المجموع : 7
دَعني وَلا تلحني في دَمعيَ الهِتنِ
دَعني وَلا تلحني في دَمعيَ الهِتنِ / فَما بَكيتُ بقدر الشَجو وَالشَجَنِ
باِصطِبارٍ بعد ما عَبثَت / أَيَدي المَنايا بِذاكَ المَنظَرِ الحَسَنِ
كَيفَ اِصطِباري وَما حُمِّلتُ من حَزَن / يَهُدُّ أَيسرهُ الحِصنين مِن حُصُنِ
قَد كانَ في الحُلمِ لي عَبداً وَكُنتُ لَهُ / بِحُكمِ حُبّي لَهُ عَبداً بِلا ثَمَن
وَما أَرَدتُ تَناسيه لأسلوَه / إِلّا وَذكرَّنيه هَزّةُ الغُصُن
لا أَرتَجي عَودَه في يَقظَتي أَبَداً / فَلَيتَه رده في رقدتي وَسَنى
أَو لَيته دامَ لي مِن بعد مَعرِفَتي / أَو لَيتَ معرفتي أَيامَ لَم تَكُنِ
يا نزهة العَين في جدّ وَفي لَعِب / وَمُنية النَفس في سِرِّ وَفي عَلَنِ
وَأحدقَ الناسِ في صَيد وأحسنهم / رَمياً وَأَبعَد مِن بخل وَمِن جُبُنِ
ما مالَ بَعدَكَ لي قَلبٌ إِلى أَحدِ / وَجداً ولا سَكنَت نَفسي إِلى سَكَنِ
مَنظَراً مُذ غِبتَ يُعجِبُها / عَيني وَلا سَمِعَت مُسَحسَناً أُذُني
لَهفي عليه غَداة الرَوعِ مِن أَسد / خالٍ مِن الغِشِّ مَملوءٌ مِن الفِطَنِ
حاوِ الشَمائِلِ مَعسولٌ خَلائقُه / صافي الأَديمِ أَبيُّ لَينٌ خَشن
رَماهُ في رأسِهِ سَهماً فَأَقصدهُ / دَهرٌ كنائنُه مَلىء مِن المِحَنِ
شَلَّت يَدا عابثٍ أَهوى بمُديَتِه / مَزحاً فَقَرَّقَ بَينِ الروح وَالبَدَنِ
صَبراً لما تحدث الأَيامُ مِن حَدَث / فالدَهر في جورِه جارٍ عَلى سَنَنِ
فالصَبرُ أَجمَلُ ثَوب أَنتَ لابِسَهُ / لِنازِل وَالتَعزّي أَحسَنُ السُنَنِ
وَهوَّن الوجد إِنّي لا أَرى أَحَداً / بِفُرقة الأَلِف يَوماً غير مُمتَحَنِ
يا ناصِر الدين يا مَن لا شَبيهَ له / لا زِلتَ وَالسَعد مقرونين في قَرَن
وَدامَ رَبعُك مأهولاً بِساكِنه / معطى السُرور وَمَمنوعاً مِن الحَزَن
يا أَشجَعَ الناس مِن عُجم ومن عَرَب / وَأَكرَمَ الناسِ مِن شام ومن يَمَن
عِش سالِماً في نَعيم لا اِنقضاءَ لَهُ / يَفديكَ كُلُّ الوَرى من
فَلا وَصلُها يَبدو فَتَبلى بِلا بِلى
فَلا وَصلُها يَبدو فَتَبلى بِلا بِلى / وَلا ليَ صَبرٌ مُنجِدٌ فأخونُها
نَحيلَةُ جَفنِ العينِ مِن غيرِ عِلَّة / كَذاكَ سُيوفُ الهندِ تَبلى جُفونُها
أَرى سودَها أَمضى وأفتك في الحَشا / فَما بالُ أَنقاها بَياضاً ثَمينُها
وَلَم أَنسها يَومَ النَوى إِذ تَحَجَّبَت / وَقَد غَفلَ الواشي وَغابَت عيونُها
فَفاضَت دُموعُ العَينِ حَتّى رأَيتَني / تَلفَّتُّ نحو الدارِ لا أَستَبينُها
فَما أَسبَلتِ إِذ أَعرضت من ستورها / بأَمنع مِمّا أَرسلَتها جُفونُها
لَو لَم تَخُن في يَمينها / وَمُدَّت لِتَوديع اليَّ يَمينُها
وَنَفسٌ إِذا هَبَّت جَنوب تَنَفَّسَت / تَحِنُّ اِشتِياقاً لَو شَفاها حَنينُها
فبالشرف الا عَلى هَواها وَشُكرِها / نَدى شَرفِ الدين بنِ عصرون دينُها
مَتى قَصَدت في طُرقها دونَ عزه / فَلا اِنفرجت عَن سَهلِ أَمرٍ حزونُها
وَإِن طَمعَت مِن غَيرِهِ في نَوالِهِ / فَلا صَدقَت فيما رَجَتهُ ظُنونُها
أَظُبى سُيوف أَم عُيون العَينِ
أَظُبى سُيوف أَم عُيون العَينِ / وَسِقامُ جِسم أَم سِقامُ جُفونِ
يا ظَبيَةَ الحَرمِ البَخيلة ما أَرى / ذاتَ التَكرُّم عَنكم تُسليني
حتّامَ يَسفحُ كُلُّ سَفحٍ مَدمَعي / والامَ لا تُقضى لديك دُيوني
طَرقَت وَقَد نامَ الخليُّ وَبيننا / جَبَلا زَرودَ وَبُرقَتا يَبرينِ
طرق الخَيالَ فَلَستُ مَن يَقوى عَلى / طَيفين طَيفِ كرى وَطَيفِ جُنونِ
كَفّي كفى بالفَقرِ دونك شاغِلاً / وَسُرايَ بَينَ سُهولِهِ وَحُزون
فَقَلائِصُ الهَمِّ الَّتي حَمَّلتُها / جُمَل المَديحِ إِلى جَمالِ الدينِ
سَمِحٌ إِذا قالَت شَواهِدُ جودِهِ / أَرجوه قالَ عَقائِد
يَرضى بِدون الشُكرِ مِن سُؤالِهِ / كَرَماً وَلا يَرضى لَهم
فالعِرضُ كالحَرَمِ المَصون بِبَذلِهِ / وَنَوالُه وَالمالُ غَيرُ مَصونِ
لا نَيله كَدرٌ بِكَثرَةِ مَطلِهِ / أَبَداً وَلا ما مَنَّ بالتَموينِ
قاضٍ يَرُدُّ الحقَّ أَبيضَ واضِحاً / إِن ضَلَّ رأيُ الحاكِمِ المأفونِ
يا عيد كُلِّ مُعيِّدٍ وَرَجاءَ كُلِّ / مُؤَمِّلٍ يا فَرحَةَ المِسكينِ
فَرضانِ شُكرِكَ وَالصَلاحُ يليهُما / عيدان عيدُ نَدىً وَعيدُ الدينِ
فاِسلم عَلى رَغمِ الحَسودِ مُخَلَّداً / ما غَنَّتِ الأَطيار فَوقَ غُصونِ
هَذا هُوَ السَعيُ لا ما يَدَّعي الواني
هَذا هُوَ السَعيُ لا ما يَدَّعي الواني / وَذي الوَقائِعُ لا أَيام ذبيانِ
أَدنيتَ حَين تَميم حينَ صُلتَ بِهِ / وَرُعتَ ياقوتاً المُستَكبرِ الجاني
وَحط بأسكَ عَن عَلياهُ مُرتَفِعاً / وَعزَّ جَيشُكَ قَهراً عِزّ طرخان
ما زِلتَ تُوليهِ احساناً وَتُضمَرهُ / لَهُ وَيُضمِرُ غَدراً تَحتَ اِدهانِ
يَبغي السَماءَ رَجاءً أَن سَيبلغها / جَهلاً بِهِ كانَ قَد ماهَلك هامانِ
ما خلتُ أَنَّ الأَماني تَخدَعَنَّ فَتىً / بِمَدِّ باعٍ قَصير نَحوَ كِيوان
وَلا مَشى وَيَرى الضَحضاحَ يُغرِقُه / نَحوَ العُبابِ مَجدٌ غير سَكران
وَغَرَّهُ البُعدُ عَن أُسدِ الشَرى فَطَغى / حَتّى رَآها تَبارى فَوقَ عُقبانِ
سَروا مَعَ اللَيلِ يُغنيهم تَهلُّلهم / عَن ضَوءِ بدر وَعَن اِيقاد نيران
مِن كُلِّ أَبلج مطعام إِذا جَنَحوا / للسلم أَشوسَ يَومَ الرَوع طَعّانِ
ساروا إِلى المَوتِ بَسّامينَ تَحسَبُهُم / ساروا لِوَصلِ حَبيب غِبَّ هُجران
يَستَعذِبونَ المَنايا نَجدَةً فَلَهُم / إِلى ظُباة المَواضي وَردُ ظَمآنِ
لا يَرهبُ المَوتَ أَدناهُم فَهُم بَدَدٌ / في كُلِّ دَهماءَ مِن مثنى وَوحدانِ
أَبدى هَوى بالعلى لِكِن رأى صَعَداً / مِن دونِها فَسلاها أيَّ سُلوانِ
لَو مُدىً في مَداها غَيرُ هيِّنَةٍ / ِذا لَنالَ المَعالي كُلُّ اِنسانِ
أَيُغتَرى فِريةً في ذِكرِ ماريَة / وآلِ جَفنةَ إِلّا عَقل حَيرانِ
قَد كانَ يَزأرُ زَأَرَ الأَسَدِ حينَ خَلا / وَمَرَّ لَمّا أَتَتهُ مَرَّ سَرحانِ
كَتائِبٌ سَدَّ عَينَ الشَمسِ عثيَرُها / فَأَشرقَت عُرُبٌ مِن تَحتِ تيجانِ
سَماءُ نَقع تَرى حيث اِتجهتَ بِها / بَدراً يَكُرُّ بِنَجمِ اثر شَيطانِ
فاِستعذَب الذُلَّ خَوفَ المَوتَ مُنهَزِماً / يَستقربُ البُعدَ أَو يَستَبعِدُ الداني
أَمرانِ مُرّانِ أَطرافُ البِلادِ عَلى / ناجي السَوابِق أَو أَطرافِ مُرّانِ
وَلَم يُفتَهَم وَلَكِن فاتَهُم شَرَف الا / قدامِ مِن غبن وَخُسرانِ
فَوَيلَهُ مِن غَبيٍ بتَّ تطلِبُهُ / وَباتَ نَشوانَ خَمرٍ غَيرَ نشيانِ
وَكانَ نَيل المَنايا لَو تُباحُ لَهُ / خَيراً لَهُ مِن حَياةٍ تُشمِتُ الشاني
حاطَ اِنتِقامَكَ بأساً قَبلَ باشِرِهِ / فَمذ مَلكتَ رَجا مَعمودَ احسان
ما أَحسَنَ العَفوَ عَفوٌ بَعدَ مَقدِرَةٍ / عَن أَقبحِ الذَنبِ كُفرٍ بَعدَ إِيمانِ
هَذي مَصارِعُ شانيكُم يُبَصِّرُها / ذو احنةٍ فيُلاقيكُم بشنان
يا ذاكِري وَرِكابي عَنهُ نازِحَةٌ / إِذا اللَئيمُ عَلى قُربِ تَناساني
مَدامِعُ البُعدَ أَغشَتني سَحائِبُها / عَليَّ يَهمينَ عَن ذي الهيدَبِ الداني
فِدىً وان قَلَّ مَنّانٌ عَليَّ بِما / لَم يعطنيهِ لِمُعطٍ غَيرَ مَنّانٍ
يَودُّ لَو كُسيَ الاصباحُ صِبغَتَهُ / أَو زيد في لَيلِهِ مِن عُمرِهِ الفاني
إِذا رأى قَومه مِن جودِهِ عَجَباً / قِدماً أَتاكَ بِثَان يَومُه الثاني
جُودٌ وَبأسٌ وَحِلمٌ تِلكَ شيمَتُهُ / مَعروفة أَبَداً في آل غَسّانِ
يَبنى عَلى مَجدِكَ المَعروف مُجتَهِداً / لا مَجدَ حَقاً لِغَيرِ الوارِث الباني
أَضاعَ فَضليَ أَنّي بَينَ جاهِلهِ / ذوُ الفَضلِ فيهم بَصيرٌ بَينَ عُميان
وَما أُبالي إِذا ما الدَهرُ قَيّض لي / لقياك مِن بعد ما يَمنى ليَ الماني
اعلاءَ مَجدٍ وَتَخليدٌ لِمكرُمة / لا رَفعُ قَصر وَلا تَخليدُ ايوانِ
سَعيٌ بِجدٍّ وَسَعيٌ رُبَّما اِختلفَ الأ / مرانِ جدّاهُما في الأَمرِ سِيّانِ
عَجباً لطيفكَ حين أَسعفَ موهِنا
عَجباً لطيفكَ حين أَسعفَ موهِنا / أَيُسىءُ بي وَيُزيلُ نَومي مُحسِناً
وَيُسري عَلى هَولِ الظَلامِ الى شَجٍ / لَو لا يَئِنُّ جَوىً لأَخفاهُ الضَنا
لَم أَنسَهُ وَتَيقُظي يُودي بِهِ / وَيَقولُ غير مُوَدِّع لا تَنسَنا
أَدنى مَراشِفَه فَقُلتُ تَعَجّباً / كَذِبَ الَّذي زَعمَ الخَيالَ مِن المُنى
لَم تجلهِ سِنَةُ الكَرى حَتّى اِنجلَت / عَنّي عَلى رُغمي فَودَّعَ واِنثَنى
بَذلَ الوِصالَ وَدونَهُ قِصَرُ الكَرى / ثُمَّ اِنثنَيتُ وَدونَهُ طولُ القَنا
هَل وَقفة أَشكو فتبرد لي حشاً / أَلهَبتَها وَجَعلتَها لَكَ مَسكَنا
بِأَبي الَّذي قالَ أدَّرِع لتجنُّبي / صَبراً فَما أَذنَبتُ ذَنباً هيِّنا
صَرَّحت باسمي فاِفتَضحتَ وَلَم تَضِق / عَنكَ الصِفاتُ وَلا عَجِزتَ عِن الكُنى
قُلتُ التذذتُ بِذكرِكُم فَرأَيته / أَولى مِن الوَصفِ المبين وَأَبينَا
فَعَساكَ تخفى بالسَميِّ وَمَن يَصِف / فردَ الصِفاتِ فَلَيسَ يَخفى من عَنا
قال اكنِ عَنّا غَيرَنا فأَجِبته / أَضحى لِساني عَن سِواكُم أَلكَنا
حَفِط اللِسان عَن القَبيح أَمانُ
حَفِط اللِسان عَن القَبيح أَمانُ / يَزكو بِهِ الاسلامُ وَالإِيمانُ
وَالصَمتُ عَمّا لا / بِوجودِها يَتَحَمَّلُ الانسانُ
وَحَياتُهُ مَحمودَةٌ بَينَ الوَرى / إِن تَختَفلِف في شُكرِهِ الأَديانُ
وَإِذا جِناياتُ الجَوارِح عُدِّدَت / فَأَشَدُّها يَجني عَلَيكَ لسانُ
حافِظاً لِفُصولِهِ / فيهِ يَخِفُّ وَيَثقِلُ الميزانُ
وَاِجعَل لَك التَقوى عِناناً مانِعاً / عَن فَضلِ قول مالَه
قالقَولُ فيهِ جَواهِرٌ مَنظومَةٌ / وَمعائِبٌ تَشقى بِها الآذانُ
وَلَرُبَّما نُشرت دَواوين التُقى / بالحَشرِ مالكَ بَينَها ديوانُ
مَهما تَقُل في الناسِ قالوا مِثلَهُ / وَلَرُبَّما زادوا عَلَيكَ وَمانوا
وَلَو اِستَتَرتَ بِثَلبهم لَم يَلبَثوا / الّا وَسرُّكَ بينهم اعلانُ
لا يَقصدونَ الصَفحَ عَمّا قُلتَهُ / فيهم لشيطانِ الخَنا اِخوانُ
وَالصَبرُ مَحمودُ المغَبِّ وَإِنَّما / يَقوى عَلى بَعضِ الأَذى الأَعيانُ
مَن كَفَّ كَفَّ الناسُ عَنهُ وَمَن أَبى / إِلّا الخَنا فكما يَدينُ يُدانُ
وَالحِلمُ يُطفىء عَنكَ كُلَّ عَظيمَة / كالماءِ لا تَبقى بِهِ النِيرانُ
وَالغُشُّ يُزري بِالفَتى وَلَو أَنَّهُ / بالفَهم قسٌّ وَالصَلاحِ بَيانُ
إِن تَبغِ عِزّاً في اِجتِرائِكَ أَوّلاً / فالنُكرُ في رَدِّ الجَوابِ هَوانُ
كُن كالطَبيب رأى الصَلاحَ بِلُطفِهِ / أَو كالزُلالِ نَجى بِهِ الظَمآنُ
وَإِذا بَسطتَ لِسانَ مَن لَم يَنهِهِ / دينٌ فأَينَ العَقلُ وَالعِرفانُ
لا تَرضَ أَن تَبقى عَلى أُغلوطة / يَغشاكَ فيها السُخطُ وَالشنآن
وَتَتَدارَكَ الأَمرَ الَّذي قَدَّمتَهُ / إِنَّ البَقاءَ بِمِثلِهِ جَذلانُ
لا خَيرَ فيمَن عِرضُه مُتَعَرِّضٌ / ما لا يُسَرّ بِسَمعِهِ الاخوانُ
شَرُ المآكَلِ لَحمُ مَن تَغتابُهُ / وَالوَجهُ فيهِ الزورُ وَالبُهتانُ
فَجَزاؤُكَ السُوءى عَن السُوءى وان / تَحسن فَإِنَّ جَزاءَكَ الاحسانُ
إِن لَم تُعدَّ أَوانَ تَوبتكَ الصِبى / فَمَشيبُ رأَسِكَ للمتاب أَوانُ
أَو كُنتَ قَد خَفَيت عَلَيك عَواقِبٌ / قَبلها عُنوانُ
وَإِذا تَعامى الطَرفُ عَن شَمسِ الضُحى / فَبأي شَيءٍ يَحصَلُ التِبيانُ
كَم قَد بَدا لَكَ في أُمورِكَ ظاهِراً / وَجهُ الهُدى وَنَبا بِكَ الحِرمان
وَلديك فُقدان الحَياة وَرِحلَةٌ / يَلقاكَ فيها القَبرُ وَالأَكفانُ
لا تَغترِر إِن عَجَّلت لَك مُهلَةٌ / ما في الرَدى خَدعٌ وَلا اِدهان
الذَنبُ ذَنبُ طَرفي
الذَنبُ ذَنبُ طَرفي / في الحُبِّ إِذا رَنا
فَكَم أَخَذتُ قَلبي / ظُلماً وَما جَنا
نامَ في خَفاء جِسم / في البُرد ناحلِ
لَم يَبقَ غير رسم / تَحتَ الغَلائِل
وَدمع عينيَ يهمي / يَهدي عَواذِلي
الثِياب تَخفي / ما بي مِن الضَنا
شحوبي / تَنسى فيفطنا
قَد لَجَّ في هَواه / أَو في نَوى قَذفِ
غَضبان ما رضاهُ / مِنّي سوى التلفِ
يُسرِف في أَذاهُ / لا خَيرَ في السَرَفِ
حِبُّ يحبُّ حَتفي / يَجفو إِذا دَنا
قَد فاقَ كُلَّ حسن / لَو كانَ مُحسِنا
لَو كانَ يَدري / لاحٍ يُعَنِّفُ
وَفي العِذار عذري / لَو كانَ يُنصِفُ
يَزري بِضوء البَدر / وَاللَيلُ مُسدِفُ
يَهفو فَوقَ حِقف / لَدناً إِذا اِنثَنى
وَعهدنا بِالكُثُبِ / لا تُنبِتُ القَنا
مالي يَدُ فَأَقوى / بالصَدِّ وَالنَوى
فارحم حَليفَ بلوى / قَد شفَّه الهَوى
لا يَستَطيعُ شَكوى / مِن شَدّة الجَوى
حمل بقدر ضَعفي / جِسمي مِن الضَنا
ومنِّني بالكذب / يا غايَةَ المُنى
يا دائِم الجِدالِ / تَنهى وَتأمرُ
أَضحى عَلى اِبتِذالي / وَفري يُشاجِرُ
إِن قَلَّ وفر مالي / فالعِرض وافِرُ
إِن خيفَ حتف / فالحَديثُ مُعلَنا
طَلائِعاً وَحَسبي / للخطب إِن عَنا
ما العيدُ في الأَيامِ / يأَتي بأوحد
يا أَوحدَ الأَنامِ / في كُلِّ سؤدَدِ
لا زِلتَ كُلَّ عامِ / عيدَ المعيِّدِ
يا غَوث مَن أَتاهُ / يا خيف يا مُنى
يا كعبة المُلبّي / في حَجّكَ الغِنى