المجموع : 7
تعَجَّبَ اللَّيْلُ مِنْها عِنْدَما بَرَزَتْ
تعَجَّبَ اللَّيْلُ مِنْها عِنْدَما بَرَزَتْ / تُسَلْسِلُ النُّورَ في عَيْنَيْهِ عَيْناها
فَظَنَّها وَهي عِنْدَ المَاءِ قائِمَةٌ / مَنَارَةً ضَمَّهَا الشَّاطي وَفَدَّاها
وَتَمْتَمَتْ نَجْمَةٌ في أذْنِ جارَتِها / لمَّا رَأَتْها وَجُنَّتْ عِنْدَ مَرآها
أُنْظُرنَ يا إِخْوَتا هَذِي شَقيقَتُنا / فَمَنْ تُرَاهُ عَلى الغَبْراءِ أَلْقَاها؟
أَتِلْكَ مَنْ حَدَّثَتْ عَنْها عَجَائِزُنا / وَقُلْنَ إِنَّ مَليكَ الجِنِّ يَهْواها
فَأَطْلَقَ المارِدُ الجَبَّارَ عاصِفَةً / تَغْرو النُّجُومَ فَكانتْ مِنْ سَباياها؟
قَصَّتْ نُجَيْمَتُنا الحسناءُ بِدْعَتَها / عَنْ نَجْمَةِ الشَّطِّ وَالآذانُ تَرْعاهَا
وَكانَ بِالقُرْبِ مِنْها كَوْكَبٌ غَزِلٌ / يُصْغِي فَلَما رَآها، سَبَّحَ الله
وَرَاحَ يُقْسِمُ أَنْ لا باتَ لَيْلَتَهُ / إِلاَّ عَلى شَفَتَيْها لاثِماً فاها
يا مَلْعَبَ الشَّطِّ مِنْ (أَنْفا) أَتَعْلَمُ منْ / داسَتْ عَلى صَدْرِكَ البازِيِّ رِجْلاها
وَيا نَواتِئَ مِنْ مَوجٍ وَمنْ زَبَدٍ / أَثْنى عَلَيْكَ وَحَسْبُ الفَخْرِ نَهْداها
وَ الشَّطُّ في الصَّيْفِ جَنَّاتٌ مُفَوَّفَةٌ / كَمْ فاخَرَ الجَبَلَ العالي وَكَمْ باهى
إِذا أَرَتْكَ الجِبالُ الغِيدَ كاسِيَةً / فالشَّطُّ أَذْوَقُ مِنْها حينَ عَرَّاها
وافَتْ سُلَيْمى وَما أَدْري أَدَمْعَتُها / تِلْكَ الَّتي لَمَعَتْ لي أَمْ ثَنَاياها
وَذَلِكَ الأَبْيَضُ المَنْشورُ في يَدِها / مِنْديلُها أَمْ سُطورُ الحُبِّ تَقْراها
كَأَنَّما البَدْرُ قِدْماً كانَ خَادِمَها / فَمُذْ أَرادَتْهُ نادَتْهُ فَلَبَّاها
وما أَصابَ الهَوى نَفْساً وَأَشْقاها / إِلاَّ وَأَلْقَتْ بِإُذْنِ البَدْرِ شَكْواها
كَأَنَّهُ حَكَمُ العُشَّاقِ كَمْ وَسِعَتْ / بَيْضاءُ جُبَّتِهِ شَتَّى قَضاياها
أَوْ كاهِنُ الأَزَلِ الحالي بِشَيْبَتِهِ / قَبَّالُ تَوْبَتِها ماحِي خَطاياها
أَمَّا سُلَيْمى فَما زاغَتْ وَلا عَثَرَتْ / فَالْحُبُّ وَالطُّهْرُ يُمْنَاها وَيُسْراها
مَنْ كانَتْ الكُورَةُ الخَضْراءُ مَنْبِتَهُ / فَلَيْسَ يُنْبِتُ إِلاَّ المَجْدَ وَالجاها
تَعَلَّقَتْهُ طَرِيراً ، كالهِلال على / غُصْنٍ منَ البانِ مَاضِي العَزْمِ، تَيَّاها
نَمَتْهُ لِلْشَّرَفِ الأَسْمَى عُمُومَتُها / وَنَشَّأَتْهُ على ما كانَ جَدَّاها
أَحَبَّها وأَحَبَّتهُ وَعاهَدَها / أنْ لا يُظلِّلَهُ في الحُبِّ إِلاَّها
فَيَبْنِيا في ظلاِلِ الأرزِ وَكْرَهُما / وَيجْرَعا من كؤُوس الحُبِّ أَشْهاها
وَرَاحَ يَقْرَعُ بابَ الرِّزْقِ مُشْتَمِلاً / بِعَزْمَةٍ سَنَّها عِلْمٌ وَأمْضَاها
حتَّى انْثَنى وَعلى أَجْفانِهِ بَلَلٌ / وَدَّ الإِباءُ له لَوْ كانَ أَعْماها
بَكى فؤادٌ لِسلمى والبِلادِ معاً / وأَنْفُسٍ رَضِيَتْ في الذُّلِّ مَثْواها
فَحَمَّلَ المَوجَ منْ أشجانِهِ حُمَماً / وشَدَّ يَضْرِبُ أُولاها بأُخْراها
وقال واليأْسُ يمْشي في جَوارِحِهِ / دِيارُ سُلْمَى عَلى رُغْمٍ هَجَرْناها
خمسٌ مِنَ السَّنَواتِ السُّودِ لا رجِعَتْ / صَبَّتْ عَلى رأسِ لُبْنانٍ بَلاياها
وَحُبُّ سُلْمَى ورِيقٌ مِثْلُ أوّلِهِ / سَقَتْهُ منْ ذِكْرياتِ الأَمْسِ أَنْداها
تَمْضي لِواجبِها حتى إِذا انْصَرَفَتْ / فَلَيْسَ يَشْغَلُها إِلاَّ فُؤَاداها
سَلْمَى أَرَى الشَّمْسَ في خَدَّيْكِ ضاحِكَةً / وكُنْتِ كالغَيْمَةِ المَقْطُوبِ جَفْناها
أَنَفْحَةٌ من فُؤَادٍ؟ كِدْتُ أَقرَأُها / فَفي عُيُونِكِ مَبْنَاها وَمَعْنَاها
أَمْ سَوْرَةٌ مِنْ عِتَابٍ؟ أَيُّ فاجِئَةٍ / في لَحْظَةٍ صَبَغَ الخَدَّيْنِ لَونَاها
قُولي فَلَيسَ سِوى الخُلْجَانِ تَسْمَعُنا / وَرَقْرِقيها سُلافاً فَوقَ حَصْبَاها
قُلْ لِلْحَبيبِ إذا طَابَ البِعادُ لَهُ / وَنَقَّلَ النَّفْسَ مِنْ سُلْمَى لِلَيْلاها
وَاسْتأْسَرَتْهُ وَإخْوَاناً له سَبَقوا / مَظَاهِرٌ مِنْ رَخاءٍ ما عَرَفْنَاها
إِنَّا إِذَا ضَيَّعَ الأوْطَانَ فِتْيَتُها / واسْتَوثَقُوا بِسِوَاها ما أَضَعْنَاها
حَسْبُ البُنُوَّةِ إِنْ ضَاق الرِّجالُ بِها / أَنَّ الَّتي أَرْضَعَتْها المَجْدَ أُنْثَاها
لُبْنَانُ ما لِفِراخِ النَّسْرِ جائِعَةً / وَالأَرْضُ أَرْضُكَ أَعْلاها وَأَدْناها
أَلِلْغَرِيبِ اخْتِيالٌ في مَسَارِحِها / وَلِلْقَريبِ انْزِواءُ في زَواياها؟
مَنْ ظَنَّ أَنَّ الرَّياحينَ الَّتي سُقِيَتْ / دُمُوعَنا الحُمْرَ قَدْ ضَنَّتْ برَيَّاها
كأَنَّ ما غَرَسَ الآباءُ مِنْ ثَمَرٍ / لِغَيْرِ أبنائِهمْ قَدْ طابَ مَجْنَاها
ومَا بَنَوْهُ على الأَحقابِ منْ أُطُمٍ / لِغَيْرِ أَبْنائِهم قَدْ حَلَّ سُكْناها؟
لا ، لَمْ أَجِدْ لَكَ في البُلْدانِ من شَبَهٍ / ولا لِناسِكَ بَيْنَ النَّاسِ أشْباها
لوْ مَسَّ غَيْرَكَ هَذا الذُّلُّ من أسَدٍ / لَعَضَّ جِبْهَتَهُ سَيْفٌ وحَنَّاها
يا عاقد الحاجبين على الجبين اللجين
يا عاقد الحاجبين على الجبين اللجين / إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرتين
ماذا يريبك مني وما هممت بشين / أصُفرةٌ في جبيني أم رعشة في اليدين
تَمر قفز غزالٍ بين الرصيف وبيني / وما نصبت شباكي ولا أذنت لعيني
تبدو كأنك لم تراني وملء عينك عيني / ومثل فعلك فعلي ويلي من الأحمقين
مولاي لم تبق مني حياً سوى رمقين / صبرت حتى براني وجدي وقرب حيني
ستحرم الشعر مني وهذا ليس بهين / أخاف أن تدعو القوافي عليك في المشرقين
يا نهرَ طوسٍ ويا أظلالَ واديها
يا نهرَ طوسٍ ويا أظلالَ واديها / رسالةُ الشعرِ عني من يؤديها
سل جارةَ السَّدِّ هل في السد من أثَرٍ / لصبّه أم محا الآثارَ ماحيها
مثلتُهُ ديمةً في أفق مرحمةٍ / قصيدة أدمع الباري قوافيها
هل للأزاهر عن أماتها خبرٌ / عن شاعر سكبَ الأطيابَ في فيها
وألبستها صباغَ اخلدِ ريشتهُ / فافتر عن ألف لون في ذراريها
زهر الطبيعةِ يبقى في أماكنهِ / وزهرهُ في فمِ الدنيا وأيديها
في جنبِ إيوانِ كسرى من مواهبهِ / إيوانُ شعرٍ به كسرى زها تيها
كأن في كل بيت من قصائدهِ / روحا تغلغلُ في الموتى فتحييها
ردّ الأكاسرة الغرّانَ فانتشروا / تحت الدرفس نجوما في لياليها
والخيل تلهث في الميدان كالحةً / حمر الحمالق تطويه ويطويها
ورُستمٌ هِرقُلُ الفرسِ الفحولِ إذا / ما انقضّ قلتَ عقابُ الحربِ مُذكيها
وأدهشَ الأرضَ منه عندما نظرت / إليه .. كيف مشت إحدى رواسيها؟
ما عابَهُ أن سيف الله جندلهُ / بل شرّفَ الفرسَ لمّا جاء يهديها
مشى إليها كتاب الله يخطبُها / فأمهَرَتهُ الغوالي من نواصيها
غزا الهدى الكفر لا فرسٌ ولا عرب / يا وقعة هزت الدنياتهانيها
إسلامُ فارس أعراس تميس لها / حور الجنان على توقيع شاديها
لم يرتد المجد إلا من مطارفها / ولا انتشى النصرُ إلا من أغانيها
أشرق أبا قاسم كالشمس مرتجلا / أنشودةَ النور إن الله موحيها
واسكب لنا خمرةَ الفردوس تعصرها / مراشف الحور واشرب في أوانيها
لقد رويتَ فهل من فضلةٍ بقيَت / في الكأس أفعلها في النفس باقيها
لو شام هومير لمحا من أشعّتِها / للألأت عينُهُ وانجابَ داجيها
أو ساف نكهتها عن ألفِ مرحلَةِ / أبو نواسٍ لفدّاها نُواسيها
حنّت لعرسِكَ عرسِ الشعر فاندفقَت / وهجاً وطوّفَ بالأرواحِ ساقيها
من مطلع الشمس حتى قابِ مغربها / عبدٌ كسا الشرقَ تعظيماً وتنويها
ما ألفُ عامٍ وإن طال الزمان بها / من ساعة عشتها إلا ثوانيها
كأن روحك في الادهار عاصفةٌ / هبّت تمزّق أجيالاً وتذريها
حتى سفرت على أشلائها قمراً / ونور وجهك يطفو في نواحيها
عُد بي إلى الأرض حدث عن صغائرها / أيام تصلى بها من زند واليها
نادى لميراثِ كسرى كل قافية / إن مات قائلها ما مات راويها
صبرتَ حتى استكنّت كلُّ جائشَة / وأسلمت زمر الدعوى دعاويها
فرحتَ تبعثها من عبقرٍ شَرَراً / موصولةً بأوالها تواليها
قوسٌ من النور ماجت تحتَهُ أمَمٌ / وغابَةٌ من ظبي غنّى الردى فيها
وفي نَجِيّ القوافي هل وفيتَ له / ربّ الأريكة إذ وافى يُناجيها
أم رحتَ تبرمُ فيه رأيَ حاسدِه / راياً كسا حسنات الملكِ تشويها
أدهى النصيحة ما يأتيك مرتديا / ثوب الصداقة تضليلاً وتمويها
ضَنَنتَ بالذهَبِ ابن التربِ تمنَعهُ / عنه وجاءك بالأفلاك يهديها
إن الملوك على العلاتِ إن وعدَت / فليسَ غير زوالِ الملك يثنيها
الله أكبر نفس الشاعر انفجَرت / حُمرَ القذائفِ لم تخطىء مراميها
رمى بها العرضَ فاصطكّت قواعدهُ / وطوّقَت جيد محمود أهاجيها
يا للعقوقِ أيبني مجدَ أمّتهِ / ويجعَلُ الدهر مولى من مواليها
ويسكُبُ السحر يستهوي النفوس به / في ثغرِ زهرتِها أو حلقِ شاديها
وينشُرُ الوشي لم تنبِتهُ قِمّتُها / ويفجُرُ النهرَ لم ينبَعهُواديها
أشِعّةٌ واهتزازاتٌ وأخيلَةٌ / تكسو الحقائق ألوانً أفاويها
لولا الخيال لما كانت سوى لغةٍ / جردت عنها كناها والتّشابيها
يا للعقوقِ أيبنى مجد أمّتِهِ / حتى إذا ساورت نفسا أمانيها
حتى إذا مدّ للآلاء راحَتَهُ / نحو الأريكةِ عضّتهُ أفاعيها
فارتَدّ يلمُسُ جنبيهِ أأنصلُها / أهوَت عليهِ أم انقضّت ضواريها
جنى لها ثمرَ الأقلام يانِعَةً / وراح يجني الرزايا من مجانيها
أإن وفَت أمّةٌ يوما لشاعرِهاه / رماهُ سافلُها عن قوسِ واشيها
إذا أساءت إلى الآدابِ مملَكةٌ / فاصبِر علها فقد قامت نواعيها
إبشر أبا قاسمٍ إنّ العلى لَثَمَت / ثغرَ القوافي وجاءتها تواسيها
في قبةٍ من جلالٍ أنت رافعُها / ورَيوَةٍ من جمالٍ أنتَ كاسيها
بَلّغُوهَا إذاأتَيْتُمْ حِمَاهَا
بَلّغُوهَا إذاأتَيْتُمْ حِمَاهَا / أنني مت في الغرام فداها
وَاذْكُرُونِي لهَابِكُلّ جَمِيلٍ / فَعَسَاهَا تَبْكِيعَليَّ عَسَاهَا
وَاصْحَبُوهالِتُرْبَتي، فَعِظامي / تَشْتَهي أنْتَدُوسَهَا قَدَمَاهَا
لَمْ يَشُقْني يَوْمُالقِيامَةِ، لَوْلا / أمَلي أنّنيهُنَاكَ أرَاهَا
وَلَوَ انَّالنَّعِيمَ كانَ جَزَائي / فِي جِهادي وَالنّارَكانَتْ جَزَاها
لأتَيْتُ الإلَهَزَحْفاً، وعَفّرْتُ / جَبينيَ كَيْأسْتَمِيلَ الإلَهَا
وَمَلأتُ السَّمَاءشَكْوَى غَرَامي / فَشَغَلْتُالأبْرَارَ عَنْ تَقْوَاهَا
وَمَشَى الحُبُّ فيالمَلائِكِ، حَتّى / خَافَ جِبْرِيلُمِنْهُمُ عُقْبَاهَا
قُلْتُ: يا رَبّ، أيُّذَنْبٍ جَنَتْهُ / أيُّ ذَنْبٍ لَقَدْظَلَمْتَ صِبَاهَا
أنتَ ذَوّبْتَ فيمَحاجِرِها السّحْرَ / وَرَصّعْتَبِاللآلىء فَاهَا
أنْتَ عَسّلْتَثَغْرَها فقُلوبُ النَّاس / نَحْلٌ أكْمَامُهَاشَفَتَاهَا
أنتَ مِنْ لَحْظِهَاشَهَرْتَ حُساماً / فَبَرَاءٌ مِنَالدّمَاء يَدَاهَا
رَحمةً رَبّ، لَستُأسألُ عَدْلاً / رَبّ خُذْني إنْأخطأتْ بِخُطَاهَا
دَعْ سُلَيْمَى تكونُحَيثُ تَرَانِي / أوْ فَدَعْنِي أكُونُحَيثُ أرَاهَا
أترى يذكرونه أم نسوه
أترى يذكرونه أم نسوه / هم سقوه الهوى وهم أسكروه
عللوه فكان أقتل شيء / ذلك الصد بعدما عللوه
عمرك الله هل عرفت فؤاداً / كفؤادي عليه جار ذووه
ليتهم يذكرون ليلة كنا / و الهوى نحن أمه و أبوه
و عيون النجوم ترنو إلينا / و لسان الدجى يكاد يفوه
و النسيم الخفيف يلهو بثوبينا / كطفل أهلوه ما هذبوه
ورشفنا كأس الحميا فباحت / بالذي في الصدور منا الوجوه
قلت أهواك يا ملاكي فردت / مقلتاه لكن تلعثم فوه
يا أمة غدت الذئاب تسوسها
يا أمة غدت الذئاب تسوسها / غرقت سفينتها، فأين رئيسها؟
تتمرغ الشهوات في حرماتها / وتعيث في عظماتها وتدوسها
تعساً لها من أمة… أزعيمها / جلادها وأمينها جاسوسها ؟
رُشيت مآذنها، فلم تغضب لها / غضب الكرام، وباعها ناقوسها
أبناء احمد والمسيح ألا انهضوا / أتباح حرمتها وأنتم شوسها ؟
ليست من الأشبال فتية أمة / إن ساد أحمقها وعزَّ خسيسها
أيُحَكَّمُ الغوغاء في أدبائها / ويذود عن سفهائها "بوليسها"
ومتى تؤيد بالرعاع حكومة / كانت أحطَّ من الرعاع نفوسها
وعصابة، ملأ المناخر نَتْنُها / خضعت طوائفكم لها وطقوسها
من دمع بائسكم وقوت فقيركم / تجبى ضرائب ظلمها ومكوسها
أتموت من فرط الهزال صغاركم / لتعزّ شوكتها ويسمن كيسها
لو حاق مكرهم بأجهل أمة / برمت محاكمها بهم وحبوسها
هبطوا الجحيم فردهم بوابها / إذ خاف من إبليسهم إبليسها
أشبال ذا الوطن الجريح، إلى متى؟ / أنتم سيوف بلادكم وتروسها
موتوا كراماً، أو فعيشوا أمة / تهوي على يدها العلى وتبوسها
رَقَدَت ترشِفُ الكرى مُقلتاها
رَقَدَت ترشِفُ الكرى مُقلتاها / مثلما ترشف العطاش المياها
صاعدات أنفاسها هادئات / كصلاة الأطفال طهر شذاها
تحلم الحلم لؤلؤيا فتمليه / طهورا على الصبا شفتاها
وأزاح النسيم عن صدرها الثوب / فلاحا ولا تقل نهداها
شكّ في نفسه الملاك فلا يدري / إذا كان صبّها أم أخاها