المجموع : 17
لا تُطِلِ الحُزنَ عَلى فائِت
لا تُطِلِ الحُزنَ عَلى فائِت / فَقَلَّما يُجدي عَلَيكَ الحَزَن
سيّان مَحزونٌ لِما قَد مَضى / وَمُظهِرُ حُزنٍ لما لَم يَكُن
سُقياً لِأَيّامٍ تَوَلَّت بِها
سُقياً لِأَيّامٍ تَوَلَّت بِها / أَحسَنَ ما كانَت صُروفُ الزَمَن
إِذ أَنتَ في شَرخِ الشَبابِ الَّذي / يَحسُنُ فيهِ مِنكَ غَيرُ الحَسَن
وَلّى وَما الدُنيا بِأَقطارِها / لِليَومِ وَالساعَةِ مِنهُ ثَمَن
يا خاضِبَ الشَيبَة نُح فَقدَها
يا خاضِبَ الشَيبَة نُح فَقدَها / فَإِنَّما تُدرِجُها في كَفَن
أَما تَراها مُنذُ عايَنتَها / تَزيدُ في الرَأسِ بِنَقصِ البَدَن
لا تَطلُبَن أَثَراً بِعَين
لا تَطلُبَن أَثَراً بِعَين / فَالشَيبُ إِحدى المَيتَتَين
أَبدى مَقابِحَ كُلِّ شَين / وَمَحا مَحاسِنَ كُلِّ زَين
فَإِذا رَأَتكَ الغانِيا / تُ رَأَينَ مِنكَ غُرابَ بَين
وَلَرُبَّما نافَسنَ في / كَ وَكُنَّ طَوعاً لِليَدَين
أَيّامَ عَمَّمَكَ الشَبا / بُ وَأَنتَ سَهلُ العارِضَين
حَتّى إِذا نَزَلَ المَشي / بُ وَصِرتَ بَينَ عِمامَتَين
سَوداءَ حالِكَةٍ وَبَي / ضاءِ المَناشِرِ كَاللُجَين
مَزَجَ الصُدودُ وِصالَهُن / نَ فَكُنَّ أَمراً بَينَ بَين
وَصَبرنَ ما صَبر السَوا / دُ عَلى مُصانَعَةٍ وَمَين
حَتّى إِذا شَمِلَ المَشي / بُ فَجازَ قُطرَ الجانِبَين
قَفَّين شَرَّ قَفِيَّةٍ / وَأَخَذنَ مِنكَ الأَطيَبَين
فَاِقنَ الحَياءَ وَسَلِّ نَف / سَكَ أَو فَنادِ الفَرقَدَين
وَلَئِن أَصابَتكَ الخُطو / بُ بِكُلِّ مَكروهٍ وَشين
فَلَقَد أَمِنتَ بِأَن يُصي / بَكَ ناظِرٌ أَبَداً بِعَين
يَقطَعُ كَفَّ القاذِفِ المُفتَري
يَقطَعُ كَفَّ القاذِفِ المُفتَري / وَيجلِدُ اللِصَّ الثَمانينا
أَتَطلُبُ رِزقَ اللَهِ مِن عِندِ غَيرِه
أَتَطلُبُ رِزقَ اللَهِ مِن عِندِ غَيرِه / وَتُصبِحُ مِن خَوفِ العَواقِبِ آمِنا
وَتَرضى بِصَرّافٍ وَإِن كانَ مُشرِكا / ضَميناً وَلا تَرضى بِرَبِّكَ ضامِنا
كَأَنَّكَ لَم تَقنَع بِما في كِتابِه / فَأَصبَحتَ مَدخولَ اليَقين مُبايِنا
مازِلتُ أَغرَقُ في الإِساءةِ دائِباً
مازِلتُ أَغرَقُ في الإِساءةِ دائِباً / وَيَنالُني مِنك العَفوُ وَالغُفرانُ
تُولي الجَميلَ عَلى القَبيحِ وَإِنَّما / يُرضيكَ مِنّي الزورُ وَالبُهتانُ
فَكَأَنَّني بِالذَنبِ أَلتَمِسُ الرِضى / إِذ لَم يَضِرني عِندَك العِصيانُ
قالَ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ
قالَ عَلِيُّ بنُ أَبي طالِبٍ / وَهوَ اللَبيبُ الفَطِنُ المُتقِنُ
قيمَةُ كُلِّ اِمرِئٍ عِندنا / وَعِندَ كُلِّ الناسِ ما يُحسِنُ
إِذا أَعطى القَليلَ فَتىً شَريف
إِذا أَعطى القَليلَ فَتىً شَريف / فَإِنَّ قَليلَ ما يُعطيهِ زَينُ
وَإِن تَكُنِ العَطِيَّةُ مِن دَنِيٍّ / فَإِنَّ كَثيرَهُ عارٌ وَشَينُ
وَلا يَرضى الكَريمُ بِيَومِ عار / وَإِن أَوهى وَهَدَّ قُواهُ دَينُ
فَعُذ بِاللَهِ وَالجا إِلَيهِ إِمّا / بَدَت لَكَ حاجَةٌ أَو كانَ كَونُ
قَدِّم لِنَفسِكَ تَوبَةً مَرجُوَّةً
قَدِّم لِنَفسِكَ تَوبَةً مَرجُوَّةً / قَبلَ المَماتِ وَقَبلَ حَبسِ الأَلسُنِ
بادِر بِها عُلَقَ النُفوسِ فَإِنَّها / ذُخرٌ وَغُنمٌ لِلمُنيبِ المُحسِنِ
الحِرصُ عَونٌ لِلزَمانِ عَلى الفَتى
الحِرصُ عَونٌ لِلزَمانِ عَلى الفَتى / وَالصَبرُ نِعمَ العَونُ لِلأَزمانِ
لا تَخضَعَنَّ فَإِنَّ دَهرَكَ إِن رَأى / مِنكَ الخُضوعَ أَمَدَّهُ بِهَوانِ
وَإِذا رَآكَ وَقَد قَصَدتَ لِصَرفِهِ / بِالصَبرِ لاقى الصَبرَ بِالإِذعانِ
فَكَّرتُ في المالِ وَفي جَمعِهِ
فَكَّرتُ في المالِ وَفي جَمعِهِ / فَكانَ ما يَبقى هُوَ الفاني
وَكانَ ما أَنفَقتُ في أَوجُهِ ال / بِرِّ بِمَعروفٍ وَإِحسانِ
هُوَ الَّذي يَبقى وَأُجزى بِهِ / يَوم يُجازى كُلُّ إِنسانِ
وَمِن فَسادِ العُرفِ إِحصاؤُه / وَذِكرُهُ في كُلِّ إِبّانِ
فَاِنشُر إِذا أوليتَ عُرفاً وَإِن / أَولَيتَهُ فَاِستُر بِنِسيانِ
فَلَو كانَ يَستَغني عَنِ الشُكرِ ماجِدٌ
فَلَو كانَ يَستَغني عَنِ الشُكرِ ماجِدٌ / لِعِزَّةِ نَفسٍ أَو عُلُوِّ مَكانِ
لَما أَمَرَ اللَهُ الحَكيم بِشُكرِه / فَقالَ اِشكُروا لي أَيُّها الثَقلانِ
أَعطَيتُ كُلَّ الناسِ مِن نَفسي الرِضا
أَعطَيتُ كُلَّ الناسِ مِن نَفسي الرِضا / إِلّا الحَسودَ فَإِنَّهُ أَعياني
لا أَنَّ لي ذَنباً لَدَيهِ عَلِمتُه / إِلّا تَظاهُرَ نِعمَةِ الرَحمَنِ
يَطوي عَلى حَنَقٍ حَشاهُ لِأَن رَأى / عِندي كَمالَ غِنىً وَفَضلَ بَيانِ
ما إِن أَرى يُرضيهِ إِلّا ذِلَّتي / وَذَهابُ أَموالي وَقَطعُ لِساني
فَسَأَستَعينُ بِخالِقي مَولى الوَرى / يَكفينا بِها مِنَ الشَيطانِ
تَصَوَّفَ فَاِزدَهى بِالصوفِ جَهلاً
تَصَوَّفَ فَاِزدَهى بِالصوفِ جَهلاً / وَبَعضُ الناسِ يَلبَسُهُ مَجانَه
يُريكَ مَهانَةً وَيُجِنُّ كِبراً / وَلَيسَ الكِبرُ مِن شَكلِ المَهانَه
تَصَنَّع كَي يُقالَ لَهُ أَمينٌ / وَما مَعنى التَصَنُّعِ لِلأَمانَه
وَلَم يُرِدِ الإِلَهَ بِهِ وَلَكِن / أَرادَ بِهِ الطَريقَ إِلى الخِيانَه
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ
أَخي لَن تَنالَ العِلمَ إِلّا بِسِتَّةٍ / سَأُنبيكَ عَن تَأويلِها بِبَيانِ
ذَكاءٌ وَحِرصٌ وَاِصطِبارٌ وَبُلغَةٌ / وَإِرشادُ أُستاذٍ وَطيبُ زَمانِ
يا مَن تَرَفَّعَ لِلدُنيا وَزينَتِها
يا مَن تَرَفَّعَ لِلدُنيا وَزينَتِها / لَيسَ التَرَفُّعُ رَفعَ الطينِ بِالطينِ
إِذا أَرَدتَ شَريفَ القَومِ كُلّهم / فَاِنظُر إِلى ملكٍ في زِيِّ مِسكينِ
لا تَخضَعَنَّ لِمَخلوقٍ عَلى طَمَع / فَإِنَّ ذَلِكَ وَهنٌ مِنكَ في الدينِ
وَاِسترزق اللَه مِمّا في خَزائِنِه / فَإِنَّ ذاكَ بَينَ الكافِ وَالنونِ
أَلا تَرى كُلَّ مَن تَرجو وَتَأملُه / مِنَ البَرِيَّةِ مسكينَ اِبنَ مِسكينِ
أَرى أُناساً بِأَدنى الدينِ قَد قَنِعوا / وَلا أَراهُمُ رَضوا في العَيشِ بِالدونِ
فَاِستَغنِ بِالدينِ عَن دُنيا المُلوكِ كَما / اِستَغنى المُلوكُ بِدُنياهُم عَن الدينِ
لَولا شَماتَةُ أَعداءٍ ذَوي حَسَدٍ / وَإِن أَتاكَ بِنَقص مَن يُرَجّيني
فَما خَطَبتُ إِلى الدُنيا مَطالِبَها / وَلا بَذَلتُ لَها عِرضي وَلا ديني
لَكِن مُنافَسَة الأَكفاءِ تَحمِلُني / عَلى أُمور أَراها سَوفَ تُرديني
وَقَد حَسِبتُ بِأَن أَبقى بِمَنزِلَةٍ / لا دينَ عِندي وَلا دُنيا تُواتيني