المجموع : 3
مَن لِنَفسٍ عَنِ الهَوى لا تَناهى
مَن لِنَفسٍ عَنِ الهَوى لا تَناهى / لا تُبالي أَطاعَها أَم عَصاها
عاذِلٌ في الهَوى بِنُصحٍ وَيَخشى / أَن يَسُوقُ الرَدى إِلَيها هَواها
لَو بِهِ ما بِها مِن الوَجدِ لَم يَن / هَ مُحِبّاً وَلم يُبالِ بَلاها
خامَرَت مِن هَوى عَثيمَةَ داءً / مُستَكِنّاً لِحُبِّها أَذواها
ثُمَّ قالَت لَهُ سَأَعصيكَ فيها راغِماً / مِثلَما عَصَتني نِساها
إِنَّها حَيثُ ما تَكُونُ مِن الأَر / ضِ فَغُضَّ المَلامَ فيها مُناها
إِنَّها بِنتُ كُلِّ أَبيَضَ قَرمٍ / مَلِكٍ نالَ مِن قُصَىٍّ ذُراها
وَبَنى المَجدَ صاعِداً فَعَلتهُ / عَبدُ شَمسٍ وَهاشِمٌ أَبواها
فَهِيَ لا تُدرِكُ النِساءُ بِسَعيٍ / أَبَداً حِينَ يَفخرُونَ مَداها
لَسنَ حُوراً عَقائِلاً هُنَّ مِنها / إِنَّ في الناسِ فَاعلَمُوا أَشباها
أُمُّها البَدرُ أُمُّ أَروى فَنالَت / كُلَّ ما يُعجِزُ الأَكُفَّ يَداها
إِنَّ عُثمانَ وَالزُبَيرَ أَحَلّا / دارَها بِاليَفاعِ إِذ وَلَداها
وَنَبِيُّ الهُدى وَحَمزَةُ إِبدأ / بِهِما إِذ نَسَبتَها خالاها
نَبَتَت في نُجومِ رَبوَةِ رَملٍ / يُنشَرُ المَيتُ إِن يَشُمَّ ثَراها
مِن تُرابٍ بَينَ المَقامِ إِلى الرُك / نِ بَراها إِلالهُ حِينَ بَراها
قُصَوىٌّ مِنهُ قُصيٌّ وَلَم يَخ / لُطهُ طِينُ القُرى وَلا أَكباها
ذَبَّ عَنها قُصَيٌّ كُلَّ عَدُوٍّ / فَنَفاهُ وَجُرهُماً أَجلاها
سارَ بِالخَيلِ وَالحُمُولِ فَلَم تَع / لَم قُرَيشٌ بِذاكَ حِينَ أَتاها
في كَراديسَ كَالجِبالِ وَرَجلٍ / يُفزِعُ الأَخشَبَينِ طُولُ قَناها
فَتَمارَت بِهِ قُرَيشٌ فَلَمّا / أَن رَأَت لَم تَشُكَّ فيهِ لِواها
عَرَفَت مَكَّةُ الحَرامُ قُصَيّاً / وَقُصَيٌّ قُرَيشَ إِذ بَوّاها
أَنزلَ الناسَ بِالظَواهِرِ مِنها / وَتَبَوّا لِنَفسِهِ بَطحاها
وَابتنوا بِالشِعابِ وَالحَزنِ مِنها / وَتَفَجّا عَن بَيتِهِ سَيلاها
لَن تُمارى قُصَيُّ في المَجدِ إِلّا / أَكذَبَ اللَهُ كُلَّ مَن ماراها
وَبِحَسبِ الفَتاةِ قُرباً مِنَ المَج / دِ قُصَيٌّ إِن يَعدِلُوا مَولاها
مِنهُمُ الطَيِّبُ النَبيُّ بِهِ اللَ / هُ إِلى بابِ كُلِّ خَيرٍ هَداها
بَرَّدَ النارَ عَنهُمُ حِينَ فارَت / تَرتَجي أَكلَهُم وَأَحمى حِماها
ثُمَّ حُجّابُ بَيتِهِ بَعدُ مِنهُم / وَحِياضَ الحَجيجِ قَد وَلّاها
ثُمَّ وَلّى وَلَن يَزالوا وُلاةً / رَبُّنا اللَهُ خَلقَهُ خُلفاها
أَرسَلَت أُمُ جَعفَرٍ لا تَزرنا
أَرسَلَت أُمُ جَعفَرٍ لا تَزرنا / لَيتَ شِعري بِالغَيبِ ماذا دَهاها
أَن أَتاها مُحَرِّشٌ بِحَدِيثٍ / كاذِباً ما أَرادَ إِلّا رَداها
ثُمَّ أَصغَت لَهُ وَلَو كانَ عِندي / قالُهُ قُلتُ عَدِّهِ لِسِواها
بِئسَ ما قُلتَ لا تَظُنَّنَّ أَنّي / سامِعٌ قَولَ قائِلٍ إِن بَغاها
إِن أَكُن سُؤتُها بِما لَم أُرِدهُ / في حَديثٍ بِهِ فَعِندي رِضاها
إِنّي زائِرٌ ظَبياً
إِنّي زائِرٌ ظَبياً / بِخَوعي فَمُحَيِّيهِ
غَزالاً شَفَّهُ هَمٌّ / لِأَنّي لَستُ آتِيهِ
وَقَد خِفتُ بِأَن أَحمِ / لَ ذَنباً مُوبِقاً فيهِ
لِأَني كُلَّما أَرسَ / لَ أَن إِيتِ أُمَنِّيهِ
وَلا وَاللَهِ ما بِي بُغ / ضُهُ يا صاحِ أُخفِيهِ
وَالايَكُ يَعنِيني الَّ / ذي مِن ذاكَ يَعنيهِ
وَلَكنّي صَبَرتُ النَف / سَ عَنهُ كَي أُبَرِّيهِ
مِنَ القَولِ الَّذي قَد قا / لَ واشٍ ظالِمٌ فيهِ
أَحَبُّ الناسِ إِنساناً / إِلَينا هُوَ يُرضِيهِ
عَلى ما كانَ مِن بَأوٍ / وَمِن زَهوٍ وَمِن تِيهِ
لَهُ مِن فاضِلِ الحُسنِ الَّ / ذي ما النَعتُ مُحصِيهِ
وَخُلقٌ تَمَّ لَم يَجفُ / وَشَرُّ الخُلقِ جافِيهِ
كَمِثل الغُصنِ إِن قامَ / مِنَ البابِ تُكَفِّيهِ
جُنُوبٌ مِثلَ ما حَرَّ / كَ فَرعَ الغُصنِ جانِيهِ
كَأَنَّ المِسكَ وَالعَنبَ / رَ وَالكافُورَ في فيهِ
وَذَوبَ الشُهد وَالراحِ / يُصَفِّيهِ مُصَفِّيهِ
بِصَوبِ البارِقِ الأَسحَ / مِ أَدنَتهُ سَواقِيهِ
إِلى قَلتٍ بِشاهِقَةٍ / مِنَ الوُرّادِ يَحوِيهِ
إِذا ما هُوَ قَفّى أَوَّ / لَ النَجمِ تَواليهِ
وَلَم يَخشَ مِنَ الحَيِّ الَّ / ذي يَطرُقُ كالِيهِ