المجموع : 4
عذيري من خليلٍ لِ
عذيري من خليلٍ لِ / يَ يَقْلاني وأَهواهُ
يؤاتيني فأرجوهُ / ويجفوني فأخشاهُ
وما أنسى وحوشيتُ / من الغدرِ وحاشاهُ
حبيباً شَفَعَ الحب / بُ إليهِ فترضّاهُ
فأدناهُ إلى صدري / وفيه كان مَأْواهُ
وخدّي فوق يُسْراهُ / وجَنْبي تحت يُمناهُ
أَرِني العجائبَ يا أباها
أَرِني العجائبَ يا أباها / فكَبَخْصِ عيني أنْ أراها
وأجِل بعينِي ثُمّ قل / بي ذا جَواهُ وذي قَذاها
أرِني فبين جوانحي / ممّا تُرينيهِ لَظاها
في كُلِّ يَومٍ مِن نوا / ئِبَ طارقاتٍ لي سُراها
ما لي أُقيمُ على منا / زِلَ أوْحَشَتْ ممّنْ ثَواها
وتبدّلَتْ غيرَ الّذي / قد كنتُ أعهدُ من حُلاها
آوِي هَواها بعدما / أسكنتُ في أَعلا رُباها
دِمَنٌ إذا مرّ اللَّبي / بُ على نواحيها طَواها
وكأنّه يأتي الحُتو / فَ أو الخسوفَ إذا أتاها
وَإِذا الفتى ملكَ اِختيا / راً في مآربهِ عَداها
لك عِبرَةٌ فيمنْ عَرَتْ / هُ وعبرةٌ فيمن عَراها
هيهات منك إذا نَزَلْ / تَ بها على سَغَبٍ قِراها
في قفرةٍ فقدتْ بها / عيني وقد تاهتْ ضِياها
عرّجُ على الأبواءِ منْ / عِيسٍ نَجَوْتَ به خُطاها
وتعَدَّها فالحظُّ إم / ما كنتَ تبغي في سواها
اِنظر إِلى النّعْماءِ والس / سَراءِ فيها هلْ تَراها
وكأنّها في قَفرةٍ / عَصْفٌ تصفّقهُ صَباها
ولقد عَفَتْ من قبل أنْ / أوْفَتْ فقلْ لي مَن عَفاها
قُلْ لِلقَطينِ بعُقرِها / وهو المواصِلُ لِمْ جَفاها
لِمْ ملّها من غير جُر / مٍ كان منها لِمْ قَلاها
مِن بعد ما كان المُعَر / رسَ والمُحبِّسَ لِمْ نآها
سَلْهُ لتعرفَ غَيْبَهُ / لِمْ باعها لمّا اِشتراها
ولقد لبستُ بها الغَضا / رَةَ والنَّضارةَ في دُماها
وعقيلةٍ ما لي إذا / ما زُرتُها إلّا هواها
وإذا تمنّتْ لم يَجُزْ / خَلْقي وأخلاقي مُناها
ما لي مَقيلٌ عند حَسْ / ناءِ اللَّمى إلّا حشاها
وليَ الغصونُ من الشّبي / بةِ لا أُحاذرُ من ذَواها
وإذا سخطتُ فليس لي / مِن كاعِبٍ إلّا رضاها
فَالآن أُدعى شيخَها / من بعد أنْ أُدعى فتاها
لا أطْعَمَ الرّحمنُ دا / راً للهوانِ ولا سقاها
وَاِفتَرَّ عَنها كلُّ فا / تحةٍ بماءِ المُزْنِ فاها
فالفقرُ فيها للغنى / خيرٌ كثيرٌ مِن غناها
فإذا رهنتَ القربَ من / ها والدُّنوَّ على نَواها
آمنتَ نفسك طولَ عمْ / رِك من شجاها أو أساها
ومعاشرٍ قبلوا بها / عن عِزِّ أنفسهمْ رِشاها
وتعوّدوا أنْ يأخذوا / بضراعةٍ منها جَداها
وَالذُّلُّ في الدّنيا لمن / إِمّا اِتَّقاها أوْ رجاها
خَفيتْ فما تدري لحي / رتنا خَساها مِنْ زَكاها
لم تَرضَ إلّا بالرّؤو / سِ وليس يُقنعها شَواها
ما للعيونِ عيوننا / فيهنّ حَظٌّ مِن كَراها
وكأنّما عَشِيَتْ ولمْ / يَلمُم بها هَرَماً عَشاها
وَبِنىً يَقولُ خبيرها / شُلَّتْ أنامِلُ مَن بَناها
وَأهاضبٌ ما كان إل / لا في الحَضِيضةِ مَن عَلاها
وَأَكاذبٌ دَنِسَتْ مَدا / رِعُ من تلاها أوْ رواها
كم غُطِّيَتْ بتجمُّلٍ / للسّامعين فما غطاها
أَين الّذين تبوّأوا / مِن هذه الدُّنيا عُلاها
ولهمْ أناملُ لم يَفِضْ / في المُجدِبين سوى حِباها
ما أَمسكَتْ يوم الوغى / إلّا ظُباها أوْ قَناها
وَلَهمْ إذا اِجتُنِبَتْ شرا / رُ الحربِ منها مُصطلاها
وكأنّما أحداقُهمْ / حَنَقاً على حَنَقٍ جِذاها
وإذا الشّدائدُ في رِحا / لِ معاشرٍ ألقتْ عصاها
أرْوَوْا صَداها بالنَّجي / عِ وأشبعوا لحماً طَواها
لم يَسكنوا إلّا قِلا / لاً ليس يُرقى مُرتقاها
وإذا الوغى دارتْ بمكْ / روهٍ ومحبوبٍ رَحاها
لم يأخذوا لنفوسهمْ / إلّا مُناها أوْ رداها
من كلِّ وضّاحٍ إذا / عَرَضتْ له رِيَبٌ أباها
بلغ النّهايةَ في الورى / وكأنّه ما إنْ تناهى
وإذا تولّى خُطَّةً / عن قومِه فَرْداً كفاها
ولَطالما أكدى الرّجا / لُ الحافرون إذا أَماها
وعَمُوا عن العلياءِ شا / هقةَ المحلِّ وقد رآها
ما كان يومَ عظيمةٍ / إلّا أَباها أوْ أخاها
كانوا نجومَ الأرضِ سا / مقةً وهمْ مَوْتى ثراها
طُرحوا بحالِكةٍ جَوا / نِبُها دَحاها مَن دَحاها
يَمحوهُمُ بالرّغمِ مِن / آنافهمْ منها بِلاها
دَرَجوا فما للعينِ بَعْ / دَ فِراقهم إلّا بكاها
هي الدّارُ موقوفٌ عليك بكاها
هي الدّارُ موقوفٌ عليك بكاها / فلا تعدُها يوماً تؤمُّ سواها
وخلِّ اِعتذاراً بالرّكاب فإنّما / بكفّ الّذي يعدو الرّكابَ خُطاها
هويتُ ثراها قاصداً مَن مشى بها / ولولا هواها ما هويتُ ثَراها
ولمّا عرفنا دارَها بمُحَجَّرٍ / وَحَلَّتْ عيونٌ بالدّموعِ حُباها
نظرتُ إليها يوم سارتْ حُدوجُها / فلم يكُ للأجفانِ غيرُ قَذاها
وقفنا عليها طاعةً لقلوبنا / رِكاباً حَداها الشّوقُ حين حَداها
فكان حنينَ المُهْجَساتِ رُعودُها / وصوبَ دموعِ النّاشجين حَياها
فيا منزلاً بانتْ وفيه ضياؤها / وليستْ به وَهْناً وفيه نَشاها
سقاكَ من الأنواءِ ما شئتَ من ندىً / ولا زلتَ ريّانَ الثّرى وسَقاها
أُحبّكَ والبيتِ الّذي طوّفَتْ به / قريشٌ ومسّتْ تُربَهُ بلحاها
ومَنْ حَطَّهُ بيتاً عتيقاً محرّماً / وجاب له الأحجارَ ثمّ بناها
وقومٍ نَضَوْا بالمَوْقِفَيْنِ ذنوبهمْ / ومَن حلَّ في وادي مِنىً وأتاها
وبالحَصَياتِ اللّاتي يُنبذن حِسْبَةً / ومَنْ قَلَّها من صخرها ورماها
لَئِنْ كنتِ من دارِ الغرامِ صحيحةً / فلي مُهْجَةٌ لم يبقَ غيرُ ذَماها
وَزارتْ وِسادي في الظّلامِ خَرِيدةٌ / أَراها الكرى عيني ولستُ أراها
تَمانَعُ صبحاً أنْ أراها بناظري / وتبذلُ جُنحاً أنْ أُقبِّلَ فاها
ولمّا سَرَتْ لم تخشَ وَهْناً ضلالةً / ولا عرف العُذّالُ كيف سُراها
فما ذا الّذي من غير وعدٍ أتى بها / وماذا على بُعدِ المزارِ هَداها
ويا ليتني لمّا نزلتُ بشِعْبها / تكون قِرَايَ أوْ أكون قِراها
وقالوا عساها بعد زَوْرةِ باطلٍ / تزور بلا ريبٍ فقلتُ عساها
ألا نكّب الأنواءُ دارَ مَهانةٍ / فما عندنا للنّفسِ غيرُ ضَناها
مقيمٌ بلا زادٍ سوى الصّبر والحِجى / على شَجَراتٍ لا أذوق جَناها
لغيري اِخضرارٌ من فروعِ غُصونِها / وليس عليه بَلْ عليَّ ذَواها
أَشيمُ بُروقاً لا أرى الغيثَ بعدها / وأرقبُ سُحباً لا يَطُلُّ نَداها
ولو كنتُ أرجوها قنعتُ فإنّني / حُرِمْتُ بها فيما حُرِمتُ مُناها
وإنّي لَمغرورٌ بقومٍ أذِلَّةٍ / يحِلّون من أرضِ الهوانِ ذُراها
وإنْ جئتهمْ تشكو مضيضَ مُلِمَّةٍ / تَقَوْا بك مغلولَ اليدين شَباها
وكلِّ مَليءٍ وبالمَلامِ مذمَّمٍ / عَرَتْه المخازي مرّةً وعَراها
يهشُّ إلى العَوْراءِ وهْيَ قَصِيَّةٌ / ويَعْمى عن العلياءِ وهو يراها
صحبْتكُمُ أجلو بكمْ عنِّيَ القَذا / فَأَعشى عيوني قربُكمْ وغَطاها
وكنتُ أُرَجِّي صُبحَكمْ بحنادِسٍ / فكنتمْ نهاراً للعيونِ دُجاها
فَلَيت الّذي ما كان للعين قرّةً / وقد أبصَرَته لا يكون عَماها
وَدارُكمُ دارٌ إِذا ما مضى بها / كريمٌ عداها مُعرِضاً وطَواها
إِذا قرّبَتْ شَيئاً لديه اِنتوى لها / وإنْ عرضتْ يوماً عليه أباها
وما هانَ إلّا خائفٌ يستجيرها / وَلا خابَ إلّا مَنْ مَنا فَرَجاها
وما المُسلَمُ المخدوعُ إلّا نَزولُها / ولا المُهْمَلُ المبذولُ غيرُ حِماها
فلا باركَ الرّحمَن فيمنْ أحبَّها / وبارك فيمن مَلَّها فقلاها
ولا بَلَغَتْها النّاجياتُ طَلَبْنَها / وعُقِّلْنَ عن إدراكها بوَجاها
فأيُّ اِنتِفاعٍ بالبلادِ عريضةً / وبات قصيراً في الرّجال جَداها
فكلُّ بلادٍ لم يُفِدْك اِقتِرابها / فَما قربُها إلّا كبُعدِ مداها
رُمِ المَطرَحَ الأعلى من الفضل كلّهِ / ولا ترضَ في أُكرومةٍ بسواها
وَخلِّ ضنيناً بالحياةِ فإنّه / فداها ببذلِ العِرْضِ حين فَداها
فَلستَ لدى حكمِ العشيرةِ شيخها / إذا لم تكنْ يوم الطّعانِ فتاها
وكيف ولم تحملْ بظهرك ثِقْلَها / تدور على قطبٍ نَصَبْتَ رحاها
وما سُدْتَها في يوم سِلْمٍ ولم تكنْ / بسيِّدها في الضَّربِ يوم وغاها
فَكُن إِنْ أَردتَ العزَّ فيها مسالماً / شِفارَ مَواضيها وزُرْقَ قناها
فَلي في معاريضِ الكلامِ تَعِلَّةٌ / ومن عِلَلِ الأدواء منه شفاها
فإن يمكن التّصريحُ صرّحتُ آنفاً / وروّيتُ أحشاءً أطَلْتُ ظماها
وإلّا فَجمجامٌ من القولِ سائرٌ / بِأيدي عِناق النّاعجاتِ كفاها
نجوتُ القَنا والبيضُ تدمى مُتونُها
نجوتُ القَنا والبيضُ تدمى مُتونُها / ولم أنجُ يوماً من مقالِ سَفِيهِ
ففخرُ الفتى بالفضلِ منه وعنده / أجلُّ له من فخرهِ بأبيهِ
فكمْ بين عِرْضٍ سالمٍ ومُمزَّقٍ / وكم بين مرءٍ خاملٍ ونبيهِ
وكم قلتُ للنّفسِ العَزوفِ لَدى الوغى / رِدِي مَكْرَعاً من قبل أنْ تَرِدِيهِ
ولا تَطلبي منّي الفِرارَ على الرّدى / فإنّك إنْ رُمتِيهِ لم تجِدِيهِ