المجموع : 5
فَوِّق سِهامَكَ إِنَّ اللَهَ يَهديها
فَوِّق سِهامَكَ إِنَّ اللَهَ يَهديها / واِسلُل سُيوفَكَ فَالأَقدارُ تُمضيها
ثِمارُ نُجحٍ سَحابُ الرَأي يُمطِرُها / وَأَنتَ تَغرِسُها وَالدينُ يَجنيها
إِذا الكَتائِبُ نالَت في العِدى وَطراً / فَأَنتَ نائِلُهُ إِذ كُنتَ تَهديها
إِذا أَصابَت لَدى المَرمى النِبالُ فَما / تُعزى إِصابَتُها إِلّا لِراميها
بُرءُ الوَزيرِ أَتى وَالفَتحُ يَعقُبُهُ / كَالشَمسِ جاءَت وَجاءَ الصُبحُ يَتلوها
إِذا اِشتَكَيتَ رَأَيتَ الدينَ مُشتَكِياً / وَالبَأسَ وَالجودَ وَالدُنيا وَما فيها
لِذا رَأَيتَ الصَبا مُعتَلَّةً وَكَسا / شَمسَ الأَصيلِ اِصفِرارٌ مِن تَشَكّيها
وَكَيفَ تُمرِضُكَ الدُنيا وَلا فَعَلَت / ياسَيِّداً تَمرَضُ الدُنيا فَتَشفيها
لَو أَنَّ شُهبَ الدَراري حارَبَتكَ إِذَن / خَرَّت بِسَعدِكَ مِن أَعلى مَراقيها
نَفسي فِدى موسى وَإِن لَم تُبقِ لي
نَفسي فِدى موسى وَإِن لَم تُبقِ لي / أَلحاظُهُ نَفساً بِها أَفديهِ
يَهدي إِلى دينِ الصُباةِ وَحُسنُهُ / آيٌّ يُضِلُّ بِهِنَّ مَن يَهديهِ
فَعَلَت فِعالَ عَصا الكَليمِ لِحاظُهُ / بِمُصَدِّقٍ دَعواهُ لا يَعصيهِ
تَسعى لِقَلبِ الصَبِّ مِنها حَيَّةٌ / أَودَت بِهِ لَسعاً فَمَن يَرقيهِ
وَأَرى قُلوبَ العاشِقينَ تَحَيَّرَت / مِن تيهِهِ في مِثلِ قَفرِ التيهِ
جَدَّ الغَليلُ وَلَو أَرادَ تَفَجَّرَت / مِثلَ العُيونِ لَنا مَراشِفُ الفيهِ
شَقَّت ظُبى أَلحاظِهِ بَحرَ الهَوى / شَقَّ العَصا لِلصَبِّ كَي تُرديهِ
حَتّى إِذا أَمعَنتُ فيهِ مُغَرِّراً / أَغرَقنَني مَعَ جُندِ صَبري فيهِ
فَدَعَوتُهُ إِنّي بِحُبِّكَ مُؤمِنٌ / لَو أَنَّ إيمانَ الشَجي يُنجيهِ
وَناضِرَةٍ لَها مِنّي صِفاتٌ
وَناضِرَةٍ لَها مِنّي صِفاتٌ / وَمِن حِبّي حَلِيٌّ هُنَّ فيهِ
لَها لَوني وَصَبري في سَقامٍ / وَقَسوَةُ قَلبِهِ وَنَسيمُ فيهِ
نَعيمي في الحُبِّ أَن تَشقى
نَعيمي في الحُبِّ أَن تَشقى / بِالوَجدِ نَفسي الفانِيَه
وَمَوتي مِن لَحظِكَ المُصبي / هُوَ الحَياةُ الباقِيَه
عَجِبتُ أَنَّ هَوى الغُزلان / مُستَعذَبٌ فيهِ العَذاب
وَلَيلُ الهَوى عَلى الهَيمان / أَحسَنُ مِن لَيلِ الشَباب
وَوَعدي فيهِ مَعَ السُلوان / أَكذَبُ مِن وَعدِ السَراب
وَنَفسي تَقطَعُها شَوقاً / ظُبى الهُمومِ الماضِيَه
وَقَلبي مِن أَغصُنِ الكَربِ / يَجني قُطوفاً دانِيَه
فُؤادي رَهنٌ لَدى الوَجدِ / هَذا عَلَيهِ قُدِّرا
وَطَرفي وَقفٌ عَلى السُهدِ / فَالنَجمُ مَعقودُ العُرى
فَلَيتَ البُعادَ في البُعدِ / بِحَيثُ قَد حَلَّ الكَرى
ياقَلبي إِنّي أَرى العِشقا / جَرَّ عَلَينا داهِيَه
وَهَبَّت ريحٌ مِنَ الحُبِّ / عَفَّت رُسومَ العافِيَه
ما أَحرى مَن هامَ في هَمِّ / أَن يَسهَرَ اللَيلَ الطَويل
مُرَدّىً بِالحُسنِ مَعتَمِّ / يُعِلُّ بِاللَحظِ العَليل
بَدا لي في فِعلِهِ ظَلَم / الخَصرِ بِالرِدفِ الثَقيل
كَحَملي في الحُبِّ ما أَلقى / تُضعِفُ نَفسٌ واهِيَه
ما أَشقى مِثلي بِلا ذَنبِ / يَصلى بِنارٍ حامِيَه
كَفاني أَنّي بِأَكفاني / حَيُّ عَلى حُكمِ الغَرام
أَفناني مِعطَفُ فينانِ / يَميلُ مَيلاً بِالأَنام
جَفاني بِغُنجِ أَجفانِ / مُسَدِّدٌ سَهمَ الحِمام
ظَلومٌ يُخَيِّلُ الحَقّا / أَحكامَ جَورٍ جارِيَه
يَستَهدي المَلامَ في الصَبِّ / بِسَمعِ أُذنٍ واعِيَه
حَبيبي أَنوارُ أَشواقِك / لَيسَت عَلى قَلبي سَلام
أَلحاظٌ صاحَت بِعُشّاقِك / حَيَّ عَلى طولِ الهَيام
أُنادي مِن جَورِ أَحداقِك / نِداءَ مَسلوبِ المَنام
وَاَلهَفَ قَلبي لَقَد شُقّا / شَقَّ البُرودِ البالِيَه
جُفونُكَ بِالسِحرِ ياحِبّي / قَد أَهلَكَت سُلطانِيَه
تَثَقَّلت عن كبِدي والحَشَا
تَثَقَّلت عن كبِدي والحَشَا / فَكابَدتِ النَّفسُ أهوالَهَا
ولَولا وُجُودُك فوق الثَّرى / لَزُلزَلَتِ الأرضُ زِلزالَهَا
ولَولا ثَقُلت عَلَى ظَهرِهَا / لأخرجَتِ الأرضُ أثقَالَهَا
فَلا تَعجَبَنَّ إلَى صبرِهَا / فَبِالصَّبرِ ربُّك أوحَى لَهَا
ولَو أصبحت منك فِي خِفَّةٍ / لَبَلَّغَهَا اللهُ آمَالَهَا