المجموع : 43
يا أُولي الأَلبابِ يا أولي النُهى
يا أُولي الأَلبابِ يا أولي النُهى / هِمتُ ما بينَ المَهاةِ وَالمَها
مَن سَها عَن السُها فَما سَها / مَن سَها عَنِ المَهاةِ قَد سَها
سِر بِهِ بِسِربِهِ لِسِربِهِ / فَاللُهى تَفتَحُ بِالحَمدِ اللَها
إِنَّها مِن فَتَياتٍ عُرُبٍ / مِن بَناتِ الفُرسِ أَصلاً إِنَّها
نَظَمَ الحُسنُ مِن الدُرِّ لَها / أَشنَباً أَبيَضَ صافي كَالمَها
رابَني مِنها سُفورٌ راعَني / عِندَهُ مِنها جَمالٌ وَبَها
فَأَنا ذو المَوتَتَينِ مِنهُما / هكَذا القُرآنُ قَد جاءَ بِها
قُلتُ ما بالُ سُفورٍ راعَني / مَوعِدُ الأَقوامِ إِشراقُ المَها
قُلتُ إِنّي في حِمىً مِن فاحِمٍ / ساتِراً فَلتُرسِليهِ عِندَها
شِعرُنا هذا بِلا قافِيَةٍ / إِنَّما قًصدِيَ مِنهُ حَرفُ ها
غَرَضي لَفظَةُ ها مِن أَجلِها / لَستُ أَهوى البَيعَ إِلّا ها وَها
لا ينيبُ الفؤادُ إلا إذا ما
لا ينيبُ الفؤادُ إلا إذا ما / لم يشاهد بذكره ما سواه
فإذا شاهد العجائب فيه / لم يكن ذا إنابة في هواه
لولا وجودِ النفسِ الأنزه
لولا وجودِ النفسِ الأنزه / ما لاح عين العالمِ المشبه
ما يتَّقي الله إلا كلُّ ذي نظر
ما يتَّقي الله إلا كلُّ ذي نظر / مسدَّد مُجتَبى قد خصَّه اللهُ
يقطعُ الليلَ بالتسبيح بين يدي / مولاه دَامعةٌ في الليلِ عيناه
يقول يا سيدي يا منتهى أملي / ما للعبيدِ رحيمٌ غيرُ مولاه
الله كرَّمَ من هذي سجيَّته / ونعته فإذا يدعوه لَّباه
لولا ما ضحكت أرضٌ بزهرتها / ولا بَكتْ سُحبها لولاه لولاه
الله فضَّله الله جمَّله / الله عدَّله الله سوَّاه
يا صفوةَ الدينِ أنتَ أجمعه / طابتْ بذكرك أعرافٌ وأفواه
ألبستُ من هو منا اليومَ خرقَتنا
ألبستُ من هو منا اليومَ خرقَتنا / لباسَ تقوى وفيه بعضُ ما فيه
إذا يصح له من أصله نَسبٍ / صحَّ اللباسُ لباسَ الفخرِ والتيه
وأيُّ فخرٍ يسامي فخر ذي نَسبٍ / تفخر العلمُ منه في نواحيه
فليلبس الولدُ المحفوظُ خرقَتنا / على الشروطِ التي ضمنتُها فيه
وهي التزيُّن بالأخلاقِ أجمعها / محمودها في الذي يبدي ويخفيه
وجوده مُنتجٌ كوني لنعلمه
وجوده مُنتجٌ كوني لنعلمه / والعلم بي منتج للعلم بالله
فكوننا من دليل العقلِ مأخذه / والعلمُ مأخذه من شرعه الزاهي
ولا تقل هذه في الحق مغلطةٌ / الحقُّ ما قلته في الأمر يا ساهي
عناية الله بي إذ كان يعلمني / مثل هذا بلا مال بلا جاه
هذا هو الجاه إنْ حققتَ منصبه / وليس يعرفه ساهٍ ولا واهي
الحقُّ يسألني ما ليس يدركه / إلا بنا مدرك من حسّ أو باه
بيت التفكر بيتُ العنكبوتِ وبي / ت الكشفِ عندهم في فكرهم واهي
لولا التفكر كان الناسُ في دَعة / في العلم بالله لا بالآمر الناهي
وليس يعبده إلا منزهة / في كلِّ عينٍ من أمثالٍ وأشباه
إذا أتاكم رسولُ الحقِّ يمنحكم / أسماء مرسلة فلا تقل ما هي
خذها ولا تعتبر فيها مُقايسة / ولا اشتقاقاً وكن كالعالم الواهي
قد حزت من عدمي بالكون ما ثبتت
قد حزت من عدمي بالكون ما ثبتت / في العين صورته والكونُ لله
فالحكم فينا لنا فليس يظلمنا / وقامت الحجة ُالغرَّاء لله
ما للمحالات في العين الثبوت وقد / أقامها العقلُ للأوهام لله
والطبعُ ساعدُه والطرفُ شاهده / شهودٌ وهم بأحكام من الله
لو لم يرد لم يكن وقد أراد فكان / ولو فليس لها حكم مع الله
من يزرعِ المنعَ لم يحصدْ سوى عدمٍ / والجودُ يزرعُ والايجادُ لله
وحيثما ثبتت في العين صورتها / فليس ينتجُ إلا المنع والله
ويضعف الحكم فيها إن قرنت بها / وجود لا حكمة أيضاً من الله
لولا تحقق لو دان لنيط به / خلاف ما يستحق الذات والله
فرحمة الله بالأعيان أوجدت / الألحان فاحكم بها جوداً من الله
ضاق النطاق على من ليس يعرفها / ولستَ تعرفها إلا من الله
فإنه أوجد الأكوان أجمعها / تفضُّلاً وعناياتٍ من الله
فليس يشهد في الأكوان كائنة / وحكمها أحد إلا من الله
فاحمد وزد واعترف بالكون من عدم / واشكر إلهك لا تشكر سوى الله
إني أتيت علوماً في قصيدتنا / تخفى على كل محجوبٍ عن الله
وقل بل إنها العلم الصحيح ولا / تعدل إلى غيرها تدنو من الله
لا تركننَّ إلى شيء تسرُّ به / إلا وتشهده جوداً من الله
تدفع غوائله بما اتصفتَ به / من الشهودِ فلا تغفلْ عن الله
ولا تخفْ من أمور أنت تحذرها / إلا وعصمتكُم فيها من الله
قصدي حضورك لا تغفل وكن رجلاً / لله بالله في الله معَ الله
فكن كسهلٍ وأمثالٍ له علموا / في أنَّ كونَ وجودِ الله الله
يا بردها حكمة ذوقاً على كبدي / الحالُ جاء بها فضلاً من الله
أتوب منه إليه
أتوب منه إليه / لأنني في يديه
كما تعوَّذ منه / به القريبُ لديه
محمد خيرُ شخصٍ / صلى الإله عليه
لو نلتُ منه مُرادي / قطفتُ من وجنتيه
ورد الحياء اعتباراً / وجئتُ منه إليه
حاز الوجودَ كمالاً / مَن كان من راحتيه
كمثلِ آدم ممن / سواه من جنتيه
لله بدرٌ تبدَّى / إليَّ من مطلعيه
أعطان قرّة عيني / منه ومن مشهديه
إنَّ الإله الذي بالشرعِ تعرفه
إنَّ الإله الذي بالشرعِ تعرفه / ليس الإله الذي بالفكرِ تدريهِ
العقلُ نُزّه والتحديدُ يأخذه / والشرع ما بين تنزيهٍ وتشبيهِ
الشرعُ أصدق ميزانٍ يعرِّفنا / بربنا ولهذا همتي فيه
إن الشريعة تجري غير قاصرة / والمعقل في عَمَه فيه وفي تيه
إنَّ العقولَ لتجري وهي قاصرةٌ / والشرعُ يظهرُه وقتاً ويخفيه
مشيئةُ العبدِ من مشيئةِ الله
مشيئةُ العبدِ من مشيئةِ الله / بل عينها عينها والحكم لله
من حيثُ ما هو رب العالمين ولا / نعم واحكم به فيه من الله
كما أتى في صريح الوحي في مَللي / إذا تمل يملُّ الله والساهي
لا يعرفُ الحقُّ إلا من عقيدته / ونحن نعرفُ حقَّ الله بالله
إذا شمسُ النفوسِ أرتْ ضُحاها
إذا شمسُ النفوسِ أرتْ ضُحاها / تزايدتِ القلوبُ بما تلاها
تراها فيه حالاً بعد حالٍ / ومجلاها الهلالُ إذا تلاها
وإني من حقيقتِه بسرِّي / كمثلِ الشمسِ إذ تُعطي سناها
فما أنا في الوجودِ سواه عيناً / وما همُ في الوجودِ بنا سواها
فتلك سماؤنا لما بناها / وهذي أرضنا لما طحاها
من أجلي كان ربي في شؤون / وقد بلغتْ فواكهكم أناها
سنفرغ منكمُ جوداً إليكم / لتعطي نفوسَكم منها مناها
ويلمحها بذاتٍ منه لما / علمتُ بأنها كانت سداها
يعذبنا النهار سُدى وويلاً / وليلته يعذبنا نداها
فغطاها الظلامُ بسرِّ كوني / وجلاها النهارُ وما جلاها
إذا زلزلت أرضُ الجسومِ تراها
إذا زلزلت أرضُ الجسومِ تراها / وما نالت الأجفان فيه كراها
لقد ظهرتْ فيها أمور عظيمةٌ / وما انفصمتْ مما رأته عراها
إذا جاءها الداعي ليخرج ما بها / وأخرج لي ما قد أجنَّ ثراها
وقد عجزتْ أبصارنا أن ترى لها / بساحتنا حكماً فكيف تراها
إذا جاءت الأسماء يقدمُها الله
إذا جاءت الأسماء يقدمُها الله / فعظِّمه بالذكرى وقل قل هو اللهُ
ألا إنه الرحمن في عرشِه استوى / ولو كان ألفُ اسم فذاك هو الله
وقالوا لنا باسم الرحيم خصصتمُ / بآخرةٍ فانظر تجدْه هو الله
رَكنتُ إلى الاسم العليم لأنني / عليمٌ بما قد قال في العالم الله
يرتب أحوالي الحكيم بمنزلٍ / يؤيدني فيه وجود هو الله
أتتني كرامات فقلت من اسمه ال / كريمُ أتاني في وجودي بها الله
إذا عظموني بالعظيم رأيتهم / أخلاءَ ودٍّ اصطفاهم الله
حليم على الجاني إذا عبده جنى / على نفسه يبدي له عفوه الله
لقد قام بالقيومِ عالٍ وسافلٌ / إليه التجاء الخلقِ سبحانه الله
وقد نص فيه إنه الأكرم الذي / إليه مَرَدُّ الأمرِ والكافل الله
ألا إنني باسم السلام عرفته / وقد قيل لي إنَّ السلامَ هو الله
رجعتُ إليه طالباً غَفرْ زلتي / فراجعني التوَّابُ إني أنا الله
وناداني الربُّ الذي قامني به / أجبتك فيما قد سألت أنا الله
إذا جاءني الوهابُ ينعم لا يرى / جزاءً على النعماءِ ذلكمُ الله
فكن معه تحمد على كلِّ حالة / ولا تخف الأقصاءَ فالأقرب الله
لقد سمع الله السميعَ مقالتي / بأني عبدٌ والسميع هو الله
إذا ما دعوتُ الله صِدقاً يقول لي / مجيبٌ أنا فاسأل فإني أنا الله
أنا واسعٌ أعطى على كلِّ حالة / كفوراً وشَكاراً لأني أنا الله
فقلتُ له أنت العزيزُ فقال لي / حِمايَ منيعٌ فالعزيزُ هو الله
عجبتُ له من شاكرٍ وهو منعم / ومن يشكرِ النعماءَ ذاك هو الله
هو القاهرُ المحمودُ في قهر عبده / ولولا نزاعُ العبد ما قاله الله
وجاء يصلي إذ علمنا بأنه / هو الآخرُ الممتنُّ والآخرُ الله
هو الظاهر المشهودُ في كلِّ ظاهر / وفي كلِّ مستورٍ فمشهودُك الله
له الكبرياءُ السار في كلِّ حادثٍ / فلا تمترِ إنَّ الكبير هو الله
ويعلم ما لا يعلم إلا بخبره / لذا قال حيّ فالخبير هو الله
ومن ينشىء الأكوانَ بدءاً وعودةً / فذاك قديرٌ والقدير هو الله
ومن يرني أشهد لنفسي بأنه / بصير يراني والبصيرُ هو الله
يبالغ في الغفرانِ في كلِّ ما يرى / من السّوءِ مني فالغفورُ هو الله
إذا ستر الغفارُ ذاتك أن ترى / مخالفةً فاشكره إذ عصم الله
وما قهر القهارُ إلاَّ منازعاً / بدعواه لا بالفعلِ والفاعل الله
وما ذكر الجبار إلا من أجلنا / ليجبرنا في الفعلِ والعامل الله
نزولٌ من أجلي كونه متكبرا / بآلة تعريفٍ وهذا هو الله
بآلةِ عهدٍ قلت فيه مصوّرٌ / لنا فيه والأرحام إذ قاله الله
وإنَّ شؤونَ البِرّ إصلاحُ خلقه / لمن يطلبِ الإصلاحَ فالمحسن الله
بمقتدر أقوى على كلِّ صورةٍ / أريد بها فعلاً ليرضى بها الله
ألم تر أنَّ الله قد خلق البرا / وأنشأ منه الناسَ فالبارىء الله
وكلُّ عليٍّ في الوجودِ مقيَّدٌ / سوى مَن تعالى فالعليّ هو الله
وكلُّ وليٍّ ما عدا الحق نازلٌ / فليس ولياً فالوليّ هو الله
لنا قوةٌ من ربنا مستعارةٌ / فنحن ضِعافٌ والقويُّ هو الله
ولا حيّ إلاّ من تكون حياتُه / هويته والحيُّ سبحانه الله
فعيلٌ لمفعولٍ يكون وفاعلٌ / كذا قيل لي إنَّ الحميدَ هو الله
يمجده عبد الهوى في صلاته / على غيرِ علم والمجيدُ هو الله
تحببْ لي باسم الودودِ بجودِه / فأثبتَ عندي جوده أنه الله
لجأت إليه إنه الصمد الذي / إليه التجاءُ الخلقِ والصَّمَدُ الله
وما أحد تعنو له أوجه العُلى / سواه كما قلناه والأحد الله
هو الواحد المعبود في كلِّ صورةٍ / تكون له مجلى فذلكم الله
أنا أوَّلٌ في الممكناتِ مقيدٌ / وإطلاقها الله فالأول الله
أقولُ هو الأعلى ولكن لغير من / وإنْ قلت من فافهم كما قاله الله
هو المتعالي للذي جاء من ظما / وجوعٍ وسقمٍ مثل ما قاله الله
يقدِّرُ أرزاقاً ويوجدها بنا / كما جاء في الأخبارِ فالخالقُ الله
وإن جاء بالخلاقِ فهو بكوننا / كثيرين بالأشخاصِ والموجد الله
ولا تطلب الأرزاقُ إلا من الذي / تسميه بالرزَّاقِ ذلكم الله
هو الحقُّ لا أكني ولستُ بملغزٍ / ولا رامزٍ والحقُّ يعلمه الله
لقد جاءني حكم اللطيفِ بذاته / وإن كان من أسمائه فهو الله
رؤوف بنا والنهي عن رأفة يكن / بحاكما في الزان إن حدَّه الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
إذا جاءك الفتاح أبشر بنصره / وإنك مدعوٌ كما حكم الله
فإنَّ له حكم المتانة في الورى / وأنت رقيقٌ فالمتينُ هو الله
وأنت خفي في ضنائن غيبه / ولستَ جلياً فالمبينُ هو الله
تأمَّلْ إذا ما كنتَ بالله مؤمناً / من المؤمن الصِّدِّيق فالمؤمن الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
جلاه لنا من باطن الأمر حكمه / هو الباطن المجهولُ فالمدرك الله
يشاهد في القدّوس في كلِّ حالة / أكون عليها فالشهيد هو الله
شديدٌ إذا يُدعى المليكُ بحكمه / على خلقه فانظره فالحاكم الله
كما هو إن نكرته وأزلته / عن الياءِ فأقصره تجدْه هو الله
وكبِّر تكبيراً إذا ما ذكرتنا / به حاكم الله والأكبر الله
وما عزَّ من يفنيه برهانُ فكره / وقد عزَّ عنه والأعز هو الله
هو السيِّد المعلوم عند أولي النُّهى / وجاءت به الأنباءُ والسيِّد الله
إذا قلت سُبُّوحٌ فذلكم اسمه / لما كان من تنزيهكم وهو الله
كما هو وتر للطلابِ بثاره / لكلِّ شريكٍ يدَِّعي أنه الله
وقل فيه محسان كما جاء نصه / بالسنة الأرسالُ فالمحسنُ الله
جميلٌ ولا يهوى من أعجب ما يرى / فقال لي المجلي الجميلُ هو الله
ولما علمنا بالبراهين أنه / رفيق بنا قلنا الرفيقُ هو الله
لقد جاءني باسم المسعر عبدُه / محمد المبعوثُ والمخبرُ الله
وفي قبضة الرحمن كانت ذواتنا / مع الحدثِ المرئيّ والقابضُ الله
عفوٌّ بإعطاء القليل وإن يكن / كثيراً سواء هكذا نصَّه الله
ألا إنه الشافعي لسقم طبيعتي / كما جاء يشفيني وإنْ أسقم الله
كما أنه المعطى الوجودَ وما له / من الحقِّ خلقاً هكذا قاله الله
ولما أتى داعي المقدّم طالباً / تقدم من يدعو من العالم الله
ومن حكمه باسم المؤخر لم أكن / على حكمه الهادي كما قد قضى الله
هو الدهر يقضي ما يشاء بعلمه / على كلِّ شيءٍ منه يعلمه الله
فهذا الذي قد صح قد جئتكم به / وقد قالت الحفاظُ ما ثم إلاّ هو
ونعني به في النقل إذ كان قد روتْ / بانَّ له الأسماء من صِدقِ دعواه
وقيدها في تسعةٍ لفظُه لنا / وتسعين من أحصاها يدخل مأواه
وما هو إلاّ جَنَّته فوق جّنة / على درج الأسماء والخلد مثواه
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به
الله أنزلَ نوراً يُستضاء به / على فؤاد نبيٍّ سرَّه الله
أتى به روحه من فوق أرقعة / سبعٍ إلى فلبه والسامعُ الله
منه إليه به كان النزول له / فليس في الكون إلا الواحدُ الله
والجسمُ والعَرَضُ المشهودُ فيه وما / في الغيب ما ان تراه ذلك الله
ولا تناقضَ فيما قلتُه فأنا / عينُ الكثير وعيني الواحد الله
من اعجب الأمر أن الحكم من عدم / في عين كونٍ فأين العبدُ والله
فالعين تشهد خلقاً جاء من عدم / والأمر حقاً وعين المبصرِ الله
له اليمين له العينان في خبر / أتى به منه الآتي هو الله
فالحكم لي وله عين الوجود وما / للعين مني وجودٌ بل هو الله
فانظره في شجر وانظره في حجرٍ / وانظره في كل شيء ذلك الله
كل الأسامي له إن كنت تعقله / هو المسمى بها فكلها الله
فلو يقول جهولٌ قد جهلت وما / بالله جهلٌ فما كوني هو الله
فقل له ذاك حكم العين فيه ومن / يدري الذي قلته بأنه الله
ما ثَم والله إلا حيرةٌ ظهرتْ / وبي حلفت وإنَّ المقسم الله
لو كان ثَم وجودٌ ما هو الله / لم ينفردْ بالوجودِ الواحدِ الله
بل الحدوثُ لنا وما يتابعه / وهذه نسب والثابتُ الله
ينوب عنا وأنا منه في عدمٍ / ونحن نشهدُه والشاهدُ الله
هوية الحق أسراري وأعضائي
هوية الحق أسراري وأعضائي / فليس في الكون موجودٌ سوى الله
هذا الذي قلته الشرع جاء به / من عنده معلماً وحياً من الباه
هو الوجودُ الذي جلَّت عوارفه / ستور أغطيةٍ عنه بأشباه
ها إنَّ ذي عبرة إنْ كنتَ معتبراً / ظهرتْ فيها بحكم المالِ والجاه
هي التي عين التوحيدِ مشهدها / فلا تقل عندما تبدو لنا ما هي
هي ليس يدركها عينٌ سواها ولا / تقولُ أهل النهى في مطلبٍ ما هي
هَبْ أنه عين ذاتي كيف أفصله / عني ولستُ بما قد قلت بالساهي
هُنِّيتَ يا طالبَ التحقيق من قدم / صدقٍ بما حزتَه من عينِ أنباه
هناك معطى وجود الكونِ من عدمٍ / في عينٍ حدٍّ وفي ساه وفي لا هي
هو الذي حيَّر الألبابَ واعتمدت / على براهينها من كلِّ أوّاه
رأيتُ زلزلةً عُظمى منهبة
رأيتُ زلزلةً عُظمى منهبة / على أمورٍ عظامٍ كِدتُ أخفيها
في برزخٍ من برازخِ الكَرى ظهرتْ / آثارها وهو حالي قد بدا فيها
بدا لشاهد عيني عينُ صورتِه / تراه يا ليتَ شعري هل يوافيها
قالتْ خواطرنا من فوق أرقعة / تحريكُ أفلاكنا منا يكافيها
لو كان يصفو لنا في حال رؤيتنا / إياها خاطرنا كنا نصافيها
لكنها مرضت نفسي رؤيتها / وقد سألتُ إلهي أنْ يعافيها
شافهتها ومرادي أن أذكرها / بما لها عندنا من في إلى فيها
تحرّك الجسمُ مني في تحركها / بسجدةٍ لأمورٍ لا تنافيها
وكان فيما بدا مني لما قصدتُ / من المواعظِ والذكرى تلافيها
ما انبعثت همتي إليها
ما انبعثت همتي إليها / ولم أعرِّج يوماً عليها
من علمَ النفسَ علمَ كشفٍ / لم يبق ما عنده إليها
بما له خصّها اعتناء / فكلُّ ما عنده لديها
فليس في الكون ما تراه / سواه فالأمر في يديها
أرسلتني لوجودِ الحق أبغيه
أرسلتني لوجودِ الحق أبغيه / فكنت أثبته وقتاً وأنفيه
عقلٌ ينزهه شرعٌ يصورِّه / فلستُ أدري بأيّ الحكم أبغيه
إن قلت بالشرع قال العقل يجهله / أو قلت بالعقل قال الشرعُ يطغيه
تفنى رغاوةُ صابونٍ إذا وسخٌ / يقوم بالثوبِ والإنقاء يرغيه
والله أثبتَ ما الأفكارُ تنفيه / وقام بالحكمِ للأيمان يصفيه
الشرعُ أدناه حتى قلت إني أنا / عين الإله وجاء العقل يقصيه
إن كنتَ تحصي إلهي ما تجودُ به / على العبيد فإني لستُ أحصيه
فقلتُ للنفسِ هذا النص جاء به / فلتقبلي وعلى الألباب قصيه
نصيبه لفظاً ولا تعدل به أحداً / على لبيبٍ قليلِ الفكر نصيه
فإنْ أتتك عقولٌ تبتغي أثراً / بقصه فاحذري ولا تقصيه
خصيه في نفسه بما أتاك به / ولا تزيدي على ما قال خصيه
من لي بمن أرتضيه
من لي بمن أرتضيه / في كلِّ ما أمضيهِ
مما أراه سَداداً / والحبُّ لا يقتضيه
فشأنه الأمر فينا / وحبُّنا يمضيه
سبحانه وتعالى / في كلِّ ما يقضيه
فكلُّ ما جاء منه / هو الذي أرتضيه
ما كلُّ ما أنا منه
ما كلُّ ما أنا منه / وكلُّ ما أنا فيه
يرضى به غيرُ عبد / لسرِّه يصطفيه
إذا تألم منه / حباً به يشفيه
لذا تعوَّذ منه / به عسى يكفيه
هذا الذي قلتُ عنه / سمعتُهمن فيه
في حالةِ النومِ عني / به وعن معتقيه
سبحانه وتعالى / بنا عن التنزيه
فالحدُّ في التنزيه / كالحدِّ في التشبيه
فحدُّه كل حدٍّ / للخلق إذ هو فيه
بل عينه ولهذا / تراه يستوفيه