِ يَنهضُ الوادي على / جَنَباتِهِ ويجولُ في أفيائِهِ
قُلْ لِلأُلىَ نَعِمُوا وبين عُيونهم / شَعبٌ تَردَّى في جَحيم شقائِه
لا تسخروا بالشَّعبِ في أعراسِكم / هو في مآتمِه وفي أَرزائِه
عَرَفَ الرّجالُ بك الحياةَ وَأَبصَرُوا / ماذا يُواري الموتُ تحتَ غِطائهِ
وتَبيَّنُوا أنّ الهوانَ لِقانعٍ / مِن دَهرهِ بِنفاقهِ وريائهِ
ما مَيِّتُ الأحياءِ غيرُ مُنافقٍ / بَالي الضّميرِ مُكفَّنٍ بِردائهِ
دينُ السياسةِ والرّجالُ مراتبٌ / أَنتَ الإمامُ الفردُ مِن فُقَهائِه
ما للممالكِ إن رَمَى عِزريلُها / بالغاصبِ المغتالِ غيرُ جلائِه
وأشدُّ أبناءِ البِلادِ عَداوةً / مَن لا يرى المحتلَّ مِن أعدائهِ
هي في جلالتها حِمَى أبنائِه / ومضاجعُ الماضين من آبائهِ
أفَمَن يَبيعُ بلادَهُ كمجاهدٍ / ينأى بها عن بَيْعهِ وشرائهِ
شعبُ الكنانةِ ليس من أخلاقِه / أن يخذلَ المُوفين من نُصرائهِ
إنّ الأُلى سَمِعوا الحديث مُلفَّقاً / جَهِلوا الصّريحَ المحضَ من أنبائهِ
لسنا حُماةَ النّيلِ إن ظفروا بهِ / حتّى يَسيلَ دَمُ الرجالِ كمائِهِ