القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ زَمرَك الأَندَلُسي الكل
المجموع : 6
يا من يحن إلى نجدٍ وناديها
يا من يحن إلى نجدٍ وناديها / غرناطةٌ قد ثوت نَدْدٌ بواديها
قف بالسّبيكة وانظر ما بساحتها / عقيلة والكثيب الفرد جاليها
تقلّدت بوشاح النهر وابتسمت / أزهارها وهي حليٌ في تراقيها
وأعين النرجس المطلول يانعة / ترقرقَ الطلّ دمعاً في مآقيها
وافترّ ثغر أقاحٍ من أزاهرها / مقبّلاً خدَّ ورد من نواحيها
كأنما الزهر في حافاتها سحراً / دراهمٌ والنسيم اللَّدْنُ يَجْبيها
وانظر إلى الدوح والأنهار تكنُفُها / مثل الندامى سواقيها سواقيها
كم حولها من بدور تجتني زَهَراً / فتحسب الزهر قد قبَّلْن أيديها
حصباؤها لؤلؤ قد شفَّ جوهرها / والنهر قد سال ذوباً من لآليها
نهر المجرة والزهر المطيفُ به / زُهرُ النجوم إذا ما شئت تشبيها
يزيد حسناً على نهر المجرّة قد / أغناه دُرُّ حَبابٍ عن دراريها
يدعى المنجّم رائيه وناظره / مسمَّياتٌ أبانتها أساميها
إن الحجاز مغانيه بأندلسٍ / ألفاظها طابقت منها معانيها
فتلك نجد سقاها كلُّ منسجمٍ / من الغمام يُحيّيها فيُحْييها
وبارقٌ وعُذيبٌ كلّ مبتسم / من الثغور يُجلّيها مُجَلِّيها
وإن أردت ترى وادي العقيق فَرِدْ / دموعَ عاشقها حمراً مجاريها
وللسبيكة تاج فوق مفرقها / تودُّ دُرُّ الدراري لو تُحلّيها
فإن حمراءها والله يكلؤُها / ياقوتةٌ فوق ذاك التاج يُعليها
إن البدور لتيجانٌ مُكَّلَلة / جواهرُ الشهب في أبهى مجاليها
لكنها حَسَدَتْ تاج السّبيكة إذ / رأت أزاهرهُ زهراً يُجَلِّيها
بروجها لبروج الأفق مُخْجِلةٌ / فشُهبُها في جمال لا تضاهيها
تلك القصور التي راقت مظاهرها / تهوى النجومُ قصوراً عن معاليها
لله لله عيناً من رأى سحراً / تلك المنارة قد رقَت حواشيها
والصبحُ في الشرق قد لاحت بشائره / والشُّهب تستنُّ سبقاً في مجاريها
تهوي إلى الغرب لما غالها سَحَرٌ / وغمَّضَ الفجرُ من أجفان واشيها
وساجع العود في كف النديم إذا / ما استوقفت ساجعات الطير يُغريها
يبدي أفانين سحر في ترنّمه / يُصبي العقولَ بها حسناً ويَسبيها
يَجُسُّهُ ناعمُ الأطراف تحسبها / لآلئاً هي نورٌ في تلاليها
مقاتل بلحاظٍ قوسُ حاجبها / ترمي القلوبَ بها عمداً فتُصميها
فباكر الروض والأغصان مائلة / يثني النفوسَ لها شوقاً تَثنّيها
لم يرقصِ الدّوح بالأكمام من طرب / حتى شدا من قيان الطير شاديها
وأسمعتها فنون السحر مبدعةٌ / وُرْقُ الحمام وغنّاهَا مُغنّيها
غرناطة آنسَ الرّحمنُ ساكنَها / باحت بسر معانيها أغانيها
أَعْدَى نسيمُهُمُ لُطْفاً نفوسَهمُ / فرقة الطبع طبعٌ منه يُعْديها
فَخلّدَ الله أيام السرور بها / صُفراً عشيَّاتها بيضاً لياليها
وروّضَ المحل منها كلُّ منبجسٍ / إذا اشتَكَتْ بقليل الجدب يُرويها
يحكي الخليفةَ كفّاً كلّما وَكَفَتْ / بالجود فوق موات الأرض يُحييها
تُغْني العفاةَ وقد أمّتْ مكارمُه / عن السؤال وبالإحسان يُغْنيها
لها بنانٌ فلا غيثٌ يساجلُها / جوداً ولا سحبُه يوماً تدانيها
فإن تصُبْ سحبُه بالماء حين هَمتْ / بعسجدٍ ولُجَيْنٍ صاب هاميها
يا أيها الغوثُ أنت الغوثُ في زمن / ملوكُه تَلِفَتْ لولا تلافيها
إن الرعايا جزاك الله صالحة / ملكت شرقاً وغرباً من يراعيها
إن الخلائق في الأقطارِ أجمعها / سوائمٌ أنت في التحقيق راعيها
فكلُّ مصلحة للخلق تحكمها / وكلّ صالحة في الدين تنويها
إذا تيمَّمْتَ أرضاً وهي مجدبةٌ / فرحمةُ الله بالسقيا تُحيِّيها
يا رحمةً بثّت الرُّحمَى بأندلسٍ / لولاك زُلزلتِ الدنيا بمن فيها
في فضل جودك قد عاشت مشيختها / في ظل أمنك قد نامت ذراريها
في طول عمركَ يرجو الله آملُها / بنصر ملكك يدعو اللهَ داعيها
عوائدُ الله قد عُوِّدْتَ أفضلها / لتبلغ الخَلْقُ ما شاءت أمانيها
سُلَّ السعودَ وخَلِّ البيضَ مُغمدةً / واضربْ بها فريةَ التَّثليث تَفْريها
لله أيامك الغرٌُّ التي اطَّردَتْ / فيها السعودُ بما ترضى ويُرضيها
لله دولتك الغَرَّاء إنّ لها / لكافلاً من إله العرش يكفيها
هيهاتَ أن تبلغَ الأعداءُ مأرُبَةٌ / في جريها وجنودُ الله تحميها
هذي سيوفك في الأجفان نائمة / والمشركون سيوف الله تُفنيها
سريرةٌ لك في الإخلاص قد عَرَفَتْ / حُسْنى عواقبها حتى أعاديها
لم يحجب الصبحُ شهبَ الأفق عن بصر / إلا وهديُك للأبصار يُبديها
يا ابن الملوك وأبناء الملوك إذا / تدعو الملوكُ إلى طوع تُلَبّيها
أبناءُ نصرٍ ملوك عزّ نصرُهُمُ / وأوسعوا الخلق تَنْويها وترفيها
هم المصابيح نور الله موقدها / تضيء للدين والدنيا مشاكيها
هم النجوم وأفق الهدْي مطلعها / فوزاً لمَهْديِّها عزاً لهاديها
هم البدور كمالٌ ما يفارقها / هم الشموسً ظلام لا يُواريها
قضت قواضبُها أن لا انقضاء لها / وأمضت الحكمَ في الأعدا مواضيها
وخلّدت في صفاح الهند سيرتها / وأسندت عن عواليها معاليها
وأورثتك جهاداً أنت ناصره / والأجر منك يُرضِّيها ويحظيها
كم موقف ترهب الأعداءُ موقفَهُ / والخيل تَردي ووقع السُّمر يُرديها
ثارت عجاجته واليوم محتجبٌ / والنقع يؤثر غيماً من دياجيها
وللأسنة شهب كلما غربت / في الدار عين تجلَّت من عواليها
وللسيوف بروقٌ كلما لمعت / تُزجي الدماء وريح النصر يُزجيها
أطلعتَ وجهاً تريك الشمسَ غُرَّتُهُ / تبارك الله ما شمسٌ تُساميها
من أين للشمس نطق كله حكم / يفيدها كلَّ حين منك مُبديها
لك الجيادُ إذا تجري سوابقها / فللرياح جيادٌ ما تجاريها
إذا انبرت يومَ سبقٍ في أعنَّتها / ترى البروق طلاحاً لا تباريها
من أشهبٍ قد بدا صبحاً تُراعُ له / شُهبُ السماء فإن الصبح يخفيها
إلا التي في لجامٍ منه قيَّدَها / فإنه سامها عزَّ وتنويها
أو أشقرٍ مرّ عن شقر البروق وقد / أبقى لها شفقاً في الجو تنبيها
أو أحمرٍ جمره في الحرب متّقدٌ / يعلو لها شَررٌ من بأس مُذكيها
لون العقيق وقد سال العقيق دماً / بعطفه من كُماةٍ كرَّ يُدميها
أو أدهمٍ ملء صدر الليل تنعله / أهلّة فوق وجه الأرض يبديها
إن حارت الشهبُ ليلاً في مقَّلده / فصبح غُرَّته بالنور يَهديها
أو أصفرٍ بالعشيّات ارتدى مرحاً / وعُرفُه بتمادي الليل يُنبيها
مُموّهٌ بنفارٍ تاه من عجب / فليس يعدمُ تنويها ولا تيها
وربّ نهر حسام رقَّ رائقه / متى تَرِدْهُ نفوسُ الكفر يُرديها
تجري الرؤوس حباباً فوق صفحته / وما جرى غير أن البأس يُجريها
وذابلٍ من دم الكفّار مشربُه / يَجني الفتوحَ وكفُّ النصر تجنيها
وكم هلالٍ لقوسٍ كلَّما نبضتْ / ترى النجومَ رجوماً في مراميها
أئمة الكفر ما يَمَّمْتَ ساحتها / إلا وقد زُلزلتْ قسراً صياصيها
يا دولة النصر هل من مبلغ دولاً / مضينَ أنك تُحييها وتُنسيها
أو مبلغ سالفَ الأنصار مأكلةً / والله بالخلد في الفردوس يَجزيها
أن الخلافة أعلى الله مظهرها / أبقتْ لنا شرفاً والله يبقيها
يا ابن الذين لهم في كل مكرمة / مفاخرٌ ولسان الدهر يُمليها
أنصار خير الورى مختار هجرته / جيران روضته أكرمُ بأهلِيها
أسمتهُمُ الملّة السمحاءُ تكرمةً / أنصارَها وبهم عزّتْ أواليها
ففي حُنَيْنٍ وفي بدرٍ وفي أُحُدٍ / تُلْفَى مفاخرهم مشهورةً فيها
وَلْتَسْأَلِ السِّيَرَ المرفوعَ مسندُها / فعن مواقفهم تُرْوى مغازيها
مآثرٌ خلَّد الرّحمن أُثرتها / ينصّها من كتاب الله تاليها
له الجهاد به تسري الرياح إلى / ممالك الأرض من شتى أقاصيها
تُحدى الركاب إلى البيت العتيق به / فمكّةٌ عَمَرَتْ منه نَواديها
بشائرٌ تسمعُ الدنيا وساكنها / إذا دعا باسمك الأعلى مُناديها
كفى خلافَتَكَ الغراءَ منقبةٌ / أنّ الإلهَ يُوالي من يُواليها
وقد أفاد بنيه الدهرُ تجربةً / أنّ الإلهَ يُوالي من يُواليها
إذا رميت سهام العزم صائبةً / فما رميتَ بل التوفيق راميها
شكراً لمن عظمت منا مواهبُهُ / وإنْ تُعَدَّ فليس العدُّ يُحصيها
عما قريبٍ ترى الأعيادَ مُقبلةً / من الفتوح ووفدُ النصر حاديها
وتبلغُ الغاية القصوى بشائرها / فقد أظلتْ بما ترضى مباديها
فاهنأ بما شئت من صنع تُسَرُّ به / وانْو الأمانيَّ فالأقدار تُدنيها
مولايّ خذها كما شاءت بلاغتها / ولو تُبَاعُ لكان الحسنُ يَشريها
أرسلتها حيثما الأرواح مرسلةٌ / نوادراً تنشر البشرى أمانيها
جاءت تُهنيك عيد الفطر معجبةً / بحسنها ولسانُ الصدق يُطريها
البِشر في وجهها واليمن في يدها / والسّحرُ في لفظها والدرُّ في فيها
لو رصَع البدر منها تاج مفرقه / لم يرضَ درَّ الدراري أن تحُلّيها
فإن تكن بنتُ فكري وهو أوحدها / نُعماك في حِجره كانت تُربّيها
في روض جودك قد طوّقتني مِننا / طوقَ الحمام فما سجعي مُوَفيّها
ولو أعرتُ لسان الدهر يشكرها / لكان يقصرُ عن شكرٍ يُوَفّيها
بقيتَ للدين والدنيا إمامَ هدى / مبلَّغ النّفس ما ترجو أمانيها
والسعد يجري لغايات تؤمِّلها / ما دامتِ الشُّهب تجري في مجاريها
سلام على الدنيا جميعاً وما فيها
سلام على الدنيا جميعاً وما فيها / غداة نَعَتْ شمسُ الخلافة من فيها
نَعَتْ مَلِكَ الأملاك والكاملَ الذي / يكفّ عوادي الحادثات ويكفيها
عميدَ بني الأنصار غير مدافع / ومحيي معاليها ومولى مواليها
وبدر دياجيها وشمس نهارها / وبشرَ مُحيّاها ونورَ مجاليها
خفا الكوكب الوقاد قد كان نورُهُ / يُجلِّي من الدُّهمْ الخطوب دياجيها
هوى القمر الوضاح من أفق العلا / فأظلم جوُّ النّيِّرات بساريها
وقد كُسفت شمسُ الهداية بعدما / أبانَ سبيلَ الحق للخَلْق هاديها
هو الجبل الراسي تصدّع بعدما / أقرت به شُمُّ الجبال رَوَاسيها
يعز على دين الهدى أن شمسه / يطول بأطباق التراب تواريها
يعز على زُهر النجوم متى سَرَتْ / ولا تلمحُ الهديَ الذي كان يَهديها
لأندلسٍ ثكلٌ عليه مُرَدَّدٌ / له لبست سودَ المسوح نواحيها
ثلاثين حولاً بعد خمس تعوّدت / يدافع عنها كلَّ خطب ويحميها
أُبكِّيه للرايات يخفُقُ بَنْدها / وفي مرقب النصر المؤزر يُعليها
أُبكِّيه للخيل المغيرة بالضّحى / وقد أبعد الفتح المبين مراميها
ويبكيه معمورُ البسيطة كلَّها / وما ضم من داني البلاد وقاصيها
وتبكيه سحب أخجلتها بنانُهُ / وترسل دمع الغيث حزناً مآقيها
وتبكيه حتى الشهب في أفق العلا / وتلبَسُ جلباب الظلام جواريها
عزاءً أمين المسلمين فإنها / مقادير رب الخلق في الخلق يُجريها
هو الموت وِدٌ للخليقة كلِّها / أواخرها تقفُو سبيل أواليها
وما بيننا حيٌّ وما بين آدم / ألا هكذا سوِّى البريَّة باريها
وفي موت خير الخلق أكبرُ أسوة / تُصبِّر أحرار النفوس وتُسْليها
أمولايَ لو كان الفداء مسوّغاً / فديناك بالدنيا جميعاً وما فيها
أمولايَ كم من نعمة لك عندنا / إذا نحن رُمنا حصرها ليس نُحصيها
أمولايَ خلّفت العبيد إلى الأسى / يناجيك من فرط الشجون مُناجيها
تحَفَّيت بي حتى نضوتُ شبيبتي / عزيزاً وجيهاً حيثما رمتُ تَوْجيها
وقد كان ظني أن تكون جنازتي / يُشيِّعها منك الرضا ويُواريها
وقد عشتُ حتى ذقتُ فقدك قَلَّما / تُبلَّغ نفس ما تريد أمانيها
ولولا أبو الحجاج نَجْلُك لم يكن / لدين الهدى كرّاتُ بحر يُزّجّيها
ولكنه واللهُ يُجمل صبره / مناقبَك الغُرَّ الكرامَ سيُحييها
فخلفتنا منه لأكرم كافل / يُحَمِّلُ أعباء الخلافة كافيها
سريرتُه الرُّحمى وسيرتُه الرضا / وأخلاقه الغرُّ الكريمة تَدريها
وسيلتك العظمى وظلّك فوقنا / وعُمدتنا والله في العز يُبقيها
فما كنت غلاّ الشمسَ قد غَرَبَتْ لنا / وأنوارها بدرُ التمام يُجلّيها
وما أنت إلاّ المسك إن تخْفَ ذاتُه / ينمَّ بها العَرف الذكي فيُفْشيها
ألا قدّس الرحمن نفساً كريمة / بكلِّ عزيز في الوجود نُفدّيها
وبُشْرى لنا أن السعادة نُزْلُها / وأنّ رضا الله الكريم يُرضّيها
وحاشا وكلاّ أن تضيع وسائل / سيذخرها الربُّ الكريم ويُنْشيها
فكم من جهاد قد رفعت بنوده / وقد أثمرت فيها المعالي عواليها
كسرتَ تماثيل الصّليب وأُخرسَتْ / نواقيسُ كانت بالضلال تناغيها
وكم من منار قد أعدتَ أذانَه / وأعلن فيه دعوة الحق داعيها
وكم من رياض للكتائب قد غدت / تضيق بمستَنْ الجياد نواحيها
وملتف زرع بالأسنة مزهرٍ / ولكن به المرّان تحلو مجانيها
إذا ظمئت منها الذوابل في الوغى / جداولُ أنهارِ السيوف تُروّيها
غِراسٌ زكيٌّ للجهاد غرستَهُ / فصرت إلى دار السعادة تجنيها
ولم لم يكن إلا سنينَ قطعتها / رهينَ شكاة لا تزال تعانيها
صبرتَ لها صبر الكرام وإنما / ذخرتَ أجوراً فضلُ ربِّك جاريها
أمالك في الأنصار خير وسيلة / وقد كنت بالنصر العزيز تُحيِّيها
وحسبُك بالمختار أكرم شافع / وسنته والله لا زلت تُحييها
على علم الدنيا وفخر ملوكها / تحيّة ربٍّ لا يزال يُواريها
سأبكيه ما دام الحمام مطوّقاً / وما سجعت تبكي الهديلَ قماريها
وأهديه من طيب السلام معطّراً / كما فتقت أيدي التِّجار غواليها
وأسبلَ ربّ العرش سُحبَ كرامةٍ / تَسُحُّ على ذاكَ الضريح غواديها
ونسألُ فتحاً للخليفةِ يوسفٍ / يُملّكُه أقصى البلاد ومن فيها
يهني زمانك أعيادٌ مجددةٌ
يهني زمانك أعيادٌ مجددةٌ / من الفتوح مع الأيام تغشاهُ
غضبتَ للدين والدنيا بحقهما / يا حبّذا غضب في الله أرضاهُ
فوَّقت للغرب سهماً راشه قدرٌ / وسدّد الله للأعداء مرماهُ
سهم أصاب وراميه بذي سلم / لقد رمى الغرض الأقصى فأصماهُ
من كان بندك يا مولاي يقدمه / فليس يخلفه فتح ترجّاهُ
من كان جندك جندُ الله ينصره / أنالَهُ الله ما يرجو وسنّاهُ
ملكته غربه خُلِّدتَ من ملك / للغرب والشرق منه ما تمنّاهُ
وسامَ أعداءَك الأشقَيْن ما كسبوا / ومن تردّى رداء الغَدْر أرداهُ
قُل للذي رمِدتْ جهلاً بصيرته / فلم تَرَ الشَّمسَ شمسَ الهُدي عيناهُ
غطّى الهوى عقلَهُ حتى إذا ظهرت / له المراشدُ أعشاه وأعماهُ
هل عنده وذنوب العذر توبقه / أن الذي قد كساه العز أعراهُ
لو كان يشكر ما أوليت من نعمٍ / ما زلت ملجأه الأحمى ومنجاهُ
سُلَّ السعودَ وخَلَّ البيضَ مغمدة / فالسيف مهما مضى فالسعد أقصاهُ
واشرع من البرق نصلاً راع مُصْلتُهُ / وارفع من الصبح بنداً راق مجلاهُ
فالعدوتان وما قد ضمَّ ملكُهما / أنصار ملكك صان الله علياهُ
لا أوحش الله قطراً أنت ملكه / وآنس الله بالألطاف مَغناهُ
لا أظلم الله أفقاً أنت نَيِّرهُ / لا أهمل الله سرحاً أنت ترعاهُ
واهنأ بشهر صيام جاء زائره / مستنزلاً من غله العشر رُحماهُ
أهلَّ بالسعد فانهلَّتْ به مننٌ / وأوسعَ الصنعَ إجمالاً ووفّاهُ
أما ترى بركات الأرضِ شاملةٌ / وأنعُمَ الله قد عمّت براياهُ
وعادك العيد تستحلي موارده / ويجزل الأجْرَ والرُّحْمى مُصَلاَّهُ
جهَزت جيش دعاء فيه ترفعه / لذي المعارج والإخلاص رقَّاهُ
أفضت فيه من النعماء أجزلها / وأشرف البر بالإحسان زَكّاهُ
واليتَ للخلقَِ ما أوليتَ من نعم / والى لك اللهُ ما أولى ووالاهُ
هذي العوالم لفظ أنت معناهُ
هذي العوالم لفظ أنت معناهُ / كلٌّ يقول إذا استنطقته اللَّهُ
بحر الوجود وفلك الكون جارية / وباسمك الله مَجراه ومُرساهُ
من نور وجهك ضاء الكونُ أجمعُهُ / حتى تشيَّد بالأفلاك مبناهُ
عرش وفرش وأملاك مسخّرة / وكلها ساجد لله مولاهُ
سبحان من أوجد الأشياء من عدم / وأوسع الكون قبل الكون نعماهُ
من ينسب النور للأفلاك قلت له / من أين أطلعتِ الأنوارُ لولاهُ
مولايَ مولايَ بحر الجود أغرقني / والخلق أجمعُ في ذا البحر قد تاهُوا
فالفلك تجري كما الأفلاك جارية / بحرُ السماء وبحرُ الأرض أشباهُ
وكلهم نعم للخلق شاملة / تبارك الله لا تُحْصَى عطاياهُ
يا فاتقَ الرّتق من هذا الوجود كما / في سابق العلم قد خُطت قضاياهُ
كنْ لي كما كنتَ لي إذْ كنت لا عملٌ / أرجو ولا ذنبَ قد أذنبتُ أخشاهُ
وأنت في حضرات القدس تنقلني / حتى استقر بهذا الكون مثواهُ
ما أَقبحَ العبد أن ينسى وتذكرُه / وأنت باللطف والإحسان تَرعاهُ
غفرانَك اللهُ من جهل بُليت به / فمن أفاد وجودي كيف أنساهُ
منّي عليَّ حجاب لست أرفعُه / إلا بتوفيق هَدْي منك ترضاهُ
فعدْ عليَّ بما عوَّدْتَ من كرم / فأنت أكرمُ من أَمَّلْتُ رُحماهُ
ثم الصلاةُ صلاةُ الله دائمةٌ / على الذي باسمه في الذكر سَمَّاهُ
المجتبى وزناد النور ما قُدحتْ / ولا ذكا من نسيم الروض مراهُ
والمصطفى وكِمامُ الكون ما فُتقتْ / عن زُهر زَهْر يروقُ العين مرآهُ
ولا تَفَجَّرَ نهرٌ للنهار على / در الدراري فغطّاه وأخفاهُ
يا فاتح الرسل أو يا خَتْمَها شرفاً / والله قدّس في الحالين معناهُ
لم أَدَّخِرْ غير حبِّ فيك أرفعه / وسيلةٌ لكريم يوم ألقاهُ
صلّى عليك إلهٌ أنت صفوته / ما طُيِّبتْ بلذيذ الذكر أفواهُ
وعمَّ بالروْح والريحان صحبته / وجادهم من نمير العفو أصفاهُ
وخصّ أنصاره الأَعْلَيْنَ صفوته / وأسكنوا من جوار الله أعلاهُ
أنصار ملته أعلام بيعته / مناقب شرفت أثنى بها اللَّهُ
وأيّدَ الله من أحيا جهادهُمُ / وواصل الفخرُ أُخراهُ وأُولاهُ
المنتقى من صميم الفخر جوهره / ما بين نصر وأنصار تهاداهُ
العلم والحلم والإفضال شيمته / والبأس والجود بعض من سجاياهُ
ما ترى في الرياض أشباهي
ما ترى في الرياض أشباهي / يسحَرُ العقلَ حُسْنِي الزّاهي
زان روضي أميره سعدٌ / وهو نجل الغني باللهِ
دامَ منه بمرتَقَى عزٍّ / آمرٌ بالسُّعود أو ناهي
لِلْغَنِي بالله قصرٌ
لِلْغَنِي بالله قصرٌ / للتهاني يصطفيهِ
فيه محرابُ صلاةٍ / يقف الإبريق فيهِ
تالياً سورة حسن / والمعالي تقتفيهِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025