ليس يدري بكنه ذاتك ما هُوْ
ليس يدري بكنه ذاتك ما هُوْ / يا ابن عم النبي إلا اللهُ
ممكن واجب حديث قديم / عنك تنفى الأنداد والأشباه
لك معنى أجلى من الشمس لكن / خبط العارفون فيه فتاهوا
أنت في منتهى الظهور خفي / جل معنى علاك ما أخفاه
صعدوا نحو أوجه خطرات / الوهم وهماً فضل دون مداه
قلت للقائلين في أنك اللَه / استقيموا فاللَه قد سواه
هو مشكاة نوره قبل خلق ال / خلق طراً وباسمه سماه
وحباه بكل فضلٍ عليم / وبمقدار ما حباه ابتلاه
أظهر اللَه دينه بعلي / أين لا أين دينه لولاه
كانت الناس قبله تعبد الط / طاغوت رباً والجبت فيهم إله
ونبي الهدى إلى اللَه يدعوهم / ولا يسمعون منه دعاه
سله لما هاجت طغاة قريشٍ / من وقاه بنفسه من فداه
من جلا كربه ومن رد عنه / يوم فر الأصحاب عنه عداه
من سواه بكل وجهٍ شديدٍ / عنه من رد ناكلاً من سواه
لو رأى مثله النبي لم واخاه / حياً وبعده وصاه
قام يوم الغدير يدعو ألا من / كنت مولاً له فذا مولاه
ما ارتضاه النبي من قبل النفس / ولكنما الإله ارتضاه
غير أن النفوس مرضى ويأبى / ذو السقام الدوا وفيه شفاه
أنكروه وكيف ينكر عين الش / شمس من أمرصت بها عيناه
ثم لما رأوه لا يؤثر الباطل / يوماً ولو أطلت دماه
أغلقوا بابه عليه وبزوا / ما لديه قسراً وحلوا حباه
تركوه وهو الأمير جليس الد / دار والأمر صار أمر عداه
يجمع الوحي وهو أعرف خلق اللَ / ه بالوحي والذي أوحاه
قد زووه وهو الإمام وقاموا / بضلال وخبط عشواء تاهوا
ثم لما دجى الضلال على العالم / واستوعب الأنام دجاه
ورأى غارس النفاق وبالاً / غص فيما جنته منه يداه
فأتوه وبايعوه وقالوا الآن نا / ل الدين الحنيف مناه
فقضى بينهم بفصل قضاء اللَه / واللَه لا يرد قضاه
قسم القيء بالسوية في الناس / وساوي بسيدٍ مولاه
وهو حكم صعب على غير ما را / ض هواه بعقله وهداه
وبهم مؤثر لطاعة إبليس / ومهما دعا به لباه
فدعاه لنكث بيعة مولاه / فلبى وحاد عن مولاه
وأتى أمه وللبغي عقبى / سلهماً كيف صادقا عقباه
قل لها إذ تبرجت من حجاب / كان طه المختار قد أرخاه
نسيت آية التبرج أم لم / تعتقدها والابن يقفو أباه
جندت جندها على الجمل الأعسر / والناس تابعوا من رعاه
فأتى المرتضى بأجناد بدر / صحب طه ورف فيهم لواه
وأراهم وبال ما قد جنوه / واصطلى بالضرام من أوراه
وهم الناكشون والمصطفى من / قبل هذا بقتلهم أوصاه
ثم للقاسطين سار حثيثاً / ورأى من جهادهم ما رأه
كم عظيم كمثل عمار أردوه / وسالت لفقده مقلتاه
ونجا المارقين بالسيف يفري ال / هام حتى أبادهم بشباه
لم يزل طول عمره في عناءٍ / ولحفظ الإسلام كان عناه
ذا ابتداء مع النبي يعاني / حرب أعدائه وذا منتهاه
قد لقي من خلاف أصحابه أضعا / ف ما من أعدائه لا فاه
كم تمنى الموت المريح وما ظنك / فيمن بالموت درك مناه
قال ما يمنع الشقي أما حان / شقاه يا رب عجل شقاه
وغدا للصلاة للمسجد الأعظم / والليل مستجن دجاه
وأقام الصلاة للسجدة الأولى / وكان ابن ملجمٍ يرعاه
فعله بالسيف فأعجب لسيف / اللَه بالسيف كيف فل شباه
فهوى قائلاً لقد فزت واللَه / وسالت على المصلى دماه
فبكته الأملاك وارتجت الأف / لاك حزناً وجبرئيل نعاه
الهدى هد ركنه والتقى قد / فصمت في المصاب وثقى عراه
وسرى يقصد الشئام بشير ال / قوم يبدي السرور وآخر ناه
قام عيد بالشام أبعدها اللَه / وقرت من شامت عيناه
كبر اللَه وهو لم يعرف الله / سروراً ونال أقصى مناه
كان لم يهنه كراه حذاراً / من علي واليوم طاب كراه
كان لا يستطيع أن يهدم الدين / فقد راح عنه حامي حماه
غير أن السبطين والغلب من أب / نائه والوجوه من أولياه
قد أحاطوا به وقد يئسوا منه / وهانت نفوسهم في فداه
وجرى السم في المفاصل والناط / بأحشائه وأوهى قواه
فشجوا عنده خفياً / يترك القلب دامياً بشجاه
بنفوس كادت تطير مع الأن / فاس غيطاً والغايظ في منتهاه
أنا أبكي عليه ملقى يدير ال / عين فيهم والوجد ملء حشاه
أم عليهم يرونه مد للموت / يديه وغمضت عيناه