القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 4
عذيري من خليلٍ لِ
عذيري من خليلٍ لِ / يَ يَقْلاني وأَهواهُ
يؤاتيني فأرجوهُ / ويجفوني فأخشاهُ
وما أنسى وحوشيتُ / من الغدرِ وحاشاهُ
حبيباً شَفَعَ الحب / بُ إليهِ فترضّاهُ
فأدناهُ إلى صدري / وفيه كان مَأْواهُ
وخدّي فوق يُسْراهُ / وجَنْبي تحت يُمناهُ
أَرِني العجائبَ يا أباها
أَرِني العجائبَ يا أباها / فكَبَخْصِ عيني أنْ أراها
وأجِل بعينِي ثُمّ قل / بي ذا جَواهُ وذي قَذاها
أرِني فبين جوانحي / ممّا تُرينيهِ لَظاها
في كُلِّ يَومٍ مِن نوا / ئِبَ طارقاتٍ لي سُراها
ما لي أُقيمُ على منا / زِلَ أوْحَشَتْ ممّنْ ثَواها
وتبدّلَتْ غيرَ الّذي / قد كنتُ أعهدُ من حُلاها
آوِي هَواها بعدما / أسكنتُ في أَعلا رُباها
دِمَنٌ إذا مرّ اللَّبي / بُ على نواحيها طَواها
وكأنّه يأتي الحُتو / فَ أو الخسوفَ إذا أتاها
وَإِذا الفتى ملكَ اِختيا / راً في مآربهِ عَداها
لك عِبرَةٌ فيمنْ عَرَتْ / هُ وعبرةٌ فيمن عَراها
هيهات منك إذا نَزَلْ / تَ بها على سَغَبٍ قِراها
في قفرةٍ فقدتْ بها / عيني وقد تاهتْ ضِياها
عرّجُ على الأبواءِ منْ / عِيسٍ نَجَوْتَ به خُطاها
وتعَدَّها فالحظُّ إم / ما كنتَ تبغي في سواها
اِنظر إِلى النّعْماءِ والس / سَراءِ فيها هلْ تَراها
وكأنّها في قَفرةٍ / عَصْفٌ تصفّقهُ صَباها
ولقد عَفَتْ من قبل أنْ / أوْفَتْ فقلْ لي مَن عَفاها
قُلْ لِلقَطينِ بعُقرِها / وهو المواصِلُ لِمْ جَفاها
لِمْ ملّها من غير جُر / مٍ كان منها لِمْ قَلاها
مِن بعد ما كان المُعَر / رسَ والمُحبِّسَ لِمْ نآها
سَلْهُ لتعرفَ غَيْبَهُ / لِمْ باعها لمّا اِشتراها
ولقد لبستُ بها الغَضا / رَةَ والنَّضارةَ في دُماها
وعقيلةٍ ما لي إذا / ما زُرتُها إلّا هواها
وإذا تمنّتْ لم يَجُزْ / خَلْقي وأخلاقي مُناها
ما لي مَقيلٌ عند حَسْ / ناءِ اللَّمى إلّا حشاها
وليَ الغصونُ من الشّبي / بةِ لا أُحاذرُ من ذَواها
وإذا سخطتُ فليس لي / مِن كاعِبٍ إلّا رضاها
فَالآن أُدعى شيخَها / من بعد أنْ أُدعى فتاها
لا أطْعَمَ الرّحمنُ دا / راً للهوانِ ولا سقاها
وَاِفتَرَّ عَنها كلُّ فا / تحةٍ بماءِ المُزْنِ فاها
فالفقرُ فيها للغنى / خيرٌ كثيرٌ مِن غناها
فإذا رهنتَ القربَ من / ها والدُّنوَّ على نَواها
آمنتَ نفسك طولَ عمْ / رِك من شجاها أو أساها
ومعاشرٍ قبلوا بها / عن عِزِّ أنفسهمْ رِشاها
وتعوّدوا أنْ يأخذوا / بضراعةٍ منها جَداها
وَالذُّلُّ في الدّنيا لمن / إِمّا اِتَّقاها أوْ رجاها
خَفيتْ فما تدري لحي / رتنا خَساها مِنْ زَكاها
لم تَرضَ إلّا بالرّؤو / سِ وليس يُقنعها شَواها
ما للعيونِ عيوننا / فيهنّ حَظٌّ مِن كَراها
وكأنّما عَشِيَتْ ولمْ / يَلمُم بها هَرَماً عَشاها
وَبِنىً يَقولُ خبيرها / شُلَّتْ أنامِلُ مَن بَناها
وَأهاضبٌ ما كان إل / لا في الحَضِيضةِ مَن عَلاها
وَأَكاذبٌ دَنِسَتْ مَدا / رِعُ من تلاها أوْ رواها
كم غُطِّيَتْ بتجمُّلٍ / للسّامعين فما غطاها
أَين الّذين تبوّأوا / مِن هذه الدُّنيا عُلاها
ولهمْ أناملُ لم يَفِضْ / في المُجدِبين سوى حِباها
ما أَمسكَتْ يوم الوغى / إلّا ظُباها أوْ قَناها
وَلَهمْ إذا اِجتُنِبَتْ شرا / رُ الحربِ منها مُصطلاها
وكأنّما أحداقُهمْ / حَنَقاً على حَنَقٍ جِذاها
وإذا الشّدائدُ في رِحا / لِ معاشرٍ ألقتْ عصاها
أرْوَوْا صَداها بالنَّجي / عِ وأشبعوا لحماً طَواها
لم يَسكنوا إلّا قِلا / لاً ليس يُرقى مُرتقاها
وإذا الوغى دارتْ بمكْ / روهٍ ومحبوبٍ رَحاها
لم يأخذوا لنفوسهمْ / إلّا مُناها أوْ رداها
من كلِّ وضّاحٍ إذا / عَرَضتْ له رِيَبٌ أباها
بلغ النّهايةَ في الورى / وكأنّه ما إنْ تناهى
وإذا تولّى خُطَّةً / عن قومِه فَرْداً كفاها
ولَطالما أكدى الرّجا / لُ الحافرون إذا أَماها
وعَمُوا عن العلياءِ شا / هقةَ المحلِّ وقد رآها
ما كان يومَ عظيمةٍ / إلّا أَباها أوْ أخاها
كانوا نجومَ الأرضِ سا / مقةً وهمْ مَوْتى ثراها
طُرحوا بحالِكةٍ جَوا / نِبُها دَحاها مَن دَحاها
يَمحوهُمُ بالرّغمِ مِن / آنافهمْ منها بِلاها
دَرَجوا فما للعينِ بَعْ / دَ فِراقهم إلّا بكاها
هي الدّارُ موقوفٌ عليك بكاها
هي الدّارُ موقوفٌ عليك بكاها / فلا تعدُها يوماً تؤمُّ سواها
وخلِّ اِعتذاراً بالرّكاب فإنّما / بكفّ الّذي يعدو الرّكابَ خُطاها
هويتُ ثراها قاصداً مَن مشى بها / ولولا هواها ما هويتُ ثَراها
ولمّا عرفنا دارَها بمُحَجَّرٍ / وَحَلَّتْ عيونٌ بالدّموعِ حُباها
نظرتُ إليها يوم سارتْ حُدوجُها / فلم يكُ للأجفانِ غيرُ قَذاها
وقفنا عليها طاعةً لقلوبنا / رِكاباً حَداها الشّوقُ حين حَداها
فكان حنينَ المُهْجَساتِ رُعودُها / وصوبَ دموعِ النّاشجين حَياها
فيا منزلاً بانتْ وفيه ضياؤها / وليستْ به وَهْناً وفيه نَشاها
سقاكَ من الأنواءِ ما شئتَ من ندىً / ولا زلتَ ريّانَ الثّرى وسَقاها
أُحبّكَ والبيتِ الّذي طوّفَتْ به / قريشٌ ومسّتْ تُربَهُ بلحاها
ومَنْ حَطَّهُ بيتاً عتيقاً محرّماً / وجاب له الأحجارَ ثمّ بناها
وقومٍ نَضَوْا بالمَوْقِفَيْنِ ذنوبهمْ / ومَن حلَّ في وادي مِنىً وأتاها
وبالحَصَياتِ اللّاتي يُنبذن حِسْبَةً / ومَنْ قَلَّها من صخرها ورماها
لَئِنْ كنتِ من دارِ الغرامِ صحيحةً / فلي مُهْجَةٌ لم يبقَ غيرُ ذَماها
وَزارتْ وِسادي في الظّلامِ خَرِيدةٌ / أَراها الكرى عيني ولستُ أراها
تَمانَعُ صبحاً أنْ أراها بناظري / وتبذلُ جُنحاً أنْ أُقبِّلَ فاها
ولمّا سَرَتْ لم تخشَ وَهْناً ضلالةً / ولا عرف العُذّالُ كيف سُراها
فما ذا الّذي من غير وعدٍ أتى بها / وماذا على بُعدِ المزارِ هَداها
ويا ليتني لمّا نزلتُ بشِعْبها / تكون قِرَايَ أوْ أكون قِراها
وقالوا عساها بعد زَوْرةِ باطلٍ / تزور بلا ريبٍ فقلتُ عساها
ألا نكّب الأنواءُ دارَ مَهانةٍ / فما عندنا للنّفسِ غيرُ ضَناها
مقيمٌ بلا زادٍ سوى الصّبر والحِجى / على شَجَراتٍ لا أذوق جَناها
لغيري اِخضرارٌ من فروعِ غُصونِها / وليس عليه بَلْ عليَّ ذَواها
أَشيمُ بُروقاً لا أرى الغيثَ بعدها / وأرقبُ سُحباً لا يَطُلُّ نَداها
ولو كنتُ أرجوها قنعتُ فإنّني / حُرِمْتُ بها فيما حُرِمتُ مُناها
وإنّي لَمغرورٌ بقومٍ أذِلَّةٍ / يحِلّون من أرضِ الهوانِ ذُراها
وإنْ جئتهمْ تشكو مضيضَ مُلِمَّةٍ / تَقَوْا بك مغلولَ اليدين شَباها
وكلِّ مَليءٍ وبالمَلامِ مذمَّمٍ / عَرَتْه المخازي مرّةً وعَراها
يهشُّ إلى العَوْراءِ وهْيَ قَصِيَّةٌ / ويَعْمى عن العلياءِ وهو يراها
صحبْتكُمُ أجلو بكمْ عنِّيَ القَذا / فَأَعشى عيوني قربُكمْ وغَطاها
وكنتُ أُرَجِّي صُبحَكمْ بحنادِسٍ / فكنتمْ نهاراً للعيونِ دُجاها
فَلَيت الّذي ما كان للعين قرّةً / وقد أبصَرَته لا يكون عَماها
وَدارُكمُ دارٌ إِذا ما مضى بها / كريمٌ عداها مُعرِضاً وطَواها
إِذا قرّبَتْ شَيئاً لديه اِنتوى لها / وإنْ عرضتْ يوماً عليه أباها
وما هانَ إلّا خائفٌ يستجيرها / وَلا خابَ إلّا مَنْ مَنا فَرَجاها
وما المُسلَمُ المخدوعُ إلّا نَزولُها / ولا المُهْمَلُ المبذولُ غيرُ حِماها
فلا باركَ الرّحمَن فيمنْ أحبَّها / وبارك فيمن مَلَّها فقلاها
ولا بَلَغَتْها النّاجياتُ طَلَبْنَها / وعُقِّلْنَ عن إدراكها بوَجاها
فأيُّ اِنتِفاعٍ بالبلادِ عريضةً / وبات قصيراً في الرّجال جَداها
فكلُّ بلادٍ لم يُفِدْك اِقتِرابها / فَما قربُها إلّا كبُعدِ مداها
رُمِ المَطرَحَ الأعلى من الفضل كلّهِ / ولا ترضَ في أُكرومةٍ بسواها
وَخلِّ ضنيناً بالحياةِ فإنّه / فداها ببذلِ العِرْضِ حين فَداها
فَلستَ لدى حكمِ العشيرةِ شيخها / إذا لم تكنْ يوم الطّعانِ فتاها
وكيف ولم تحملْ بظهرك ثِقْلَها / تدور على قطبٍ نَصَبْتَ رحاها
وما سُدْتَها في يوم سِلْمٍ ولم تكنْ / بسيِّدها في الضَّربِ يوم وغاها
فَكُن إِنْ أَردتَ العزَّ فيها مسالماً / شِفارَ مَواضيها وزُرْقَ قناها
فَلي في معاريضِ الكلامِ تَعِلَّةٌ / ومن عِلَلِ الأدواء منه شفاها
فإن يمكن التّصريحُ صرّحتُ آنفاً / وروّيتُ أحشاءً أطَلْتُ ظماها
وإلّا فَجمجامٌ من القولِ سائرٌ / بِأيدي عِناق النّاعجاتِ كفاها
نجوتُ القَنا والبيضُ تدمى مُتونُها
نجوتُ القَنا والبيضُ تدمى مُتونُها / ولم أنجُ يوماً من مقالِ سَفِيهِ
ففخرُ الفتى بالفضلِ منه وعنده / أجلُّ له من فخرهِ بأبيهِ
فكمْ بين عِرْضٍ سالمٍ ومُمزَّقٍ / وكم بين مرءٍ خاملٍ ونبيهِ
وكم قلتُ للنّفسِ العَزوفِ لَدى الوغى / رِدِي مَكْرَعاً من قبل أنْ تَرِدِيهِ
ولا تَطلبي منّي الفِرارَ على الرّدى / فإنّك إنْ رُمتِيهِ لم تجِدِيهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025