القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الدَّهّان المَوصِلي الكل
المجموع : 7
دَعني وَلا تلحني في دَمعيَ الهِتنِ
دَعني وَلا تلحني في دَمعيَ الهِتنِ / فَما بَكيتُ بقدر الشَجو وَالشَجَنِ
باِصطِبارٍ بعد ما عَبثَت / أَيَدي المَنايا بِذاكَ المَنظَرِ الحَسَنِ
كَيفَ اِصطِباري وَما حُمِّلتُ من حَزَن / يَهُدُّ أَيسرهُ الحِصنين مِن حُصُنِ
قَد كانَ في الحُلمِ لي عَبداً وَكُنتُ لَهُ / بِحُكمِ حُبّي لَهُ عَبداً بِلا ثَمَن
وَما أَرَدتُ تَناسيه لأسلوَه / إِلّا وَذكرَّنيه هَزّةُ الغُصُن
لا أَرتَجي عَودَه في يَقظَتي أَبَداً / فَلَيتَه رده في رقدتي وَسَنى
أَو لَيته دامَ لي مِن بعد مَعرِفَتي / أَو لَيتَ معرفتي أَيامَ لَم تَكُنِ
يا نزهة العَين في جدّ وَفي لَعِب / وَمُنية النَفس في سِرِّ وَفي عَلَنِ
وَأحدقَ الناسِ في صَيد وأحسنهم / رَمياً وَأَبعَد مِن بخل وَمِن جُبُنِ
ما مالَ بَعدَكَ لي قَلبٌ إِلى أَحدِ / وَجداً ولا سَكنَت نَفسي إِلى سَكَنِ
مَنظَراً مُذ غِبتَ يُعجِبُها / عَيني وَلا سَمِعَت مُسَحسَناً أُذُني
لَهفي عليه غَداة الرَوعِ مِن أَسد / خالٍ مِن الغِشِّ مَملوءٌ مِن الفِطَنِ
حاوِ الشَمائِلِ مَعسولٌ خَلائقُه / صافي الأَديمِ أَبيُّ لَينٌ خَشن
رَماهُ في رأسِهِ سَهماً فَأَقصدهُ / دَهرٌ كنائنُه مَلىء مِن المِحَنِ
شَلَّت يَدا عابثٍ أَهوى بمُديَتِه / مَزحاً فَقَرَّقَ بَينِ الروح وَالبَدَنِ
صَبراً لما تحدث الأَيامُ مِن حَدَث / فالدَهر في جورِه جارٍ عَلى سَنَنِ
فالصَبرُ أَجمَلُ ثَوب أَنتَ لابِسَهُ / لِنازِل وَالتَعزّي أَحسَنُ السُنَنِ
وَهوَّن الوجد إِنّي لا أَرى أَحَداً / بِفُرقة الأَلِف يَوماً غير مُمتَحَنِ
يا ناصِر الدين يا مَن لا شَبيهَ له / لا زِلتَ وَالسَعد مقرونين في قَرَن
وَدامَ رَبعُك مأهولاً بِساكِنه / معطى السُرور وَمَمنوعاً مِن الحَزَن
يا أَشجَعَ الناس مِن عُجم ومن عَرَب / وَأَكرَمَ الناسِ مِن شام ومن يَمَن
عِش سالِماً في نَعيم لا اِنقضاءَ لَهُ / يَفديكَ كُلُّ الوَرى من
فَلا وَصلُها يَبدو فَتَبلى بِلا بِلى
فَلا وَصلُها يَبدو فَتَبلى بِلا بِلى / وَلا ليَ صَبرٌ مُنجِدٌ فأخونُها
نَحيلَةُ جَفنِ العينِ مِن غيرِ عِلَّة / كَذاكَ سُيوفُ الهندِ تَبلى جُفونُها
أَرى سودَها أَمضى وأفتك في الحَشا / فَما بالُ أَنقاها بَياضاً ثَمينُها
وَلَم أَنسها يَومَ النَوى إِذ تَحَجَّبَت / وَقَد غَفلَ الواشي وَغابَت عيونُها
فَفاضَت دُموعُ العَينِ حَتّى رأَيتَني / تَلفَّتُّ نحو الدارِ لا أَستَبينُها
فَما أَسبَلتِ إِذ أَعرضت من ستورها / بأَمنع مِمّا أَرسلَتها جُفونُها
لَو لَم تَخُن في يَمينها / وَمُدَّت لِتَوديع اليَّ يَمينُها
وَنَفسٌ إِذا هَبَّت جَنوب تَنَفَّسَت / تَحِنُّ اِشتِياقاً لَو شَفاها حَنينُها
فبالشرف الا عَلى هَواها وَشُكرِها / نَدى شَرفِ الدين بنِ عصرون دينُها
مَتى قَصَدت في طُرقها دونَ عزه / فَلا اِنفرجت عَن سَهلِ أَمرٍ حزونُها
وَإِن طَمعَت مِن غَيرِهِ في نَوالِهِ / فَلا صَدقَت فيما رَجَتهُ ظُنونُها
أَظُبى سُيوف أَم عُيون العَينِ
أَظُبى سُيوف أَم عُيون العَينِ / وَسِقامُ جِسم أَم سِقامُ جُفونِ
يا ظَبيَةَ الحَرمِ البَخيلة ما أَرى / ذاتَ التَكرُّم عَنكم تُسليني
حتّامَ يَسفحُ كُلُّ سَفحٍ مَدمَعي / والامَ لا تُقضى لديك دُيوني
طَرقَت وَقَد نامَ الخليُّ وَبيننا / جَبَلا زَرودَ وَبُرقَتا يَبرينِ
طرق الخَيالَ فَلَستُ مَن يَقوى عَلى / طَيفين طَيفِ كرى وَطَيفِ جُنونِ
كَفّي كفى بالفَقرِ دونك شاغِلاً / وَسُرايَ بَينَ سُهولِهِ وَحُزون
فَقَلائِصُ الهَمِّ الَّتي حَمَّلتُها / جُمَل المَديحِ إِلى جَمالِ الدينِ
سَمِحٌ إِذا قالَت شَواهِدُ جودِهِ / أَرجوه قالَ عَقائِد
يَرضى بِدون الشُكرِ مِن سُؤالِهِ / كَرَماً وَلا يَرضى لَهم
فالعِرضُ كالحَرَمِ المَصون بِبَذلِهِ / وَنَوالُه وَالمالُ غَيرُ مَصونِ
لا نَيله كَدرٌ بِكَثرَةِ مَطلِهِ / أَبَداً وَلا ما مَنَّ بالتَموينِ
قاضٍ يَرُدُّ الحقَّ أَبيضَ واضِحاً / إِن ضَلَّ رأيُ الحاكِمِ المأفونِ
يا عيد كُلِّ مُعيِّدٍ وَرَجاءَ كُلِّ / مُؤَمِّلٍ يا فَرحَةَ المِسكينِ
فَرضانِ شُكرِكَ وَالصَلاحُ يليهُما / عيدان عيدُ نَدىً وَعيدُ الدينِ
فاِسلم عَلى رَغمِ الحَسودِ مُخَلَّداً / ما غَنَّتِ الأَطيار فَوقَ غُصونِ
هَذا هُوَ السَعيُ لا ما يَدَّعي الواني
هَذا هُوَ السَعيُ لا ما يَدَّعي الواني / وَذي الوَقائِعُ لا أَيام ذبيانِ
أَدنيتَ حَين تَميم حينَ صُلتَ بِهِ / وَرُعتَ ياقوتاً المُستَكبرِ الجاني
وَحط بأسكَ عَن عَلياهُ مُرتَفِعاً / وَعزَّ جَيشُكَ قَهراً عِزّ طرخان
ما زِلتَ تُوليهِ احساناً وَتُضمَرهُ / لَهُ وَيُضمِرُ غَدراً تَحتَ اِدهانِ
يَبغي السَماءَ رَجاءً أَن سَيبلغها / جَهلاً بِهِ كانَ قَد ماهَلك هامانِ
ما خلتُ أَنَّ الأَماني تَخدَعَنَّ فَتىً / بِمَدِّ باعٍ قَصير نَحوَ كِيوان
وَلا مَشى وَيَرى الضَحضاحَ يُغرِقُه / نَحوَ العُبابِ مَجدٌ غير سَكران
وَغَرَّهُ البُعدُ عَن أُسدِ الشَرى فَطَغى / حَتّى رَآها تَبارى فَوقَ عُقبانِ
سَروا مَعَ اللَيلِ يُغنيهم تَهلُّلهم / عَن ضَوءِ بدر وَعَن اِيقاد نيران
مِن كُلِّ أَبلج مطعام إِذا جَنَحوا / للسلم أَشوسَ يَومَ الرَوع طَعّانِ
ساروا إِلى المَوتِ بَسّامينَ تَحسَبُهُم / ساروا لِوَصلِ حَبيب غِبَّ هُجران
يَستَعذِبونَ المَنايا نَجدَةً فَلَهُم / إِلى ظُباة المَواضي وَردُ ظَمآنِ
لا يَرهبُ المَوتَ أَدناهُم فَهُم بَدَدٌ / في كُلِّ دَهماءَ مِن مثنى وَوحدانِ
أَبدى هَوى بالعلى لِكِن رأى صَعَداً / مِن دونِها فَسلاها أيَّ سُلوانِ
لَو مُدىً في مَداها غَيرُ هيِّنَةٍ / ِذا لَنالَ المَعالي كُلُّ اِنسانِ
أَيُغتَرى فِريةً في ذِكرِ ماريَة / وآلِ جَفنةَ إِلّا عَقل حَيرانِ
قَد كانَ يَزأرُ زَأَرَ الأَسَدِ حينَ خَلا / وَمَرَّ لَمّا أَتَتهُ مَرَّ سَرحانِ
كَتائِبٌ سَدَّ عَينَ الشَمسِ عثيَرُها / فَأَشرقَت عُرُبٌ مِن تَحتِ تيجانِ
سَماءُ نَقع تَرى حيث اِتجهتَ بِها / بَدراً يَكُرُّ بِنَجمِ اثر شَيطانِ
فاِستعذَب الذُلَّ خَوفَ المَوتَ مُنهَزِماً / يَستقربُ البُعدَ أَو يَستَبعِدُ الداني
أَمرانِ مُرّانِ أَطرافُ البِلادِ عَلى / ناجي السَوابِق أَو أَطرافِ مُرّانِ
وَلَم يُفتَهَم وَلَكِن فاتَهُم شَرَف الا / قدامِ مِن غبن وَخُسرانِ
فَوَيلَهُ مِن غَبيٍ بتَّ تطلِبُهُ / وَباتَ نَشوانَ خَمرٍ غَيرَ نشيانِ
وَكانَ نَيل المَنايا لَو تُباحُ لَهُ / خَيراً لَهُ مِن حَياةٍ تُشمِتُ الشاني
حاطَ اِنتِقامَكَ بأساً قَبلَ باشِرِهِ / فَمذ مَلكتَ رَجا مَعمودَ احسان
ما أَحسَنَ العَفوَ عَفوٌ بَعدَ مَقدِرَةٍ / عَن أَقبحِ الذَنبِ كُفرٍ بَعدَ إِيمانِ
هَذي مَصارِعُ شانيكُم يُبَصِّرُها / ذو احنةٍ فيُلاقيكُم بشنان
يا ذاكِري وَرِكابي عَنهُ نازِحَةٌ / إِذا اللَئيمُ عَلى قُربِ تَناساني
مَدامِعُ البُعدَ أَغشَتني سَحائِبُها / عَليَّ يَهمينَ عَن ذي الهيدَبِ الداني
فِدىً وان قَلَّ مَنّانٌ عَليَّ بِما / لَم يعطنيهِ لِمُعطٍ غَيرَ مَنّانٍ
يَودُّ لَو كُسيَ الاصباحُ صِبغَتَهُ / أَو زيد في لَيلِهِ مِن عُمرِهِ الفاني
إِذا رأى قَومه مِن جودِهِ عَجَباً / قِدماً أَتاكَ بِثَان يَومُه الثاني
جُودٌ وَبأسٌ وَحِلمٌ تِلكَ شيمَتُهُ / مَعروفة أَبَداً في آل غَسّانِ
يَبنى عَلى مَجدِكَ المَعروف مُجتَهِداً / لا مَجدَ حَقاً لِغَيرِ الوارِث الباني
أَضاعَ فَضليَ أَنّي بَينَ جاهِلهِ / ذوُ الفَضلِ فيهم بَصيرٌ بَينَ عُميان
وَما أُبالي إِذا ما الدَهرُ قَيّض لي / لقياك مِن بعد ما يَمنى ليَ الماني
اعلاءَ مَجدٍ وَتَخليدٌ لِمكرُمة / لا رَفعُ قَصر وَلا تَخليدُ ايوانِ
سَعيٌ بِجدٍّ وَسَعيٌ رُبَّما اِختلفَ الأ / مرانِ جدّاهُما في الأَمرِ سِيّانِ
عَجباً لطيفكَ حين أَسعفَ موهِنا
عَجباً لطيفكَ حين أَسعفَ موهِنا / أَيُسىءُ بي وَيُزيلُ نَومي مُحسِناً
وَيُسري عَلى هَولِ الظَلامِ الى شَجٍ / لَو لا يَئِنُّ جَوىً لأَخفاهُ الضَنا
لَم أَنسَهُ وَتَيقُظي يُودي بِهِ / وَيَقولُ غير مُوَدِّع لا تَنسَنا
أَدنى مَراشِفَه فَقُلتُ تَعَجّباً / كَذِبَ الَّذي زَعمَ الخَيالَ مِن المُنى
لَم تجلهِ سِنَةُ الكَرى حَتّى اِنجلَت / عَنّي عَلى رُغمي فَودَّعَ واِنثَنى
بَذلَ الوِصالَ وَدونَهُ قِصَرُ الكَرى / ثُمَّ اِنثنَيتُ وَدونَهُ طولُ القَنا
هَل وَقفة أَشكو فتبرد لي حشاً / أَلهَبتَها وَجَعلتَها لَكَ مَسكَنا
بِأَبي الَّذي قالَ أدَّرِع لتجنُّبي / صَبراً فَما أَذنَبتُ ذَنباً هيِّنا
صَرَّحت باسمي فاِفتَضحتَ وَلَم تَضِق / عَنكَ الصِفاتُ وَلا عَجِزتَ عِن الكُنى
قُلتُ التذذتُ بِذكرِكُم فَرأَيته / أَولى مِن الوَصفِ المبين وَأَبينَا
فَعَساكَ تخفى بالسَميِّ وَمَن يَصِف / فردَ الصِفاتِ فَلَيسَ يَخفى من عَنا
قال اكنِ عَنّا غَيرَنا فأَجِبته / أَضحى لِساني عَن سِواكُم أَلكَنا
حَفِط اللِسان عَن القَبيح أَمانُ
حَفِط اللِسان عَن القَبيح أَمانُ / يَزكو بِهِ الاسلامُ وَالإِيمانُ
وَالصَمتُ عَمّا لا / بِوجودِها يَتَحَمَّلُ الانسانُ
وَحَياتُهُ مَحمودَةٌ بَينَ الوَرى / إِن تَختَفلِف في شُكرِهِ الأَديانُ
وَإِذا جِناياتُ الجَوارِح عُدِّدَت / فَأَشَدُّها يَجني عَلَيكَ لسانُ
حافِظاً لِفُصولِهِ / فيهِ يَخِفُّ وَيَثقِلُ الميزانُ
وَاِجعَل لَك التَقوى عِناناً مانِعاً / عَن فَضلِ قول مالَه
قالقَولُ فيهِ جَواهِرٌ مَنظومَةٌ / وَمعائِبٌ تَشقى بِها الآذانُ
وَلَرُبَّما نُشرت دَواوين التُقى / بالحَشرِ مالكَ بَينَها ديوانُ
مَهما تَقُل في الناسِ قالوا مِثلَهُ / وَلَرُبَّما زادوا عَلَيكَ وَمانوا
وَلَو اِستَتَرتَ بِثَلبهم لَم يَلبَثوا / الّا وَسرُّكَ بينهم اعلانُ
لا يَقصدونَ الصَفحَ عَمّا قُلتَهُ / فيهم لشيطانِ الخَنا اِخوانُ
وَالصَبرُ مَحمودُ المغَبِّ وَإِنَّما / يَقوى عَلى بَعضِ الأَذى الأَعيانُ
مَن كَفَّ كَفَّ الناسُ عَنهُ وَمَن أَبى / إِلّا الخَنا فكما يَدينُ يُدانُ
وَالحِلمُ يُطفىء عَنكَ كُلَّ عَظيمَة / كالماءِ لا تَبقى بِهِ النِيرانُ
وَالغُشُّ يُزري بِالفَتى وَلَو أَنَّهُ / بالفَهم قسٌّ وَالصَلاحِ بَيانُ
إِن تَبغِ عِزّاً في اِجتِرائِكَ أَوّلاً / فالنُكرُ في رَدِّ الجَوابِ هَوانُ
كُن كالطَبيب رأى الصَلاحَ بِلُطفِهِ / أَو كالزُلالِ نَجى بِهِ الظَمآنُ
وَإِذا بَسطتَ لِسانَ مَن لَم يَنهِهِ / دينٌ فأَينَ العَقلُ وَالعِرفانُ
لا تَرضَ أَن تَبقى عَلى أُغلوطة / يَغشاكَ فيها السُخطُ وَالشنآن
وَتَتَدارَكَ الأَمرَ الَّذي قَدَّمتَهُ / إِنَّ البَقاءَ بِمِثلِهِ جَذلانُ
لا خَيرَ فيمَن عِرضُه مُتَعَرِّضٌ / ما لا يُسَرّ بِسَمعِهِ الاخوانُ
شَرُ المآكَلِ لَحمُ مَن تَغتابُهُ / وَالوَجهُ فيهِ الزورُ وَالبُهتانُ
فَجَزاؤُكَ السُوءى عَن السُوءى وان / تَحسن فَإِنَّ جَزاءَكَ الاحسانُ
إِن لَم تُعدَّ أَوانَ تَوبتكَ الصِبى / فَمَشيبُ رأَسِكَ للمتاب أَوانُ
أَو كُنتَ قَد خَفَيت عَلَيك عَواقِبٌ / قَبلها عُنوانُ
وَإِذا تَعامى الطَرفُ عَن شَمسِ الضُحى / فَبأي شَيءٍ يَحصَلُ التِبيانُ
كَم قَد بَدا لَكَ في أُمورِكَ ظاهِراً / وَجهُ الهُدى وَنَبا بِكَ الحِرمان
وَلديك فُقدان الحَياة وَرِحلَةٌ / يَلقاكَ فيها القَبرُ وَالأَكفانُ
لا تَغترِر إِن عَجَّلت لَك مُهلَةٌ / ما في الرَدى خَدعٌ وَلا اِدهان
الذَنبُ ذَنبُ طَرفي
الذَنبُ ذَنبُ طَرفي / في الحُبِّ إِذا رَنا
فَكَم أَخَذتُ قَلبي / ظُلماً وَما جَنا
نامَ في خَفاء جِسم / في البُرد ناحلِ
لَم يَبقَ غير رسم / تَحتَ الغَلائِل
وَدمع عينيَ يهمي / يَهدي عَواذِلي
الثِياب تَخفي / ما بي مِن الضَنا
شحوبي / تَنسى فيفطنا
قَد لَجَّ في هَواه / أَو في نَوى قَذفِ
غَضبان ما رضاهُ / مِنّي سوى التلفِ
يُسرِف في أَذاهُ / لا خَيرَ في السَرَفِ
حِبُّ يحبُّ حَتفي / يَجفو إِذا دَنا
قَد فاقَ كُلَّ حسن / لَو كانَ مُحسِنا
لَو كانَ يَدري / لاحٍ يُعَنِّفُ
وَفي العِذار عذري / لَو كانَ يُنصِفُ
يَزري بِضوء البَدر / وَاللَيلُ مُسدِفُ
يَهفو فَوقَ حِقف / لَدناً إِذا اِنثَنى
وَعهدنا بِالكُثُبِ / لا تُنبِتُ القَنا
مالي يَدُ فَأَقوى / بالصَدِّ وَالنَوى
فارحم حَليفَ بلوى / قَد شفَّه الهَوى
لا يَستَطيعُ شَكوى / مِن شَدّة الجَوى
حمل بقدر ضَعفي / جِسمي مِن الضَنا
ومنِّني بالكذب / يا غايَةَ المُنى
يا دائِم الجِدالِ / تَنهى وَتأمرُ
أَضحى عَلى اِبتِذالي / وَفري يُشاجِرُ
إِن قَلَّ وفر مالي / فالعِرض وافِرُ
إِن خيفَ حتف / فالحَديثُ مُعلَنا
طَلائِعاً وَحَسبي / للخطب إِن عَنا
ما العيدُ في الأَيامِ / يأَتي بأوحد
يا أَوحدَ الأَنامِ / في كُلِّ سؤدَدِ
لا زِلتَ كُلَّ عامِ / عيدَ المعيِّدِ
يا غَوث مَن أَتاهُ / يا خيف يا مُنى
يا كعبة المُلبّي / في حَجّكَ الغِنى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025