المجموع : 19
فما قَلُوصٌ تبيت الليلَ مُعْمَلَةً
فما قَلُوصٌ تبيت الليلَ مُعْمَلَةً / تُضحي وراكبُها لم يَعْدُ مُمْساها
مِمَّا إذا راكب أنْضَى مَطيَّتَهُ / أضحتْ جَمُوماً وقد أنضاه مَسراها
لا تحسب المعروفَ لا معنى له
لا تحسب المعروفَ لا معنى له / إلاَ نَوَاقِلَ حمدهِ وثَنَاهُ
فلقد ترى المعروف يحسُن عند من / لم يصْطَنِعْه وحمدُه لسواهُ
مَزَجْتُ خمرة عينيها بريقتها
مَزَجْتُ خمرة عينيها بريقتها / كيما تُكفكف عني من حُمَيَّاها
فاشتدَّ إسكارها إيايَ إذ مُزِجَتْ / ومزجُك الكأسَ ينفي عنك طغياها
زَلِقَتْ رجلُ شنطفٍ في خرَاها
زَلِقَتْ رجلُ شنطفٍ في خرَاها / فاستغاثتْ بصفعةٍ في قَفاها
ثَلَطَتْ في نديِّنَا فاستحقت / أن يُكَافَى بصفعةٍ أَخدَعاها
قَحْبَةٌ كلبةٌ نَخُورٌ صبورٌ / حين تَلقى طعنَ الأُيور كُلاَهَا
سِقْطَةٌ مِلْطَةٌ شَرُوخٌ رَبُوخٌ / شُنْطُفٌ صُدِّقَ الذي سمّاها
عَذَرْنَا النَّخل في إبداء شوكٍ
عَذَرْنَا النَّخل في إبداء شوكٍ / يذودُ به الأناملَ عن جناهُ
فما للعَوْسج الملعون أبدى / لنا شوكاً بلا ثمرٍ نراهُ
تُراه ظنَّ فيه جَنىً كريماً / فأظهر عُدَّةً تحمي حماهُ
فلا يتسلَّحنَّ لدفع كفٍّ / كَفاه لُؤْمُ مَجناه كفاهُ
طويتَ بسيطَ آمالي برفدٍ
طويتَ بسيطَ آمالي برفدٍ / كفاني أنْ أُؤمِّلَ ما سواهُ
أقولُ وقد طويتُ به رجائي / ليطوِ كذا رجائي مَنْ طواهُ
نَشَّرَ آذارُ في الثرى حُللاً
نَشَّرَ آذارُ في الثرى حُللاً / قد كان كانونُ قبلُ طواها
كسا عراءَ الرُّبَا طَيالسةً / خُضراً وبالعَبْقَرِيِّ رَدَّاها
وصاغَ للأرض كُلَّ تاجٍ بها / أحسنَ في صُنعهِ فجلّاها
أعجبَ ذاك السماء فانبعثتْ / تَنثُر دُرَّاً على مُحيَّاها
ولو ترانا وقد تَكنَّفنا / من دُكُن الخزَّ لابسٌ جاها
وتظهرُ الشمسُ في النَّشاص لنا / من خَلَلِ الغيم إذ تَغَشَّاها
مثلَ عرُوس تَسَتَّرت خَجلاً / من بعلها بعدَ أن تَجلّاها
لو أن رِجْليَ عِرسِه يداها
لو أن رِجْليَ عِرسِه يداها / ما أخطأتْهُ رحمةٌ تغشاها
مذ خُلقت مرفوعةً رجلاها / كأنما تستغفرانِ اللهَ
يلومُهُ الناسُ إنِ اصطفاها / مع الذي يُخبَرُ مِنْ زِناها
وخالدٌ يدري لمَ اجتباها / من كان يشفي داءَهُ لولاها
يمنعها الشيخُ من اشْتهاها / أو يحبس الأصلعَ في دَباها
ومُغنٍّ بِبَرْده ونَداهُ
ومُغنٍّ بِبَرْده ونَداهُ / تَخمدُ النارُ حين يَفتح فاهُ
يتغنى بغير رُزءٍ ولا يس / كتُ إلا بحُكْمِه ورضاهُ
يتمنى السَّميعُ حين يُغنّي / أنه قبلَ ذاك صُمَّ صداهُ
وذي وُدٍّ تَغيَّظ إذ جفاني
وذي وُدٍّ تَغيَّظ إذ جفاني / أبو حفصٍ فقلت له فداهُ
ألم ترني وقفتُ عليه عِرضي / وأمكَنني بذلك من قَفاهُ
فلستُ الدهرَ هاجِيَهُ حياتي / ولكنِّي سأهجو مَنْ هجاهُ
إذا كافأتُهُ سُوءاً بسوءٍ / فمن لِيدي ونُزهتِها سِواهُ
رأيتُ أذاكُمُ وإنِ اعتزلتُم
رأيتُ أذاكُمُ وإنِ اعتزلتُم / جَنوباً تستديرُ على ذُراها
فأما لؤْمكُمْ عن كل خيرٍ / فعينُ الفَهْد لا تَقضِي كَراها
يا وَيْحَ هذا الطبِيبِ وَيْحاهُ
يا وَيْحَ هذا الطبِيبِ وَيْحاهُ / لقد تعدَّى بما تَجنَّاهُ
يُؤلمُ بالفصْد كفَّ ذي غُنُجٍ / تَفْصِدُ منا القلوبَ عيناهُ
قد تَسترُ المرآةُ عَنْ
قد تَسترُ المرآةُ عَنْ / كَ خدوشَ وجهك مَعْ صَداها
وكذاكَ نفسُك لا تُري / ك عيوبَ نفسِك مَعْ هَواها
لو أَنَّ لي أختاً فأنكَحْتُها
لو أَنَّ لي أختاً فأنكَحْتُها / بني قضاة الأرضِ ما تهْتُ
لأنني إن تُهْتُ في جيرتي / بنائِكٍ أخْتيَ سُفِّهْتُ
يا مَنْ تحدَّاني بتقصيره / شُبِّهْتُ في عينيك شُبِّهْتُ
لَهْفي على شُكْرِيك فيما مضَى / طَوْعاً كأني كنتُ أُكْرهتُ
لو كنتُ نُبهتُ لمَا قُلْتُه / لكنني ما كنت نُبِّهتُ
إنَّ أبا حفصٍ له
إنَّ أبا حفصٍ له / هامةُ صدقٍ نَزِهَهْ
صَنَّعَها خالقُها / للصفعِ من كل جِهَهْ
لو لم تَجُل فيها يَدي / يوماً لظلَّتْ ولهَهْ
كأنها أمنيةٌ / أو حاجةٌ مُتَّجههْ
تنزلُ فيها فَتَرى / صَحَارِياً مُشتبههْ
تظلُّ كَفِّي كُلما / نزلتُ فيها فكِههْ
كأنما لَمَسْتُها / ثَدْيُ فتاة فَرهَهْ
ما لمتُ نَفْساً أصبحتْ / غَرْثَى إليها شرههْ
تَحلُم في النومِ بها / بالليلِ بل مُنْتَبههْ
ليعاقب وسْمِيَّ جُودٍ وَليُّهْ
ليعاقب وسْمِيَّ جُودٍ وَليُّهْ / مِنْ كريم رجا نداهُ وليُّهْ
إن تباطَى لديه فالبِرُّ يَزْكُو / عنده أن يُرَى إليه مجِيُّهْ
يا جوادٌ إذا تأبَّى قَريضٌ / أسعَدَ المادحين فيه أبيُّهْ
لا يَضِعْ آملٌ لديك ولا يُحْ / رَمْ عطاءً جزيلاً وأنتَ سَميُّهْ
أنت زَينٌ لكلِّ مدح وحَلْيٌ / يُتَبَاهَى به ويُزْهَى رويُّهْ
أبا حسنٍ لم أمْسِ من حال بالكمْ
أبا حسنٍ لم أمْسِ من حال بالكمْ / وإن كنتُم تُمسون من حالِ باليا
أتَنْسونَ من يَرعَى لكْم كلَّ ليلةٍ / نجومَ القوافي والنجومَ التَّوالِيَا
تُذيقونني حتى إذا ما تَشَوَّقَتْ / مُنايَ بدا لي مُنْكُمُ ما بدا ليا
فتذويقُ إشباع هَدَى اللَّه سعيكُمْ / وإلا فحسماً يتركُ القلبَ ساليا
أمبتورةٌ عندي صنيعةُ كامل / وقد شَهِدَتْ آراؤه بكماليا
فتىً زيدَ في الأخلاقِ والخَلْقِ بسطَةً / بأمثالها نالَ الرجالُ المعاليا
أتمَّ له الإحسانُ حُسْنَ روائهِ / وأضحى من الإحسان والحُسْنِ حاليا
يقول لمنْ يلحاه في بَذْلِ مالِهِ / أَأُنفِقُ أيامي وأُمْسِك ماليا
نسبناهُ والقوم الكرام إلى العُلى / فكان صريحاً والكرامُ مَواليا
لعَمْري لئن أضحى يَسُرُّ زمانَه / سناءٌ لقد ساءَ السنينَ الخواليا
ولم يَخْلُ من شوقٍ إلى وجهه غدٌ / فلا انصرفَ الأمسُ المُودَّع تاليا
فداهُ أُناسٌ أرخَصَ الحمدَ بُخْلُهُم / وأعلى عطاياهُمْ فأضحتْ غواليا
يُجِدُّون أثواباً وما يَرْتَضُونها / ويَرْضُونَ أعراضاً رِماماً بواليا
رَثَتِ الأمانةُ للخيانة إذ رأتْ
رَثَتِ الأمانةُ للخيانة إذ رأتْ / بالشمس موقفَ أحمد بنِ علِيِّ
منْ ذا يؤمِّلُ للأمانةِ بعده / لوَليِّ سُلطانٍ ثوابَ وَليِّ
بدرٌ ضَحَى للشمس يوماً كاملاً / فبكتْ هناك جَليَّةٌ لجِليِّ
من يَخْلُ من جزع لضَيْعة حُرْمةٍ / من مثله فالمجدُ غيرُ خَليِّ
يا شامتاً أبدى الشماتة لا تَزلْ / تَصْلَى بمرمَضَة أشدَّ صُلِيِّ
ستراكَ عيناهُ بمثل مَقامهِ / وببعضِ ذاك يكون غير مَليِّ
وقعتْ قوارعُ دهرِه بصَفاتِه / فتعلّلتْ عن مَصْدَقٍ سَهْلِيِّ
عن ذي الشهامة والصرامةِ والذي / ما عيبَ قطُّ بمذهب هَزْلِيِّ
عن ذي المرارة والحلاوة والذي / لم يؤت من خُلق له مَقْلِيِّ
وأبي الوزير بن الوزير أبَى له / إلا الحفاظ بمجدِهِ الأصلِيِّ
بل كاد من فَرْط الحميَّة أن يَرَى / فيما تقلَّد رأي معْتَزلِيِّ
وإذا أبو عيسى حَمَى مُتَحرِّماً / أضحى يَحُلُّ بمَعْقِل وعَليِّ
أبقى الإلهُ لنا العَلاءَ مُمتَّعاً / بعلائِهِ القَوْليِّ والفِعليِّ
فاللَّه يعلمُ والبريَّةُ بعدَهُ / وكَفى بعلْم الواحد الأزلِيِّ
ما ضَرَّ دُنيا كان فيها مِثْلُه / أَلا يُحلَّى غَيرُهُ بحُلِيِّ
ذو منظرٍ صافي الجمالِ ومَخبرٍ / وافي الكمالِ ومَنْطِق فَصلِيِّ
جمع الشَّبيبة والسَّدَاد فلم يَبعْ / فوزَ الحكيم بلذةِ الغزَلِيِّ
ومُنْزِلِ الوحْيَ على نبيِّهْ
ومُنْزِلِ الوحْيَ على نبيِّهْ / لأُنزلنَّ الشعر من حَبيِّهْ
على الخُزاعيِّ وخَطَّابِيِّهْ / مدحاً ترى الحِكمة في صَبِيِّهْ
ويونسُ الأسواقِ في عرْبيِّهْ / في حَضرِيِّ الشعر أعرابيِّهْ
لا وَمِدِ الظلِّ ولا وَبيِّهْ / مكِّيّ بيت المَجْدِ أخشبيِّهْ
مهاجريِّ النصرِ يثربيِّهْ / فرعيِّ مجدٍ بعدَ مَنصِبيِّهْ
سِرْبيِّ مرعى الوحشِ ربْربيِّهْ / بَدْريِّ حُسن الوجه كوكبيِّهْ
مُجالسيِّ الشخصِ مَوْكبيِّهْ / فرزدقيِّ الطَرْز أغلبيِّهْ
ما شئتَ عجّاجِيِّهِ رُوْبِيِّهْ / لم يتقاصر عَنْ مُسَيبيِّهْ
ولا الزُّهيريِّ ولا كعبيِّهْ / بل الكُلَيبيِّ وتغلبيِّهْ
مُوشي بُرْد المدح شَرعَبيِّهْ / سَيفيِّ وقع القِدْحِ نشابيِّهْ
كلاهما أذْعنَ مِنْ سَبيِّهْ / بلَمْلَمِيِّ الحكم كَبكبيِّهْ
غَشَمْشَميِّ السَّيلِ مأربيِّهْ / سِلْميِّه أسعد من حربيِّهْ
مُسترجَحِ العقل مُهَلَّبيِّهْ / مُفَضَّلٍ في العلم صَقْعَبيِّهْ
مقدم في النحو قُطربيِّهْ / رفْعِيِّهِ خَفضِيِّهِ نَصْبيِّهْ
طريفه غير مُؤدبيِّهْ / تُعليه عن رُتْبةِ مكْتَبيِّهْ
مُقفّعيِّ النثرِ عَتَّابيِّهْ / لا مُجْتَوى القُرب ولا مابيِّهْ
لَحِقِّ مولاهُ وأجنبيِّهْ / ما شئتَ من مرأى ومن حَبيِّهْ
تجرُّراً والدهرُ في غَبيِّهْ / جارٍ من اللُّؤمِ على كلْبيِّهْ
ومن تعديِّه على ذئبيِّهْ / ليَجتني لي الصَّفْوَ من مَجْنيِّهْ
جِيدَا من الغيث بعقربيِّهْ /