المجموع : 7
إِلى أَينَ مَرمى قَصدِها وَسُراها
إِلى أَينَ مَرمى قَصدِها وَسُراها / رَمى اللَهُ مِن أَخفافِها بِوَجاها
هُوَ اليَأسُ فَليُحبَس هِبابُ رِقابِها / كَما كانَ مَغرورُ الرَجاءِ حَداها
رَأَت لا مِعاً فَاِستَشرَقَت لَمَضائِهِ / وَلَو كانَ مِن مُزنِ النَدى لَشَفاها
تَدافَعَها الحَيُّ اللَئيمُ عَمايَةً / وَأَعرَضَ طَوعَ اللُؤمِ وَهوَ يَراها
فَماطَلَ أَصحابُ الحِياضِ وُرودَها / وَأَعتَمَ أَربابُ المَبيتِ قِراها
تُلَطِّمُها الأَيدي القِصارُ عَنِ الرُقى / وَخَيرٌ مِنَ الرَيِّ الذَليلِ صَداها
تَرى كُلَّ مَيلاءِ السَنامِ كَأَنَّما / مِنَ الطَودِ إِلّا زَجوَها وَخُطاها
مُناقِلَةً تَنجو بِزَجرَةِ غَيرِها / وَتَرهَبُ سَوطَ المَرءِ راعَ سِواها
تَكادُ مِنَ الإِسراعِ تَسبُقُ أُمَّها / بِمَنتَجِها قَبلَ اللِقاحِ أَباها
تَعودُ وَلَم تَشرَع بِحَوضِ اِبنِ حُرَّةٍ / وَلا عَرِيَت عِندَ الكِرامِ ذُراها
رَأَينَ دِياراً بَينَ بُصرى وَجاسِمٍ / مَراعي لِيَومٍ لا تَلُسُّ خَلاها
نُفوسُ لِئامٍ لا تُحَلُّ عُقودُها / وَأَيدي جُمودٍ لا يَنُضُّ صَفاها
أَلا لا تَلوموا ظاعِناً قَذَفَت بِهِ / بَناتُ السُرى عَن أَرضِكُم وَنَواها
رَعَت ذُروَةً فيكُم ضُحىً جاشِرِيَّةٌ / فَأَجشَرتُ في أَوطانِكُم وَأَعاها
تَحَمَّلَ عَنها شَرُّ دارِ إِقامَةٍ / إِذا قيلَ أَيَّ الأَرضِ قالَ خَلاها
فَكَم موحَشاتٍ بِالرِفاقِ أَزاحَها / وَلِمَّةِ لَيلٍ بِالمَطِيِّ فَلاها
كَأَنَّ حِماكُم خِطَّةُ الخَسفِ لِلفَتى / إِذا سيمَها الحُرُّ الكَريمُ أَباها
وَلَو بِاِبنِ لَيلى كانَ مَلقى رِحالِها / لَطَرَّقَ مِن حُرِّ النُضارِ ثَراها
تَبايَنتَها فِعلاً فَكَم مِن عَظيمَةٍ / أَتيتَ بِها مَرحولَةً وَكَفاها
حَماكَ مُلِمّاً مُنتَضىً لَكَ حَدُّهُ / وَداهِيَةً تَشحو لِضِغنِكَ فاها
غَداةَ أَغامَت بِالعَجاجِ سَماؤُها / وَدارَت عَلى قُطبِ الطِعانِ رَحاها
إِذا السَيلُ والى في الرِكاءِ سِجالَهُ / وَأَنبَطَ أَنقَوتَ النَدى وَأَماها
أَرى شَجَراً طالَت وَقَصَّرَ ظِلُّها / فَلا أَورَقَت يَوماً وَطالَ ذَواها
وَلَو جَمَعَت لَونَينِ بُذلُ شِباكِها / لَطالَبَها الراجي بِمَنعِ جَناها
أَضَرّاً وَلُؤماً لا أَباً لِأَبيكُمُ / سَفاهاً لِرَأيِ العاجِزينَ سَفاها
نَلومُ أَكُفُّ المُحسِنينَ إِذا جَنَت / فَكيفَ بِأَيدٍ لا يُنالُ جَداها
ضَلالاً لِراجي نَشطَةٍ مِن رَبيعِكُم / رَمى الداءَ في أَكلائِكُم فَحَماها
وَعَينٍ رَجَتكُم أَن تَكونوا جَلاءَها / فَكُنتُم عَلى عَكسِ الرَجاءِ قَذاها
طَلَبتُم ثَنائي ثُمَّ عِفتُم سَماعَهُ / كَمَن خَطَبَ العَذراءَ ثُمَّ قَلاها
وَما كُلُّ جيدٍ مَوضِعٌ لِقَلائِدي / وَلا قَمِنٌ مِن صَوغِها وَحُلاها
فَلا تَغرُرَن عَينَيكَ يا خابِطَ الدُجى / قِبابٌ بَناها اللُؤمُ حَيثُ بَناها
وَدارُ لِئامٍ إِن رَأى الرَكبُ سَمتَها / تَحايَدَ عَنها عامِداً وَطَواها
مَساوٍ كَنيرانِ البِقاعِ مُضيئَةً / وَنارُ ظَلامٍ لا يُضيءُ سَناها
أَلا غَنِّياني بِالدِيارِ فَإِنَّني / أُحِبُّ زَروداً ما أَقامَ ثَراها
وَبَينَ النَقا وَالأَنعُمَينِ مَحَلَّةٌ / حَبيبٌ لِقَلبي قاعُها وَرُباها
وَنَعمانُ ياسُقيا لِنَعمانَ ما جَرَت / عَليهِ النَعامى بَعدَنا وَصَباها
وَلِلقَلبِ عِندَ المَأزَمَينِ وَجَمعِها / دُيونٌ وَمَقضى خَيفِها وَمِناها
وَظَبيٍ بِأَطوارِ الجِمارِ إِذا غَدا / رَمى كَبِداً مَقروحَةً وَرَماها
وَغَيداءَ لَم تَصحَب سِوى الشَمسِ أُختِها / وَلا جاوَرَت إِلّا الغَزالَ أَخاها
وَخُلَّةِ فُرسانٍ عُيونُ ظِبائِها / أَمَضُّ جِراحاً مِن طِعانِ قَناها
هِيَ الدارُ لا دارٌ بِأَكنافِ بابِلٍ / جَديرٌ بِضَيمِ النازِلينَ حِماها
مَنازِلُ مَمنونٌ عَلى الرَكبِ زادُها / نَزورٌ عَلى كَدِّ المِطالِ جَداها
فَلا سُقِيَت إِلّا الصَوارِمَ وَالقَنا / وَلا صابَ إِلّا بِالدِماءِ حَياها
تَلَفَّتُّ وَالرَملُ ما بَينَنا
تَلَفَّتُّ وَالرَملُ ما بَينَنا / وَأَعلامُ ذي بَقَرٍ أَو رُباهُ
فَقُلتُ عَلى طَرَباتِ الهَوى / عَسى الطَرفُ يَبلُغُهُم أَوكَراهُ
فَما لَقِيَ الحُبُّ إِلّا الجَوى / وَلا بَلَغَ الطَرفُ إِلّا قَذاهُ
بِذِكري أَشُمُّ ثَرى أَرضِهِ / عَلى نَأيِهِ وَبِقَلبي أَراهُ
عَسى مَن رَمى بِالمُحِبِّ الغَري / بِ مَرمىً بَعيداً يُقَضّي نَواهُ
وَتَدنو الدِيارُ بِسُكّانِها / تَمَنّي اِمرِىءٍ ما عَراكُم عَراهُ
أَصاحِ تَرى البَرقَ في لَمعِهِ / تَخَلُّجَ أَيمٍ يُلَوّي مَطاهُ
وَقالوا سَناهُ عَلى رامَةٍ / وَيا بُعدَ مَوقِفِنا مِن سَناهُ
دَعِ القَلبَ يَأرَقُ مِن ذِكرِهِم / فَقَد ذاقَ مِن بَينِهِم ما كَفاهُ
فَلا حَطَّ إِلّا بِهِم رَحلَهُ / وَلا جادَ إِلّا عَليهِم حَياهُ
أُحِبُّكِ ما أَقامَ مِنىً وَجَمعٌ
أُحِبُّكِ ما أَقامَ مِنىً وَجَمعٌ / وَما أَرسى بِمَكَّةَ أَخشَباها
وَما رَفَعَ الحَجِجُ إِلى المُصَلّى / يَجُرّونَ المَطِيَّ عَلى وَجاها
وَما نَحَروا بِخَيفِ مِنىً وَكَبّوا / عَلى الأَذقانِ مُشعَرَةً ذُراها
نَظَرتُكِ نَظرَةً بِالخَيفِ كانَت / جَلاءَ العَينِ مِنّي بَل قَذاها
وَلَم يَكُ غَيرُ مَوقِفِنا فَطارَت / بِكُلِّ قَبيلَةٍ مِنّا نَواها
فَواهاً كَيفَ تَجمَعُنا اللَيالي / وَآهاً مِن تَفَرُّقِنا وَآها
فَأُقسِمُ بِالوُقوفِ عَلى أَلالٍ / وَمَن شَهِدَ الجِمارَ وَمَن رَماها
وَأَركانِ العَتيقِ وَبانِيَيها / وَزَمزَمَ وَالمَقامِ وَمَن سَقاها
لَأَنتِ النَفسُ خالِصَةً فَإِن لَم / تَكونيها فَأَنتِ إِذاً مُناها
نَظَرتُ بِبَطنِ مَكَّةَ أُمَّ خِشفٍ / تَبَغَّمُ وَهيَ ناشِدَةٌ طَلاها
وَأَعجَبَني مَلامِحُ مِنكِ فيها / فَقُلتُ أَخا القَرينَةِ أَم تُراها
فَلَولا أَنَّني رَجُلٌ حَرامٌ / ضَمَمتُ قُرونَها وَلَثَمتُ فاها
يا طالِباً مُلكَ بَنِي بُوَيهِ
يا طالِباً مُلكَ بَنِي بُوَيهِ / ما أَنتَ مِن ذاكَ وَلا إِلَيهِ
إِرثُ قِوامِ الدينِ عَن أَبَيهِ / خَلِّ عِنانَ المُلكِ في يَدَيهِ
مُناضِلاً يَذُبُّ عَن ثَغرَيهِ / بَديهَةَ الصِلِّ جَلا نابَيهِ
يُلَجلِجُ المَوتُ بِما ضِغَيهِ / يَكتَلِىءُ الدينَ بِناظِرَيهِ
كَالمِقضَبِ اِضطُرَّ إِلى حَدَّيهِ / نَجا الَّذي فازَ بِحَجزَتَيهِ
وَضَلَّ مَغرورٌ بِما لَدَيهِ / يَحتَكُّ بِالعَضبِ وَمَضرِبَيهِ
شَتّانَ مَن يَنفُضُ مِذرَوَيهِ / مُخايِلاً يَنظُرُ في عِطفَيهِ
ما نَقَلَ الذابِلَ في كَفَّيهِ / وَمَن طَوى المَجدَ عَلى غَربَيهِ
مُرتَقِياً إِلى ذُؤابَتَيهِ / إِذا المَقامُ لَم يَقُم حَولَيهِ
قامَ بِهِ يَركُدُ في حالَيهِ / لا يَطرِفُ الهَولُ بِهِ جَفنَيهِ
شَوكُ القَنا يَلدَغُ أَخمَصَيهِ / قَد قُلتُ لِلطالِبِ غايَتَيهِ
أَقعِ فَما غَورُكَ مِن نَجدَيهِ / ما أَنتَ وَالطَولُ إِلى فَرعَيهِ
سِقطُ شَرارٍ طارَ عَن زَندَيهِ / مَن يَطلَعُ اليَومَ ثَنِيَّتَيهِ
قَد سَبَقَ الناسَ إِلى مَجدَيهِ / سَبقَ الجَوادِ بِقِلادَتَيهِ
في فَلَكِ العِزِّ إِلى قُطبَيهِ / يُمسي بِهِ ثالِثَ نَيِّرَيهِ
أَيُّ فَتىً يَنزِعُ في سَجلَيهِ / قَد وَرَدَ الماءَ بِجُمَّتَيهِ
أَما تَرى الضِرغامَ في غابَيهِ / مُزَمجِراً يَفتُلُ ساعِدَيهِ
قَد أَنشَبَ الفَريسَ في ظِفرَيهِ / هَيهاتَ مَن يَغلِبُهُ عَلَيهِ
أَقسَمتُ بِالبَيتِ وَبانِيَيهِ / عَظَّمَ ما عَظَّمَ مِن رُكنَيهِ
رَبِّ مِنىً وَرَبِّ مَأزَمَيهِ / وَرَبِّ مَن عَجَّ بِوَقفَتَيهِ
عُريانَ إِلّا مَعقَدَي بُردَيهِ / لَقَد وَسَمتُ الدَهرَ صَفحَتَيهِ
يَقودُهُ يوضِعُ في عَرضَيهِ / قَودَ الضَليعِ مَلَّ جاذِبَيهِ
قَد أَغبَطَ الرَحلَ عَلى دَفَّيهِ / حَتّى رَأَينا نَضحَ ذَفرَتَيهِ
يا نَفسُ ضَنّي بِكِ أَن تَلقَيهِ / عَساهُ يَدعوكِ لِأَن تَرَيهِ
لَبَّيهِ مِن داعٍ دَعا لَبَّيهِ /
عادَ الهَوى بِظِباءِ مَك
عادَ الهَوى بِظِباءِ مَك / كَةَ لِلقُلوبِ كَما بَداها
وَخَبَت عَليكَ مِنىً تَبا / ريحَ الغَرامِ وَما زَهاها
طَرَباً عَلى طَرَبٍ بِها / يا دينَ قَلبِكَ مِن جَواها
إِنّي عَلِقتُ عَلى مِنىً / لَمياءَ يَقتُلُني لَماها
راحَت مَعَ الغِزلانِ قَد / لَعِبَت بِقَلبي ما كَفاها
تَبغي الثَوابَ فَمُهجَتي / هَذي القَريحَةُ مَن رَماها
تَزهو عَلى تِلكَ الظِبا / ءِ فَلَيتَ شِعري مَن أَباها
وَقَفَ الهَوى بي عِندَها / وَسَرَت بِقَلبي مُقلَتاها
بَرَدَت عَلَيَّ كَأَنَّما / طَلُّ الغَمامَةِ عارِضاها
شَمسٌ أُقَبِّلُ جيدَها / يَومَ النَوى وَأُجِلُّ فاها
وَأَذودُ قَلباً ظامِئاً / لَو قيلَ وِردُكَ ما عَداها
وَلَوِ اِستَطاعَ لَقَد جَرى / مَجرى الوِشاحِ عَلى حَشاها
يا يَومَ مُفتَرَقِ الرِفا / قِ تُرى تَعودُ لِمُلتَقاها
قالَت سَيَطرُقُكَ الخَيا / لُ مِنَ العَقيقِ عَلى نَواها
فَعِدي بِطَيفِكِ مُقلَةً / إِن غِبتِ تَطمُعُ في كَراها
إِنّي شَرِبتُ مِنَ الهَوى / حَمراءَ صَرَّفَ ساقِياها
يا سَرحَةً بِالقاعِ لَم / يُبلَل بِغَيرِ دَمي ثَراها
مَمنوعَةً لا ظِلُّها / يَدنو إِلَيَّ وَلا جَناها
أَكَذا تَذوبُ عَلَيكُمُ / نَفسي وَما بَلَغَت مُناها
جَسَدٌ يُقَلَّبُ لِلضَنى / بِيَدَي طُبَيَّبَةٍ سِواها
أَينَ الوُجوهُ أُحِبُّها / وَأَوَدُّ لَو أَنّي فِداها
أُمسي لَها مُتَفَقِّداً / في العائِدينَ وَلا أَراها
واهاً وَلَولا أَن يَلو / مَ اللائِمونَ لَقُلتُ آها
أَكبَحُ النَفسَ إِن جَمَح
أَكبَحُ النَفسَ إِن جَمَح / تُ إِلى غايَةٍ بِها
أَنا مَولىً لِشَهوَتي / وَسِوايَ عَبدٌ لَها
لا يَذِلُّ العَزيزُ إِل / لَا إِذا رامَ مَسَّها
لَو رَأى المُستَغِرُّ ما / ضَرَرُ اللَهوِ ما لَها
لِمَن بَعدَهُ أَسيافُهُ وَقَناهُ
لِمَن بَعدَهُ أَسيافُهُ وَقَناهُ / وَمَن يولِعُ البيضَ الرِقاقَ سِواهُ
فَقَد كانَ يَرجو أَن يَنالَ مُناهُ / فَخَلَّفَني فَرداً وَنالَ رَداهُ