القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف الرَّضي الكل
المجموع : 7
إِلى أَينَ مَرمى قَصدِها وَسُراها
إِلى أَينَ مَرمى قَصدِها وَسُراها / رَمى اللَهُ مِن أَخفافِها بِوَجاها
هُوَ اليَأسُ فَليُحبَس هِبابُ رِقابِها / كَما كانَ مَغرورُ الرَجاءِ حَداها
رَأَت لا مِعاً فَاِستَشرَقَت لَمَضائِهِ / وَلَو كانَ مِن مُزنِ النَدى لَشَفاها
تَدافَعَها الحَيُّ اللَئيمُ عَمايَةً / وَأَعرَضَ طَوعَ اللُؤمِ وَهوَ يَراها
فَماطَلَ أَصحابُ الحِياضِ وُرودَها / وَأَعتَمَ أَربابُ المَبيتِ قِراها
تُلَطِّمُها الأَيدي القِصارُ عَنِ الرُقى / وَخَيرٌ مِنَ الرَيِّ الذَليلِ صَداها
تَرى كُلَّ مَيلاءِ السَنامِ كَأَنَّما / مِنَ الطَودِ إِلّا زَجوَها وَخُطاها
مُناقِلَةً تَنجو بِزَجرَةِ غَيرِها / وَتَرهَبُ سَوطَ المَرءِ راعَ سِواها
تَكادُ مِنَ الإِسراعِ تَسبُقُ أُمَّها / بِمَنتَجِها قَبلَ اللِقاحِ أَباها
تَعودُ وَلَم تَشرَع بِحَوضِ اِبنِ حُرَّةٍ / وَلا عَرِيَت عِندَ الكِرامِ ذُراها
رَأَينَ دِياراً بَينَ بُصرى وَجاسِمٍ / مَراعي لِيَومٍ لا تَلُسُّ خَلاها
نُفوسُ لِئامٍ لا تُحَلُّ عُقودُها / وَأَيدي جُمودٍ لا يَنُضُّ صَفاها
أَلا لا تَلوموا ظاعِناً قَذَفَت بِهِ / بَناتُ السُرى عَن أَرضِكُم وَنَواها
رَعَت ذُروَةً فيكُم ضُحىً جاشِرِيَّةٌ / فَأَجشَرتُ في أَوطانِكُم وَأَعاها
تَحَمَّلَ عَنها شَرُّ دارِ إِقامَةٍ / إِذا قيلَ أَيَّ الأَرضِ قالَ خَلاها
فَكَم موحَشاتٍ بِالرِفاقِ أَزاحَها / وَلِمَّةِ لَيلٍ بِالمَطِيِّ فَلاها
كَأَنَّ حِماكُم خِطَّةُ الخَسفِ لِلفَتى / إِذا سيمَها الحُرُّ الكَريمُ أَباها
وَلَو بِاِبنِ لَيلى كانَ مَلقى رِحالِها / لَطَرَّقَ مِن حُرِّ النُضارِ ثَراها
تَبايَنتَها فِعلاً فَكَم مِن عَظيمَةٍ / أَتيتَ بِها مَرحولَةً وَكَفاها
حَماكَ مُلِمّاً مُنتَضىً لَكَ حَدُّهُ / وَداهِيَةً تَشحو لِضِغنِكَ فاها
غَداةَ أَغامَت بِالعَجاجِ سَماؤُها / وَدارَت عَلى قُطبِ الطِعانِ رَحاها
إِذا السَيلُ والى في الرِكاءِ سِجالَهُ / وَأَنبَطَ أَنقَوتَ النَدى وَأَماها
أَرى شَجَراً طالَت وَقَصَّرَ ظِلُّها / فَلا أَورَقَت يَوماً وَطالَ ذَواها
وَلَو جَمَعَت لَونَينِ بُذلُ شِباكِها / لَطالَبَها الراجي بِمَنعِ جَناها
أَضَرّاً وَلُؤماً لا أَباً لِأَبيكُمُ / سَفاهاً لِرَأيِ العاجِزينَ سَفاها
نَلومُ أَكُفُّ المُحسِنينَ إِذا جَنَت / فَكيفَ بِأَيدٍ لا يُنالُ جَداها
ضَلالاً لِراجي نَشطَةٍ مِن رَبيعِكُم / رَمى الداءَ في أَكلائِكُم فَحَماها
وَعَينٍ رَجَتكُم أَن تَكونوا جَلاءَها / فَكُنتُم عَلى عَكسِ الرَجاءِ قَذاها
طَلَبتُم ثَنائي ثُمَّ عِفتُم سَماعَهُ / كَمَن خَطَبَ العَذراءَ ثُمَّ قَلاها
وَما كُلُّ جيدٍ مَوضِعٌ لِقَلائِدي / وَلا قَمِنٌ مِن صَوغِها وَحُلاها
فَلا تَغرُرَن عَينَيكَ يا خابِطَ الدُجى / قِبابٌ بَناها اللُؤمُ حَيثُ بَناها
وَدارُ لِئامٍ إِن رَأى الرَكبُ سَمتَها / تَحايَدَ عَنها عامِداً وَطَواها
مَساوٍ كَنيرانِ البِقاعِ مُضيئَةً / وَنارُ ظَلامٍ لا يُضيءُ سَناها
أَلا غَنِّياني بِالدِيارِ فَإِنَّني / أُحِبُّ زَروداً ما أَقامَ ثَراها
وَبَينَ النَقا وَالأَنعُمَينِ مَحَلَّةٌ / حَبيبٌ لِقَلبي قاعُها وَرُباها
وَنَعمانُ ياسُقيا لِنَعمانَ ما جَرَت / عَليهِ النَعامى بَعدَنا وَصَباها
وَلِلقَلبِ عِندَ المَأزَمَينِ وَجَمعِها / دُيونٌ وَمَقضى خَيفِها وَمِناها
وَظَبيٍ بِأَطوارِ الجِمارِ إِذا غَدا / رَمى كَبِداً مَقروحَةً وَرَماها
وَغَيداءَ لَم تَصحَب سِوى الشَمسِ أُختِها / وَلا جاوَرَت إِلّا الغَزالَ أَخاها
وَخُلَّةِ فُرسانٍ عُيونُ ظِبائِها / أَمَضُّ جِراحاً مِن طِعانِ قَناها
هِيَ الدارُ لا دارٌ بِأَكنافِ بابِلٍ / جَديرٌ بِضَيمِ النازِلينَ حِماها
مَنازِلُ مَمنونٌ عَلى الرَكبِ زادُها / نَزورٌ عَلى كَدِّ المِطالِ جَداها
فَلا سُقِيَت إِلّا الصَوارِمَ وَالقَنا / وَلا صابَ إِلّا بِالدِماءِ حَياها
تَلَفَّتُّ وَالرَملُ ما بَينَنا
تَلَفَّتُّ وَالرَملُ ما بَينَنا / وَأَعلامُ ذي بَقَرٍ أَو رُباهُ
فَقُلتُ عَلى طَرَباتِ الهَوى / عَسى الطَرفُ يَبلُغُهُم أَوكَراهُ
فَما لَقِيَ الحُبُّ إِلّا الجَوى / وَلا بَلَغَ الطَرفُ إِلّا قَذاهُ
بِذِكري أَشُمُّ ثَرى أَرضِهِ / عَلى نَأيِهِ وَبِقَلبي أَراهُ
عَسى مَن رَمى بِالمُحِبِّ الغَري / بِ مَرمىً بَعيداً يُقَضّي نَواهُ
وَتَدنو الدِيارُ بِسُكّانِها / تَمَنّي اِمرِىءٍ ما عَراكُم عَراهُ
أَصاحِ تَرى البَرقَ في لَمعِهِ / تَخَلُّجَ أَيمٍ يُلَوّي مَطاهُ
وَقالوا سَناهُ عَلى رامَةٍ / وَيا بُعدَ مَوقِفِنا مِن سَناهُ
دَعِ القَلبَ يَأرَقُ مِن ذِكرِهِم / فَقَد ذاقَ مِن بَينِهِم ما كَفاهُ
فَلا حَطَّ إِلّا بِهِم رَحلَهُ / وَلا جادَ إِلّا عَليهِم حَياهُ
أُحِبُّكِ ما أَقامَ مِنىً وَجَمعٌ
أُحِبُّكِ ما أَقامَ مِنىً وَجَمعٌ / وَما أَرسى بِمَكَّةَ أَخشَباها
وَما رَفَعَ الحَجِجُ إِلى المُصَلّى / يَجُرّونَ المَطِيَّ عَلى وَجاها
وَما نَحَروا بِخَيفِ مِنىً وَكَبّوا / عَلى الأَذقانِ مُشعَرَةً ذُراها
نَظَرتُكِ نَظرَةً بِالخَيفِ كانَت / جَلاءَ العَينِ مِنّي بَل قَذاها
وَلَم يَكُ غَيرُ مَوقِفِنا فَطارَت / بِكُلِّ قَبيلَةٍ مِنّا نَواها
فَواهاً كَيفَ تَجمَعُنا اللَيالي / وَآهاً مِن تَفَرُّقِنا وَآها
فَأُقسِمُ بِالوُقوفِ عَلى أَلالٍ / وَمَن شَهِدَ الجِمارَ وَمَن رَماها
وَأَركانِ العَتيقِ وَبانِيَيها / وَزَمزَمَ وَالمَقامِ وَمَن سَقاها
لَأَنتِ النَفسُ خالِصَةً فَإِن لَم / تَكونيها فَأَنتِ إِذاً مُناها
نَظَرتُ بِبَطنِ مَكَّةَ أُمَّ خِشفٍ / تَبَغَّمُ وَهيَ ناشِدَةٌ طَلاها
وَأَعجَبَني مَلامِحُ مِنكِ فيها / فَقُلتُ أَخا القَرينَةِ أَم تُراها
فَلَولا أَنَّني رَجُلٌ حَرامٌ / ضَمَمتُ قُرونَها وَلَثَمتُ فاها
يا طالِباً مُلكَ بَنِي بُوَيهِ
يا طالِباً مُلكَ بَنِي بُوَيهِ / ما أَنتَ مِن ذاكَ وَلا إِلَيهِ
إِرثُ قِوامِ الدينِ عَن أَبَيهِ / خَلِّ عِنانَ المُلكِ في يَدَيهِ
مُناضِلاً يَذُبُّ عَن ثَغرَيهِ / بَديهَةَ الصِلِّ جَلا نابَيهِ
يُلَجلِجُ المَوتُ بِما ضِغَيهِ / يَكتَلِىءُ الدينَ بِناظِرَيهِ
كَالمِقضَبِ اِضطُرَّ إِلى حَدَّيهِ / نَجا الَّذي فازَ بِحَجزَتَيهِ
وَضَلَّ مَغرورٌ بِما لَدَيهِ / يَحتَكُّ بِالعَضبِ وَمَضرِبَيهِ
شَتّانَ مَن يَنفُضُ مِذرَوَيهِ / مُخايِلاً يَنظُرُ في عِطفَيهِ
ما نَقَلَ الذابِلَ في كَفَّيهِ / وَمَن طَوى المَجدَ عَلى غَربَيهِ
مُرتَقِياً إِلى ذُؤابَتَيهِ / إِذا المَقامُ لَم يَقُم حَولَيهِ
قامَ بِهِ يَركُدُ في حالَيهِ / لا يَطرِفُ الهَولُ بِهِ جَفنَيهِ
شَوكُ القَنا يَلدَغُ أَخمَصَيهِ / قَد قُلتُ لِلطالِبِ غايَتَيهِ
أَقعِ فَما غَورُكَ مِن نَجدَيهِ / ما أَنتَ وَالطَولُ إِلى فَرعَيهِ
سِقطُ شَرارٍ طارَ عَن زَندَيهِ / مَن يَطلَعُ اليَومَ ثَنِيَّتَيهِ
قَد سَبَقَ الناسَ إِلى مَجدَيهِ / سَبقَ الجَوادِ بِقِلادَتَيهِ
في فَلَكِ العِزِّ إِلى قُطبَيهِ / يُمسي بِهِ ثالِثَ نَيِّرَيهِ
أَيُّ فَتىً يَنزِعُ في سَجلَيهِ / قَد وَرَدَ الماءَ بِجُمَّتَيهِ
أَما تَرى الضِرغامَ في غابَيهِ / مُزَمجِراً يَفتُلُ ساعِدَيهِ
قَد أَنشَبَ الفَريسَ في ظِفرَيهِ / هَيهاتَ مَن يَغلِبُهُ عَلَيهِ
أَقسَمتُ بِالبَيتِ وَبانِيَيهِ / عَظَّمَ ما عَظَّمَ مِن رُكنَيهِ
رَبِّ مِنىً وَرَبِّ مَأزَمَيهِ / وَرَبِّ مَن عَجَّ بِوَقفَتَيهِ
عُريانَ إِلّا مَعقَدَي بُردَيهِ / لَقَد وَسَمتُ الدَهرَ صَفحَتَيهِ
يَقودُهُ يوضِعُ في عَرضَيهِ / قَودَ الضَليعِ مَلَّ جاذِبَيهِ
قَد أَغبَطَ الرَحلَ عَلى دَفَّيهِ / حَتّى رَأَينا نَضحَ ذَفرَتَيهِ
يا نَفسُ ضَنّي بِكِ أَن تَلقَيهِ / عَساهُ يَدعوكِ لِأَن تَرَيهِ
لَبَّيهِ مِن داعٍ دَعا لَبَّيهِ /
عادَ الهَوى بِظِباءِ مَك
عادَ الهَوى بِظِباءِ مَك / كَةَ لِلقُلوبِ كَما بَداها
وَخَبَت عَليكَ مِنىً تَبا / ريحَ الغَرامِ وَما زَهاها
طَرَباً عَلى طَرَبٍ بِها / يا دينَ قَلبِكَ مِن جَواها
إِنّي عَلِقتُ عَلى مِنىً / لَمياءَ يَقتُلُني لَماها
راحَت مَعَ الغِزلانِ قَد / لَعِبَت بِقَلبي ما كَفاها
تَبغي الثَوابَ فَمُهجَتي / هَذي القَريحَةُ مَن رَماها
تَزهو عَلى تِلكَ الظِبا / ءِ فَلَيتَ شِعري مَن أَباها
وَقَفَ الهَوى بي عِندَها / وَسَرَت بِقَلبي مُقلَتاها
بَرَدَت عَلَيَّ كَأَنَّما / طَلُّ الغَمامَةِ عارِضاها
شَمسٌ أُقَبِّلُ جيدَها / يَومَ النَوى وَأُجِلُّ فاها
وَأَذودُ قَلباً ظامِئاً / لَو قيلَ وِردُكَ ما عَداها
وَلَوِ اِستَطاعَ لَقَد جَرى / مَجرى الوِشاحِ عَلى حَشاها
يا يَومَ مُفتَرَقِ الرِفا / قِ تُرى تَعودُ لِمُلتَقاها
قالَت سَيَطرُقُكَ الخَيا / لُ مِنَ العَقيقِ عَلى نَواها
فَعِدي بِطَيفِكِ مُقلَةً / إِن غِبتِ تَطمُعُ في كَراها
إِنّي شَرِبتُ مِنَ الهَوى / حَمراءَ صَرَّفَ ساقِياها
يا سَرحَةً بِالقاعِ لَم / يُبلَل بِغَيرِ دَمي ثَراها
مَمنوعَةً لا ظِلُّها / يَدنو إِلَيَّ وَلا جَناها
أَكَذا تَذوبُ عَلَيكُمُ / نَفسي وَما بَلَغَت مُناها
جَسَدٌ يُقَلَّبُ لِلضَنى / بِيَدَي طُبَيَّبَةٍ سِواها
أَينَ الوُجوهُ أُحِبُّها / وَأَوَدُّ لَو أَنّي فِداها
أُمسي لَها مُتَفَقِّداً / في العائِدينَ وَلا أَراها
واهاً وَلَولا أَن يَلو / مَ اللائِمونَ لَقُلتُ آها
أَكبَحُ النَفسَ إِن جَمَح
أَكبَحُ النَفسَ إِن جَمَح / تُ إِلى غايَةٍ بِها
أَنا مَولىً لِشَهوَتي / وَسِوايَ عَبدٌ لَها
لا يَذِلُّ العَزيزُ إِل / لَا إِذا رامَ مَسَّها
لَو رَأى المُستَغِرُّ ما / ضَرَرُ اللَهوِ ما لَها
لِمَن بَعدَهُ أَسيافُهُ وَقَناهُ
لِمَن بَعدَهُ أَسيافُهُ وَقَناهُ / وَمَن يولِعُ البيضَ الرِقاقَ سِواهُ
فَقَد كانَ يَرجو أَن يَنالَ مُناهُ / فَخَلَّفَني فَرداً وَنالَ رَداهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025