القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 9
إنْ جئتَ آل سُلمى أو مغانيها
إنْ جئتَ آل سُلمى أو مغانيها / فاحفظ فؤادك واحْذَر من غوانيها
تلك المغاني معاني الحسن لائحة / منها لعينك فاشرح لي معانيها
معالم كلَّما استسقت معاهدها / وبلاً من الدمْع باتَ الوبل يسقيها
منازل وقف العاني بها فشكا / ما يشتكي من صروف الدهر عافيها
واحبس بها الركب أن تقضي حقوق ثرًى / على المتيَّم حقٌّ أنْ يؤدِّيها
قف بي أصبّ بها دمعاً أشيبَ دماً / فإنَّما أنا صبّ الدَّار عانيها
ويلاه من كبد حرَّى أضرَّ بها / منع الأَحبَّة شرب الرَّاح من فيها
لي مهجة والقدود السمر ما برحت / تميتها والصبا النجديّ يُحييها
يأتي إليك هواها بالصبا سحراً / فهل عرفت الهوى من أينَ يأتيها
فما لهاتفة تشجي الخليّ جوًى / وما رماها بسهم البين راميها
لله ما فعلت بي في تفنُّنها / ورقاءُ في الدوح تشجيني وأشجيها
وهيَّج البرق لمَّا لاح وامضه / لواعجاً في هوى ميٍّ أُعانيها
فعبَّرت عبرات الدمع حين جرتْ / عن صبوةٍ بتُّ أخفيها وأُبديها
يا برقُ سلِّم على حيٍّ بذي سَلَمٍ / وجُز بأحياء ميثاء وحيِّيها
حيِّ حياة المعنَّى في مواصلهم / كانوا منى النفس لو نالت أمانيها
قد طالَ عهدي بأحباب شغفت بها / ولا أرى طول هذا العهد ينسيها
ما للملامة تغريني ولي أُذُنٌ / تملّها وأرى العذَّال تمليها
يا عاذلي كلَّما أبصرتَ حال شجٍ / فخلّه فهو مشغوف وخلِّيها
فلا تعذب أُخيَّ اليوم مهجته / فإنَّ ما لقيت في الحبِّ يكفيها
لا تلحني فتزيد القلب صبوته / وربَّما جرح العشَّاق آسيها
أقولُ للبرق إذا لاحتْ لوامعه / يحكي تبسُّم ذات الخال تشبيها
بالله كرِّر أحاديث العُذَيب فما / بغيرها غلَّة الأَشواق ترويها
وارفق بمهجة مشتاق بقد رديت / وكلّ نفس هواها كانَ مردتيها
ويا نسيماً سرى من أرض كاظمة / يروي أحاديث نشر عن روابيها
احْمِلْ إلى الموصل الحدبا تحيَّتنا / واقرأ السَّلام على من قد سما فيها
وإنَّما هو عبد الله عالِمُها / ومقتداها ومهديها وهاديها
الفاضل الفرد فيهم في فضائله / لا يستطيعُ حسودٌ أن يواريها
من عصبة برئت من كلِّ منقصةٍ / من الورى فتعالى الله باريها
منهم تبَلَّجَ صُبح الفضل وابتهجت / رياضه فزها بالحقِّ زاهيها
علاهم سقم أكباد الحسود كما / تشقى صدور المعالي في عواليها
فلتفخر الموصل الحدباء إنَّ لكم / نهاية الفخر قاصيها ودانيها
وللفضائل أهلٌ في الورى أبداً / وما برحتم مدى الأيام أهليها
صحف البلاغة قد أصبحت ناشرها / من بعد ما كادَ هذا الدهر يطويها
جزيت عن بنت فكر قد بعثت بها / إلى محبِّيك تهديها فتهديها
فلو نجازيك عن معشار قيمتها / جوزيت إذ ذاكَ بالدُّنيا وما فيها
ما روضة من رياض الحزن باكرها / غيث فأضحكها إذ باتَ يبكيها
يوماً تضرَّج فيها الورد وجنته / حتَّى تبسَّمَ من عُجْبٍ أقاحيها
أبهى وأبهجَ من نظم نظمت به / زُهْرَ الكواكب نظماً في قوافيها
بيوت فضل حَوَت من كلِّ نادرةٍ / أحكَمَتْ في يدك الطولى مبانيها
رقَّتْ إلى أنْ تخيَّلْنا النسيم سرى / منها ولم يسر إلاَّ من نواحيها
تملى على السمع أحياناً فتملأه / لئالئاً ومعانيها لئاليها
كأنَّما طلعة الأَقمار ومطلعها / والأَنجم الزهر أمستْ من قوافيها
كم أسكرتنا ولم نسق كؤوس طلًى / وإنَّما الخمر معنًى من معانيها
مصوغة من دموع العين صافية / ما زال ظاهرها يبدو كخافيها
من مظهر السحر من بادي رويّته / بصورة الشعر تخييلاً وتمويها
رويّة كلَّما نادتْ بمعجزةٍ / من البلاغة جاءتها تلبِّيها
كم أبْهَر العينَ حُسناً من سنى كلمٍ / بدا وتورية فيها تورِّيها
وكيف نأتي لها يوماً بثانية / وأنتَ يا واحد الآحاد منشيها
لا زلتَ ما طلعتْ شمس وما غربتْ / مطالعاً لشموس المجد حاويها
هو البرق ممَّا راعها وشجاها
هو البرق ممَّا راعها وشجاها / فهيَّج منها داءها وأساها
وممَّا جوًى تطوي عليه ضلوعها / بكت بدمٍ قان فطال بكاها
حكت بلسان الحال حتَّى وددتني / أقبِّل من تلك المطيَّة فاها
جوًى مثل ما بي أو يزيد بزعمها / وهيهات منِّي وجدها وعناها
فقلتُ لها لا فاتك الوِرد صافياً / ولا حبست عنك السَّماء حياها
وروّضت من أكناف نجد رياضها / وحقّ لنفس الحرّ عنك رضاها
سقاها من النجب الكرائم ناقةً / وأكرم منها أُمَّها وأباها
تعاف النمير العذب يمزج بالقذى / وتختار في ريّ الهوان صداها
تجافت عن الدار الَّتي تنبت الأَذى / وها قد نأتْ عن مثلها لسواها
لقد سرَّها أن لا تساء فأرقلت / إلى حيث مثوى الأَكرمين حماها
فجاوزت البيداء غير مروعة / كأَنَّ المنايا قصدها ومناها
تباعد ما بين الخطا فكأَنَّما / تَبوعُ الفلا أخفاقها بخطاها
تهيم بأعلام المحصّب من مِنًى / وآفة نفس المستهام هواها
عليها من الفتيان من لا تروعه / مكابدة الأَهوال حين يراها
رماه إباء الضَّيم في كل مهمة / يروع العفرنى أن يجسَّ ثراها
من الصيد لا يستصعب الحتف إنْ دنا / ولا باتَ يشكو للخطوب أذاها
ويأنف أنْ يُلقي القياد لنكبة / يرى فرج الله القريب وراها
إذا همَّ لا تنبو مضارب عزمه / ولا فل أحداث الزَّمان شباها
تَصَفَّحَ يرتاد المنازل في اللّوى / ويطلب فيها مرتعاً ومياها
ولم ينأ عن دار القلى باختياره / ولكن جَفَتْهُ أهلها فجفاها
قليل ائتلاف الجفن من سنة الكرى / فلو راودته مرَّةً لعصاها
ولا بكثير الالتفات إلى الَّتي / نأى ماضياً عنها فعزَّ عزاها
لقد شامَ برقاً بالحمى غير ممطر / فأعرض عن أنوائها بنواها
وحَثْحَثَها واللَّيل يبدي ظلامه / إلى عين هادي من يضلّ عماها
وسارَ بها إذ ذاك في كلِّ مهمه / وليسَ إلى غير العلاء سراها
يذكّرها بالرقمتين منازلاً / مراتعها أعلامها ورباها
رعتْ من خزاماها وفازت بمائها / سقاها شآبيب الحيا ورعاها
هلُمِّي بنا يا ناق نذكر ما مضى / ونبكي شؤوناً لا يفيد بكاها
وأيَّامنا في الربع والربع آهل / فواهاً لتلك الماضيات وآها
مضى وانقضى عهد الأَحبَّة في القنا / وقد نفرت أسرابها ومهاها
فكيف إذنْ يا ناق ترجع جيرة / يقرُّ لعيني أنْ يلُوح سناها
بعيشك هل تدرين من أنا طالبٌ / ولم تدرِ في ماذا يكون حداها
أرومُ ربوعاً يهتدى لبيوتها / بنور محيَّاها ونار قراها
وما افتقرت في النَّاس من أحدٍ يدٌ / إذا كانَ من عبد الغنيّ غناها
له الخير مجبول على الخير كلّه / وخير الورى من لم يزل لرجاها
قلم يبقَ من أكرومة ما أجادها / ومنقبةٍ ما حازها وحواها
مباني الكرام الأَوَّلين تهدَّمت / فأَعلى مبانيها وشادَ بناها
عزيزٌ عزيز النَّفس إنْ ضيمَ جاره / فداها إذَنْ في نفسه ووقاها
له الفتكات البكرُ تشهَدُ أنَّه / عصاميُّها المعروف وابنُ جلاها
تقلَّد عزماً مثلَ إفرندِ عضبه / إذا اعترضته النائبات براها
هو الغيث يوم الجود واللَّيث في الوغى / فغيث نداها كفَّ ليث وغاها
إذا كانَ كجد كانَ منه عماده / وإن كانَ حربٌ كلن قطب رحاها
متى شاءَ أوراها وأثقبَ زندها / وشبَّت بفرسان الرِّجال لظاها
أحلي بذكراه القوافي أصوغها / ألا إنَّما ذكر الكرام حُلاها
تأرج في النَّادي بذكر جميله / وإنْ كانَ ندي النسيم شذاها
وإنِّي لأهديها إلى خير ماجدٍ / نعم إنَّه مصباحها وهداها
إلى الغاية القصوى وأيَّة غاية / علا مستطيلاً شأوها وذراها
سما غير ممنوع إلى كلِّ سؤددٍ / فلو رامَ أنْ يرقى السَّماء رقاها
إلى أينَ تبغي بالأُبوَّة والعلى / بنفس جميع النَّاس دون علاها
تعاليت حتَّى انحطَّ من دونك الورى / فكنت ثرياها وشمسُ ضحاها
فداؤك عبدٌ أنتَ مالكُ رقِّهِ / بأيدي كريمٍ يستفاض نداها
فشكراً لما أوليت من نعمة بها / توليتُ مالاً من نداك وجاها
وَجَدْتُ على دنياً أضاعت عوارفي / وما انتاش أبناءَ الزَّمان لقاها
ووجدي على هذا الزَّمان سفاهةً / وعتبي على القوم اللّئام سفاها
ولو كانت الأيام تعقل ما أتتْ / إذَنْ لنهاها عقلها ونُهاها
لها الحظّ من مثلي وجودي بمثلها / وحظِّي منها هجرها وقلاها
إليك أبا محمود أشكو حوادثاً / كثيراً على الحرِّ الكريم أذاها
أمنِّي بها النفس الأَماني ضَلَّةً / وتمنعني من عودها وجناها
وتلسعني فيها أفاعٍ قوارعٌ / وما عرف الرَّاقون كيف رقاها
أرى هذه الدُّنيا لمن ذلّ أصبحَتْ / ذَلولاً ولو كانَ الأَبيُّ أباها
تسنّمها من كانَ من دون خفّها / وكنَّا نراه تحتها فعلاها
وما بحتُ بالشكوى وفيَّ بقيَّةٌ / من الصَّبر إلاَّ وانتهت وتناهى
وعلمك بي يخبرك عنِّي فما الَّذي / أقول بأحوالي وأنْتَ تراها
وما هي إلاَّ مهجة شفَّها الصَّدى / إذا هي تستسقي نداك سقاها
وإلاّ تلافاني بلطفك لم تكد / بوادر حظِّي أن تروح تجاها
جزتك جوازي الخير من متفضِّلٍ / دَعَته الأَماني فاستجاب دعاها
فأنت بعصرٍ لا خلت منك أهله / خليق السَّجايا بالجميل خلاها
نَشَرْت به صُحفَ المكارم والنَّدى / ومن بعد ما قد لفَّها وطواها
أنيخاها فَقَدْ بَلَغَت مُناها
أنيخاها فَقَدْ بَلَغَت مُناها / وغادرها المسيرُ كما تراها
سلكتُ بها فجاج الأرض حتَّى / أضَرَّ بها وأوهنها قواها
فَسَلْني كيفَ جابتها قِفاراً / وكيفَ طَوَتْ فدافدها خطاها
وما أنسى الوقوف على رسومٍ / عَناني في الصبابة ما عناها
قضى بوقوفه المشتاقُ فيها / وجوهاً يا أمَيْمَة لا أراها
وقفتُ أناشِدُ الأطلال منها / ديوناً للمنازل ما قضاها
وأذكر ما هنالك طيبَ عيشٍ / به تجري النفوس على مداها
جرَينا في ميادين التصابي / إلى اللّذات نستحلي جناها
فواهاً لِلّذائذ كيف ولّت / وآهاً من تصرّمها وآها
تدار من المدام على الندامى / كؤوسُ الراح تشرق في سناها
وألحان المثالثِ والمثاني / يُغنّيها فتطربُ في غناها
وينظمنا اجتماعُ في رياضٍ / نثار الطل يلبسها حلاها
وقد أمْلَتْ حمائمها علينا / من الأوراقِ شيئاً من أساها
كأنَّ الوُرْقَ حين بكت وأبكتْ / رَماها بالقطيعة من رماها
تُكَتِّمُ أدمعاً وتبوحُ وجداً / وتعربُ ما هنالك عن جواها
وربَّ مديرةٍ كأس الحميّا / أخذْتُ بكفِّها ورشفتُ فاها
ومُسودِّ الإهاب من الدياجي / كشَفْتُ بشهب أكؤسنا دجاها
وعانقتُ القوام اللَّدنَ منها / وعينُ الواشي يحجبها عماها
فآونةً ترشِّفني طلاها / وآونة ترشِّفني لماها
ومِن عَجَبٍ أذِلُّ لذاتِ دَلٍّ / وتسبيني المحاسن في هواها
ولي نفس متى دُعيَتْ لذُلٍّ / نهاها عن إجابته نهاها
أبَتْ نفسي مداناة الدّنايا / وأغنتها القناعة عن غناها
وهل تستعبد الأطماع حراً / إذا عُرضت له الدنيا ازدراها
ولست ألينُ والأيام تقسو / بشدَّتها ولمْ أطلبْ رخاها
وأرض يَفْرَقُ الخرّيت فيها / ويفزعُ من مهالك ما يراها
سلكتُ فجاجها ومَرَقْتُ منها / مروقَ النَّبل يبعُدُ مرتماها
سَليني كيفَ جرَّبت الليالي / وكيف عرفَتها وعَرَفْتُ داها
بلوت النَّاس قَرناً بعد قرنٍ / وكنتُ بها أحقَّ من ابتلاها
فلم أزدَد بها إلاَّ اختباراً / ولم أزْدَدْ بها إلاَّ انتباها
وفي عبد الحميد بديع شعري / مناقبُ عن معاليه رواها
نعمتُ بفضله وشكرت منه / يداً لا زال يغمرني نداها
فما استعذبتُ غير ندى يديه / وما استعذبته مما عداها
فلو أني وَرَدْتُ البحر عذباً / أنِفْتُ من الموارد ما خلاها
وإنَّ الله أودع فيه معنىً / لتسمية المكارم مذ براها
من السادات من أعلى قريشٍ / سلالة خير خلق الله طه
شديد البأس ألطفَ من نسيم / تعطِّره الأزاهر من شذاها
يخوض غمارها الهيجاء خوضاً / وماء الموت يرشحُ من ظباها
ويرفع راية المنصور فيها / ويخفض من أعاديه الجباها
وتلك رئاسةٌ وعلوُّ قَدرٍ / إليه العزُّ يتَّجهُ اتّجاها
تريه بواطنَ الآراء تبدو / فلمْ تَحجُبْ لعمرك ما وراها
أرَته زينةَ الأمجاد تزهو / بأرديةِ المحاسن فارتداها
تَولَّى والولاية فيه أضْحَتْ / تزيد بعزِّه عزًّا وجاها
أمورٌ في الرّياسة يَبْتديها / ويعْلَمُ بعدَ ذلك منتهاها
وأحيا بالعمارة كلَّ أرضٍ / وأجرى في ضواحيها المياها
وأمَّن بالصيانة ساكنيها / وأصبَحَ فيه محْميًّا حماها
حماها حيثُ كانت من لَدُنْه / بعينِ عنايةٍ ممَّن رعاها
ودبَّرها بلطفٍ لا بعنفٍ / فأرشَدَها وألهَمَها هداها
وكفَّ يدَ الخطوب السُّود عنها / فما مُدَّتْ إلى أحدٍ يداها
فهَلْ مِن مبلغٍ عَنِّي ثناءً / تقيَّ الدِّين يشكره شفاها
ربَّما أسدى من الحُسنى إلَيْنا / وما عَرفَ الأَماجدَ فاجتباها
تَفَرَّسَ بالرِّجال فازداد عِلماً / فولاّها الأُمورَ بمقتضاها
بلغنا غايةً من لطفِ مولًى / بشيرٍ للمؤمّلِ مبتداها
وسيَّرْنا لساحته الأَماني / فأَلقَت في مغانيه عصاها
إليك ركبْتُها في البحر تجري / من الفُلك السوابق في سراها
تَنَفَّسُ بالدخان وفي حشاها / لظى نارٍ مُسَعَّرةٍ لظاها
ويخفِقُ وهي مثل الطير سبحاً / جناحاها إذا دارتْ رحاها
جَرَت مجرى الرياح بلا توانٍ / فما احتاجت إلى ريحٍ سواها
وما زلنا بها حتَّى بلغنا / مِنَ الآمال أقصى مبتغاها
بقيتَ لنا مدى الأنام ذخراً / نواها فيك أحْسَنَ ما نراها
فمثلك في المكارم لا يجارى / ومثلك في الأَكارم لا يضاهى
لا عيبَ بالبَصرة مُستهجنٌ
لا عيبَ بالبَصرة مُستهجنٌ / إلاَّ وجودُ الشَّيخ مفتيها
تظنّه النجْديّ بأفعاله / لأنَّه أحيَلُ من فيها
ناشِداها عن فؤادي وسَلاها
ناشِداها عن فؤادي وسَلاها / أَهوًى غيرُ هواها قد سلاها
واذكراني يا خليليَّ لها / فَعَساها تَرحَمُ الصَّبَّ عساها
واسأَلا عن مهجةٍ داميةٍ / رُمِيَت سهمَ غرام مَن رماها
لا أَبيتُ اللَّيلَ إلاَّ قَلِقاً / يمنع الوجد من العين كراها
يا غراماً بالدّمى ما تنقضي / حسراتٌ بالحشا طال مداها
وبقلبي ظبية الخدر الَّتي / ليس يهوى صبُّها إلاَّ هواها
تركَتْني أتلظَّى وأرى / ذكر نفس الصّبّ من تهوى لظاها
زَعَمَتْ أنِّي سالٍ بعدها / طلعةً ما شاقني شيئاً سواها
لا ومن أسلو بها مغرًى بها / وأذابَ القلبَ وجداً ما سلاها
وسعى الواشي إليها بالَّذي / ساءها حتَّى اسْتمرَّت بجفاها
هي صَدَّتْ ريبة عن صبِّها / فشكَتْه يوم صدَّتْ وشكاها
لو دَرَتْ إذ طلَبت تعذيبه / ما يقاسي بهواها لكفاها
ما عليها في الهوى لو أنَّها / سَمعَتْ بالوصل يوماً لفتاها
فشفى داء الهوى من مهجةٍ / عَلِمَ الله بما ضمَّتْ حشاها
لستُ أنسى ليلةً صَحَّتْ بها / أَعينُ الأَزهار واعتلَّ صباها
وعناقي دمية القصر وقد / شغلت مقلة واشينا عماها
بتُّ أُسقى ضَرب الثغر ولا / أَشربُ الخمرة إلاَّ من لماها
زَهْرَةُ الدُّنيا الَّتي لا تجتنى / غير باعي في المعالي ما اجتناها
سوفَ أحظى بالَّتي أهوى وإنْ / مَنَعوها عن عيوني أنْ تراها
أترى تحجب عن ذي هممٍ / كسيوف الهند بتَّار شباها
لو رأى من دونها نارَ الوغى / تتلظَّى بالمنايا لاصطلاها
لا ترَقَّيْتُ العُلى إنْ لم أكنْ / مُبلِغاً نفسيَ بالسَّيف مناها
فلئنْ خانَتْ أخلاّئي فما / خانني من هِمَمي ماضي ظباها
سفينةٌ صُنِعَت بالهند إذ صُنِعَتْ
سفينةٌ صُنِعَت بالهند إذ صُنِعَتْ / أهدى السّفائن في سَيْرٍ وأجراها
طوع الهواء متى تجري جرت معه / وما تخالف مسراه مسراها
جاءَت من البحر تجري فيه أَرَّخَها / سفينةُ البحر باسم الله مجراها
أرى القاضي يشاركُ كلَّ حيٍّ
أرى القاضي يشاركُ كلَّ حيٍّ / وليسَ المَيْتُ ينجو مِنْ يَدَيْهِ
وأُقْسِمُ إنَّه لو مات أيرٌ / تَوَرَّثَ منه إحْدى خِصْيَتَيهِ
هذي هي الفلكُ فتحُ الخير كُنْيَتُها
هذي هي الفلكُ فتحُ الخير كُنْيَتُها / فابشر فبُشراك بالخيراتِ بشراها
اليمنُ واليُسرُ في أطرافها اقترنا / فاليمنُ واليسرُ يمناها ويسراها
سلمانُ لما اشتراها حين لم يرها / وأقْبَلَتْ أعْجَبَتْ بالحسن من راها
سفائِنُ البَحر إن سابقنها سَبَقتْ / وجاوَزَتْ ثَمّ أولاها بأخراها
فإن جَرَيْنَ وإن أرَّخْتَهُنَّ فقلْ / تجري وأصبحَ باسم الله مجراها
أتخيَّلُ المعنى البديعَ وأجتلي
أتخيَّلُ المعنى البديعَ وأجتلي / ما راقَ من كَلِمٍ ومن معنًى جلي
فلذاك إذ سَبق الوجيه تأمُّلي / حسن اطّرادِ جيادِ خَيْلِ تخيُّلي
في غور إطراءٍ عديم تناهي /
أبدعْتُ في مدحي وأعلى من مَدَحْ / دوني وكنت لكالزناد إذا قَدَحْ
وأتيتُ من فكري بهاتيك المُلَحْ / لأبي الثنا المولى شهاب الدِّين مَحْ
مودٍ أبي الباقي ابنِ عبد الله /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025