القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 43
يا أُولي الأَلبابِ يا أولي النُهى
يا أُولي الأَلبابِ يا أولي النُهى / هِمتُ ما بينَ المَهاةِ وَالمَها
مَن سَها عَن السُها فَما سَها / مَن سَها عَنِ المَهاةِ قَد سَها
سِر بِهِ بِسِربِهِ لِسِربِهِ / فَاللُهى تَفتَحُ بِالحَمدِ اللَها
إِنَّها مِن فَتَياتٍ عُرُبٍ / مِن بَناتِ الفُرسِ أَصلاً إِنَّها
نَظَمَ الحُسنُ مِن الدُرِّ لَها / أَشنَباً أَبيَضَ صافي كَالمَها
رابَني مِنها سُفورٌ راعَني / عِندَهُ مِنها جَمالٌ وَبَها
فَأَنا ذو المَوتَتَينِ مِنهُما / هكَذا القُرآنُ قَد جاءَ بِها
قُلتُ ما بالُ سُفورٍ راعَني / مَوعِدُ الأَقوامِ إِشراقُ المَها
قُلتُ إِنّي في حِمىً مِن فاحِمٍ / ساتِراً فَلتُرسِليهِ عِندَها
شِعرُنا هذا بِلا قافِيَةٍ / إِنَّما قًصدِيَ مِنهُ حَرفُ ها
غَرَضي لَفظَةُ ها مِن أَجلِها / لَستُ أَهوى البَيعَ إِلّا ها وَها
لا ينيبُ الفؤادُ إلا إذا ما
لا ينيبُ الفؤادُ إلا إذا ما / لم يشاهد بذكره ما سواه
فإذا شاهد العجائب فيه / لم يكن ذا إنابة في هواه
لولا وجودِ النفسِ الأنزه
لولا وجودِ النفسِ الأنزه / ما لاح عين العالمِ المشبه
ما يتَّقي الله إلا كلُّ ذي نظر
ما يتَّقي الله إلا كلُّ ذي نظر / مسدَّد مُجتَبى قد خصَّه اللهُ
يقطعُ الليلَ بالتسبيح بين يدي / مولاه دَامعةٌ في الليلِ عيناه
يقول يا سيدي يا منتهى أملي / ما للعبيدِ رحيمٌ غيرُ مولاه
الله كرَّمَ من هذي سجيَّته / ونعته فإذا يدعوه لَّباه
لولا ما ضحكت أرضٌ بزهرتها / ولا بَكتْ سُحبها لولاه لولاه
الله فضَّله الله جمَّله / الله عدَّله الله سوَّاه
يا صفوةَ الدينِ أنتَ أجمعه / طابتْ بذكرك أعرافٌ وأفواه
ألبستُ من هو منا اليومَ خرقَتنا
ألبستُ من هو منا اليومَ خرقَتنا / لباسَ تقوى وفيه بعضُ ما فيه
إذا يصح له من أصله نَسبٍ / صحَّ اللباسُ لباسَ الفخرِ والتيه
وأيُّ فخرٍ يسامي فخر ذي نَسبٍ / تفخر العلمُ منه في نواحيه
فليلبس الولدُ المحفوظُ خرقَتنا / على الشروطِ التي ضمنتُها فيه
وهي التزيُّن بالأخلاقِ أجمعها / محمودها في الذي يبدي ويخفيه
وجوده مُنتجٌ كوني لنعلمه
وجوده مُنتجٌ كوني لنعلمه / والعلم بي منتج للعلم بالله
فكوننا من دليل العقلِ مأخذه / والعلمُ مأخذه من شرعه الزاهي
ولا تقل هذه في الحق مغلطةٌ / الحقُّ ما قلته في الأمر يا ساهي
عناية الله بي إذ كان يعلمني / مثل هذا بلا مال بلا جاه
هذا هو الجاه إنْ حققتَ منصبه / وليس يعرفه ساهٍ ولا واهي
الحقُّ يسألني ما ليس يدركه / إلا بنا مدرك من حسّ أو باه
بيت التفكر بيتُ العنكبوتِ وبي / ت الكشفِ عندهم في فكرهم واهي
لولا التفكر كان الناسُ في دَعة / في العلم بالله لا بالآمر الناهي
وليس يعبده إلا منزهة / في كلِّ عينٍ من أمثالٍ وأشباه
إذا أتاكم رسولُ الحقِّ يمنحكم / أسماء مرسلة فلا تقل ما هي
خذها ولا تعتبر فيها مُقايسة / ولا اشتقاقاً وكن كالعالم الواهي
قد حزت من عدمي بالكون ما ثبتت
قد حزت من عدمي بالكون ما ثبتت / في العين صورته والكونُ لله
فالحكم فينا لنا فليس يظلمنا / وقامت الحجة ُالغرَّاء لله
ما للمحالات في العين الثبوت وقد / أقامها العقلُ للأوهام لله
والطبعُ ساعدُه والطرفُ شاهده / شهودٌ وهم بأحكام من الله
لو لم يرد لم يكن وقد أراد فكان / ولو فليس لها حكم مع الله
من يزرعِ المنعَ لم يحصدْ سوى عدمٍ / والجودُ يزرعُ والايجادُ لله
وحيثما ثبتت في العين صورتها / فليس ينتجُ إلا المنع والله
ويضعف الحكم فيها إن قرنت بها / وجود لا حكمة أيضاً من الله
لولا تحقق لو دان لنيط به / خلاف ما يستحق الذات والله
فرحمة الله بالأعيان أوجدت / الألحان فاحكم بها جوداً من الله
ضاق النطاق على من ليس يعرفها / ولستَ تعرفها إلا من الله
فإنه أوجد الأكوان أجمعها / تفضُّلاً وعناياتٍ من الله
فليس يشهد في الأكوان كائنة / وحكمها أحد إلا من الله
فاحمد وزد واعترف بالكون من عدم / واشكر إلهك لا تشكر سوى الله
إني أتيت علوماً في قصيدتنا / تخفى على كل محجوبٍ عن الله
وقل بل إنها العلم الصحيح ولا / تعدل إلى غيرها تدنو من الله
لا تركننَّ إلى شيء تسرُّ به / إلا وتشهده جوداً من الله
تدفع غوائله بما اتصفتَ به / من الشهودِ فلا تغفلْ عن الله
ولا تخفْ من أمور أنت تحذرها / إلا وعصمتكُم فيها من الله
قصدي حضورك لا تغفل وكن رجلاً / لله بالله في الله معَ الله
فكن كسهلٍ وأمثالٍ له علموا / في أنَّ كونَ وجودِ الله الله
يا بردها حكمة ذوقاً على كبدي / الحالُ جاء بها فضلاً من الله
أتوب منه إليه
أتوب منه إليه / لأنني في يديه
كما تعوَّذ منه / به القريبُ لديه
محمد خيرُ شخصٍ / صلى الإله عليه
لو نلتُ منه مُرادي / قطفتُ من وجنتيه
ورد الحياء اعتباراً / وجئتُ منه إليه
حاز الوجودَ كمالاً / مَن كان من راحتيه
كمثلِ آدم ممن / سواه من جنتيه
لله بدرٌ تبدَّى / إليَّ من مطلعيه
أعطان قرّة عيني / منه ومن مشهديه
إنَّ الإله الذي بالشرعِ تعرفه
إنَّ الإله الذي بالشرعِ تعرفه / ليس الإله الذي بالفكرِ تدريهِ
العقلُ نُزّه والتحديدُ يأخذه / والشرع ما بين تنزيهٍ وتشبيهِ
الشرعُ أصدق ميزانٍ يعرِّفنا / بربنا ولهذا همتي فيه
إن الشريعة تجري غير قاصرة / والمعقل في عَمَه فيه وفي تيه
إنَّ العقولَ لتجري وهي قاصرةٌ / والشرعُ يظهرُه وقتاً ويخفيه
مشيئةُ العبدِ من مشيئةِ الله
مشيئةُ العبدِ من مشيئةِ الله / بل عينها عينها والحكم لله
من حيثُ ما هو رب العالمين ولا / نعم واحكم به فيه من الله
كما أتى في صريح الوحي في مَللي / إذا تمل يملُّ الله والساهي
لا يعرفُ الحقُّ إلا من عقيدته / ونحن نعرفُ حقَّ الله بالله
إذا شمسُ النفوسِ أرتْ ضُحاها
إذا شمسُ النفوسِ أرتْ ضُحاها / تزايدتِ القلوبُ بما تلاها
تراها فيه حالاً بعد حالٍ / ومجلاها الهلالُ إذا تلاها
وإني من حقيقتِه بسرِّي / كمثلِ الشمسِ إذ تُعطي سناها
فما أنا في الوجودِ سواه عيناً / وما همُ في الوجودِ بنا سواها
فتلك سماؤنا لما بناها / وهذي أرضنا لما طحاها
من أجلي كان ربي في شؤون / وقد بلغتْ فواكهكم أناها
سنفرغ منكمُ جوداً إليكم / لتعطي نفوسَكم منها مناها
ويلمحها بذاتٍ منه لما / علمتُ بأنها كانت سداها
يعذبنا النهار سُدى وويلاً / وليلته يعذبنا نداها
فغطاها الظلامُ بسرِّ كوني / وجلاها النهارُ وما جلاها
إذا زلزلت أرضُ الجسومِ تراها
إذا زلزلت أرضُ الجسومِ تراها / وما نالت الأجفان فيه كراها
لقد ظهرتْ فيها أمور عظيمةٌ / وما انفصمتْ مما رأته عراها
إذا جاءها الداعي ليخرج ما بها / وأخرج لي ما قد أجنَّ ثراها
وقد عجزتْ أبصارنا أن ترى لها / بساحتنا حكماً فكيف تراها
إذا جاءت الأسماء يقدمُها الله
إذا جاءت الأسماء يقدمُها الله / فعظِّمه بالذكرى وقل قل هو اللهُ
ألا إنه الرحمن في عرشِه استوى / ولو كان ألفُ اسم فذاك هو الله
وقالوا لنا باسم الرحيم خصصتمُ / بآخرةٍ فانظر تجدْه هو الله
رَكنتُ إلى الاسم العليم لأنني / عليمٌ بما قد قال في العالم الله
يرتب أحوالي الحكيم بمنزلٍ / يؤيدني فيه وجود هو الله
أتتني كرامات فقلت من اسمه ال / كريمُ أتاني في وجودي بها الله
إذا عظموني بالعظيم رأيتهم / أخلاءَ ودٍّ اصطفاهم الله
حليم على الجاني إذا عبده جنى / على نفسه يبدي له عفوه الله
لقد قام بالقيومِ عالٍ وسافلٌ / إليه التجاء الخلقِ سبحانه الله
وقد نص فيه إنه الأكرم الذي / إليه مَرَدُّ الأمرِ والكافل الله
ألا إنني باسم السلام عرفته / وقد قيل لي إنَّ السلامَ هو الله
رجعتُ إليه طالباً غَفرْ زلتي / فراجعني التوَّابُ إني أنا الله
وناداني الربُّ الذي قامني به / أجبتك فيما قد سألت أنا الله
إذا جاءني الوهابُ ينعم لا يرى / جزاءً على النعماءِ ذلكمُ الله
فكن معه تحمد على كلِّ حالة / ولا تخف الأقصاءَ فالأقرب الله
لقد سمع الله السميعَ مقالتي / بأني عبدٌ والسميع هو الله
إذا ما دعوتُ الله صِدقاً يقول لي / مجيبٌ أنا فاسأل فإني أنا الله
أنا واسعٌ أعطى على كلِّ حالة / كفوراً وشَكاراً لأني أنا الله
فقلتُ له أنت العزيزُ فقال لي / حِمايَ منيعٌ فالعزيزُ هو الله
عجبتُ له من شاكرٍ وهو منعم / ومن يشكرِ النعماءَ ذاك هو الله
هو القاهرُ المحمودُ في قهر عبده / ولولا نزاعُ العبد ما قاله الله
وجاء يصلي إذ علمنا بأنه / هو الآخرُ الممتنُّ والآخرُ الله
هو الظاهر المشهودُ في كلِّ ظاهر / وفي كلِّ مستورٍ فمشهودُك الله
له الكبرياءُ السار في كلِّ حادثٍ / فلا تمترِ إنَّ الكبير هو الله
ويعلم ما لا يعلم إلا بخبره / لذا قال حيّ فالخبير هو الله
ومن ينشىء الأكوانَ بدءاً وعودةً / فذاك قديرٌ والقدير هو الله
ومن يرني أشهد لنفسي بأنه / بصير يراني والبصيرُ هو الله
يبالغ في الغفرانِ في كلِّ ما يرى / من السّوءِ مني فالغفورُ هو الله
إذا ستر الغفارُ ذاتك أن ترى / مخالفةً فاشكره إذ عصم الله
وما قهر القهارُ إلاَّ منازعاً / بدعواه لا بالفعلِ والفاعل الله
وما ذكر الجبار إلا من أجلنا / ليجبرنا في الفعلِ والعامل الله
نزولٌ من أجلي كونه متكبرا / بآلة تعريفٍ وهذا هو الله
بآلةِ عهدٍ قلت فيه مصوّرٌ / لنا فيه والأرحام إذ قاله الله
وإنَّ شؤونَ البِرّ إصلاحُ خلقه / لمن يطلبِ الإصلاحَ فالمحسن الله
بمقتدر أقوى على كلِّ صورةٍ / أريد بها فعلاً ليرضى بها الله
ألم تر أنَّ الله قد خلق البرا / وأنشأ منه الناسَ فالبارىء الله
وكلُّ عليٍّ في الوجودِ مقيَّدٌ / سوى مَن تعالى فالعليّ هو الله
وكلُّ وليٍّ ما عدا الحق نازلٌ / فليس ولياً فالوليّ هو الله
لنا قوةٌ من ربنا مستعارةٌ / فنحن ضِعافٌ والقويُّ هو الله
ولا حيّ إلاّ من تكون حياتُه / هويته والحيُّ سبحانه الله
فعيلٌ لمفعولٍ يكون وفاعلٌ / كذا قيل لي إنَّ الحميدَ هو الله
يمجده عبد الهوى في صلاته / على غيرِ علم والمجيدُ هو الله
تحببْ لي باسم الودودِ بجودِه / فأثبتَ عندي جوده أنه الله
لجأت إليه إنه الصمد الذي / إليه التجاءُ الخلقِ والصَّمَدُ الله
وما أحد تعنو له أوجه العُلى / سواه كما قلناه والأحد الله
هو الواحد المعبود في كلِّ صورةٍ / تكون له مجلى فذلكم الله
أنا أوَّلٌ في الممكناتِ مقيدٌ / وإطلاقها الله فالأول الله
أقولُ هو الأعلى ولكن لغير من / وإنْ قلت من فافهم كما قاله الله
هو المتعالي للذي جاء من ظما / وجوعٍ وسقمٍ مثل ما قاله الله
يقدِّرُ أرزاقاً ويوجدها بنا / كما جاء في الأخبارِ فالخالقُ الله
وإن جاء بالخلاقِ فهو بكوننا / كثيرين بالأشخاصِ والموجد الله
ولا تطلب الأرزاقُ إلا من الذي / تسميه بالرزَّاقِ ذلكم الله
هو الحقُّ لا أكني ولستُ بملغزٍ / ولا رامزٍ والحقُّ يعلمه الله
لقد جاءني حكم اللطيفِ بذاته / وإن كان من أسمائه فهو الله
رؤوف بنا والنهي عن رأفة يكن / بحاكما في الزان إن حدَّه الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
إذا جاءك الفتاح أبشر بنصره / وإنك مدعوٌ كما حكم الله
فإنَّ له حكم المتانة في الورى / وأنت رقيقٌ فالمتينُ هو الله
وأنت خفي في ضنائن غيبه / ولستَ جلياً فالمبينُ هو الله
تأمَّلْ إذا ما كنتَ بالله مؤمناً / من المؤمن الصِّدِّيق فالمؤمن الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
جلاه لنا من باطن الأمر حكمه / هو الباطن المجهولُ فالمدرك الله
يشاهد في القدّوس في كلِّ حالة / أكون عليها فالشهيد هو الله
شديدٌ إذا يُدعى المليكُ بحكمه / على خلقه فانظره فالحاكم الله
كما هو إن نكرته وأزلته / عن الياءِ فأقصره تجدْه هو الله
وكبِّر تكبيراً إذا ما ذكرتنا / به حاكم الله والأكبر الله
وما عزَّ من يفنيه برهانُ فكره / وقد عزَّ عنه والأعز هو الله
هو السيِّد المعلوم عند أولي النُّهى / وجاءت به الأنباءُ والسيِّد الله
إذا قلت سُبُّوحٌ فذلكم اسمه / لما كان من تنزيهكم وهو الله
كما هو وتر للطلابِ بثاره / لكلِّ شريكٍ يدَِّعي أنه الله
وقل فيه محسان كما جاء نصه / بالسنة الأرسالُ فالمحسنُ الله
جميلٌ ولا يهوى من أعجب ما يرى / فقال لي المجلي الجميلُ هو الله
ولما علمنا بالبراهين أنه / رفيق بنا قلنا الرفيقُ هو الله
لقد جاءني باسم المسعر عبدُه / محمد المبعوثُ والمخبرُ الله
وفي قبضة الرحمن كانت ذواتنا / مع الحدثِ المرئيّ والقابضُ الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
ألا إنه الشافعي لسقم طبيعتي / كما جاء يشفيني وإنْ أسقم الله
كما أنه المعطى الوجودَ وما له / من الحقِّ خلقاً هكذا قاله الله
ولما أتى داعي المقدّم طالباً / تقدم من يدعو من العالم الله
ومن حكمه باسم المؤخر لم أكن / على حكمه الهادي كما قد قضى الله
هو الدهر يقضي ما يشاء بعلمه / على كلِّ شيءٍ منه يعلمه الله
فهذا الذي قد صح قد جئتكم به / وقد قالت الحفاظُ ما ثم إلاّ هو
ونعني به في النقل إذ كان قد روتْ / بانَّ له الأسماء من صِدقِ دعواه
وقيدها في تسعةٍ لفظُه لنا / وتسعين من أحصاها يدخل مأواه
وما هو إلاّ جَنَّته فوق جّنة / على درج الأسماء والخلد مثواه
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به / على فؤاد نبيٍّ سرَّه الله
أتى به روحه من فوق أرقعة / سبعٍ إلى فلبه والسامعُ الله
منه إليه به كان النزول له / فليس في الكون إلا الواحدُ الله
والجسمُ والعَرَضُ المشهودُ فيه وما / في الغيب ما ان تراه ذلك الله
ولا تناقضَ فيما قلتُه فأنا / عينُ الكثير وعيني الواحد الله
من اعجب الأمر أن الحكم من عدم / في عين كونٍ فأين العبدُ والله
فالعين تشهد خلقاً جاء من عدم / والأمر حقاً وعين المبصرِ الله
له اليمين له العينان في خبر / أتى به منه الآتي هو الله
فالحكم لي وله عين الوجود وما / للعين مني وجودٌ بل هو الله
فانظره في شجر وانظره في حجرٍ / وانظره في كل شيء ذلك الله
كل الأسامي له إن كنت تعقله / هو المسمى بها فكلها الله
فلو يقول جهولٌ قد جهلت وما / بالله جهلٌ فما كوني هو الله
فقل له ذاك حكم العين فيه ومن / يدري الذي قلته بأنه الله
ما ثَم والله إلا حيرةٌ ظهرتْ / وبي حلفت وإنَّ المقسم الله
لو كان ثَم وجودٌ ما هو الله / لم ينفردْ بالوجودِ الواحدِ الله
بل الحدوثُ لنا وما يتابعه / وهذه نسب والثابتُ الله
ينوب عنا وأنا منه في عدمٍ / ونحن نشهدُه والشاهدُ الله
هوية الحق أسراري وأعضائي
هوية الحق أسراري وأعضائي / فليس في الكون موجودٌ سوى الله
هذا الذي قلته الشرع جاء به / من عنده معلماً وحياً من الباه
هو الوجودُ الذي جلَّت عوارفه / ستور أغطيةٍ عنه بأشباه
ها إنَّ ذي عبرة إنْ كنتَ معتبراً / ظهرتْ فيها بحكم المالِ والجاه
هي التي عين التوحيدِ مشهدها / فلا تقل عندما تبدو لنا ما هي
هي ليس يدركها عينٌ سواها ولا / تقولُ أهل النهى في مطلبٍ ما هي
هَبْ أنه عين ذاتي كيف أفصله / عني ولستُ بما قد قلت بالساهي
هُنِّيتَ يا طالبَ التحقيق من قدم / صدقٍ بما حزتَه من عينِ أنباه
هناك معطى وجود الكونِ من عدمٍ / في عينٍ حدٍّ وفي ساه وفي لا هي
هو الذي حيَّر الألبابَ واعتمدت / على براهينها من كلِّ أوّاه
رأيتُ زلزلةً عُظمى منهبة
رأيتُ زلزلةً عُظمى منهبة / على أمورٍ عظامٍ كِدتُ أخفيها
في برزخٍ من برازخِ الكَرى ظهرتْ / آثارها وهو حالي قد بدا فيها
بدا لشاهد عيني عينُ صورتِه / تراه يا ليتَ شعري هل يوافيها
قالتْ خواطرنا من فوق أرقعة / تحريكُ أفلاكنا منا يكافيها
لو كان يصفو لنا في حال رؤيتنا / إياها خاطرنا كنا نصافيها
لكنها مرضت نفسي رؤيتها / وقد سألتُ إلهي أنْ يعافيها
شافهتها ومرادي أن أذكرها / بما لها عندنا من في إلى فيها
تحرّك الجسمُ مني في تحركها / بسجدةٍ لأمورٍ لا تنافيها
وكان فيما بدا مني لما قصدتُ / من المواعظِ والذكرى تلافيها
ما انبعثت همتي إليها
ما انبعثت همتي إليها / ولم أعرِّج يوماً عليها
من علمَ النفسَ علمَ كشفٍ / لم يبق ما عنده إليها
بما له خصّها اعتناء / فكلُّ ما عنده لديها
فليس في الكون ما تراه / سواه فالأمر في يديها
أرسلتني لوجودِ الحق أبغيه
أرسلتني لوجودِ الحق أبغيه / فكنت أثبته وقتاً وأنفيه
عقلٌ ينزهه شرعٌ يصورِّه / فلستُ أدري بأيّ الحكم أبغيه
إن قلت بالشرع قال العقل يجهله / أو قلت بالعقل قال الشرعُ يطغيه
تفنى رغاوةُ صابونٍ إذا وسخٌ / يقوم بالثوبِ والإنقاء يرغيه
والله أثبتَ ما الأفكارُ تنفيه / وقام بالحكمِ للأيمان يصفيه
الشرعُ أدناه حتى قلت إني أنا / عين الإله وجاء العقل يقصيه
إن كنتَ تحصي إلهي ما تجودُ به / على العبيد فإني لستُ أحصيه
فقلتُ للنفسِ هذا النص جاء به / فلتقبلي وعلى الألباب قصيه
نصيبه لفظاً ولا تعدل به أحداً / على لبيبٍ قليلِ الفكر نصيه
فإنْ أتتك عقولٌ تبتغي أثراً / بقصه فاحذري ولا تقصيه
خصيه في نفسه بما أتاك به / ولا تزيدي على ما قال خصيه
من لي بمن أرتضيه
من لي بمن أرتضيه / في كلِّ ما أمضيهِ
مما أراه سَداداً / والحبُّ لا يقتضيه
فشأنه الأمر فينا / وحبُّنا يمضيه
سبحانه وتعالى / في كلِّ ما يقضيه
فكلُّ ما جاء منه / هو الذي أرتضيه
ما كلُّ ما أنا منه
ما كلُّ ما أنا منه / وكلُّ ما أنا فيه
يرضى به غيرُ عبد / لسرِّه يصطفيه
إذا تألم منه / حباً به يشفيه
لذا تعوَّذ منه / به عسى يكفيه
هذا الذي قلتُ عنه / سمعتُهمن فيه
في حالةِ النومِ عني / به وعن معتقيه
سبحانه وتعالى / بنا عن التنزيه
فالحدُّ في التنزيه / كالحدِّ في التشبيه
فحدُّه كل حدٍّ / للخلق إذ هو فيه
بل عينه ولهذا / تراه يستوفيه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025