المجموع : 21
قَد حَوَّمَت طَيرُ نَومي ثُمَ نَفَّرَها
قَد حَوَّمَت طَيرُ نَومي ثُمَ نَفَّرَها / حِذارُها وَجَفَت بِاللَيلِ أَجفانا
تَظُنُّ أَهدابُها أَشراكَ مُحتَبِلٍ / لا سِيّما إِذ رَأت مَعهُنَّ إِنسانا
قَصَرتُ ذاتي عَلى ذاتي وَقُلتُ لَها
قَصَرتُ ذاتي عَلى ذاتي وَقُلتُ لَها / فِرّي عَن الناسِ ما مِنهُم تَرَي حَسَنا
سِوى ثَقيلينِ تُؤذي القَلبَ صُحبَتُهُم / وَتُتعِبُ الأَشرَفَينِ الطَرفَ وَالأُذُنا
لا تنظُرَنَّ لملبَسٍ وانظُر إلى
لا تنظُرَنَّ لملبَسٍ وانظُر إلى / ما تحتَهُ من فِطنَةٍ وَبَيانِ
ذِهنٌ كَأنَّ النارَ منهَ أُشعِلَت / وَفَصاحَةٌ تربى عَلى سحبانِ
خُلِقنا لأَمرٍ لَو عَلِمنا حَقيقةً
خُلِقنا لأَمرٍ لَو عَلِمنا حَقيقةً / له ما أَحبَّ المرءُ لَيلى وَلا لُبنى
وَلكن جَهِلنا فاستراحَت نُفُوسُنا / وما تلكَ إِلا راحةٌ تَعقبُ الحُزنا
ظَبيٌ تَقنَّصته لَيلاً فَنادَمَني
ظَبيٌ تَقنَّصته لَيلاً فَنادَمَني / أُقسِّمُ اللَحظَ بَينَ البَدرِ وَالغُصُنِ
بَدرٌ أَضاءَ لَنا في شِبهِ وَفرتِهِ / حَتّى بَدا الصُبحُ مثل الصارِمِ اليَمَني
كَأَنَّما الليلُ حُبشانٌ قَد اِنهَزَموا / وَالصُبح في إِثرِهِ سَيفُ ابن ذي يزنِ
يا صُبحُ فَرَّقتَ شَملاً كانَ مجتمعاً / يا صُبحُ فرَّقتَ بَينَ الروحِ وَالبَدَنِ
سَرى مِن نَسيمِ الأُنسِ ما عَطَّر الكَونا
سَرى مِن نَسيمِ الأُنسِ ما عَطَّر الكَونا / فَبُحتُ بِسرٍّ طالَ كَتمي لَهُ صَونا
وَما نَظَرت عَيني إِلى غير واحدٍ / تَصرَّف في كُلٍّ فَلونٌ يرى لَونا
وَما أَدرَكَ الأَشياءَ غَير منطّقٍ / أخي لُطُفٍ يَمشي عَلى أَرضِهِ هَونا
فَكَم بَينَ ذي علمٍ وَآخرَ جاهِلٍ / وَكَم بَينَ ذي نورٍ وَعادِمِهِ بَونا
هِيَ النَفسُ يَجلُوها فَتَبدو حَقائِقٌ / بِها وَصَداها الجون يُظهرهُ جَونا
راحَ الرضيُّ إِلى روحٍ وَرُضوان
راحَ الرضيُّ إِلى روحٍ وَرُضوان / فَليهنُهُ أَن غَدا جاراً لرحمنِ
وافى الجنانَ فوافاها مُزخرفةً / يحفُّهُ الأَهلُ مِن حُورٍ وَوِلدانِ
بروحي حَبيبٌ نَعَّمَ اللَهُ بالَه
بروحي حَبيبٌ نَعَّمَ اللَهُ بالَه / وَلا زالَ في أَمنٍ مَدى الدَهرِ جَذلانا
تملَّكني مِنهُ بِسحرِ جُفُونِهِ / فَصِرتُ أخيذاً لا أَرى عَنهُ سُلوانا
غزالٌ لَهُ مَرعىً خَصيبٌ بِمُهجتي / وَسَلسالُ دَمعي يَغتَدي مِنهُ رَيّانا
وَلما رَآني ذُبتُ مِنهُ صَبابَةً / وَذُقتُ مَراراتِ المَحبةِ أَلوانا
تَعجَّبَ من صَبري عَلى مُرِّ هَجرِهِ / فَأَهدى ليَ الحلواءَ لُطفاً وَإِحسانا
توهَّمَ أَن أَشفى بِها فَإِذا بِها / يَزيدُ ضنىً جسمي وَقَلبي نِيرانا
وَأَيُّ شفاءٍ لا يُرى شفَّهُ الهَوى / سِنينَ لَهُ تِسعاً يُكابِر أَشجانا
أَيا مَهديَ الحَلواءِ في فيكَ شبهُها / بَل احلى بِهِ لَو شِئتَ أَرويتَ ظَمآنا
وَيا مالِكاً رِقّي أَما لَكَ رِقَّة / عَلى عاشقٍ يَهواك سِراً وَإِعلانا
وَكُنتُ أَرى أَنَّ التَهاجُرَ يَنقَضي / إِذا الحسنُ يَكسو وَردَ خَدَّيكَ رَيحانا
وَقَد زِدتَ في تِيهٍ وَعُجبٍ وَنَخوَةٍ / أَخاً لَكَ ما الفردوس خاتلت رِضوانا
فَجئتَ إِلى الدُنيا فَريداً فَلا تَرى / بِها عاشِقاً إِلا بِحُبِّكَ مَلآنا
أَرى شِيَمَ الناسِ الأَذى وَأَشدُّهُم
أَرى شِيَمَ الناسِ الأَذى وَأَشدُّهُم / أَذىً جاهِلٌ أَوليتَه مِنكَ إِحسانا
يجيئُكَ عيرٌ مِنهُم فَتسوسُهُ / إِلى أَن غَدا في الناسِ يُحسَبُ إِنسانا
فَيَبأى وَيُزهى زاهِداً فيكَ نابِزاً / لِحقِّك يُبدي عَنكَ في العلمِ غُنيانا
وَلَو أنَّه قَد فاقَ في الفَضلِ صحبَهُ / لَما كانَ إِلا العير طَرطرَ آذانا
وَمَن كانَ تلميذاً وَيَزعمُ أَنَّهُ / كَشيخٍ لَهُ فَالجهلُ أَولاه حِرمانا
لَدى الشَيخِ مِن علمٍ زَوايا غَريبةٌ / قَد اكسبَها مُذ عاشَ في العلم أَزمانا
عَجِبتُ لمثلي عِشتُ سَبعين حِجَّةً / أعاني لِسانَ العُربِ جَمعاً وَتِبيانا
فَما صحَّ عِندي غَيرُ أَني مُقصِّرٌ / وَقَد فاتَنا مِنه كثيرٌ وأَعيانا
فَكيفَ بمَن أَضحى سُكُردان صُحفِهِ / يقلِّبُ في ذا ثمَّ ذَلِكَ أَحيانا
يَرى أَنَّهُ قَد صارَ شَيئاً وَلم يَكُن / كَشَيءٍ وَلَكن جَرَّ للجَهلِ أَرسانا
وَأُمٌ وَلودٌ هَذه الأَرضُ لا يُرى / بِها مُدَّعٍ إِلا وَيُفضَحُ خُذلانا
أَتَرى قُماشي غائباً في الصِينِ
أَتَرى قُماشي غائباً في الصِينِ / فَأُقيمُ أَطلُبُهُ لِعَشرِ سِنينِ
إِنَّ امرَأً يكِلُ الأُمورَ لِغَيرِهِ / هُوَ أَنوَكٌ بَل مُطبِقٌ بِجُنونِ
إِن مُبتَغٍ برَّ الأَنام بِأَسرِهم / لَكَمَن يُرَجّي النَشعَ مِن تِنِّينِ
أَلفُ الدراهمِ لَم أَصِل مِنها لما / أَبغيهِ مِن أَلفٍ سِوى التسعينِ
مِن بَعدِ أَربَعَةِ الشُهورِ أَتَت لي الت / تِسعونَ صَفقةَ خاسِرٍ مَغبونِ
يا سَيِّداً قَد حازَ حُسنَيَينِ
يا سَيِّداً قَد حازَ حُسنَيَينِ / العلمَ وَالدينَ بِغَيرِ مَينِ
قَد اِنقَضى وَقتُ جُمادَيَينِ / وَما أَتى المَعلومُ مِن لُجينِ
أَلا اجمَعَن ما بَينَهُ وَبَيني / فَما يَسُرُّ العينَ غَيرُ العَينِ
بِهِ اِنقِضاءُ مَأرِبي وَدَيني /
لا تَصحَبَن مَلِكاً أَو مَن يَلوذُ بِهِ
لا تَصحَبَن مَلِكاً أَو مَن يَلوذُ بِهِ / وَإِن تَنَل مِنهُمُ عِزّاً وَتَمكينا
يَستَخدِمونَك في لَذّاتِ أَنفُسِهِم / وَيَذهَبُ العُمرُ لا دُنيا وَلا دِينا
عَشِيت عَيني فَلا أُبصِرُ ما
عَشِيت عَيني فَلا أُبصِرُ ما / خُطَّ في صُحفٍ وَلا شَيءَ حَسن
وَلَقد كانَ أَنيسي بَصَريِ / فَعَدمتُ الأُنسَ مِنهُ وَالوَسَن
طالَما أَنضيتُ طَرفاً لِلصِبا / ذا شَبابٍ مُرخياً مِنهُ الرَسَن
وَاهتصَرتُ القَد غُصنا مائِساً / وَارتَشَفتُ الرِيقَ عَذبانا أَسِن
وَفَرضتُ عِشقَ ريمٍ أَهيفٍ / وَسَنَنتُ صَبوَتي فيهِ مَسَن
مِن بَني التُركِ صَغيرٌ دَمِثُ ال / خُلق لَينٌ حَسنُ الخَلقِ بَسَن
كُنتُ قدماً عاشِقاً في عَرَبٍ / وَأَنا اليَومَ بِحُبٍّ في أَسَن
كُلَّما قُلتُ لَهُ من ذا الَّذي / فيكَ أَضحى هائِماً يَقول سَن
فَمَضى هَذا وَلمّا يَبقَ لي / غَيرُ فكرٍ وَلِسانٍ ذي لَسَن
أَيُّ لَهوٍ لامرئٍ يَبقى خلي / وَقد الفَودانِ مِنهُ وأَسَن
عَينُ المَها للصِبا قَلبُ الشَجي يَلزُزن
عَينُ المَها للصِبا قَلبُ الشَجي يَلزُزن / كَم أَتلَفت مُهَجاً مِنا وَكَم يعزِزن
يَهزُزنَ سُمرَ القَنا يا حُسنَ ما يَهزُزن / إِذا طَعَنَّ بِها في مُهجَتي يَحزُزن
دَمعٌ هَتونٌ وَقَلبٌ دائِماً في حُزن
دَمعٌ هَتونٌ وَقَلبٌ دائِماً في حُزن / مِن حُبِّ غيدٍ سَنا بَدرِ الدُجى قَد حُزن
خِفاف قَدٍّ لَها ثِقالُ رِدفٍ رُزن / تَغارُ شَمسُ الضُحى منهُنَّ إِذ يَبرُزن
خَرَجنَ يَومَ مِنىً وَبِالنَقا بَرَّزن
خَرَجنَ يَومَ مِنىً وَبِالنَقا بَرَّزن / قَد أَشرَقَت من سَناها سَهلَها وَالحزن
بَكَيتُ قالت أَفِق ابذُل لَجَينَ الخَزن / الوَصلُ لا يَنبَغي بِالدَمعِ بَل بِالوَزن
راحَت نُضارُ فَلا عَيشٌ يَلَذُ لَنا
راحَت نُضارُ فَلا عَيشٌ يَلَذُ لَنا / وَخَلَّفت بِفُؤادي الهمَّ وَالحزنا
فَما عَرَت مُهجَتي حالٌ تسرُّ بِها / وَلا رَأَت مُقلَتي مِن بَعدِها حَسَنا
كانَت نضارُ لَنا رُوحا نَعيشُ بِها / فَتُنعِشُ الأَشرفينِ العَين وَالأُذُنا
فَالسَمعُ مِن لَفظِها للدُرِّ مُلتَقطٌ / وَالطَرفُ مِن لَحظِها بِالحُسنِ قَد فُتِنا
ذاتُ اِرتياحٍ إِلى القُرآنِ تَسرُدُهُ / طَوراً وَتَسرُدُ طَوراً بَعدَها السُنَنا
وَذاتُ بِرٍّ لِذي فَقرٍ وَمَسكَنةٍ / تَبرُّهُ خِلسَةً لا تَرقبُ العَلَنا
يَفدِي نُضيرَةَ أَترابٌ لَهُنَّ هَوىً / بِزينَةٍ وَارتياحٍ ههُنا وَهنا
وَهمُّها هِيَ في أَجرٍ تحصِّلُه / وَفي عُلومٍ تُزَكّي كُلَّ مَن زَكنا
فقهٍ وَنحوٍ وَتَأريخٍ وَمَعرِفَةٍ / وَلَحظِ فكرٍ إِلى نيلِ العُلومِ رَنا
قَد نَوَّرَ اللَهُ بِالتَقوى بَصيرَتَها / فَلَم يضيّع لَها في غَيرِها الزَمَنا
حَجَّت وَزارَت رَسولَ اللَهِ ثُمَ أَتَت / لِمصرَ قَد أَحرَزَت أَجراً وَحُسنَ ثَنا
فَصيحةٌ ثَقَّفَت بِالنَحوِ مَنطِقَها / فَلَن تَرى فيهِ لا لَحنا وَلا لَكنا
تُجيلَ طَرفَ يَراعٍ بِالأَنامِلِ في / مَيدانِ طُرسٍ مُطيعاً لَم يَكُن حَرنا
يَمشي عَلى رَأسِهِ في الطُرسِ مَبتدأً / فَإِن جَرى جَذَبَت مِن رَأسِهِ الرَسَنا
يَنحَطُّ أَعلاهُ إِذ يَسمو بِأَسفَلِهِ / فعلُ الزَمانِ بِنا أَقبِح بِهِ زَمَنا
أَمدعياً علماً وَلَستَ بقارئٍ
أَمدعياً علماً وَلَستَ بقارئٍ / كِتاباً عَلى شَيخٍ بِهِ يَسهُلُ الحَزنُ
أَتَزعُم أَنَّ الذهن يُوضِحُ مشكلاً / بِلا موضح كَلا لَقَد كَذَبَ الذِهنُ
وَإِنَّ الَّذي تَبغيه دونَ مُعَلِّمٍ / كَموقِدِ مصباحٍ وَلَيسَ لَهُ دُهنُ
لَيسَ في الغَربِ عالِمٌ
لَيسَ في الغَربِ عالِمٌ / مِثلُ عبدِ المُهَيمِنِ
نَحنُ في العِلمِ أُسوةٌ / أَنا مِنهُ وَهوَ مِني
إِن الدَراهمَ وَالنساءَ كِلاهُما
إِن الدَراهمَ وَالنساءَ كِلاهُما / لا تَأمَنَنَّ عَليهما إِنسانا
يَنزَعنَ ذا اللُب المَتينِ عَن التُقى / فَيرى إِساءة فعلِهِ إِحسانا