المجموع : 22
يَا هلِالاً إِذا تَبدّى يَراهُ ال
يَا هلِالاً إِذا تَبدّى يَراهُ ال / وَرى لا يَملّ رَاءُوهَ منْهُ
وتَرائِي الهلالِ في كلِّ شهرٍ / ليلةً ثُمّ تُعرِضُ العينُ عَنهُ
لم يَخُنُ عهدَكَ الذي لم يُطع في / كَ نَصيحاً فلِمْ فَداكَ تَخُنْهُ
كلّ حُسنٍ في الخَلقِ مُجتمِعٌ في / كَ فبِاللهِ لا تَشِنْهُ وصُنْهُ
إن تكُن ما رَأَيْتَ مَن جَمَع الإح / سانَ والحُسنَ في المِلاحِ فكُنْهُ
قُل لِمن أَوحَشَ بالهَج
قُل لِمن أَوحَشَ بالهَج / رِ جُفونِي من كَراهَا
والّذِي أَوهَم عَيني / أَنَّ في النَّومِ قَذَاهَا
يا مَلُولاً قَلَّما اِستُر / عِي عُهوداً فَرعاهَا
يا ظَلُوماً كلَّمَا اسْتَع / طَفْتُهُ صَدَّ وتَاهَا
زِدتَ في تِيهكَ والشيْ / ءُ إِذا زَادَ تَناهَى
تَتَقَضّى دولةُ الحُس / نِ وإِن طَالَ مَدَاهَا
رَاحَتِي لو سَمِعَ الشّك / وى إِلَيهِ وَوَعَاهَا
غيرَ أَنَّ الصُّمَّ لاَ تَس / مَعُ نَجوَى مَن دَعاهَا
وَهوَ لو نَادى عِظامي / رِمّةً لَبّى صَداهَا
مُتِلفٌ بالهَجر نَفسي / وإِليهِ مُشْتَكاهَا
مُستَقِلٌّ كُلَّ ما تَل / قاهُ فيهِ مِن أَذَاهَا
تَخفَى عَلَيَّ ذُنُوبُه في حبِّهِ
تَخفَى عَلَيَّ ذُنُوبُه في حبِّهِ / ويَرى ذُنوبي قبلَ أَن أَجْنِيها
فَكأَنَّه عَيني تَرى عَيبِي وَلا / يَبْدُو لِيَ العيبُ الّذِي هُوَ فِيها
نُبِّئتُ أَنَّهمُ بعدَ البِعادِ نَسَوا
نُبِّئتُ أَنَّهمُ بعدَ البِعادِ نَسَوا / عَهدِي وقالُوا مضَى أَمسٌ بما فيهِ
وهمْ على كلِّ حَالٍ من هَوىً وقِلىً / إِنسانُ عَيني قبيحٌ بي تنَاسِيهِ
وكلَّما اقْتَرفُوا ذنباً يُزهِّدُني / أَقامَ حبِّي لَهُم عُذراً يُعفّيهِ
ومَا بالُه يشكُو الفِراقَ وأينَ مِن
ومَا بالُه يشكُو الفِراقَ وأينَ مِن / قَسَاوتِه شَكوَى الهَوَى وعُتُوِّهِ
ومَا خِلْتُه مَهوَى الهَوى ومَقِيلَهُ / ومَأوى الأسى والبَثِّ عند هُدوِّهِ
تَثُوب إليه في الصّباحِ شُجونُهُ / وَيأْوِي إليه الهَمُّ عندَ هُدوِّهِ
بِنَفْسِيَ مَن أهْدَى إليَّ تَحِيّةً / على بُعدِه وافَتْ بِرَيّا دُنُوِّهِ
فأذكَرَ مَن لم تُنْسِهِ عَهدَهُ النَّوى / ولاَ طَمِعَتْ في يأْسِهِ ونُبُوِّهِ
يَحِنُّ اشتياقاً بالأصائِلِ والضّحى / ويرتَاحُ في روْحاتهِ وغُدُوِّهِ
ألا مَن لِصَادٍ وَالمواردُ جَمّةٌ
ألا مَن لِصَادٍ وَالمواردُ جَمّةٌ / له عَلَلٌ من بَردِها لم يُرَوِّهِ
يُغَانُ عَليهِ حِين يسمعُ نَبْأةً / بِذكْرِهمُ أو دعوةً من مُنَوِّهِ
إذَا ما دَعاهُ الشوقُ خَرَّ كأنّما / به الموتُ لولاَ أنّهُ المتَأوّهِ
بُكاءُ مِثليَ من وَشْكِ النّوى سَفَهُ
بُكاءُ مِثليَ من وَشْكِ النّوى سَفَهُ / وأمرُ صَبْرِيَ بَعد البَين مُشْتَبِهُ
فَما يُسَوِّذفُنِي في قُربِهمْ أملٌ / ولَيس في اليأْسِ لي رَوْحٌ ولاَ رَفَهُ
أُكاتِمُ الناسَ أشْجَانِي وأحْسَبُها / تَخْفَى فَتُعلِنُها الأسقامُ وَالوَلَهُ
كأنّنِي من ذُهولِ الهمِّ في سِنَةٍ / ونَاظِرِي قَرِحُ الأجفانِ مُنْتَبِهُ
أذْنبتُ ثُمّ أحلْتُ الذّنْبَ من سَفَهٍ / عَلَى النّوى ولَبِئسَ العادَةُ السّفَهُ
أقمتُ طوعاً وسَارُوا ثُمَّ أنْدُبُهم / ألا صَحِبْتُ نَواهُم حيثُما اتّجَهُوا
أضرَّ بي نَاظِرٌ تَدْمَى مَحَاجِرُهُ / وخَاطرٌ مُذْ نأوْا حيرانُ مُنْشَدِهُ
فَما يُلائِمُ ذَا بعدَ النّوى فَرَحٌ / ولا يَرُوق لِهذَا مَنظَرٌ نَزِهُ
سَقْياً لِدَهرٍ نَعمنَا في غَضَارَتِه / إذْ فِي الحَوادِثِ عمّا سَاءَنَا بَلَهُ
وعَيْشُنَا لَم يُخَالِطْ صَفوَهُ كَدَرٌ / وودُّنا لم تَشُبْ إخلاصَهُ الشُّبَهُ
مَضَى وجَاء زمانٌ لا نُسَرُّ بِهِ / كُلُّ البرِيَّة مِنهُ في الّذِي كَرِهُوا
يا قلبُ رفقاً بما أبْقَيتَ منْ جَلَدِي
يا قلبُ رفقاً بما أبْقَيتَ منْ جَلَدِي / كَم ذَا الحنينُ إلى مَن أنتَ مَثْواهُ
ما غابَ عنّي فأنْسَاهُ ولستُ أرَى / في الخَلْقِ لي عِوَضاً عنهُ فأسلاَهُ
قد كنتُ في القُربِ أرعاهُ وأحفظُهُ / ومُذْ بَعُدتُ تَولّى حفظَهُ اللهُ
ما وَجْدُ مَن فارَق أحبَابَه
ما وَجْدُ مَن فارَق أحبَابَه / كَوجْد من فارَق رَوْحَ الحيَاهْ
فارقتُ مَن أموالُه عِنْدَهُ / عاريَةٌ مَضمونةٌ للعُفَاهْ
مَن طَابَ لِلجَانِي جَناهُ وَمَنْ / كَفَّر بِالعَفْوِ ذُنُوبَ الجُنَاهْ
أعزُّ مِن أجْفَانِ عَيْني عَلَى / عَيْني ومِن قَلبٍ حباهُ هَواهُ
إذا مَدَحْنا ماجداً غَيرَه / فَما أردَنا بمديحٍ سِواهُ
فمن يُساوي فقْدَ هذا بمح / بوبٍ إذا ما غَابَ عنهُ سَلاَهْ
إن ألَقَهُ سرَّهُ قُربي وآنسَهُ
إن ألَقَهُ سرَّهُ قُربي وآنسَهُ / وإن أغِبْ صَدّ عَنّي مُعرِضاً ولَهَا
كأَنّنِي مَيِّتٌ في النّوم يُبهجُهُ / لقاؤُهُ ثمَّ ينْسَاه إذا انْتَبهَا
كم تَغُصُّ الأيَّامُ منِّي وتأبى
كم تَغُصُّ الأيَّامُ منِّي وتأبى / هِمَّتي أنْ تنالَ منّي مُناها
أَنا في كفِّها كجَذوةِ نارٍ / كلَّمَا نُكِّسَت تَعالى سَنَاها
لا تَخضَعَنْ رَغَباً ولا رَهَباً فَمَا الْ
لا تَخضَعَنْ رَغَباً ولا رَهَباً فَمَا الْ / مَرْجُوُّ والمَخْشِيُّ إلاّ اللهُ
ما قَد قضاهُ اللهُ مالَكَ من يَدٍ / بِدِفاعِهِ وسِواهُ لا تخشاهُ
نِلتُ في مصرَ كلَّ ما يرتجِي الآ
نِلتُ في مصرَ كلَّ ما يرتجِي الآ / مِلُ مِن رِفْعةٍ ومالٍ وجَاهِ
فاستردّتْ ما خوّلَتْني وما أَسْ / رَعَ نقْصَ الأمورِ عند التَّناهِي
كنتُ فيهَا كأَنّني في مَنامٍ / زالَ مِنهُ ما سَرَّ عند اُنْتبَاهي
نظَرت مُبيضَّ فَودي فَبَكَتْ
نظَرت مُبيضَّ فَودي فَبَكَتْ / ثمَّ قالت ما الّذي بَعدي عَرَاهُ
قُلتُ هَذي صِبغَةُ اللّهِ ومَن / يصبُغُ الأسوَدَ مبيضّاً سِواهُ
حَمَّلتُ ثِقْليَ بعد ما شِبْتُ العَصا
حَمَّلتُ ثِقْليَ بعد ما شِبْتُ العَصا / فَتَحَمَّلَتْهُ تَحمُّلَ المُتَكَارِهِ
ومَشَت به مَشي الحَسيرِ بِوقْرِه / لاَ يَستقِلُّ مقيَّداً بِعثارِهِ
ما آدَها ثِقْلِي ولكن ثِقلُ ما / أبقَى الشّبابُ عَليَّ من أوزَارِهِ
ورجايَ معقودٌ بمن أعطَى أخَا السْ / سَبعينَ عُهدةَ عِتقهِ من نَارِهِ
أيّها المغرورُ مهلاً
أيّها المغرورُ مهلاً / بلغَ العمرُ مداهُ
كَم عَسى من جاوزَ السَبْ / عِينَ يبقى كم عَساهُ
أنَسيتَ اللهَ أم أَمْ / مَنَكَ اللهُ لَظاهُ
تَظْلِمُ الناسَ لمن ترجو / هُ أو تخْشَى سُطاهُ
أنتَ كالتَّنُّور يَصلى النْ / نَارَ في نفعِ سِواهُ
أُفٍّ لِلدُّنيا فما أَوبا جَناها
أُفٍّ لِلدُّنيا فما أَوبا جَناها / لَيسَ يخلو مَنْ رآها مِنْ أَذاها
خَدعَتْنَا بأباطيلِ المُنى / فارتكَسْنا في هَوانا لِهَواها
واستَمالَتْنا بِوعدٍ كاذبٍ / فتَمَسَّكنَا بِواهٍ مِن عُراها
وعدَتْنا باللُّهى لاهِيةً / فاشتَغَلنا بتقاضينا لُهَاها
وهي إن جادَ بنَزْرٍ يومُها / غَدُها مسترجِعٌ نَزْرَ جَداها
بِئسَتِ الأُمُّ رَقوبٌ أكثَرَتْ / وُلدَها ثمَّ رَمتْهُمُ بِقِلاها
وغداً تَنْقُلُنا منها إلى / مُظلِمُ الأرجاءِ ضَنكٍ من ثَراها
والذي يتبعُنا من سُحتِها / تَبِعاتٌ مُوبقاتٌ مِنْ شَذَاهَا
وتحوزُ المالَ بالإرثِ ومَا / حازَتِ الميراثَ من أمٍّ سِواهَا
فإِذا اللهُ رعَى والدةً / ذاتَ بِرٍّ وحُنُوٍّ لا رَعاهَا
أورَدَتْنا النّارَ لا مأْوَى لنا / من لَظَاها ويحَ من يَصلى لَظَاهَا
أمَرَتْنا بالمَعاصي فإِذا / وفَّق اللهُ امرأً منّا عَصاهَا
آهِ من تَفرِيطنا شُغلاً بها / عن فَعال الخير والطَّاعةِ آهَا
كعهدِكَ باناتُ الحِمى فوقَ كُثْبِها
كعهدِكَ باناتُ الحِمى فوقَ كُثْبِها /
ودارُ الهَوى تحمي العِدا سرحَ سِرْبها /
أقولُ وسُمْرُ الخَطِّ حُجْبٌ لحجُبِها /
سقى طَلَلَ الدّارِ التي أنتمُ بها / حَناتِمُ وَبْلٍ صَيِّفٌ وربيعُ
بِدارِكِ ما بي من بِلَى الشَّوقِ والهَوى /
وبي ما بِها من وحشةِ البينِ والنَّوى /
سأُرْوِي ثَراها من دُموعي إنِ ارتَوى /
وخَيْماتُكِ اللاتي بمُنعرَج اللِّوَى / بَلِينَ بِلىً لم تُبْلَهُنّ رُبوعُ
وما الجَوْرُ عن نهجِ السُّلُوِّ أَعاجَني /
على ذي أَثافٍ كالحَمامِ الدَّواجِنِ /
ولكنْ وفاءٌ وِرْدُهُ غيرُ آجِن /
ولو لم يَهِجْني الظّاعنونَ لَهاجَني / حمائمُ وُرْقٌ في الدّيار وُقوعُ
هَواتِفُ يُذْكِرْنَ الشَجِيَّ أَخا الجَوى /
زمانَ التّداني قبلَ رائعةِ النّوَى /
وطيبَ لياليهِ الحميدةِ بالِلّوى /
تداعَيْنَ فاستَبْكَيْنَ مَنْ كانَ ذا هوىً / نوائحُ لم تُذْرفْ لهنّ دُموعُ
إذا ما نسيمٌ هبّ من جانِب الحِمَى /
أَقولُ وأَشواقي تَزيدُ تَضَرُّما /
عسى وطنٌ يدنو بِهم ولَعَلَّمَا /
وإنَّ انهمالَ الدّمعِ يا ليلُ كلّما / ذكرتُكِ وحدي خالياً لَسَريعُ
ولَوْ عادَ يومٌ منكِ يا ليلَ قَدْ خَلا /
بِعُمْريَ أو شرخِ الشبيبةِ ما غَلا /
وقد عزَفَت نفسي عَن الهَجْرِ والقِلى /
وسوفَ أُسلِّي النَّفسَ عنكِ كما سَلا / عن البلدِ النّائِي المخوفِ نَزيعُ
أَيَرْجو ليَ اللاّحي من الحبِّ مَخْلَصَاً /
وقَلبي إذا ما رُضْتُهُ بِالأُسى عَصَى /
وَلَوْ أَنَّ ما بي بالحَصى فُلِقَ الحَصى /
إلى اللهِ أشكو نِيّةً شَقّت العَصا / هيَ اليومَ شَتّى وهيَ أَمْسِ جَميعُ
أطاعَتْ بنا لَيلى افتراءَ التَكذُّبِ /
وصَدُّ التّجَنّي غيرُ صَدِّ التّعَتُّبِ /
فَيا لَكَ من دَهرٍ كثيرِ التّقَلُّبِ /
مَضى زمنٌ والناسُ يَسْتَشْفِعونَ بي / فَهَل لي الى لَيْلى الغَداةَ شَفيعُ
أَلا نَغْبَةٌ من بَرْدِ أَنْيابَها العُلى /
وردُّ زمانٍ كالأَهِلَّةِ يُجْتَلى /
فَقولا لَها جادَتْكِ واهيةُ الكُلى /
أراجِعةٌ يا ليلُ أيامُنَا الأُلى / بِذي الرّمْثِ أمْ لا ما لَهُنّ رُجوعُ
أعاذِلَتي مالي هُديتِ وَمَالَكَ /
لَقَدْ ساءَني أَني خَطَرْتُ ببالِكِ /
ذريني فَلَوْمي ضّلّةٌ من ضَلالِكِ /
لَعَمْرُكِ إني يومَ جرعاءِ مالكٍ / لَعاصٍ لأمرِ العاذلاتِ مُضيعُ
أَعِدْ ذكرَها أَحْبِبْ إليَّ بذِكرِها /
وَدَعْ ذَنْبَها فَالحُبُّ مُبْدٍ لِعُذْرِها /
فَما زِلْتُ في حالَيْ وفائي وغَدْرِها /
إذا أَمَرَتْني العاذلاتُ بهجرِها / هَفَتْ كَبِدٌ عمّا يَقُلْنَ صَديعُ
يَزيدُ هوى ليلى رضاها وعُتْبُها /
وبُعدُ نَواها إِن تناءَتْ وقُرْبُها /
ولَمْ يَنْهَني صِدقُ اللَّواحي وكذْبُها /
وكيفَ أطيعُ العاذلاتِ وحُبُّها / يُؤرِّقُني والعاذلاتُ هُجوعُ
كلما امتد ناظري رده الدم
كلما امتد ناظري رده الدم / ع حسيرا عن أن يرى لك شبها
لم يرقني من بعد فقدك مرأى / فيه للعين مستراد وملهى
كنت عندي ألذ من رغد العي / ش وأحلى من الحياة وأشهى
إذا اختفت في الهوى عني إساءته
إذا اختفت في الهوى عني إساءته / أبدى تجنيه ذنبي قبل أجنيه
كذاك إنسان عيني لا يزال يرى / عيبي ولست أرى العيب الذي فيه