المجموع : 20
لِلَّهِ غانِيَةٌ يَوماً خَلَوتُ بِها
لِلَّهِ غانِيَةٌ يَوماً خَلَوتُ بِها / في مَجلِسٍ غابَ عَنّا فيهِ واشيها
كُلٌّ لَهُ حاجَةٌ مِن وَصلِ صاحِبِهِ / لَولا يَسيرُ حَياءٍ كادَ يَقضيها
وَلِلعُيونِ رِسالاتٌ مُرَدَّدَةٌ / تَدري القُلوبُ مَعانيها وَنُخفيها
قَد سَرَّني فيكَ يا مَن خابَ مَسعاهُ
قَد سَرَّني فيكَ يا مَن خابَ مَسعاهُ / سَخيفُ رَأيِكَ هَذا كانَ عُقباهُ
قَصَدتَ مَن لا يَرى لِلقَصدِ حُرمَتُهُ / ضَيَّعتَ قَصدَكَ فيمَن لَيسَ يَرعاهُ
لَنا صَديقٌ وَلا نُسَمّيهِ
لَنا صَديقٌ وَلا نُسَمّيهِ / نَعرِفُهُ كُلَّنا وَنَدريهِ
كُلُّ اِختِلافٍ وَكُلُّ مَخرَقَةٍ / فيهِ فَيا لَيتَهُ بِلا فيهِ
مَضى الشَبابُ وَوَلّى ما اِنتَفَعَتُ بِهِ
مَضى الشَبابُ وَوَلّى ما اِنتَفَعَتُ بِهِ / وَلَيتَهُ فارِطٌ يُرجى تَلافيهِ
أَو لَيتَ لي عَمَلاً فيهِ أُسَرُّ بِهِ / أَو لَيتَني لا جَرى لي ما جَرى فيهِ
فَاليَومَ أَبكي عَلى ما فاتَني أَسَفاً / وَهَل يُفيدُ بُكائي حينَ أَبكيهِ
واحَسرَتاهُ لِعُمرٍ ضاعَ أَكثَرُهُ / وَالوَيلُ إِن كانَ باقيهِ كَماضيهِ
إِقرَأ سَلامي عَلى مَن لا أُسَمّيهِ
إِقرَأ سَلامي عَلى مَن لا أُسَمّيهِ / وَمَن بِروحي مِنَ الأَسواءِ أَفديهِ
وَمَن أُعَرِّضُ عَنهُ حينَ أَذكُرُهُ / فَإِن ذَكَرتُ سِواهُ كُنتُ أَعنيهِ
أَشِر بِذِكرِيَ في ضِمنِ الحَديثِ لَهُ / إِنَّ الإِشارَةَ في مَعنايَ تَكفيهِ
وَاِسأَلهُ إِن كانَ يُرضيهِ ضَنى جَسَدي / فَحَبَّذا كُلَّ شَيءٍ كانَ يُرضيهِ
فَلَيتَ عَينَ حَبيبي في البُعادِ تَرى / حالي وَما بِيَ مِن ضُرٍّ أُقاسيهِ
هَل كُنتُ مِن قَومِ موسى في مَحَبَّتِهِ / حَتّى أَطالَ عَذابي مِنهُ بِالتيهِ
أَحبَبتُ كُلَّ سَمِيٍّ في الأَنامِ لَهُ / وَكُلَّ مَن فيهِ مَعنىً مِن مَعانيهِ
يَغيبُ عَنّي وَأَفكاري تُمَثِّلُهُ / حَتّى يُخَيَّلَ لي أَنّي أُناجيهِ
لا ضَيمَ يَخشاهُ قَلبي وَالحَبيبُ بِهِ / فَإِنَّ ساكِنَ ذاكَ البَيتِ يَحميهِ
مَن مِثلُ قَلبي أَو مَن مِثلُ ساكِنِهِ / اللَهُ يَحفَظُ قَلبي وَالَّذي فيهِ
يا أَحسَنَ الناسِ يا مَن لا أَبوحُ بِهِ / يا مَن تَجَنّى وَما أَحلى تَجَنّيهِ
قَد أَتعَسَ اللَهُ عَيناً صِرتَ توحِشُها / وَأَسعَدَ اللَهُ قَلباً صِرتَ تَأويهِ
مَولايَ أَصبَحَ وَجدي فيكَ مُشتَهِراً / فَكَيفَ أَستُرُهُ أَم كَيفَ أُخفيهِ
وَصارَ ذِكرِيَ لِلواشي بِهِ وَلَعٌ / لَقَد تَكَلَّفَ أَمراً لَيسَ يَعنيهِ
فَمَن أَذاعَ حَديثاً كُنتُ أَكتُمُهُ / حَتّى وَجَدتُ نَسيمَ الرَوضِ يَرويهِ
فَيارَسولي تَضَرَّع في السُؤالِ لَهُ / عَساكَ تَعطِفُهُ نَحوي وَتَثنيهِ
إِذا سَأَلتَ فَسَل مَن فيهِ مَكرُمَةٌ / لا تَطلِبِ الماءَ إِلّا مِن مَجاريهِ
أَفدي حَبيباً لِساني لَيسَ يَذكُرُهُ
أَفدي حَبيباً لِساني لَيسَ يَذكُرُهُ / خَوفَ الوُشاةِ وَقَلبي لَيسَ يَنساهُ
أَهوى التَهَتُّكَ فيهِ ثُمَّ يَمنَعُني / إِنَّ التَهَتُّكَ فيهِ لَيسَ يَرضاهُ
وَالناسُ فينا بِبَعضِ القَولِ قَد لَهِجوا / لَو صَحَّ ما ذَكَروا ما كُنتُ آباهُ
يا مَن أُكابِدُ فيهِ ما أُكابِدُهُ / مَولايَ أَصبِرُ حَتّى يَحكُمَ اللَهُ
سَمَّيتُ غَيرَكَ مَحبوبي مُغالَطَةً / لَمَعشَرٍ فيكَ قَد فاهوا بِما فاهوا
أَقولُ زَيدٌ وَزَيدٌ لَستُ أَعرِفُهُ / وَإِنَّما هُوَ لَفظٌ أَنتَ مَعناهُ
وَكَم ذَكَرتُ مُسَمّىً لا اِكتِراثَ بِهِ / حَتّى يَجُرَّ إِلى ذِكراكَ ذِكراهُ
أَتيهُ فيكَ عَلى العُشّاقِ كُلِّهِمُ / قَد عَزَّ مَن أَنتَ يا مَولايَ مَولاهُ
وَصارَ لي فيكَ حُسّادٌ وَلا بَلَغوا / كُلّاً أَرى مِنهُمُ دَعوايَ دَعواهُ
كادَت عُيونُهُمُ بِالبُغضِ تَنطِقُ لي / حَتّى كَأَنَّ عُيونَ القَومِ أَفواهُ
يامَن أَتى زائِراً يَوماً فَشَرَّفَني / لا أَصغَرَ اللَهُ مِن مَولايَ مَمشاهُ
عِندي حَديثٌ أُريدُ اليَومَ أَذكُرُهُ / وَأَنتَ تَعلَمُ دونَ الناسِ فَحواهُ
تُرى كَم قَد بَدَت مِنكُم
تُرى كَم قَد بَدَت مِنكُم / أُمورٌ ما عَهِدناها
وَعَرَّضتُم بِأَقوالٍ / وَما نَجهَلُ مَعناها
نَبَشتُم بَينَنا أَشيا / ءَ كُنّا قَد دَفَنّاها
وَطَرَّقتُم إِلى الغَدرِ / طَريقاً ما سَلَكناها
وَقَبَّحتُم بِأَسماءٍ / وَحَسَّنتُم مُسَمّاها
وَكَم جاءَت لَنا عَنكُم / أَحاديثٌ رَدَدناها
وَأَشياءٌ رَأَيناها / وَقُلنا ما رَأَيناها
فَلا وَاللَهِ مايَح / سُنُ بَينَ الناسِ ذِكراها
قَرَأنا سُؤَةَ السَلوا / نِ عَنكُم بَل حَفِظناها
وَما زِلتُم بِنا حَتّى / جَسَرنا وَفَعَلناها
فَرِجلٌ تَطلِبُ المَسعى / إِلَيكُم قَد مَنَعناها
وَعَينٌ تَتَمَنّى أَن / تَراكُم قَد غَضَضناها
وَنَفسٌ كُلَّما اِشتاقَت / لِلُقياكُم زَجَرناها
وَكانَت بَينَنا طاقٌ / فَها نَحنُ سَدَدناها
وَلَو أَنَّكُمُ جَنّا / تُ عَدنٍ ما دَخَلناها
وَأَمّا الحالَةُ الأُخرى / فَإِنّا قَد سَلَوناها
وَقَد ماتَت وَصَلَّينا / عَليها وَدَفَنّاها
هَجَرنا ذِكرَها حَتّى / كَأَنّا ما عَرَفناها
وَها نَحنُ وَها أَنتُم / مَتى قَطُّ ذَكَرناها
وَفي النَفسِ بَقايا مِن / أَحاديثٍ خَبَأناها
فَلَو أَرضَتكُمُ الأَروا / حُ مِنّا لَبَذَلناها
دَولَةٌ كَم قَد سَألَنا
دَولَةٌ كَم قَد سَألَنا / رَبَّنا التَعويضَ عَنها
وَفَرِحنا حينَ زالَت / جاءَنا أَنحَسُ مِنها
قَد أَتى العيدُ وَما عِن
قَد أَتى العيدُ وَما عِن / دي لَهُ ما يَقتَضيهِ
غابَ عَن عَينَيَّ فيهِ / كُلُّ شَيءٍ أَشتَهيهِ
لَيتَ شِعري كَيفَ أَنتُم / أَيُّها الأَحبابُ فيهِ
كَتَبتُ إِلَيكَ أَشرَحُ في كِتابي
كَتَبتُ إِلَيكَ أَشرَحُ في كِتابي / أُموراً مِن فِراقِكَ أَشتَكيها
وَعَيشِكَ إِنَّ لي مُذ غِبتَ عَنّي / لَحالاً ما أَظُنُّكَ تَرتَضيها
وَفي سوقِ الغَرامِ عَرَضتُ نَفسي / رَخيصاً لَم أَجِد مَن يَشتَريها
وَلَم أَرَ مَن لَهُ حالٌ كَحالي / فَأَعرِفُ في الصَبابَةِ لي شَبيها
فَجُد بِرِضاكَ إِنَّ رِضاكَ عَنّي / لَأَعظَمُ شَهوَةٍ أَنا أَشتَهيها
وَلي وَعدٌ إِلى سَنَةٍ فَإِن لَم / يَكُن فيها يَكُن فيما يَليها
وَقَد أَنهَيتُ مِن شَوقي أُموراً / لِمَولانا عُلوُّ الرَأيِ فيها
سُروري كانَ أَن أَلقاكَ يَوماً
سُروري كانَ أَن أَلقاكَ يَوماً / لِأَجلِ مَحاسِنٍ لَكَ أَجتَليها
فَلَمّا غابَ عَن عَيني كَراها / خَلَت مِن ساكِنٍ فَسَكَنتُ فيها
سَأُكرِمُها لِحُرمَةِ مَن حَوَتهُ / وَإِكرامُ الدِيارِ لِساكِنيها
يا مَن تَوَّهَمَ أَنّي لَستُ أَذكُرُهُ
يا مَن تَوَّهَمَ أَنّي لَستُ أَذكُرُهُ / وَاللَهُ يَعلَمُ أَنّي لَستُ أَنساهُ
وَظَنَّ أَنّي لا أَرعى مَوَدَّتَهُ / حاشايَ مِن ظَنِّهِ هَذا وَحاشاهُ
إِلَيكَ عَنّي وَدَعني
إِلَيكَ عَنّي وَدَعني / الغَدرُ لا أَرتَضيهِ
أَرَدتَ تَغييرَ خُلقي / أُفٍّ لِما سُمتَنيهِ
فَلا جَزى اللَهُ خَيراً / يَوماً عَرَفناكَ فيهِ
يا مُحِيَ مُهجَتي وَيا مُتلِفَها
يا مُحِيَ مُهجَتي وَيا مُتلِفَها / شَكوى كَلَفي عَساكَ أَن تَكشِفَها
عَينٌ نَظَرَت إِلَيكَ ما أَشرَفَها / روحٌ عَرَفَت هَواكَ ما أَلطَفَها
نَحنُ كَضَربَتَينِ في مَعرَكَةٍ
نَحنُ كَضَربَتَينِ في مَعرَكَةٍ / أَدَّرِعُ الصَبرَ عِندَ لُقياها
وَهِيَ بِجُندِ الهَوى تُبارِزُني / وَأَيُّ صَبرٍ يُطيقُ هَيجاها
إِن جَبُنَت في القِتالِ أَنجَدَها / أَو ضَعُفَت في النِزالِ قَوّاها
أَصرَعُها تارَةً وَتَصرَعُني / لَكِن لَها السَبقُ حينَ أَلقاها
أُحِبُّها وَهِيَ لي مُعانِدَةٌ / كَأَنَّني لَستُ مِن أَحِبّاها
عَدُوَّةٌ لا أَكادُ أُبغِضُها / يا لَيتَني أَستَطيعُ أَنساها
سابِحَةٌ في بِحارِ فِتنَتِها / رافِلَةٌ في ذُيولِ ظَلماها
أُحِبُّها تَأبى مُوافَقَتي / خاسِرَةً دينَها وَدُنياها
يا رَبِّ عَجِّل لَها بِتَوبَتِها / وَاِغسِل بِماءِ التُقى خَطاياها
إِن تَكُ يا سَيِّدي مُعَذِّبَها / مَن ذا الَّذي يُرتَجى لِرُحماها
فَاِلطُف بِها وَاِغتَفِر لَها كَرَماً / إِنَّكَ خَلّاقُها وَمَولاها
خالَفَتني وَفَعَلَتها
خالَفَتني وَفَعَلَتها / لَكَ في الخِلافِ المُنتَهى
ما كُنتَ تَعجَزُ في خِصا / لٍ غَيرَها فَخَتَمتَها
أَبصَرتَ نَفسَكَ أَصبَحت / مَستورَةً فَهَتَكتَها
كَيفَ يَخفى عَن حَبيبي
كَيفَ يَخفى عَن حَبيبي / كُلُّ ما تَمَّ عَلَيهِ
وَهُوَ في قَلبي مُقيمٌ / أَقرَبُ الناسِ إِلَيهِ
يا كِتاباً مِن حَبيبٍ
يا كِتاباً مِن حَبيبٍ / أَنا مُشتاقٌ إِلَيهِ
جاءَني مِنهُ سَلامٌ / سَلَّمَ اللَهُ عَلَيهِ
كَم يَدٍ لِلدَهرِ مُذ أَب / صَرتُ آثارَ يَدَيهِ
يا رَسولي قَبِّلِ الأَر
يا رَسولي قَبِّلِ الأَر / ضَ إِذا جِئتَ إِلَيهِ
ثُمَّ عَرِّفهُ بِأَنّي / كُنتُ غَضباناً عَلَيهِ
قَرَّبَ الواشينَ حَتّى / أَكثَروا القَولَ لَدَيهِ
كَيفَ يَرضى لي حَبيبٌ / ما جَرى بَينَ يَدَيهِ
أَيُّها الخائِفُ مِن أَم
أَيُّها الخائِفُ مِن أَم / رٍ عَناهُ وَعَساهُ
لَكَ رَبٌّ لَم يَخِب / قَطُّ لَدَيهِ مَن رَجاهُ
فَاِدعُهُ فَهُوَ بِلا شَك / كٍ مُجيبٌ مَن دَعاهُ
وَإِذا كانَ لَكَ اللَ / هُ فَلا تَسأَل سِواهُ