القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد الزّين الكل
المجموع : 5
يا للعَزائِم يَثني مِن مَواضيها
يا للعَزائِم يَثني مِن مَواضيها / أَنَّ الكِفاياتِ يُقضى بِالهَوى فيها
وَللمَواهِب بِالأَغراض يَقتُلها / مَن يَستَمدُّ حَياةً مِن أَياديها
وَللجُهود بِأَعشى الرأي يُطفِئُها / ماضٍ عَلى ضوئِها سارٍ بِهاديها
وَللنوابغ يَقضي في مَواهبهم / بِما يَشاءُ هَواهُ غَيرُ قاضِيها
جادُوا بِأَعمارهم حَتّى لِجاحدهم / إِنّ المَواهِبَ سلمٌ في أَعاديها
كَالشَمس تقبسُ مِنها عَينُ عابدِها / وَتُرسلُ النُورَ في أَجفانِ شانيها
وَالنَفسُ إِن مُلِئَت بِالود فاضَ عَلى / جَدبِ البِلادِ خلوفٌ مِن هَواميها
لا يَدَّعِ العَدلَ قَومٌ في عَدالَتهم / صَرعى الكِفاياتِ تَشكُو ظُلمَ أَهلِيها
وَلا المُساواةَ وَالأَفهامُ لَو وَزِنَت / مَع الغَباوَةِ فيهم لا تُساويها
وَلا الحَضارة من تَجزي نَوابِغَهُم / وَحشيةً تَسكُنُ البَيداء وَالتِّيها
إِذا البِلادُ تَخلَّت عَن حياطَتِها / يَدُ النُبوغِ تَداعَت مِن صَياصيها
دَعِ الحَديثَ عَن القِسطاسِ في عُصَبٍ / ما سوَّدت بَينَها إِلّا مُرائِيها
سُوقُ النِفاقِ بهم شَتّى بَضائِعُها / تُزجى لِمَن يشتري إِفكاً وَتَمويها
أَرخصتُمُ غالِيَ الأَخلاقِ في بَلَد / لَم تَغلُ قيمَتُهُ إِلّا بِغاليها
يا رُبَّ نَفسٍ أَضاءَ الطهرُ صَفحتَها / أَفسَدتُموها فَزَلَّت في مَهاويها
وَكَم قُلوبٍ كَساها الحُسنُ نضرَتَه / دَنَّستُموها فَعادَ الحُسنُ تَشويها
أَغلقتُمُ سُبلَ الأَرزاقِ لَم تَدَعوا / لِفاضِل الخُلقِ سَعياً في نَواحيها
مَدارِسٌ تَغرِسُ الأَخلاقَ في نَشإٍ / وَمُغلَقُ الرزقِ بَعدَ الغَرس يُذويها
لا تلح طالِبَ رِزقٍ في نَقائِصِهِ / إِنَّ الضَروراتِ مِن أَقوى دَواعيها
ما أَطهَرَ الخُلُقَ المصريَّ لَو طَهُرَت / تِلكَ الرِياساتُ مِن أَهواءِ مُوحيها
يا آخِذينَ بِقَتلِ النَفس قاتَلها / قَتلى المَواهِبِ لَم يُسمَع لِشاكيها
كَم لِلنُبوغِ دِماءٌ بَينكُم سُفِكَت / باسم المَآرب لا باسمِ اللَهِ مُجريها
هَلا اِقتَصَصتم لَها مِن ظُلم سافِكِها / وَقلَّ فيما جَناهُ قَتلُ جانيها
أولى الوَرى بِقصاصٍ مِنهُ ذو غَرَضٍ / يَخشى المَواهِبَ تُخفيهِ فَيُخفيها
مِلءُ المَناصِب مُنهومون قَد جَعَلوا / مِن دُونِها سدَّ ذِي القَرنين يَحميها
عَلى مَناعَةِ ذاكَ السَدِّ تَنفُذه / عِصابَةٌ تَتَواصى في حَواشيها
مِن كُل أَخرَق تَنسلُّ الحُظوظُ بِهِ / إِلى المَراتِبِ يَسمُو في مَراقيها
خابي القُوى عَبقَريُّ الجَهل يُثقلُه / عبءُ الرِياسة إِذ يَدعوه داعيها
يا حافِرين تُرابَ الأَرض عَن حَجَرٍ / أَو جُثةٍ في ظَلامِ الأَرضِ يطويها
وَمُنفِقين مِن الأَموال أَنفسَها / في البَحث عَن خِرَق لَم يُغنِ باليها
مُستَبشِرين بِما يَلقَونَ مِن تُحفٍ / لِلقَوم أَو خَزفاتٍ مِن أَوانيها
وَرافِعين مِن البُنيان شاهِقَه / فيهِ الذَخائِرُ قَد صُفَّت لِرائِيها
هَلّا عَرَفتُم لِمصرٍ فَضلَ حاضِرِها / يا عارِفين لِمصرٍ فَضلَ ماضيها
إِنَّ العُصورَ الَّتي جادَت بِمَن سَلَفُوا / عَلى الحَضارَةِ لَم تَبخَل أَياديها
ذُخرُ المَواهِبِ في أَحيائِكُم تُحَفٌ / بَذَّت مَتاحِفَكُم وَصفاً وَتَشبيها
ما إِن يُقالُ لَها لِلّهِ صانِعُها / لَكِن يُقالُ تَعالى اللَهُ باريها
هَبوا النَوابِغَ مَوتى فَاِجعَلوا لَهُمُ / حَظَّ النَواويس أَكرَمتُم مَثاويها
جَعَلتُم الحَيَّ يَرجو حَظَّ مَيِّتِكُم / فَحَظُّ أَحيائِكُم في مصر يُشقيها
أَيُحرَمُ النَحلُ غَضَّ الزَهرِ يَلفِظُهُ / شهداً وَقَد شَبعت مِنهُ أَفاعيها
وَيُقتَل الرَوضُ ذُو الأَثمارِ مِن ظَمَإٍ / وَالماءُ يروي مواتاً مِن فَيافيها
مَن يَقتل الجُهدَ يَقتل فيهِ أُمَّتَه / وَأُمَّةُ الجُهدِ تُحييه فَيُحييها
إِنّ الشُعوبَ إِذا ماتَت مَواهِبُها / نُقاضَةٌ أَعوَزَتها كَفُّ بانِيها
يا أُمَّةً لَعِبَ الهَوى بِبنِيها
يا أُمَّةً لَعِبَ الهَوى بِبنِيها / حَصَدت لَها ثَمَرَ الرَدى أَيدِيها
سارَت سَفينتُها فَلمّا قارَبَت / ضَلَّت وَحادَ عَن الهُدى مُجرِيها
عَصَفت بِها ريحُ الخِلافِ بلُجَّة / لَم يَدرِ غايتَها سوى مُرسيها
رَبّاه إِن آخَذتَ قادَتَها بِما / كَسَبوا فَنجِّ بِرَحمَةٍ مَن فيها
صَدَقُوا الجِهادَ وَفَرَّقتهم عُصبَةٌ / أَنتَ الَّذي بِذُنوبِها تجزِيها
كانُوا الحُماةَ مِن العَدُوِّ فَأَصبَحوا / وَهُم العَدوُّ لَها فَمَن يَحميها
كُلٌّ يُهيبُ بِنا لِنتبعَ خَطوَهُ / كَالشاءِ تَجعَلُ ذِئبَها راعيها
هَذا بِسابِقَةٍ يَمُنُّ وَإِنَّهُ / إِن يسد فَهو لِنَفسِهِ يُسدِيها
وَيُدِلُّ آخرُ بِالعُلا في قَومِه / وَصَواعق الدولاتِ مِن عاليها
وَيُريك ماضِيَه وَيَطوِي حاضِراً / لَو في المَلائِكِ لَم يُفِد ماضيها
وَمُطاوِلونَ بِعلمهم لَم يُطفِئُوا / فِتَناً شَقائِقُ عِلمِهم تُذكيها
وَالعلمُ إِن قَسَمَ الشُعوبَ طَوائِفاً / أَثنى عَلى جُهّالِها مُثنيها
وَالوَيلُ مِن كُلٍّ إِذا لَم يجزِه / بِصَنيعِهِ التَقديسَ وَالتأليها
كَم ذا هَتَفنا بِالحَياةِ لَهُم وَما / وَجَدت بِلادُ النيلِ مَن يَحميها
وَدَمٍ سَقَينا الأَرضَ مِنهُ فَأَنبَتَت / مِن خَلفِنا شُؤماً عَلى أَهليها
يا أُمَةً طَمَسَ الهَوى أَحلامَها / قَصَّرتِ في طَلَبِ العُلا فَدَعِيها
إِن الشُعوبَ إِذا تَفرَّق سَعيُها / عَضَّ البنانَ نَدامَةً ساعيها
يا فِتنَةً عَصَفت بِمصرَ وَما لَها / جَلَدٌ لِعاصِفَةِ الخِلافِ يَقيها
قَد مَكَّنت لِلغاصِبينَ بِأَرضِها / وَمَشى إِلى إِذلالِها ماشِيها
أَودَت بِأَخلاقِ الشَبابِ وَدَنَّست / ما أَخجَل الأَزهارَ مِن صافيها
وَأَتَت عَلى أُسَرِ البِلادِ فَفَرَّقَت / بَينَ الفَتاةِ وَأمِّها وَأَبيها
ذَهَبت بِما تَرجوه مصرُ وَأَهدَرَت / ما سالَ مِن دَمِنا عَلى واديها
فَكَأَنَّنا لَم نَفدِها بِنُفوسِنا / حينَ اِستَبَدَّ عَدوُّها بِذَويِها
رَبّاه ضلَّ سَبيلَها كبراؤُها / فَأَفِض عَلَيها حِكمَةً تَهديها
رُحماكَ قَد مَلأَ النِفاقُ سَرائِراً / لَم تَعرِف التَضليلَ وَالتَمويها
شِيَعٌ تَقاذفُ بِالسِبابِ حقودُها / أَعيا مبرِّحُها عَلى آسيها
يَتَجاذَبُونَ المَجد لَم يَسعوا لَهُ / وَالقَوسُ لا تُعطى سِوى باريها
خُطَبٌ بِمَأفونِ المَقالِ حَفِيلَةٌ / سُمّاعُها لِمآربٍ تُطرِيها
يَرمي بِها كُلٌّ أَخاهُ وَإِنَّما / يَرمي بِها الأَوطانَ إِذ يَرميها
كَلِمٌ مردَّدَةٌ إِذا ما مَجَّها / سمعُ الكَريم أَعادَها مُبديها
أَبني أَبي إِنَّ العَدوَّ بمرقَدٍ / كَشَفَت لَهُ الأَحقادُ عَن خافيها
نارٌ لَكُم مِنها الحريقُ وَنورُها / لِعَدوِّكُم وَمجُوسكم عَبدوها
حَشَدَ الزَمانُ عَلَيكُمُ أَعداءَكُم / وَأَلدُّها الفِتَنُ الَّتي تُورِيها
أَوَ لَم تَرَوا كَيفَ اِنطَوَت بِخلافِها / أُمَمٌ أَطاعَت في الهَوى غاوِيها
لامَسَت في النَفسِ أَوتارَ هَواها
لامَسَت في النَفسِ أَوتارَ هَواها / غادَةٌ بِالسحرِ تَغزُو من غَزاها
كُلَّما مَسَّت يَداها وَتَراً / حسدَ الآخرُ ما مَسَّت يَداها
تَمنحُ الأَوتار كَفّاً رَخصةً / أَشجَتِ الأَوتارَ مِن قَبل شجاها
وَيَكادُ العُودُ يُدمي كَفَّها / قُبَلاً لَو أَنَّ لِلعُودِ شِفاها
لَحنُها يَبعَثُ في مَيتِ المُنى / نَضرَةَ العُمر وَمَعسول صِباها
خَفقاتٌ يَخفُق القَلبُ لَها / هِيَ أَنّاتُ فُؤادي أَو صَداها
وَحَنينٌ كادَ مِن رِقتِهِ / أَن يُذيب اللَحنَ في العُودِ مِياها
وَشُجونٌ طالَما أَخفَيتُها / نَفَذ العُودُ إِلَيها فَحَكاها
وَاِستَشَفَّ النَفس عَن أَسرارِها / لَم يَدَع خافيَةً إِلا جَلاها
صوَّرَ اللَوعَةَ في مَكمَنها / كَيفَ تَخبو ثُمَ يَشتَدُّ لَظاها
وَدَبيبَ الحُبِّ في أَوَّله / وَالجَوى مُلتَهِباً حِينَ تَناهى
وَفَناء النَفسِ فيمَن هَوِيَت / وَتَرى كُلَّ وُجودٍ في فَناها
وَشَقاءَ الحُبِّ في نعمَتِهِ / وَنَعيمَ النَفسِ فيهِ بِشَقاها
وَرضَا العُشاقِ مِن أَحبابِهم / بِالتِفاتٍ أَو خَيالٍ في كَراها
كُلُّ هَذا نطقَ العُودُ بِهِ / وَتَناجى هُوَ وَالنَفسُ شِفاها
لُغَةُ الأَوتارِ في عُجمَتها / تقصر الأَلسُنُ عَن دَركِ مَداها
تُسعدُ المَحزونَ في حُرقَتِهِ / وَتُؤاسي داءهُ إِن قالَ آها
أَلهمَ العودَ بكاءَ المُشتكي / مُلهمُ الطَير عَلى الأَيكِ بُكاها
تَحسَبُ الأَوتارَ فاضَت أَدمُعاً / وَتباريحَ الهَوى أَوهَت قُواها
يا لَها مِن ناحِلاتٍ نَحَلت / مِن جُسومٍ لاعِجُ الشَوقِ بَراها
وَضَعيفاتٍ وَفيها قُوةٌ / تَصرَعُ الأسد فَلا تَحمي حِماها
جلَّ مَن يَبعَثُ في الضعفِ قُوىً / أَخضَعَت مَن بِقُواه يَتَباهى
كُلَّما شَدَّت عَلى أَطرافِها / أَمعَنت في النَفس بِالسحر خُطاها
لا تَسَل سَمعيَ عَن أَلحانِها / سَبَقَ القَلبُ إِلَيها فَوَعاها
حَبَوهُ بِها أَم حَبَوها بِهِ
حَبَوهُ بِها أَم حَبَوها بِهِ / لَقَد حِرتُ أَيُّهما يَزدَهي
وَما فَخرُ مَن لَيسَ بِالمُنتَهي / عُلاً إِن تَقَلَّدَ ما يَنتَهي
لَقَد نِلتَ ما تَشتَهي مِن فَخارٍ / وَنالَ بِكَ الفَخرُ ما يَشتَهي
سائِلُوا الشَرقَ أَيُّ خَطبٍ دَهاهُ
سائِلُوا الشَرقَ أَيُّ خَطبٍ دَهاهُ / عَلمُ الشَرقِ قَد هَوى عَن ذُراهُ
فجِّرَت إِثرَهُ القُلوبُ دُمُوعاً / لَو يَفي الدَمع بِالَّذي أَسداهُ
إِنَّما الشُكرُ وَالوَفاء مِن الحَي / يِ لِمَن ماتَ أَن يُطيلَ بُكاهُ
آلَ تَيمورَ في المُصابِ عَزاء / لَم يَمُت مَن حَياتُهُ ذِكراهُ
وَقُلوبُ الأحياءِ دُنيا لِذي الفَض / لِ إِذا ما انقَضَت بِه دُنياهُ
وَإِذا القَومُ خَلَّدُوا ذِكرَ باقٍ / خَلَقَ الذكرُ مَن يُتِمُّ بِناهُ
وَلِسانُ الآثارِ أَفصَحُ قَولاً / مِن لِسانٍ مُقَيَّدٍ بِلُغاهُ
باقِياتٌ عَلى الزَمانِ بَقاءَ النَ / نَجمِ تَهدي مَن ضَلَّ في مَسراهُ
أَمَدُ العُمرِ حَدَّدَته اللَيالي / وَبِها العُمرُ لا يُحدُّ مَداهُ
فَدَعوا كُتبَهُ الكَريمَةَ فيكُم / تَتَلُ ذِكراً مِن عِلمِهِ وَحِجاهُ
وَإِذَن تَسمَعُوا خَطِيبَ إِيادٍ / يَنفُثُ السِحرَ مُمسِكاً بِعَصاهُ
كُتُبٌ كَالرَبيعِ تَبعَثُ في النَف / سِ هَواها وَفي الفُؤادِ مُناهُ
مُغرِياتٌ كَأَن في كُلِّ لَفظٍ / نَبَأً عَن مُوَدِّعٍ أَلقاهُ
بَيِّناتٌ كَأَن في كُلِّ فَصلٍ / قَمَراً طالِعاً يَشِعُّ سَناهُ
وَإِذا العِلمُ زِنتَهُ بِبَيانٍ / وَأَراحَ الأَذهانَ طابَ جَناهُ
وَإِذا قَنَّعَ الغُمُوضُ مُحَيّا / هُ تَولّى الطُلابُ عَم جَدواهُ
كَم كِتابٍ حَوى كُنوزاً مِن الفَض / لِ أَضاعَ التَعقيدُ ما قَد حَواهُ
وَمُصَفّى مِنَ المَوارِدِ عَذبٍ / نَبتَ الشَوكُ حَولَهُ فَحَماهُ
ذاكَ سِرُّ الإِخفاقِ في طَلَبِ ال / عِلمِ فَعُذراً لِلنَشءِ إِذ يَأباهُ
إِنّ هَرونَ بِالفَصاحَةِ في القَو / لِ وَحُسنِ البَيانِ قَوَّى أَخاهُ
حَيِّ عِلماً كَالغَيثِ فاضَ وَخُلقاً / يُخجِلُ الرَوضَ حُسنُهُ وَحلاهُ
خُلُقٌ يَبهَرُ السُلافَةَ في الكَأ / سِ وَيَذكُو النَسيمُ مِن رَيّاهُ
وَسَجايا هِيَ الرِواءُ لِصادٍ / وَعَزاء المَحزُونِ مِن بَلواهُ
أَودَعت حُبَّهُ بِكُلِّ فُؤادٍ / فَهوَ أَنّى مَشى يُلاقي هَواهُ
يَسحَرُ السامِعينَ بِالمَنطِق العَذ / بِ وَيَغذُو الأَلبابَ مِن مَغزاهُ
مَنطِقٌ لا تُحِسُّ فيهِ فُضولاً / هَذَّبَتهُ أَناتُه وَنُهاهُ
يَتَجلّى الإخلاصُ فيهِ وَنُبلُ الط / طَبعِ في لَفظِهِ وَفي مَعناهُ
رائِعُ الحُسنِ تَستَشِفُّ جَمالَ الن / نَفسِ في بَدئِه وَفي مُنتَهاهُ
لا فَخُورٌ وَلا يَشاءُ اِدِّعاءً / أَيَّدَ الحَقُّ وَالوَرى دَعواهُ
لَيسَ يُجدِيهِ الافتِخارُ وَهَذا / فَضلُهُ ناطِقاً بِما أَغناهُ
وَإِذا مَنَّ غَيرُهُ بِنَوالٍ / لَم يُكَدِّر بِالمَنِّ ما أَجداهُ
وَإِذا حارَتِ العُقولُ وَضَلَّ الر / رَأيُ عَنها فَالرَأيُ ما أَملاهُ
أَيّ دَمعٍ يُريقُهُ العلمُ يَجزي / مَن حَمى سَرحَهُ وَصانَ حِماهُ
وَسَخا بِالشَبابِ جُوداً عَلَيهِ / وَعَصى داعِيَ الهَوى في صِباهُ
وَرَأى عَهدَهُ أَعَزَّ وَأَغلى / أَن يُرى مَركَباً لِغَيرِ عُلاهُ
وَرَأى المَجدَ زائِلاً غَيرَ مَجدٍ / شَيَّد العلمُ ركنَه وَبَناهُ
فَاِشتَرى بِالشَبابِ مَجداً مُقيماً / وَسواهُ في الغَيِّ قَد أَفناهُ
فَعُلاهُ عِلمٌ وَخُلقٌ كَريمٌ / زانَهُ محتدٌ رَفيعٌ وَجاهُ
حاوَلَ الشانِئونَ أَن يُدرِكوهُ / وَأَرادُوا وَلا يُريدُ اللَهُ
شَرَفٌ يَحسرُ العُيونَ وَنُبلٌ / لا مُدِلٌّ بِهِ وَلا تَيّاهُ
وَوَفاءٌ لَم يَنقُصِ النَأيُ مِنهُ / وَخِلالٌ في حُسنِها أَشباهُ
فَقَدتها البِلادُ فقدانَها الن / نيلَ إِذا أَمحَلَت وَطالَت نَواهُ
فَعَليهِ تَحيَةُ اللَهِ تَتَرى / وَسَلامٌ يَطيبُ مِنهُ ثَراهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025