المجموع : 9
يا سيدي جاءتك رفعة شاعرٍ
يا سيدي جاءتك رفعة شاعرٍ / شهدت له الشعراءُ بالإحسانِ
لو أدركَ النعمانَ في أيامهِ / لرأى له فضلاً على الذبياني
أو كان يوماً في بني حمدان لم / تبهج بأحمدها بنو حمدانِ
لكنه قد أدركته حرفةٌ / أدبيةٌ مزجتهُ بالعبدانِ
فغدا مززة كلِّ مصفوعِ القفا / صفرَ اليدينِ ممزقَ الأردانِ
فإذا نظرتَ إلى قفاهُ حسبتهُ / نبتت عليهِ شقائقُ النعمانِ
عن أمركم يتصرف الثقلانِ
عن أمركم يتصرف الثقلانِ / وبنصركم يتعاقبُ الملوانِ
وبما يسوءُ عدوكم ويسركم / تتحركُ الأفلاكُ في الدوران
جاهدتم في اللَه حق جهاده / ونهضتم الرجفانِ والخفقانِ
وغزاهم الدينُ الحنيفي الذي / كتبتَ الظهورُ له على الأديانِ
كتبَ الإلهُ لكم فتوحاً في العدا / هذا لها وسواهُ كالعنوانِ
هذا مقامُ المصطفى يا فوزَ من / حازَ النيابةَ فيهِ عن حسانِ
من يعرفِ الرحمنَ حقاً يعترف / بحقوقهِ لخليفةِ الرحمنِ
لك النصرُ حزبٌ والمقاديرُ أعوانُ
لك النصرُ حزبٌ والمقاديرُ أعوانُ / فحسبُ أعاديكَ انقيادٌ وإذعانُ
وما تعصم الأعداءَ منكَ حصونها / ولا الأسدَ خفانٌ ولا العصم ثهلانُ
أنابت إلى أمرِ الإلهِ مَيُرقَةٌ / فليسَ عليها للشقاوةِ سُلطانُ
هنيئاً لك الإعلان بالحقِّ بعدما / تمادى لها بالزورِ والإفكِ إعلانُ
غرائب سنتها السعادة لم يكن / ليحسبها تجري على الفكر إنسانُ
فبعداً وسحقاً لابن إسحاقَ إنهُ / مطيعٌ لأحلامِ الكرى وهو يقظانُ
سواءٌ لديهِ من غباوةِ طبعه / هلاكٌ ومنجاةٌ وربحٌ وخسران
فمن حيث رام العزَّ جاءته ذلةٌ / ومن حيثُ رامَ الحظَّ لاقاه حرمانُ
يرى الأرض ذات الطول والعرض حلقةً / وكان له فيها مكانٌ وإمكان
ويهوى لقاءَ الموتِ لما أضافهُ / إلى نوبٍ تنتابُهُ وهي ألوانُ
به لا بظبيٍ بالصريمةِ أعفرٍ / فقد طاحَ منهُ مارِدُ الإنسِ شيطانُ
تصامَمَ عن وعظِ الزمانِ بقلبهِ / ومن دونهِ عندِ الألباءِ سحبانُ
وكان له فيمن تقدم زاجرٌ / ولكن ذوُو الأهواءِ صُمٌّ وعميانُ
وهل هوَ إلا من أناسٍ تهافتوا / فراشاً على أسيافكم وهي نيرانُ
عصوا دعوة المهدي وهي سفينةٌ / فأغرقهم طغيانهم وهو طوفانُ
رغا فوقهم سقب السماءِ فأصبحوا / كأنهمُ في عالم الأرضِ ما كانوا
وما الجنُّ ممن يرعوي عن تمردٍ / على حالةٍ لولا النبيُّ سليمانُ
ولما دهى من سحرِ فرعونَ ما دهى / أتيحت عصا موسى له وهي ثعبانُ
لقد ألبسَ اللَهُ الخلافةَ بهجةً / بملكٍ به يُزهى الوجودُ ويزدانُ
بأبلجَ أما شيمُ نورِ جبينهِ / فيمنٌ وأما حبهُ فهوَ إيمانُ
تعمُّ أياديهِ ولكن نجارُهُ / تُخَصُّ بهِ دُونَ البريةِ عدنانُ
مدائحُهُ في الحالِ عزٌّ ورفعةٌ / وفوزٌ عظيمٌ في المآلِ ورضوانُ
تهللَ وجهاً واستهلَّ أنامِلاً / فأرضى المعالي منهُ حسنٌ وإحسانُ
إذا ما تجلى أو جرى ذكرُ مجدِهِ / فللهِ ما تعطى عيونٌ وآذانُ
كأن جميعَ الحُسنِ خَطَّ بوجهِهِ / كتاباً له في صفحةِ البدرِ عُنوانُ
إذا ما تروى ناظرٌ من روائه / تمنى إليه عودةً وهو ظمآنُ
أنا السابقُ المربي على كل سابقٍ / وللشعرِ ميدانٌ رحيبٌ وفرسانُ
وإني مع الإحسانِ عنكم مقصرٌ / ولو كان في عوني زيادٌ وحسانُ
وما الشعر إلا السحر غير محرمٍ / وإلا فما تغني قوافٍ وأوزانُ
وما كل نجمٍ كالدراري شهرةً / ولا كلها في رفعة القدر كيوانٌ
سعودُكَ من يرتابُ فيها وللورى / عليها دليلٌ كل يومٍ وبرهانُ
إذا كان أملاكُ الزمانِ أراقِماً
إذا كان أملاكُ الزمانِ أراقِماً / فإنكَ فيهم دائم الدهرِ ثُعبانُ
نصرٌ بكل سعادةٍ مقرون
نصرٌ بكل سعادةٍ مقرون / نالت به الدنيا المنى والدين
تقديم من شهد الوجودُ بأنه / ما زالَ بالتقديم فيه قمين
علقٌ ثمينٌ زينت الدنيا به / وافاه علق الملك وهو ثمين
تغزو المهابةُ عنه كل معاندٍ / ولو أنه اشتملت عليه الصين
وتشب حيث توجهت عزماته / حرباً كما وصفت لنا صفين
إن أصبحت وهي البرامك أمةٌ / في ظلمها فحاسمُهُ هارون
من قيسِ عيلانَ الذينَ سيوفُهم / ابداً تصولُ ظباتها وتصونُ
دانت فلهم في الفخر كل قبيلةٍ / من شأنها ألا تكون تدين
وكفاهم أن كان منهم مفخراً / معنى الوجودِ وسرها المكنون
ملكٌ إذا اضطربَ الزمانُ مخافةً / لم يعيه التسكين والتأمين
ألقى على أهل الضلالةِ كلكلاً / فلهم عويلٌ تحتهُ وأنين
وجرى إلى الأمد الذي لم يجره / ملكٌ ولم تصعد إليه ظنونُ
ومن العجائب أن يجود بمثلهِ / للخلقِ هذا الدهرُ وهو ضنينُ
حمالُ أثقالِ الورى متهللٌ / في حيث تعترضُ الحتوفُ الجونُ
في راحتيهِ لمعتفٍ ولمعتدٍ / يومي ندى ووغى منى ومنول
عذراً أبا يعقوب إن علاكم / قد أفنت الأمداح وهي فنون
لا يبلغ المنثور بعض مآثرٍ / صانت لك العليا ولا الموزون
كم مدحةٍ لك بعدها مذخورةٍ / تزن المدائحَ كلها وتزين
لو لم يسد إلا نظيركَ لم يحز / فيه الأمين مدى ولا المأمونُ
قد كان ما قد قلتُ يرقبُ حينهُ / حتى أتى ولكلِّ شيءٍ حينُ
ما زالَ أمركُمُ الذي هو عصمةٌ / والعزُّ لا يعدُوهُ والتمكينُ
إني لأعجب من خساسةِ عقلِهِ
إني لأعجب من خساسةِ عقلِهِ / نسيَ الذنوبَ فخانَهُ الغُفرانُ
وغدا على مشروعةٍ رهنَ الردى / فالجوُّ قبرٌ والهوا أكفانُ
أضاءَ لنا بغرتِكَ الزمانُ
أضاءَ لنا بغرتِكَ الزمانُ / وألبسنا تغلبكَ الأمانُ
وجاءتنا المنى متوالياتٍ / على نسقٍ كما انتظمَ الجُمانُ
شدَّ الإلهُ بكُم للدينِ أركانا
شدَّ الإلهُ بكُم للدينِ أركانا / وأذعنت لكمُ الأيامُ إذعانا
وارتاضَ كُلُّ جموحٍ في عنانِكُم / من بعدِ ما أعجزَ الرواضَ أزمانا
هذا ابن حجاجٍ تفاقم أمره
هذا ابن حجاجٍ تفاقم أمره / وجرى وجر لحد غايته الرسن
حتى غدا ملقى ذبيحاً حاكياً / للناس رقدته إذا هجر الوسن
فليحذر الكتابُ ما قد غاله / وأخصُّ بينهم الفقيه أبا الحسن