المجموع : 20
تَحَلَّيا من حليةِ الزَّمانِ
تَحَلَّيا من حليةِ الزَّمانِ /
لا تَسكُنا منهُ إلى أمانِ /
لم تَريا عَوارضَ الفتيانِ /
كأنَّها سبائكُ العُقيانِ /
نيطت بنوعينِ من الهوانِ /
بشَعَرٍ من شائبٍ وفانِ /
شأنكما فقد عناني شاني /
رُدا زماني أو فخلِّياني /
أيامَ كنتُ والهاً تهواني /
يُقالُ هذانِ صُغيِّرانِ /
من الجواري ومن الغلمانِ /
خوطةُ بانٍ وقضيبُ بانِ /
جادَهما بالريِّ جَدولانِ /
قد جاورت في حوزة الثمانِ /
سسان وسسان كذا /
كان على الشبابِ خَلتانِ /
من سفيان مسحوبتان كذا /
فليُ جُفونِ أعيُنِ الغواني /
أيّامَ وجهُ لذَّتي وجهانِ /
من العِيانِ ومن الميدانِ /
خدنُ الصِّبا وصاحبُ الشبانِ /
أيامَ أغدو طَلِقَ العِنانِ /
من الأُكَيراحِ إلى خَفانِ /
فالظَّهرِ فالحيرة فالكُثبانِ /
دار نعيمِ الملكِ النُّعمانِ /
دار الظباء العُفرِ والظِّلمانِ /
والراح والرَّيحانِ والندمانِ /
فقدُ الشبابِ والرَّدى سيانِ /
أين الشَّفيعانِ المُقدَّمان /
صَفوُ الصِّبا وشِرَّةُ الشبانِ /
وأينَ سلطاني بلا سلطانِ /
على القلوبِ وعلى الأجفانِ /
مُزاهياً ذوائبَ الأقرانِ /
أما تَرى شيبيَ قد بَراني /
أهتزُّ مثلَ قُضُبِ الرَّيحانِ /
لا تَتَخطاني يدُ الأماني /
أسخطني الشيبُ وما أرضاني /
من جَعَلَ الجديدَ كالخُلقانِ /
أماتني الدهرُ كما أحياني /
بفُرقةِ الإخوانِ والأخدانِ /
شآكَ الزَّمانُ بكرِّ الزَّمانِ
شآكَ الزَّمانُ بكرِّ الزَّمانِ / وأفناكَ من كَرِّهِ كلَّ فانِ
إساءةُ دهرِكَ مَحفوفةٌ / بما لم يكن للصِّبا في ضَمانِ
ألا مُسعِدٌ فيبكّي الشبا / بَ في مأتمٍ صحِلٍ أروَنانِ
وأيّامَه الغُرَّ مثل الخطو / طِ بالمسكِ فوقَ خدودِ الحِسانِ
لياليَ لا يشبعُ الناظرانِ / إِذا قابلاكَ ولا يرويانِ
لياليَ أنت جُذيلُ الصِّبا / وأيامِهِ وعُذَيقُ الغواني
لياليَ لم يكتسِ العارضا / نِ شيباً ولم يُقصَص الشاربانِ
صغيرٌ وتِربايَ مُستَصغَرانِ / تَرامى الثماني بنا والثماني
فإن يكُ ذاك الزَّمانُ انقضى / وبُدِّلتَ أخبارَهُ بالعيانِ
فلا بالقِلى يُتناسى الصِّبا / ولا بالرِّضا رضيَ العاذلانِ
ونازلةٍ كنتُ من حَدِّها / على غَرَرٍ مثلِ حدِّ السِّنانِ
ومن نكباتِ خطوبِ الزَّمانِ / ألاحِظُها بِجَنانِ الجبانِ
ألا علِّلاني بما شئتُما / بزخرفةٍ بينَ كان وكانِ
كأنيَ لم أدرِ أنَّ الرَّدى / بهتكِ ستور الصَّبا قد رآني
وذاكَ له ببياضِ المشيبِ / في كُلِّ سالفةٍ مخلبانِ
شجاكَ الوميضُ ولذعُ المضيضِ / بنار الهَوَى وببرقٍ يماني
كأنَّ تألُّقَهُ في السماء / رجعُ حسابِ خفيفِ البَنانِ
ألا هل سبيلٌ إلى نظرةٍ / بكوفانِ يحيى بها الناظرانِ
يُقلِّبُها الصَّبُّ دون السَّدي / رِ حيثُ أقامَ بها القائمانِ
وحيثُ أنافَ بأرواقهِ / محلُّ الخَورنقِ والماديانِ
وهل أبكُرنَّ وكثبانُها / تلوحُ كأوديةِ الشاهجانِ
وأنوارُها مثلُ بُردِ البَنِيِّ / رُدَّعَ بالمسكِ والزَّعفرانِ
وهل أدنُوَنْ من وجوهٍ نأت / وهنَّ من النَّفسِ دونَ الدَّواني
أٌُناسٌ همُ الأنسُ دونَ الأنيسِ / وجَناتُ عيشكَ دونَ الجِنانِ
أخلايَ أُحفيكُمُ طائعاً / وأنتم منى النَّفسِ دون الأماني
ولكن يدُ الدَّهرِ رهنٌ بما / سَيَرمي بأسهُمِه الفرقدانِ
عسى الدَّهرُ أن يثني لي عِطفَهُ / بعطفِ الهَوَى وبعيشٍ ليانِ
وهيفاء تلحظُ عن شادنٍ
وهيفاء تلحظُ عن شادنٍ / وتُسفرُ عن قمَرٍ إضحيانِ
وتجهشُ عن نَفَسِ الياسمين / وتضحكُ عن زَهَرِ الأقحوان
وكالغُصُنِ البانِ جدل العِنان / وميادة القَضَبِ الخيزُرانِ
ترى الشَّمسَ والبدرَ معناهما / بها واحدٌ وهما معنيان
إِذا أطلَعت وجهَها أشرقا / بطلعتِها وهما آفلانِ
هواك هو الدُّنيا ونَيلُك ملكُها
هواك هو الدُّنيا ونَيلُك ملكُها / وهجرُكَ مقرونٌ بكلِّ هوانِ
كذبتك ما قلتُ الذي أنت أهله / بلى لم يجد ما فوق ذاك لساني
كلُّ جزءٍ من محاسنها
كلُّ جزءٍ من محاسنها / فيه أجزاءٌ من الفِتَنِ
في مجلسٍ جَعَل السرورُ جناحَهُ
في مجلسٍ جَعَل السرورُ جناحَهُ / ظلا له من طارقِ الحَدثانِ
لا تسمعُ الآذانُ في جَنَباتِه / إلاَّ ترنُّمَ ألسنِ العيدان
أو صوتَ تصفيقِ الجليسِ ونقرِهِ / وبكاءَ راووقٍ وضحكَ قناني
ألم أكُ يومَ الرَّوعِ أوَّلَ طاعنٍ
ألم أكُ يومَ الرَّوعِ أوَّلَ طاعنٍ / وإن كنتُ وسطَ الحيِّ كنتُ لهم مُزنا
كانَ يُبكينيَ الغناءُ سروراً
كانَ يُبكينيَ الغناءُ سروراً / فأراني أبكي له اليومَ حُزنا
قد مَضَى ما مَضى فليس يُرجّى / وبقي ما بقي فما فيه معنى
آه من خَطرةِ الكبيرِ إِذا ما / خَطَرَ اليأسُ دونَ ما يتمنى
ربَّما سرَّني صدودك عني
ربَّما سرَّني صدودك عني / وتنائيك وامتناعُك مني
ذاك ألا أكونَ مفتاحَ غيري / وإذا ما خلوتُ كنت التمني
إِذا رضيتَ فما ألقى أخا سُخُطٍ
إِذا رضيتَ فما ألقى أخا سُخُطٍ / وإن سخطتَ فكلُّ الناس ذو دِمَنِ
لبَّيكَ دعوة من إن شئتَ عزَّ وإن / أبديتَ سُخطَكَ لم يجتنَّ بالجُنَنِ
قد كان جدُّكَ عبد الله خيرَ أبٍ
قد كان جدُّكَ عبد الله خيرَ أبٍ / لابني عليٍّ حسينِ الخيرِ والحسَن
فالكفُّ يوهِنُ منها كلَّ أنمُلةٍ / ما كان من أختها الأخرى من الوَهَنِ
أشكو إلى الله خطاً لا يُبَلِّغني
أشكو إلى الله خطاً لا يُبَلِّغني / خطَّ البليغِ ولا خطَّ المُرجينا
إِذا هممتُ بشيءٍ لي أزخرِفهُ / سدَّت سماجتُه عني التَّحاسينا
أحسنُ من نيلكَ التمني
أحسنُ من نيلكَ التمني / وأخذُ مُلكٍ بلا تَعَنِّ
مقالُ معشوقةٍ لصَبٍّ / تَيَّمَها آهِ فَرَّ عني
ويومٍ قد ظلِلتُ قريرَ عَينِ
ويومٍ قد ظلِلتُ قريرَ عَينِ / به في مثلِ نعمةِ ذي رُعَينِ
تُفكِّهني أحاديثُ النَّدامى / وتُطربني مُثَقَّفةُ اليدينِ
فلولا خوفُ ما تَجني الليالي / قبضتُ على الفتوَّةِ باليدينِ
لقد أبقى مكانُكَ في لؤيٍّ
لقد أبقى مكانُكَ في لؤيٍّ / وآلَ محمَّدٍ خَلَلاً مُبينا
وليلٍ قد دأبتَ لهُ بآيٍ / من الفُرقانِ بينَ السَّاجدينا
فآنسَ شخصُكَ الجدثَ المُعفى / وأوحش قبرُكَ المُتهجِّدينا
يا ابنَ من بيتُهُ من الدِّين والإس
يا ابنَ من بيتُهُ من الدِّين والإس / لامِ بينَ المقامِ والمنبرينِ
لكَ خيرُ البيتينِ من مسجدي جَدِّ / كَ والمنشأين والمسكنينِ
والمساعي من لدنِ جدِّكَ إسما / عيلَ حتَّى أدرِجتَ في الرَّيطتينِ
حين نيطت بك التَّمائمُ ذاتُ ال / رِّيشِ من جُبريل في المنكبينِ
أنتما سيِّدا شبابِ جنانِ ال
أنتما سيِّدا شبابِ جنانِ ال / خُلدِ يومَ الفوزينِ والرَّوعتينِ
يا عديلَ القرآن من بينِ ذي الخَ / لقِ ويا واحداً من الثَّقلينِ
أنتما والقُران في الأرضِ مُذ أن / زِلَ مثلُ السماء والفَرقدينِ
قُمتُما من خلافةِ الله في الأر / ضِ بحقٍّ مقامَ مُستَخلفَينِ
قالَهُ الصَّادقُ الحديثُ ولن يف / ترِقا دون حوضِهِ واردينِ
وأوقعَ يومَ أُحدَ بهم جلاداً
وأوقعَ يومَ أُحدَ بهم جلاداً / يُزايلُ بينَ أعضادِ الشؤونِ
فلم يَترك لعبد الدارِ قَرماً / يُقيمُ لواءَ طاغيةٍ لَعينِ
فأفضوا باللِّواءِ إلى صُؤابٍ / فعانَقَه معانقةَ الوَضينِ
فخذَّمهُ أبو حسنٍ فأهوى / صريعاً لليدينِ وللجبينِ
ونودوا لا فتى إلاَّ عليٌّ / وليس كذي الفِقارِ حُمى جُفونِ
رأيتُ لسانَ المرءِ رائدَ عقلِهِ
رأيتُ لسانَ المرءِ رائدَ عقلِهِ / وعنوانَهُ فانظُر بماذا تُعنونُ
ولا تَعدُ إصلاحَ اللسانِ فإنهُ / يُخبِّرُ عما عندَهُ ويُبَيِّنُ
ويُعجبني زِيُّ الفتى وجمالُهُ / فيسقطُ من عينيَّ ساعةَ يلحنُ
من عَجَبِ الدَّهرِ أنَّ قاضيَنا
من عَجَبِ الدَّهرِ أنَّ قاضيَنا / يَسلِبُنا والأميرُ يَحمينا