القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 3
سَرَى البَرْقُ واللّيلُ يُدْني خُطاهْ
سَرَى البَرْقُ واللّيلُ يُدْني خُطاهْ / فَباتَ على الأيْنِ يَلْوي مَطاهْ
ولاحَ كَما يَقْتَذي طائِرٌ / ولم يَسْتَطِعْ منْ كَلالٍ سُراهْ
فَمالَ على ساعِدَيْهِ الغُرَيْبُ / بخَدّيهِ حتى ونَى مِرْفَقاهْ
وحَنَّ إِلى عَذَباتِ اللِّوى / ووادي الحِمى وإِلى مُنحَناهْ
وهَلْ يَسْتَنيمُ إِلى سَلْوَةٍ / أخو شَجَنٍ أجْهَضَتْهُ نَواهْ
فَشامَ بأَرْوَنْدَ ذاكَ الوَميضَ / وأينَ سَناهُ بنَجْدٍ سَناهْ
ومنْ دونِهِ أمَدٌ نازِحٌ / إذا أَمَّهُ الطَّرْفُ أوهَى قُواهْ
فهل مِنْ مُعينٍ على نأْيِهِ / بنَظْرَةِ صَقْرٍ رأى ما ابْتَغاهْ
وطارَ على إثْرِهِ فامْتَطى / سَراةَ نَهارٍ صَقيلٍ ضُحاهْ
فَها هُوَ يَذْكُرُ مِلْءَ الفُؤادِ / زَماناً مَضى وشَباباً نَضاهْ
ومُرْتَبَعاً بالحِمى والنّعي / مُ يُلْقي بِحاشِيَتَيْهِ عَصاهْ
هُنالِكَ رَبْعٌ تَشيمُ الأسُو / دُ فيهِ لَواحِظَها عَنْ مَهاهْ
ويخْتالُ في ظِلِّهِ المُعْتَفونَ / وتندىً على زائِريهِ رُباهْ
فهَلْ أرَيَنَّ بعَيْني المَطِيَّ / يهُزُّ الذَّميلُ إليهِ طُلاهْ
ويَسْتَرْجِعُ القَلْبُ أفْاحَهُ / بهِ ويُصافِحُ جَفْني كَراهْ
أمِثْلي ولا مِثْلَ لي في الوَرى / ولا لأُميَّةَ حاشا عُلاهْ
تُفَوِّقُني نَكَباتُ الزّمانِ / عُفافَةَ ما أسْأَرَتْهُ الشِّفاهْ
وفي مِدْرَعي ماجِدٌ لا يَحومُ / على نُغَبٍ كَدِراتٍ صَداهْ
ويَطْوي الضُّلوعَ على غُلَّةٍ / إذا درَّعَتْهُ الهَوانَ المِياهْ
ولا يتَهَيَّبُ أمْراً تشُدُّ / عَواقِبُهُ بالمَنايا عُراهْ
وإنْ تَقْتَسِمْ مُضَرٌ ما بَنَتْ / هُ منْ مَجْدِها يتفَرَّعْ ذُراهْ
ولي هِمّةٌ بمَناطِ النُّجومِ / وفَضْلٌ تَوَشَّحَ دَهْري حُلاهْ
وسَطْوَةُ ذي لَبِدٍ في العَري / نِ مَنْضوحَةٍ بنَجيعٍ سُطاهْ
يُحَدِّدُ ظُفْراً يَمُجُّ المَنونَ / إذا ساوَرَ القِرْنَ أدْمى شَباهْ
ويوقِدُ لَحْظاً يكادُ الكَمِيُّ / يَقْبِسُ واللّيلُ داجٍ لَظاهْ
سَلي يا بْنَةَ القَومِ عمّنْ تَضُمُّ / دِرْعي وبُرْديَ عمّا حَواهْ
ففي تِلْكَ أصْحَرُ يَغْشَى المَكَرَّ / وفي ذاك أسحَمُ واهٍ كُلاهْ
أُجَرِّرُ أذيالَها كالغَديرِ / إذا ما النّسيمُ اعْتَراهُ زَهاهْ
وقائِمُ سَيْفي بمِسْكٍ يَفوحُ / وتَرْشَحُ منْ عَلَقٍ شَفْرَتاهْ
وتَحتيَ أدْهَمُ رَحْبُ اللَّبانِ / حَبيكٌ قَراهُ سَليمٌ شَظاهْ
كَسا الفَجْرُ منْ نُورِهِ صَفْحَتَيْ / هِ واللّيلُ ألبَسَهُ منْ دُجاهْ
سَيعْلَمُ دَهْرٌ عَدا طَوْرَهُ / على أيِّ خِرْقٍ جَنى ما جَناهْ
وأيَّ غُلامٍ سَما نَحْوَهُ / ولَم يَسأَلِ المَجْدَ عنْ مُنْتَماهْ
أغَرّ عَزائِمُهُ منْ ظُبا / أُعِرْنَ التألُّقَ مِنْ مُجْتَلاهْ
وليسَ برِعْديدَةٍ في الخُطوبِ / ولا خَفِقٍ في الرّزايا حَشاهْ
أتَخْشى الضَّراغِمُ ذُؤْبانَهُ / وتَشْكو الصُّقورُ إليهِ قَطاهْ
ولولا تَنَمُّرُهُ للكِرامِ / لمَا فارَقَتْ أخْمَصَيْهِ الجِباهْ
وعن كَثَبٍ يتَقَرّى بَنيهِ / بِما يَعْقِدُ العِزُّ فيهِ حُباهْ
فيَسْقي صَوارِمَهُ مِنْهُمُ / عَبيطَ دَمٍ ويُرَوّي قَناهْ
ومن يَنْحَسِرْ عنهُ ظِلُّ الغِنى / ففي المَشْرَفيّاتِ مالٌ وجَاهْ
فَما للذّليلِ يُسامُ الأذى / ويَخْشى الرّدى لا وَقاهُ الإلهْ
لواعِجُ الحبِّ أُخْفيها وأُبْديها
لواعِجُ الحبِّ أُخْفيها وأُبْديها / والدّمْعُ يَنشُرُ أسراري وأطْويها
ولَوْعَةٌ كَشَباةِ الرُّمْحِ يُطفِئُها / تَجَلُّدي وأُوارُ الشّوْقِ يُذْكيها
إحدى كِنانَةَ حلّتْ سَفْحَ كاظِمةٍ / غَداةَ سالَ بظُعْنِ الحيِّ واديها
فلَسْتُ أدري أمِنْ دَمْعٍ أُرَقْرِقُهُ / أم مِنْ مَباسِمها ما في تَراقِيها
ذَكَرْتُ بالرَّمْلِ منْ حُزْوى رَوادِفَها / والعينُ تَمْرَحُ عَبرى في مَغانيها
بحيث تُرْشَحُ أمُّ الخِشْفِ واحِدَها / على مَذانِبَ تَرْعى في مَحانيها
دارٌ على عَذَباتِ الجِزْعِ ناحِلةٌ / تُميتُها الرّيحُ والأمطارُ تُحييها
حَيَّيْتُها وجُفونُ العينِ مُترَعَةٌ / بأدمُعٍ رَسَبَتْ فيها مآقيها
وقَلَّ للدارِ مني مَدْمَعٌ هَطِلٌ / وعَبْرَةٌ ظَلْتُ في رُدني أواريها
فقد نَضَوْتُ بها الأيّامَ ناضِرَةً / تُغْني عنِ السَّحَرِ الأعلى لَياليها
أزْمانَ أخْطِرُ في بُرْدي هَوًى وَصِباً / بلِمّةٍ يُعجِبُ الحَسْناءَ داجيها
فانْجابَ لَيلُ شَبابٍ كنتُ آلَفُهُ / إذ لاحَ صُبْحُ مَشيبي في حَواشيها
يا سَرْحَةَ القاعِ رَوّاكِ الحَيا غَدَقاً / منْ ديمَةٍ هَطَلَتْ وُطْفاً عَزاليها
زُرْناكِ والظِّلُّ ألْمى فاسْتُريبَ بِنا / ولم يُنِخْ عندَكِ الأنْضاءَ حاديها
ومَسْرَحُ المُهْرَةِ الدّهْماءِ مُكْتَهِلٌ / لو كانَ بالرّوضَةِ الغنّاءِ راعيها
لوَيْتُ عنهُ هِناني وهْيَ تَجْمَحُ بي / والبيضُ مُرْتَعِداتٌ في غَواشيها
مُهْرَ الفَزارِيِّ غُضَّ الطّرْفَ عن نُغَبٍ / يُرْوي بِها إبِلَ العَبْسيِّ ساقيها
فقد نَمَتْكَ جِيادٌ لا تُلِمُّ بها / حتى تَرى السُّمْرَ مُحْمَرّاً عَواليها
كأنّ آذانَها الأقْلامُ جاريَةً / بِما نَبا السّيْفُ عنهُ في مَجاريها
منها الندىً والرّدى فالمُعْتَفونَ رأَوْا / أرْزاقَهُمْ مَعَ آجالِ العِدا فيها
بكَفِّ أرْوَعَ لم يَطْمَحْ لغايَتِهِ / ثَواقِبُ الشُّهْبِ في أعلى مساريها
يُمْطي ذُرا الشّرَفِ العاديِّ همّتَهُ / مُلْقًى على الأمَدِ الأقصى مَراسيها
ذو سُؤْدَدٍ كأنابيبِ القَنا نَسَقٍ / في نَجْدَةٍ من دِماءِ الصِّيدِ تُرويها
يُزْهى بها الدّهْرُ والأيّامُ مُشْرِقَةٌ / تهُزُّ في ظِلِّهِ أعْطافَها تيها
وعُصْبَةٍ مُلِئَتْ أسْماعُهُمْ كَلِماً / ظَلِلْتُ أخْلُقُها فيهِمْ وأَفْريها
أُوطَأْتُهُمْ عقِبي إذ فُقْتُهُمْ حَسَباً / بِراحَةٍ يرتَدي بالنُّجْحِ عافيها
فقُلِّدَ السّيْفَ يومَ الرّوعِ طابِعُهُ / وأعْطيَ القَوْسَ عندَ الرّمْيِ باريها
أرى أُهَيْلَ زماني حاوَلوا رُتَبي / وللنّجومِ ازْوِرارٌ عنْ مَراقيها
وللصُّقورِ مَدًى لا تَرْتَقي صُعُداً / إليهِ أغرِبةٌ تَهْفو خَوافيها
لولا مَساعيكَ لم أهْدِرْ بقافيَةٍ / يكادُ يَسْتَرْقِصُ الأسْماعَ راويها
إذا وَسَمْتُ بكَ الأشْعارَ أَصْحَبَ لي / أبِيُّها فيكَ وانْثالَتْ قَوافيها
هيَ الجَرعاءُ صاديَةٌ رُباها
هيَ الجَرعاءُ صاديَةٌ رُباها / فَزُرها يا هُذَيمُ أَما تَراها
وَخَلِّ بِها دموعَكَ واكِفاتٍ / وَكِيفَ السُّحْبِ واهيَةً كُلاها
وَلا تَذعَر بِها أَدماءَ تُزجِي / بِرَوْقَيها عَلى لَغَبٍ طَلاها
أَتَنسى قَولَ صَحبِكَ إِذ تَراءَتْ / هيَ ابنَةُ وائِلٍ لَولا شَواها
فَأَنتَ تَخالُها ظَمياءَ تَمشي / عَلى خَفَرٍ وَقَد فَقَدَت حُلاها
وَما فَتخاءُ تَنفُضُ كُلَّ أَرضٍ / بِعَينٍ إِن رَنَتْ بَلَغَتْ مَداها
جَريمَةُ ناهِضٍ يَشكو طَواهُ / إِلَيها وَهْيَ شاكيَةٌ طَواها
فَطارَت وَالفؤادُ لَهُ التِفاتٌ / إِلَيهِ وَقَد عَناهُ ما عَناها
تَصيدُ وَلا تَحيدُ وَلَو تَمَطَّى / بِها ما حاوَلَتهُ إِلى رَداها
فَيُسِّرَ نُجحُها وَلِكُلِّ نَفسٍ / مِنَ الطَلَبِ المَنيَّةُ أَو مُناها
وَعادَتْ تَبتَغيهِ وَلَم تَجِدهُ / وَكادَ يُذيبُ مُهجَتَها جَواها
وَباتَت وَهي تَنشُدُهُ بِعَينٍ / مُؤرَّقَةٍ يُصارِمُها كَراها
بِأَبرَحِ مِن أَخيكَ أَسىً وَوَجداً / إِذا الحَسناء شَطَّ بِها نَواها
نَبيلَةُ ما تواري الأُزرُ مِنها / صَموتٌ حَجلُها خَفِقٌ حَشاها
لَها بَيتٌ رَفيعُ السَّمكِ ضَخمٌ / بِهِ تُزهى إِذا اِنتَسَبَتْ أَباها
أَظُنُّ الخَمرَ ريقَتَها وَظَنِّي / تُحَقِّقُهُ إِذا قَبَّلتُ فاها
مَتى اِبتَسَمَت تَكَشَّفَ عَن أَقاحٍ / تُقَرِّطُهُنَّ ساريَةٌ نَداها
أُحِبُّ لِحُبِّها تَلَعاتِ نَجدٍ / وَما شَغَفي بِها لَولا هَواها
أَما وَالرَّاقِصاتِ تُقِلُّ رَكْباً / كَأَنَّهُمُ الصُّقورُ عَلى مَطاها
لَتَرتَميَنَّ بي وَاللَّيلُ داجٍ / إِليها العيسُ مائِلَةً طُلاها
فَإِنَّ بِها أَوانِسَ ناضَلَتْنِي / بِأَلحاظٍ تَغيظُ بِها مَهاها
وَمُرتَبَعاً بِهِ الغُدرانُ تَخدي / إِلَيها الناجياتُ عَلى وَجاها
وَتَلصِقُ صِحَّةً بِالدَّاءِ مِنها / إِذا اِعتَنَقَتْ كَلاكِلُها ثَراها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025