المجموع : 14
فَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ
فَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ / وَإياكَ وَاِيّاهُ
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى / حَليماً حينَ آخاهُ
يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ / إِذا ما هُوَ ماشاهُ
كَحَذو النَعلِ بِالنَعلِ / إِذا ما النَعلُ حاذاهُ
وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ / دَليلٌ حينَ يَلقاهُ
وَلِلشَيءِ مِن الشَيءِ / مَقاييسٌ وَأَشباهُ
وَفي العَينِ غِنىً لِلـعَيـ / ـنِ إِن تَنطِقْ وَأَفواهُ
الغِنى في النُفوسِ وَالفَقرُ فيها / اِن تَجَزَّت فَقَلَّ ما يُجزيها
عَلِّلِ النَفسَ بِالقَنوعِ وَإِلّا / طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها
لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم / يَأتِ مِن لِذَةٍ لُمسْتَحْليها
إِنَّما أَنتَ ظلّ عُمرِكَ ما عَمَّـ / ـمَرتَ بِالساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها
أَصَمُّ عَنِ الكَلِمِ المُحفِظاتِ
أَصَمُّ عَنِ الكَلِمِ المُحفِظاتِ / وَأَحلُمُ وَالحِلمُ بي أَشبَهُ
وَإِنّي لَأَترُكَ حُلوَ الكَلامِ / كيلا أُجاب بِما أَكرَهُ
إِذا ما اِجتَرَرتُ سَفاهَ السَفيهِ / عَليَّ فَإِنّي أَنا الأَسفَهُ
فَلا تَغتَرِر بِرُواءِ الرِجالِ / وَإِن زَخرَفوا لَكَ أَو مَوَّهوا
فَكَم مِن فَتىً يُعجِبُ الناظِرينَ / لَهُ أَلسُنٌ وَلَهُ أَوجُهُ
يَنامُ إِذا حَضَرَ المَكرماتِ / وَعِندَ الدَناءَةِ يَستَنبِهُ
النَفسُ تَجزَع أَن تَكونَ فَقيرَةً
النَفسُ تَجزَع أَن تَكونَ فَقيرَةً / وَالفَقرُ خَيرٌ مِن غِنىً يُطغيها
وَغِنى النَفوسِ هُوَ الكَفافُ وَإِن أَبَت / فَجَميعُ ما في الأَرضِ لا يَكفيها
إِنَّ المَكارِمَ أَخلاقٌ مُطَهَرةٌ
إِنَّ المَكارِمَ أَخلاقٌ مُطَهَرةٌ / فَالدّينُ أَوَلُّها وَالعَقلُ ثانيها
وَالعِلمُ ثالِثُها وَالحِلمُ رابِعَها / وَالجودُ خامِسُها وَالفَصلُ ساديها
وَالبِرُّ سابِعُها وَالصَبرُ ثامِنُها / وَالشُكرُ تاسِعُها وَاللَينُ باقيها
وَالنَفسُ تَعلَم أَنّي لا أُصادِقُها / وَلَستُ أَرشُدُ إِلا حينَ أَعصيها
وَالعَينُ تَعلَمُ مِن عَينَي مُحدِّثِها / إِن كانَ مِن حِزبِها أَو مَن يُعاديها
عَيناكَ قَد دَلَّتا عَينيَّ مِنكَ عَلى / أَشياءَ لَولاهُما ما كُنتَ تُبديها
كُن لِلمَكارِهِ بِالعَزاءِ مُقَطِّعاً
كُن لِلمَكارِهِ بِالعَزاءِ مُقَطِّعاً / فَلَعَلَّ يَوماً لا تَرى ما تَكرَهُ
فَلَرُبَّما اِستَتَرَ الفَتى فَتنافَسَت / فيهِ العُيونُ وَإِنَّهُ لَمُمَوَّهُ
وَلَرُبَّما اِختَزَنَ الكَريمُ لِسانَهُ / حَذَرَ الجَوابِ وَإِنَّهُ لَمُفَوَّهُ
وَلَرُبَّما اِبتَسَمَ الوَقورُ مِنَ الأَذى / وَفُؤادُهُ مَن حَرِّهِ يَتَأَوَّهُ
أَنا لِلحَربِ اِلَيها
أَنا لِلحَربِ اِلَيها / وَبِنَفسي أَتَّقيها
نِعمَةٌ مِن خالِقٍ العَرْ/ شِ بِها قَد خَصَّنيها
لَن تَرى في حَومَةِ الهَيـ / ـجاءِ لِي فيها شَبيها
وَلِيَ السُبقَةُ في الإِسـ / ـلامِ طِفلاً وَوَجيها
وَلِيَ القُربَةَ إِن قا / مَ شَريفٌ يَنتَميها
زَقَّني بِالعِلمِ زَقّاً / فيهِ قَد صِرتُ فَقيها
وَلِيَ الفَخرُ عَلى النا / سِ بِزَوْجي وَبَنيها
ثُمَ فَخري بِرَسولِ الـ / ـلّهِ إِذ زَوَّجَنيها
لِيَ وَقعاتٌ بِبَدرٍ / يَومَ حارَ الناسِ فيها
وَبِأُحدٍ وَحُنَينٍ / ثُمَّ صَولاتٌ تَليها
وَأَنا الحامِلُ لِلرا / يَةِ حقاً أَحتَويها
وَإِذا أَضرَمَ حَرباً / أَحمَدٌ قَدَّمَنيها
وَإِذا نادى رَسولُ الـ / ـلّهِ نَحوي قُلتُ إيها
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت / أَنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها
لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها / إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها
فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها / وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها
أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً / حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها
أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها / وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها
كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت / أَمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها
لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ / مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها
فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها / وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها
عَجَباً لِلزَمانِ في حالَتَيهِ
عَجَباً لِلزَمانِ في حالَتَيهِ / وَبلاءٌ ذَهَبتُ مِنهُ إِلَيهِ
رُبَّ يَومٍ بَكَيتُ مِنهُ فَلَّما / صِرتُ في غَيرِهِ بَكَيتُ عَلَيهِ
لا تَعتَبَنَّ عَلى العِبادِ فَإِنَّما
لا تَعتَبَنَّ عَلى العِبادِ فَإِنَّما / يَأتيكَ رِزقُكَ حينَ يُؤذَنُ فيهِ
سَبَقَ القَضاءُ لِوَقتِهِ فَكَأَنَّهُ / يَأتيكَ حينَ الوَقتِ أَو تَأتيهِ
فَثِق بِمَولاكَ الكَريمِ فَإِنَّهُ / بِالعَبدِ أَرأَفُ من أَبٍ بِبَنيهِ
أوسع غِناكَ وَكن لِفَقرِكَ صائِناً / يُضني حَشاكَ وَأَنتَ لا تُشفيهِ
فَالحُرُّ يُنحِلُ جِسمَهُ إِعدامهُ / وَكَأَنَّهُ مِن جِسمِهِ يُخفيهِ
لَو كانَ في صَخرَةٍ في البَحرِ راسيَة
لَو كانَ في صَخرَةٍ في البَحرِ راسيَة / صَمّاءَ مَلمومَةٍ مُلسٍ نَواحيها
رِزقٌ لِعَبدٍ يَراهُ اللَهُ لانغَلَقَت / حَتّى يَؤدّى إِلَيهِ كُلُّ ما فيها
أَو كانَ تَحتَ طِباقِ السَبعِ مَطلَبُها / لَسَهَّلِ اللَهِ في المَرقى مَراقيها
حَتّى تُؤدّي الَّذي في اللَوحِ خُطَّ لَهُ / إِن هِي أَتَتهُ وَإِلّا سَوفَ يَأتيها
لا يُنقِصُ الكامِلَ مِن كَمالِهِ
لا يُنقِصُ الكامِلَ مِن كَمالِهِ / ما جَرَّ مِن نَفعٍ إِلى عيالِهِ
خُلّوا سَبيلَ العَيرِ يَأتِ أَهلَهُ
خُلّوا سَبيلَ العَيرِ يَأتِ أَهلَهُ / سَوفَ تَرونَ فِعلَكُم وَفِعلَهُ
مَن لَم يَكُن عُنصُرُه طَيّباً
مَن لَم يَكُن عُنصُرُه طَيّباً / لَم يَخرُجِ الطّيِّبُ مِن فيهِ
كُلُّ اِمرئٍ يُشبِهُهُ فِعلهُ / وَيَنضَحُ الكُوزُ بِما فيهِ